محلل سياسي: صفقة “طوفان الأحرار” انتصار تاريخي للمقاومة في معركة الإرادة والاستخبارات
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محسن صالح، صفقة تبادل الأسرى التي جرت صباح اليوم الإثنين، إنجازًا تاريخيًا واستثنائيًا للمقاومة الفلسطينية تؤكد قدرتها على فرض إرادتها ومعادلاتها على العدو الإسرائيلي رغم الحرب المستمرة منذ عامين والحصار الخانق على قطاع غزة.
وقال صالح، في تصريح لوكالة شهاب، إن احتفاظ المقاومة بالأسرى الصهاينة لمدة عامين، رغم كل محاولات العدو الصهيوني الفاشلة لتحريرهم، هو عمل معجز وإنجاز عالمي غير مسبوق تحقق في ظل ظروف ميدانية واستخبارية بالغة الصعوبة، وفي مواجهة أعتى جيوش العالم وأقوى الأجهزة الاستخبارية الدولية التي فشلت جميعها أمام إرادة المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى أن للصفقة ثلاث دلالات مركزية تؤكد عمق المعنى الوطني والإنساني لهذا الحدث.
وأوضح أن الدلالة الأولى تكمن في عِظم مكانة الأسرى في وجدان الشعب الفلسطيني وفي وعي المقاومة، وخصوصًا حركة “حماس”، التي قدّمت آلاف الشهداء في معركة طوفان الأقصى وفاءً للأسرى الأبطال، وبذلت كل ما بوسعها لتحقيق هذا الإنجاز رغم الظروف المستحيلة التي عاشها قطاع غزة خلال عامين من الحرب والحصار.
وبيّن أن الدلالة الثانية، تتمثل في أن المقاومة الفلسطينية انتصرت في معركة الإرادة، إذ أثبتت “حماس” والشعب الفلسطيني أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تكسر إرادتهم أو تفرض عليهم الاستسلام، وأنهم قادرون على فرض شروطهم على العدو الصهيوني مهما بلغت التضحيات، معتبراً هذه الصفقة، رسالة واضحة للعالم بأن إرادة الحرية أقوى من آلة الحرب والدمار.
أما الدلالة الثالثة، بحسب المحلل السياسي، فتتمثل في أن المقاومة انتصرت في معركة الاستخبارات مع العدو الصهيوني، رغم ما يمتلكه من إمكانات هائلة ودعم استخباري من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى.
ولفت إلى أن جميع تلك الأجهزة فشلت في كشف مكان الأسرى أو الوصول إليهم، بينما نجحت “حماس” بقدراتها المحدودة في الحفاظ على سرية تامة لمواقع الاحتجاز طوال عامين، وهو ما يُظهر تفوقها التنظيمي والأمني وقدرتها العالية على إدارة الصراع.
وذكر صالح أن هذه الصفقة تؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية فحسب، بل منظومة متكاملة تمتلك الإرادة والعقيدة والانضباط والتنظيم، وقادرة على تحقيق معادلات نصر حقيقية في مواجهة العدو الإسرائيلي رغم الفارق الكبير في الإمكانات والظروف.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی معرکة
إقرأ أيضاً:
غزة تنتصر في "معركة العصر"
د. سعيد الكثيري
يُوصف طوفان الأقصى بمعايير كثيرة بأنَّه معركة العصر، التي أعادت رسم مفهوم الصراع، وهزمت مؤسسات الاحتلال العسكرية والأمنية وأخرست دعاياته بأنه جيش لا يُقهر وسببت له صدمة استراتيجية غير مسبوقة، وحطمت كيانه وكسرت هيبته، وأظهرت جرائمه التي أيقظت الوعي العالمي تجاه حقيقة هذا الصراع، وصمدت غزة بإيمانها لتغيّر المعادلات السياسية لمواجهة الاحتلال، وكشفت ازدواجية المعايير في السياسة وحقوق الإنسان ومثلت مقياساً للمواقف، وأحدثت تحوّلا كبيرا في الوعي العالمي وأعادت ترتيب الأولويات لتؤكد بأن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وأكدت أن معركة طوفان الأقصى هي بداية لعصر جديد تعود فيه للأمة عزتها ولفلسطين حريتها، ففي هذا الزمن الفاصل من تاريخ الأمة تتجلى معركة غزة كأعظم معارك العصر وأصدقها تعبيرًا عن إرادة الشعوب في التَّحرر والكرامة.
هي ليست معركة حدود أو سلاح؛ بل معركة وجود ووعي وصمود في وجه آلة الاحتلال ودول الاستعمار المساندة له بكل وسائل السلاح والتقنية الحديثة، وأثبتت غزة أن الإرادة أقوى من القوة، وأن الإيمان يصنع المعجزات وبقي شعبها واقفًا شامخًا، صامدًا، يكتب بدمائه فصول الحرية للأمة.
كشفت معركة غزة زيف الشعارات الغربية الرسمية عن العدالة وحقوق الإنسان، وفضحت صمت المؤسسات الدولية أمام جرائم الإبادة والتطهير العرقي، وفي الوقت نفسه أيقظت ضمير الإنسانية الحرة في العالم للتضامن مع غزة، التي تؤكد بأن معركتها ليست معركة حدودٍ أو مدينة، بل معركة شعبٍ وأمةٍ في وجه الاحتلال والعدوان، وقدّمت نموذجًا للصمود والصبر، ورسّخت معادلة بأنَّ فلسطين لن تُحرَّر إلا بالمقاومة والثبات، ومن تحت الركام رفعت راية العزة والانتصار للكرامة والإرادة الحرّة رغم الحصار والتجويع، وأعادت للأمة الثقة بأنَّ النصر ممكن حين تتوحّد الإرادة.
صمدت غزة رغم ثخن الجراح والألم وانتصرت للحرية والإنسانية.
وتبقى غزة شموخا وعزة.