دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك سبب وراء عدم قدرة عالمة الآثار، إيرسيليا دامبروزيو ،على كبح حماسها وهي تقود الطريق عبر ممرات خافتة الإضاءة عميقًا تحت هضبة "كابيتولين"، التي كانت ذات يوم في قلب روما القديمة. 

وفي مدينة كُشفت فيها تقريبًا كل كنوزها التاريخية، تُعد هذه المتاهة الضخمة تحت الأرض عالمًا غير مكتشف.

وقالت دامبروزيو لـCNN بينما واصلت الغوص في الظلام: "لم يرَ أحد هذه الكهوف والأنفاق منذ أكثر من قرن". 

وتمتد هذه الغرف التي تغطي حوالي 3,900 متر مربع، أي نحو ثلاثة أرباع مساحة ملعب كرة قدم أمريكي، في منطقة تقع تحت المنتدى الروماني القديم ومسرح "مارسيلو" الذي يعود عمره إلى ألفي عام. وفي أعمق نقطة، تمتد إحدى الكهوف إلى حوالي 300 متر تحت السطح.

تُعرف هذه الأنفاق باسم "مغارة كابيتولين"، وكانت جزءًا من نسيج روما حتى قبل أيام يوليوس قيصر، رغم أنها نُسيت في الأجيال الأخيرة. 

وقد تم تطويرها بشكل شامل في العصور الوسطى، وكانت قيد الاستخدام المستمر حتى عشرينيات القرن الماضي، وكانت تأوي في أوقات مختلفة مجتمعات بأكملها، بالإضافة إلى المتاجر، والمطاعم، كما أنّها استقبلت أشخاصًا احتموا داخلها من القنابل المتساقطة أثناء الحرب العالمية الثانية.

فوق الأرض، في صباح يومٍ حار في يوليو/ تموز عندما حصلت CNN على فرصة دخول حصرية إلى شبكة الكهوف، كان السياح يتصببون عرقًا بسبب درجات الحرارة التي بلغت 35 درجة مئوية أثناء استكشاف ساحة الكابيتولين التي صممها مايكل أنجلو في القرن الـ16، ومجمع متاحف الكابيتولين. 

ولكن الأجواء أبرد بكثير على عمق 22 مترًا تحت الأرض داخل الكهف، إذ تبلغ درجة الحرارة نحو 13 درجة مئوية تقريبًا.

مغلقة منذ قرن

بعض الممرات مبنية بشكل أنيق ومبطنة بالطوب، وذلك دليل على تطورها واستخدامها في القرن الـ19، بينما نُحِتت ممرات أخرى بشكل أكثر خشونة من حجر التوف، وهو صخر بركاني لين تكوّنت منه تلال روما السبع الشهيرة. 

ويعد المشي عبر هذه الأنفاق بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث تنكشف طبقات التاريخ المعقدة لروما أمام أعين الزائر.

اليوم، وبعد نحو قرن من إغلاقها بأوامر من الديكتاتور الفاشي الإيطالي، بينيتو موسوليني، أصبحت الأنفاق مزينة بالأضواء، وتشير السقالات وغيرها من معدات البناء إلى أنها لم تعد مهجورة. 

في الواقع، يجري الآن العمل على تجهيز الشبكة لاستقبال الزوار. 

وفي أواخر عام 2026 أو أوائل عام 2027، ستُفتح الأنفاق لتصبح واحدة من أحدث المعالم السياحية التاريخية في روما.

بالنسبة للخبراء الذين يعملون على تجهيزها، لا تزال زيارة المغارة رحلة استكشافية. 

ورُغم خضوع جزء كبير من المنطقة، بما في ذلك المنتدى الإمبراطوري والروماني والكولوسيوم القريب، لعمليات ترميم واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، إلا أن الأنفاق بقيت على حالها.

وأشارت دامبروزيو إلى أن تجربة الزيارة مصممة لتجمع بين علم الآثار وعلم الكهوف، وستجذب نوعًا مختلفًا من الزوار عن أولئك الذين يركزون على المواقع المعروفة فوق سطح الأرض. 

وأضافت: "هذه تجربة غامضة من نواحٍ عديدة". ورغم أنها بنت مسيرتها المهنية في مواقع مماثلة، فإن دامبروزيو تدير الجوانب الإدارية لهذا المشروع تحديداً، لكنها تقول إن شغفها الحقيقي يكمن في العمل الميداني والانخراط المباشر.

ولا يزال هناك الكثير مما يدهش الزوار. وعند التحديق إلى الأعلى في فراغ يمتد عالياً فوق أحد الأنفاق المصطفة بالحجارة، يمكن رؤية الأساس الرخامي الأبيض لمعبد "جوبيتر"، وهو كنز آخر من هضبة "كابيتولين" تم الانتهاء منه في القرن السادس قبل الميلاد.

الحب تحت الأرض

وقد خدم المجمع تحت الأرضي العديد من الأهداف على مر القرون، فكان في البداية عبارة عن محاجر حجرية، ومن ثم تحول لاحقًا إلى خزانات للمياه، قبل أن يُستخدم في نهاية المطاف كموقع للهياكل التجارية والمخازن. 

Credit: CNN

وفي القرن الـ19، كانت الكهوف المركز الاقتصادي لمجتمع من الطبقة العاملة كان يعيش في مساكن عامة متواضعة بُنيت على جوانب التل. 

وقيل إن عملاق الأدب الألماني، يوهان فولفغانغ فون غوته، وقع في حب امرأة كانت تعمل في إحدى الحانات هناك، وقد كتب عن هذه التجربة في مذكراته، "Italian Journey".

ولا يعرف الكثير من التفاصيل عن ما كانت تحتويه كل من الكهوف تحت الأرض تحديدًا أو متى، ولكن النقوش التي أعدها عالم الآثار والفنان الكلاسيكي الإيطالي في القرن الـ18، جيوفاني باتيستا بيرانيزي، تُظهر أنها كانت جزءًا نابضًا بالحياة من مركز المدينة.

إيطاليااكتشافاترومانشر الاثنين، 04 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات روما تحت الأرض فی القرن

إقرأ أيضاً:

ظاهرة نادرة تترقبها 9 دول عربية.. “كسوف القرن” يقترب!

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

لو زعم أحدٌ في الماضي أنه يعرف مواعيد كسوف الشمس وصَدق لوُصف بالساحر، إلا أن مثل هؤلاء اليوم علماء، يتقنون متابعة حركة الاجرام السماوية ويعرفون أننا على موعد قريب مع “كسوف القرن”.

الخبرات المتراكمة والتطورات العلمية المتسارعة لاسيما في العقود الأخيرة، منحت الإنسان القدرة على استباق بعض الظواهر الطبيعية والتنبؤ بمواعيدها. أقربها لقاء مرتقب مع “كسوف القرن” الواحد والعشرين.

هذه الظاهرة الطبيعية سيكون لنا موعد معها في 2 أغسطس 2027، وستكون على شكل كسوف كلي للشمس يستمر 6 دقائق و23 ثانية، لكنه سيبدو من مناطق روسيا الجنوبية كسوفا جزئيا فقط. هذا الكسوف سيكون الأطول منذ عام 1991.

من المعلومات اللافتة أن “كسوف القرن” سيغطي شريطا عرضه حوالي 260 كيلومترا وطوله أكثر من 15 ألف كيلومتر، سيمر بـ 11 دولة ومنطقة هي إسبانيا وجبل طارق، والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والمملكة العربية السعودية واليمن والصومال.

ستطول فترة “كسوف القرن” في عام 2027 بسبب عوامل فلكية محددة، منها موقع الأرض بالنسبة للشمس، وموقع القمر بالنسبة للأرض، إضافة إلى مرور مسار الكسوف بالقرب من خط الاستواء، حيث يتحرك ظل القمر على الأرض ببطء أكبر.

روسيا بالمناسبة كانت شهدت في 1 أغسطس 2008 نوعا من كسوف الشمس يسمى “الكسوف الروسي” لا يمكن أن يُشاهد إلا على الأراضي الروسية، وكانت أوضح منطقة لمراقبته غرب سيبيريا ونوفوسيبيرسك وما جاورها.

كسوف الشمس الكلي التالي سيطل على روسيا في 12 أغسطس 2026، وسيبدأ من شمال شرق شبه جزيرة “تيمير” الروسية الواقعة في سيبيريا، وسيمر على المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من القطب، وجزيرة غرينلاند، ثم يعبر أيسلندا ويدخل أراضي إسبانيا.

في كسوف الشمس الذي يحدث مرتين إلى خمس مرات سنويا، يحجب القمر الشمس بشكل كلي أو جزئي مُلقيا بظلاله على الأرض. هذه الظاهرة المذهلة لا تُرى إلا من سطح كوكب الأرض.

توجد أيضا لهذه الظاهرة الفلكية دورة محددة، وإن لم تكن دقيقة، تسمى دورات الكسوف، وأشهرها دورة “ساروس” وهي عبارة عن فترة زمنية مدتها تزيد قليلا عن 18 شهرا، وتتكرر فيما ظاهرة الكسوف بنفس الترتيب تقريبا وبعلامات متشابهة.

يغطي القمر الشمس بالتدريج، ويبدو قرصها من الأرض كما لو أن بقعة داكنة قد ظهرت على سطحه. لا يحدث كسوف الشمس إلا خلال المحاق، حين يكون القمر بين الأرض والشمس على نفس الخط. في هذه اللحظة، لا يكون القمر مرئيا في السماء.

روسيا على موعد أيضا مع كسوف شبه كلي في 1 يونيو 2030. ستظهر الشمس في هذا اليوم على شكل حلقة، وستكون الظاهرة مرئية على طول الحدود الجنوبية للبلاد الممتدة من البحر الأسود وبحر قزوين إلى بحيرة بايكال.

بالنسبة للعالم وللعام الجاري، تتوقع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” حدوث كسوف جزئي للشمس في 21 سبتمبر 2025، ستكون مراقبته ممكنة في أفريقيا وأوروبا وجنوب آسيا.

العام 2025 كان شهد كسوفا جزئيا في 29 مارس، رُصد في غرب وشمال أوروبا وفي شمال شرقها، وفي شمال غرب روسيا، وشمال شرق أمريكا الشمالية، وشمال غرب أفريقيا، وفي المنطقة الشمالية من المحيط الأطلسي، وفي غرينلاند، وفي الجزء الشمالي من القطب المواجه لشمال غرب روسيا وأوروبا والمحيط الأطلسي.

لا بد من ارتداء نظارات خاصة لكسوف الشمس أو استعمال طرق غير مباشرة لمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية مثل أجهزة العرض ذات الثقب الدقيق.

على محبي مراقبة كسوف الشمس توخي الحذر وعدم النظر إلى الشمس مباشرة من ودون وسيلة للحماية، لأن الكسوف الجزئي يشكل مخاطر جسيمة على العين.

مقالات مشابهة

  • هشام العسكري: في قت من أوقات الأرض كانت جميع القارات مجمعة في قطعة أرض يابسة واحدة
  • لن تراه هذا الشهر.. ما موعد كسوف القرن وماذا سيحدث؟
  • «سينقلب النهار إلى ليل».. موعد كسوف الشمس الكلي «كسوف القرن» ومناطق رؤيته
  • 9 دول عربية على موعد مع (كسوف القرن)!
  • ظاهرة نادرة تترقبها 9 دول عربية.. “كسوف القرن” يقترب!
  • 6 دقائق من السحر السماوي.. العرب على موعد مع مشهد لا يُنسى
  • كسوف نادر بطول 6 دقائق.. كسوف القرن يمر فوق اليمن و10 دول أخرى
  • 9 دول عربية بينها اليمن على موعد مع كسوف القرن
  • منها الجزائر.. 9 دول عربية ستشهد “كسوف القرن”