معرض «تجربة شخصية» في طنطا.. بانوراما فنية تُجسّد تنوع الإبداع التشكيلي المصري
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في أجواء فنية ثرية عبقة بروح الإبداع، افتتحت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، معرض "تجربة شخصية"، رابع فعاليات مشروع المعارض الطوافة، وذلك بالمركز الثقافي بمدينة طنطا، في إطار جهود وزارة الثقافة لإثراء الحركة التشكيلية بالأقاليم وتعزيز التفاعل المباشر بين الفنانين والجمهور.
شهد الافتتاح حضور وائل شاهين مدير عام ثقافة الغربية، وعزة عادل مدير المركز الثقافي بطنطا، والفنان الدكتور أحمد السيد رومية، إلى جانب نخبة من التشكيليين والنقاد والإعلاميين.
المعرض يقام تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويضم 23 عملاً فنياً لعشرة فنانين تشكيليين، قدم كل منهم تجربته الخاصة برؤى تعبيرية متعددة تجمع بين الواقعية، والتجريد، والرمزية.
ومن أبرز المشاركين: د.أماني حبيب، سامي سعدة، سماح الشامي، وليد فرحات، شيماء أبو الدهب، نرمين فؤاد، مريم غبريال، يوستينا جورج، رانيا أبو الفتوح، وسليمان بلال.
قدمت د.أماني حبيب لوحتين بعنوان "في الملكوت"، جسّدتا رؤية تأملية للطبيعة عبر تدرجات لونية وانسيابية خطوط تعبر عن السمو الروحي، فيما عبرت سماح الشامي في لوحتيها "مشهد من الداخل" عن الصراع الإنساني بين الفكر والمشاعر باستخدام رموز مثل المفتاح والشجرة والقطة.
كما تناول سامي سعدة في أعماله ملامح الريف المصري وبساطة الفلاح، بينما جسدت نرمين فؤاد مشهدًا ريفيًا بقلم الرصاص يفيض بالسكينة والجمال.
أما يوستينا جورج فقدمت ثلاث لوحات عن الفن الإسلامي بجمالياته الزخرفية والرمزية مستخدمة فن الريليف وأحجار الزينة.
وتألقت شيماء أبو الدهب بلوحتين خطيتين مزجت فيهما بين الخط الكوفي الفاطمي والقيرواني، في حين أبدعت رانيا أبو الفتوح بأربع لوحات تناولت مفهومي الازدهار والتواضع مستخدمة خامات متنوعة كالألوان الزيتية وورق الذهب.
وطرحت مريم غبريال رؤيتها عبر أسلوب الديكوباج، بينما تناول سليمان بلال قضايا إنسانية واجتماعية في لوحتيه، وقدّم وليد فرحات أعمالاً رمزية أبرزها "حرية معمية" و*"لايف بانوراما"* التي تعكس رحلة الإنسان بين الواقع والحلم.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم الفنانين المشاركين بمنحهم شهادات تقدير لتميزهم الإبداعي.
يُنفَّذ المعرض من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية برئاسة ڤيڤيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية، ويستمر حتى 22 أكتوبر الجاري، ليؤكد مجددًا أن طنطا ما زالت منابرها الثقافية تنبض بالحياة والإبداع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: طنطا وزارة الثقافة قصور الثقافة ثقافة الغربية الدلتا الهيئة العامة لقصور الثقافة معرض فني الفن الإسلامي الفن التشكيلي المركز الثقافي بطنطا الفنانين التشكيليين الإبداع المصري الفنون البصرية ثقافة مصر معرض تجربة شخصية المعارض الطوافة الحركة التشكيلية الإبداع المحلي
إقرأ أيضاً:
المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض يناقش تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية
نظم المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض ندوة ثقافية عن تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية، حملت عنوان (مصر والسعودية: تاريخ من الثقافة المشتركة).
وحظيت الندوة برعاية وتشريف السفير إيهاب أبو سريع سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة.
وبحضور المستشار محمد عليان مدير مكتب العمل بالسفارة المصرية بالرياض، وشارك فيها من السعودية الأديب والمؤرخ السعودي محمد القشعمي الذي توقف عند محطات مهمة من تاريخ العلاقات الثقافية التعليمية بين مصر والسعودية، والباحث والإعلامي السعودي الدكتور عبد الله الحيدري الذي تحدث عن دور المؤسسات الثقافية في تعزيز الروابط بين البلدين الشقيقين، ورصد المشاركات الفاعلة للمثقفين المصريين في أنشطة الأندية الأدبية بالسعودية، وشارك من مصر الناقد والكاتب المصري الدكتور أبو المعاطي الرمادي الذي تحدث عن التأثير الإيجابي للتبادل الثقافي والتعليمي والإعلامي بين مصر والسعودية، وكذلك الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي الذي أدار الندوة وألقى كلمة عن جذور العلاقات المصرية السعودية.
وشارك بالحضور كلا من الدكتور محسن القرني مشرف التعليم الخاص بوزارة التعليم السعودية و النائب الحسيني الليثي عضو مجلس الشيوخ المصري، إضافة إلى الحضور المتميز من الأكاديميين والمثقفين من المملكة العربية السعودية ومن الجالية المصرية بالمملكة.
بدأت الندوة بكلمةٍ موجزةٍ للسفير إيهاب أبو سريع سفير مصر بالسعودية؛ رحَّب فيها بالمشاركين والحضور، وأكد خلالها عمق العلاقات المصرية السعودية، واصفًا هذه العلاقات بأنها علاقات استراتيجية تهدف إلى التكامل والتعاون والعمل المشترك في كل ما يحقق مصالح الأمة العربية والإسلامية، ويحقق رفعة البلدين الشقيقين، مؤكدًا أنها علاقات راسخة وممتدة عبر التاريخ لأنها تأسست على روابط من الأخوة والإيمان بالمصير المشترك، معتبرًا أن العلاقات والفعاليات الثقافية بين البلدين تعكس وتعزز وحدة الهوية العربية والإسلامية، وتفتح آفاقًا واسعةً للتقارب والتفاهم بين الشعبين الشقيقين.
وفي كلمته الافتتاحية؛ أكد الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور، الملحق الثقافي التعليمي المصري بالمملكة العربية السعودية أن الثقافة كانت دائمًا وستظل جسرًا راسخًا للتواصل بين الشعبين الشقيقين على مختلف المستويات، مشيرًا إلى أن التعاون في المجالات الفكرية والإبداعية والتعليمية والإعلامية يعبِّر عن قيمنا العربية والإسلامية الأصيلة، ويُسهم في التقريب بين القلوب وتعميق الفهم المشترك، ويبرز الصورة المشرقة للعلاقات المصرية السعودية، وينقلها بصدق وموضوعية للعالم.
كما تحدث الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور عن الدور المهم الذي تقوم به المكاتب الثقافية والتعليمية بالسفارات المصرية بالخارج بإشراف معالي وزير التعليم العالي المصري الأستاذ الدكتور أيمن عاشور، ومساعد الوزير رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات الأستاذ الدكتور أيمن فريد، موضحًا أنها تعد جسرًا حقيقيًّا للتواصل بين المؤسسات التعليمية والثقافية بين البلدين، فهي تعمل على رعاية الطلاب، وتنظيم الفعاليات، ودعم التعاون الأكاديمي، وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أن المكتب الثقافي المصري بالمملكة، والمكتب الثقافي السعودي في مصر بمثابة نموذجين مشرفين لهذا التعاون المثمر البنَّاء، وأن ما يقوم به المكتبان في المجالات الثقافية والتعليمية يعزز التعاون بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في مصر والسعودية، ويعملان بشكل فاعل على تطوير المناهج، وعقد الشراكات، وتفعيل البرامج، وتبني المبادرات التي تُسهم في إعداد أجيال واعية من أبناء البلدين الشقيقين.
وفي ورقته البحثية التاريخية تحدث الأديب والمؤرخ السعودي محمد القشعمي، صاحب كتاب (النشاط الثقافي السعودي المبكر في مصر)، عن بدايات العلاقات الثقافية والتعليمية والإعلامية بين مصر والسعودية؛ مشيرًا إلى أن هذه العلاقات بدأت من قبل تأسيس المملكة، وازدهرت بصورة كبيرة بعد تأسيسها، وقد رصد القشعمي عددًا من الصحف التي أسسها بعض السعوديين في مصر أثناء دراستهم هناك خلال الفترة من عام 1930 حتى عام 1955م، كما سلط الضوء على المجالس الأدبية والثقافية التي جمعت بين الأدباء المصريين والسعوديين آنذاك، موضحًا أن السعودية منذ تأسيسها حرصت على الاهتمام بالتعليم لأن البلاد في ذلك الوقت كانت في أشد الحاجة إلى مختلف العلوم والفنون، ولذلك أرسلت إلى مصر بعثة مكونة من (14) طالبا عام 1927م، وكان أغلبهم من صغار السن، ومن بينهم عبدالله بن حمود الطريقي الذي كان في العاشرة من عمره، وقد أكمل دراسته في مصر وأصبح لاحقا أول وزير بترول في المملكة.
كما تطرق القشعمي لمشاركة الطلاب السعوديين في الحياة الثقافية والصحفية أثناء دراستهم في مصر، وأشاد بإسهامات المدرسين المصريين في الحياة التعليمية والثقافية داخل المملكة.
وأشار الدكتور أبو المعاطي الرمادي أستاذ الأدب الحديث في جامعة الملك سعود إلى أن التواصل المصري العربي ليس ضرورة تفرضها البرتوكولات المنظمة للعلاقات بين الدول، بل هو تواصل أخوي يحمل الكثير من معاني الود والاعتراف بالمصير الواحد، ولعل أعلى درجات التواصل بين مصر والدول العربية، هو التواصل المصري السعودي؛ فمنذ نشأة الدولة السعودية الحديثة، وتوحيد الملك عبد العزيز للإمارات المتنازعة تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1932م، والعلاقات السعودية المصرية على المستوى السياسي في أروع صورها.
وعلى المستوى الثقافي تحدث الدكتور الرمادي عن اتفاقيات التعاون الثقافي بين مصر والسعودية في مختلف مجالات الثقافة، مستعرضًا بعض البنود المهمة التي اشتملت عليها تلك الاتفاقيات وما تعكسه من التوافق والروابط التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ومؤكدًا أن العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية مثال يحتذى به؛ فبين البلدين تراث ثقافي مشترك جعل للشعبين هوية خاصة مميزة، وقد نجحت حكومات البلدين في المحافظة على دعائمها باتفاقيات ومذكرات تفاهم تخطط للعمل الثقافي المشترك بين البلدين، وتعكس أهميته، وتوسع مجالاته.
أما الدكتور عبدالله الحيدري؛ الرئيس الأسبق لنادي الرياض الأدبي؛ وأستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد تحدث عن المشاركات الفاعلة للمثقفين المصريين في تاريخ الأندية الأدبية السعودية على مدى نصف قرن تقريبًا، مشيرًا إلى أن الأندية الأدبية نشأت في عام 1975 م في المدن الكبرى ثم توالى إنشاؤها في مدن أخرى حتى بلغت ستة عشر ناديًا، وقدم الحيدري رصدًا لكثير من الأسماء المصرية التي شاركت في الأنشطة الثقافية السعودية عبر منابر تلك الأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة وايضا عدد من الأدباء والأعلام الذين عاشوا في بعض مدن المملكة، أو الذين نشروا مقالاتهم وأبحاثهم وكتبهم من خلال المجلات والكتب التي تصدرها الأندية الأدبية السعودية.