نادر النجار.. مدرب فلسطيني خرج للبحث عن طعام لأطفاله ولم يعد
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
غزة- في صبيحة يوم 24 يونيو/حزيران 2025، توجّه نادر النجار، مدرب فريق خدمات جباليا لكرة القدم، كعادته في الأيام والأسابيع القليلة السابقة، إلى ما يسمى مركز المساعدات الإنسانية لمؤسسة غزة الأميركية في منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أسوة بعشرات الآلاف من الشباب طالبي المساعدات، ممن أنهك الجوع أطفالهم وأجبرهم على السير في هذا الطريق المحفوف بالخطر والذل.
كانت تلك المرة الرابعة التي يذهب فيها النجار (38 عاما) إلى المنطقة، على أمل أن يعود كالمرات السابقة ببضعة كيلوغرامات من الطحين الشحيح في الأسواق والباهظ الثمن، إلى جانب سلع أخرى مثل المعلبات التي لا فائدة صحية ترتجى منها إلا إسكات صرخات الجوعى من أبنائه الستة (أكبرهم 10 أعوام وأصغرهم 8 أشهر) ولو لبعض الوقت. لكنه ذهب ولم يعد، اختفى تماما كأن الأرض انشقت وابتلعته.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بحسابات رياضية.. هكذا صنعت إسرائيل مجاعة غزةlist 2 of 2مسك المدهون طفلة فلسطينية تواجه وضعا صحيا حرجا بسبب سوء التغذيةend of listخرج النجار من خيمته المنصوبة على أراضي المواصي غرب مدينة خان يونس، وهي المنطقة التي استقر بها منذ نزوحه عن معسكر جباليا بعد تدمير منزله ومنزل عائلته بالكامل واستشهاد والدته و3 من أخواته، فقرر البقاء فيها عكس بقية أشقائه الذين عادوا إلى مدينة غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، وكان الأمل يحدوه بالعودة من جديد وفي يده ما يسد رمق أطفاله.
جلس النجار داخل حفرة كبيرة موجودة خلف حاجز ترابي، منتظرا كغيره فتح المركز أبوابه، قبل أن يباغتهم جيش الاحتلال بإطلاق نار كثيف أوقع العديد بين شهيد وجريح في مجزرة إسرائيلية جديدة، وهذه آخر لحظة شوهد فيها النجار حيا وفق ما قاله شقيقه الأكبر محمد للجزيرة نت.
روايات متضاربةوبحسب محمد، فإن روايات شهود العيان المختلفة والمتناقضة زادت من قلق العائلة وتوترها على مصير ابنها، فهناك من قال إنه شوهد داخل مركز المساعدات بالفعل، وآخرون أكدوا رؤيته وهو داخل سيارة حاملا بعض المساعدات وفي طريقه للعودة إلى خيمته.
إعلانوأمام جميع الروايات، اتخذت العائلة الطرق الرسمية للبحث عن ابنها في محاولة لمعرفة مصيره، خاصة أن اليوم المذكور شهد أيضا حالات اعتقال واسعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لطالبي المساعدات.
طرقت العائلة أبواب المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، مثل الصليب الأحمر ومركز الدفاع عن الفرد "الهوموكيد" ومقره في القدس المحتلة، وكذلك مؤسسات الميزان والضمير والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، فجميعها لديها طلبات رسمية لمتابعة القضية.
هذه الخطوة جاءت بعد بحث مضنٍ من العائلة في جميع المستشفيات الحكومية والميدانية وفي ثلاجات الموتى، أملا في العثور عليه، لكنها لم تحصل على أي معلومة من شأنها أن تهدّئ من روعهم وتقلّل من توترهم، ليبقوا رهينة للخوف والقلق وترقب الأسوأ.
مصير مجهولومنذ اختفائه لم تحصل العائلة على أي معلومات خاصة من الجهات الدولية، فالصليب الأحمر يؤكد أنه تقدّم بطلب لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمعرفة إذا ما كان النجار معتقلا لديه، لكن المؤسسة الدولية أخبرت العائلة بأنها لم تحصل على رد وأن الأوضاع الحالية بهذا الخصوص زادت تعقيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خاصة في ظل كثرة ملفات المفقودين لديها وتعنّت الاحتلال في الكشف عن مصيرهم.
أما "الهوموكيد" فلديه توكيل رسمي موقّع من العائلة لمتابعة الملف، والذي ردّ بعد 20 يوما بأن مصلحة السجون الإسرائيلية أكدت أنه غير موجود في السجون المركزية التابعة لها.
وأشار المركز نفسه إلى أن نادر النجار قد يكون في أحد معسكرات الاعتقال التي أقامها جيش الاحتلال في مناطق غلاف غزة، ولا يُفصح عن أسماء من فيها إلا عند تحويلهم إلى مصلحة السجون، كما قال شقيقه محمد.
ولحين العثور على نادر أو معرفة مصيره، يمكث والده الحاج عوض (65 عاما) مع أحفاده ليعوّضهم ولو قليلا عن غياب والدهم، رغم قسوة الظروف المعيشية، بينما يحرص محمد وبقية أشقاء نادر على تقديم ما يمكنهم لإعالة أبناء أخيهم.
يُذكر أن نادر النجار سبق له تدريب أندية السلام وأهلي بيت حانون، كما عمل لفترة مساعدا للمدرب في نادي خدمات النصيرات، أما خلال مسيرته في اللعب فقد ارتدى قمصان أندية عديدة أبرزها شباب جباليا، واتحاد خان يونس، والمشتل، ونماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تجويع غزة
إقرأ أيضاً:
إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال شمال القدس
أصيب مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص تجاه أحد المواطنين قرب جدار الضم والتوسع العنصري في بلدة بيت حنينا، ما أدى لإصابته في الحوض والقدم
وعلى صعيد آخر، قالت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن الإفراج عن المحتجزين في غزة سيتم فجر الإثنين.
وأضافت: "الجيش تراجع للخط الأصفر وننتظر الإفراج عن المحتجزين دفعة واحدة".
وأكملت: "سنطلق سراح الأسرى الفلسطينيين فور الإفراج عن جميع محتجزينا".
وأردفت قائلةً: "مروان البرغوثي ليس جزءًا من صفقة التبادل، أكملنا الاستعدادات لاستقبال جميع المحتجزين الأحياء والقتلى".
وتابعت: "سيتم إطلاق سراح المحتجزين الـ20 دفعة واحدة، وسيتم إجراء فحص طبي للمحتجزين فور إطلاق سراحهم.
احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عددًا من المزارعين الفلسطينيين ومنعتهم من قطف ثمار الزيتون في أراضيهم ببلدة ترقوميا غرب الخليل.
جاء بالتزامن مع انطلاق الحملة الوطنية لقطف الزيتون في المحافظة دعمًا لصمود المزارعين في مواجهة اعتداءات الاحتلال والمستعمرين.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن قوات الاحتلال احتجزت المزارعين ومنعتهم من الوصول إلى أراضيهم القريبة من الشارع الالتفافي ومستعمرتي "ادورا وتيلم"، واستولت على مركباتهم، وهددتهم بعدم العودة إلى أراضيهم تمهيدًا للاستيلاء عليها لصالح التوسع الاستعماري في المنطقة.
وعبّرت الأمم المتحدة عن تقديرها لجهود مصر في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى غزة؟