سواليف:
2025-12-14@16:38:31 GMT

الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”

تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT

#الحب و #الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”

يُقال في الموروث الشعبي “بين الحب والبغض شعرة”، وهي عبارة تختزل في كلماتها القليلة فلسفة إنسانية عميقة تصف تقلب المشاعر البشرية، وتناقضاتها، وحدودها الهشة. فكم من محبة انقلبت فجأة إلى كراهية عارمة؟ وكم من خصومة تحولت إلى مودة راسخة؟ هل هي هشاشة في العاطفة؟ أم طبيعة متجذرة في الإنسان؟

في فلسفة المشاعر، لا يُنظر إلى الحب والبغض كمجرد مشاعر متعارضة، بل كقوتين متداخلتين تنبثقان من نفس الجذر العاطفي.

كلاهما يعبّران عن تعلق عميق، ولكن بصورة معكوسة. فالحب هو الانجذاب والقبول والاحتواء، بينما البغض هو الرفض والاشمئزاز والإقصاء. ومع ذلك، فهما وجهان لعملة واحدة: التفاعل الوجداني مع الآخر.

يقول الفيلسوف الألماني “فريدريك نيتشه”: “من يحب بقوة يكره بقوة”. وهذه العبارة تضيء جانبًا خفيًا في النفس البشرية، فالحب لا يكون قويًا إلا حينما يلامس جوهر الكينونة، وكذلك الكره، لا ينبع من فراغ، بل غالبًا ما يكون نتيجة خيبة في علاقة كنا نتوقع منها الكثير. لذا فالألم الذي يخلفه الحبيب، لا يشبه أي ألم، لأنه يأتي من أقرب الناس إلى القلب.

مقالات ذات صلة الأحزاب السياسية بين الفشل والاندثار 2025/08/03

وعلى الصعيد النفسي، يشير علماء النفس إلى أن التقلب بين الحب والبغض، لا يدل على ضعف في الشخصية، بل على حساسية وجدانية عالية. الإنسان بطبعه كائن معقد، يحمل داخله طيفًا واسعًا من المشاعر، قد تتنافر أحيانًا، لكنها تشكل في مجموعها هويته الشعورية.

أما مجتمعيًا، فتتقاطع هذه الثنائية في العلاقات اليومية: صداقة تنهار بسبب سوء فهم، أو خصومة تنتهي بتسامح. وفي العلاقات الزوجية خاصة، يتجلى هذا التداخل بوضوح. فكثير من حالات الطلاق، لا تحدث بسبب فقدان الحب، بل بسبب تراكم الجراح التي لم تجد طريقها للشفاء. والعكس صحيح، فقد تعود العلاقة أقوى بعد خلاف حاد، لأن الألم أزاح الأقنعة، وفتح المجال للصدق.

لكن ما الذي يجعل هذه الشعرة الدقيقة تنقطع؟ وهل يمكن حمايتها من التمزق؟ الجواب يكمن في الوعي. عندما نعي أن مشاعرنا قابلة للتقلب، وأن الآخر ليس دائمًا كما نتخيله، نصبح أكثر مرونة، وأقل تطرفًا. فنترك للحب أن يكون ناضجًا، لا عاطفة متهورة، وللكره أن يُضبط بالعقل لا أن ينفلت كوحش غاضب.

وفي نهاية المطاف، تظل هذه “الشعرة” رمزية. لا يمكننا الإمساك بها، لكنها تذكرنا بأن أجمل العلاقات وأصعبها، تتطلب وعيًا عاطفيًا، وصبرًا فلسفيًا، وقلبًا يعرف كيف يحب دون أن يغفل حدود الوجع.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

تأجيل محاكمة سائق قتل شخصا بسبب خلافات بينهما بشبرا الخيمة ليناير المقبل

قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الثانية، برئاسة المستشار أيمن عفيفى سالم، وعضوية المستشارين عبد العزيز على محمود، وشيرين صلاح حمدي، ومحمود أبو اليزيد جاب الله، وأمانة سر هاني خطاب، تأجيل نظر قضية اتهام سائق بقتل شخص لوجود خلافات سابقة بينهما باستخدام سلاح أبيض "مطواة"، لجلسة اليوم الثالث من دور شهر يناير 2026، للاستعداد والمرافعة.

 

النيابة توجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار للمتهم

وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية رقم 16013 لسنة 2025 جنايات قسم أول شبرا الخيمة، والمقيدة برقم 2622 لسنة 2025 كلي جنوب بنها، أن المتهم "عبد الرحمن إ أ"، 24 سنة، سائق، مقيم عزبة عثمان قسم أول شبرا الخيمة، لأنه في يوم 1 - 6 - 2025 بدائرة قسم أول شبرا الخيمة، قتل المجني عليه أحمد جمال إبراهيم، عمدا مع سبق الإصرار.

 

المتهم بيت النية وعقد العزم علي قتل المجني عليه

وتابع أمر الإحالة، أن المتهم بيت النية وعقد العزم المصمم على قتل المجني عليه، فعلى إثر خلاف استرعى بينهما تعدى عليه بالضرب حتى وقع فريسة لمناوشتهم، وما أن ظفر به حتي كال إليه عدة طعنات بسلاح أبيض "مطواة"، كان بحوزته استقر إحداها بفخذه الأيمن، فأحدثت به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أدت لوفاته.

واستطرد أمر الإحالة، أن المتهم أحرز سلاح أبيض "مطواة"، ما تستخدم في الإعتداء على الأشخاص بغير ترخيص.

 




مقالات مشابهة

  • إصابات بالاختناق جديدة في الزهور وصويلح بسبب ” الشموسة “
  • تأجيل محاكمة سائق قـ.ـتل شخصا بسبب خلافات بينهما بشبرا الخيمة إلى يناير المقبل
  • إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات
  • تأجيل محاكمة سائق قتل شخصا بسبب خلافات بينهما بشبرا الخيمة ليناير المقبل
  • العراق ضمن “عمالقة الموارد” والسادس عالميا وشعبه فقير بسبب الفشل والفساد والخيانة
  • بافلوس تروكوبولوس: العلاقات المصرية اليونانية تقوم على لغة إنسانية قوامها المشاعر والقيم الروحية
  • من شبح المصحة النفسية إلى بر الأمان.. القصة الكاملة لأزمة سيدة مع أشقائها بسبب الميراث
  • بيتكوفتيش: “أتمنى غياب الإصابات في تحضيراتنا للـ “كان””
  • غزة على أبواب “كارثة إنسانية” بسبب نقص الخيام والطقس القاسي
  • من لاوس.. شويغو يحذر من “الناتو الشرقي” وتقدير لدور سيسوليت في تعزيز العلاقات مع روسيا