قدمت هيئة فنون الطهي، وشبكة سلو فود الإيطالية، النتائج الملموسة الأولى لمشروع تكوين "سلو فود السعودية"، الذي يروّج لتراث الطهي الغني في المملكة العربية السعودية وتنوّعه البيولوجي، كما يروّج لمنتجي الأغذية والطهاة والحِرفيين الذين يحفظون تراث الطهي عبر تسجيل الأطعمة المحلية في قوائمهم وعرضها في أسواقهم، ويطمح المشروع إلى حماية التنوع البيولوجي المحلي، وتسليط الضوء على أهمية المنتجات التقليدية.

وأعربت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر عن سعادتها بإنجاز المرحلة الأولى من التعاون مع شبكة سلو فود العالمية "Slow Food International" بنجاح، وكذلك بمشاركة فريق المشروع من الهيئة في هذه الرحلة التي عززت من خبراتهم في استكشاف التنوع الثقافي والإنتاجي للمملكة.

وقالت إن شبكة سلو فود تُعد حركةً عالمية تعمل لضمان الغذاء الجيد والنظيف والعادل للجميع، والدفاعِ عن التنوع الثقافي والبيولوجي، وتعزيز التثقيف الغذائي، إلى جانب نقل المعارف والمهارات التقليدية، والتأثير على السياسات في القطاعَين العام والخاص"، وذلك كجزء من الاستراتيجية المشتركة التي صاغتها هيئة فنون الطهي السعودية مع تأسيس شبكة سلو فوود في المملكة العربية السعودية.

من جانبه، قال باولو دي كروس الأمين العام لشبكة سلو فود (Slow Food): "لقد عملنا في السعودية مع الذين يزرعون ويعتنون بطعامنا يومياً من المزارعين والطهاة والمهندسين الزراعيين، وتكمن الخطوة الأولى من ذلك العمل في وجود منتجات جديدة على سفينة التذوق "Ark of Taste"، وإنشاء 13 مجتمعاً سعودياً للأغذية المهددة بالانقراض"، مضيفاً: "نطمح إلى إنشاء مجتمعات ذات ممارسة مستقلة، حيث يقود بعضَها مزارعون يُربّون الحيوانات، بينما يقود البعضَ الآخر طهاةٌ يعيدون نشر المكونات التراثية والتقليدية التي تم تهميشها من خلال استيراد الوجبات السريعة ومثيلاتها من المكونات الأخرى التي تسهم في زيادة الأمراض المزمنة، وتُقوّض السيادة الغذائية للمملكة".

 وأضاف: "علاوةً على ذلك، يتمتع قادة الأغذية من مناطق مختلفة الآن بإمكانية التعلم من بعضهم البعض وتبادل الخبرات وإيجاد حلول مشتركة، وفي حين أن النُّظم الإيكولوجية والاقتصادات والظروف تختلف من منطقة إلى أخرى، فإن العديد من القضايا هي نفسُها، ومن خلال إنشاء هذه المجتمعات، سنحاول إحياء الإرث الغذائي التاريخي لمستقبل واعد".

بدوره قال ريتشارد مكارثي، عضو مجلس شبكة سلو فود (Slow Food): "شهدنا بفضل هذا المشروع على إنشاء مجتمعاتٍ في السعودية بأكملها، والآن نحن مستعدون لمواصلة المشروع جنباً إلى جنب مع هذه الشبكة الجديدة على الأرض، وبفضل دعم هيئة فنون الطهي، فإننا نطمح إلى تطوير مسارات جديدة لتذوق الطعام، وتعريف التنوع البيولوجي السعودي المذهل للعالم بأسره، وتفخر شبكة سلو فود -بوصفها جامعةً ورائدةً ومسؤولة عن توجيه حركة الغذاء الأوسع- بالمساهمة في جعل هذه الثروة من التنوع البيولوجي للأغذية الزراعية السعودية المعروفة".

 وفي نهاية هذه المرحلة الأولى التي تُعد جزءاً من تعاونٍ مدتُه ثلاث سنوات، تم إنشاء 13 مجتمعاً جديداً للأغذية المهددة بالانقراض في كل منطقة سعودية، وانضمام 60 منتجاً جديداً إلى سفينة التذوق "Slow Food Ark of Taste" وهو الأرشيف الدولي للمنتجات التي على وشك الانقراض، كما تم تسجيل ما مجموعه 135 عضواً في سلو فود السعودية (Slow Food Saudi Arabia) من 13 منطقة بالمملكة، حيث جرت تسمية كل مجتمع تبعاً لمنطقته: الرياض، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، والشرقية، وعسير، والقصيم، وتبوك، والجوف، والباحة.

 وتُعد جميعُ المجتمعات في المناطق الـ 13 مجتمعاتٍ رائدةً في مشاريع "سلو فود" الأخرى، فعلى سبيل المثال تعمل منطقتا المدينة المنورة وعسير على تطوير مسارَين في مشروع السياحة من أجل الأكلات التراثية والتقليدية (رحلات سلو فود) Slow Food Travel الذي يقدم نموذجاً جديداً للسياحة، ويتكوّن من لقاءات وتبادلات مع المزارعين، وصانعي الجبن، والخبازين الذين سيكونون رواةً فريدين لمناطقهم وتقاليدهم المحلية. وخلال السنة الأولى من المشروع وبالتعاون مع المجتمعات المحلية، وُضِع الأساس لإنشاء أسواق المزارعين المستوحاة من نموذج سلو فود Slow Food الدولي لأسواق الأرض.

واختير أول 60 منتجاً سعودياً على "سفينة التذوق" بعناية، وذلك وفقاً لاعتباراته الثقافية وأهميته في الطهي، وتختلف المنتجات من التمر والعسل والتوابل والحبوب والفواكه والخضروات إلى اللحوم ومنتجات الألبان التي تُزرع في المملكة منذ قرون، كما تطمح "سفينة التذوق" إلى زيادة الوعي حول الأطعمة السعودية، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث الغذائي المحلي، وتشجيع الناس على دعم المستهلكين الذين يُمكِنهم المساعدة في الحفاظ على هذه الأطعمة الفريدة والمهمة للأجيال القادمة، وسيسهم هذا البحث بشكلٍ كبير في حماية التنوع البيولوجي للتراث الغذائي للمملكة.

وتعمل شبكة سلو فود "Slow Food" على تعزيز تعليم التذوق، والدفاع عن التنوع البيولوجي، وضمان التنمية الاقتصادية للطهي، ومن خلال شراكتها مؤخراً مع هيئة فنون الطهي يحتفي الطرفان بتراث الطهي الغني بالمملكة وزراعتها، بما يتماشى مع رؤية الهيئة في ترسيخ ثقافة فنون الطهي السعودية، وتحويل المملكة إلى موطنٍ للتجارب المميزة عبر تجسيدِ أفضل قِيَم الضيافة والثقافة في المملكة محلياً وعالمياً، وذلك من خلال تراثها ومواهبها في فنون الطهي، كما يهدف المشروع إلى تحويل المملكة إلى وجهةٍ رائدة للأذواق الفريدة والغنية في الشرق الأوسط والعالم العربي، وسيستمر التعاون في مرحلةٍ جديدة تشمل عدة برامج تعمل عليها الهيئة لتحقيق رؤيتها، مثل الترويج الدولي، والدبلوماسية الغذائية، وبرامج التبادل، والبرنامج السعودي للسياحة الغذائية داخل مناطق المملكة.

وتعاونت هيئة فنون الطهي مع شبكة سلو فود في تهيئة الظروف للحفاظ على الطرق الغذائية التراثية والتقليدية، وتطوير ريادة الأعمال في مجال الغذاء الذي يحترم البيئة، ومنح التقدير لأولئك الذين يعملون في الأرض، ولنوعية الطعام الذي يزرعونه، وذلك من أجل تعزيز التذوق للطعام الوطني، وإبراز التنوع البيولوجي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: هيئة فنون الطهي التنوع البیولوجی فی المملکة الأولى من الذین ی من خلال

إقرأ أيضاً:

المرأة السعودية في الصفوف الأولى

في مشهدٍ وطني يزهو بالإنجازات المتتابعة، جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين معالي الدكتورة إيناس العيسى نائبًا لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة، تأكيدًا جديدًا على التزام المملكة العربية السعودية بتمكين المرأة وتمهيد طريقها نحو القيادة المؤثرة. هذا التعيين ليس مجرد منصب، بل هو تجسيد لرؤية تُعلي من الكفاءة وتراهن على العقول النسائية في صنع القرار وإعادة تشكيل ملامح المستقبل.

الدكتورة إيناس، التي امتدت مسيرتها بين البحث العلمي والعمل المؤسسي، ونشرت أكثر من 50 ورقة علمية، تعد نموذجًا مضيئًا للمرأة السعودية التي تجاوزت سقف التوقعات، وأسهمت في رسم مسارات علمية وتمكينية ملهمة. مثل هذا القرار لا يعكس الثقة فقط، بل يُعدّ رسالة واضحة بأن الوطن يتسع لطموحات المرأة ويعتمد على خبراتها في المراكز القيادية.ويأتي هذا التوجه ضمن سلسلة من القرارات النوعية التي شهدتها السنوات الأخيرة، والتي تمثلت في الدور الريادي لسمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، والتي نقلت صوت المرأة السعودية للعالم، وكانت وجهًا مشرقًا لرؤية وطنية تنطلق من الداخل وتخاطب الخارج بلغة الاحترام والتأثير.وتعيين معالي الدكتورة هلا التويجري رئيسةً لهيئة حقوق الإنسان، والتي أدارت بوعي استراتيجي ملفات جوهرية في قضايا المرأة وتمكينها القانوني والاجتماعي، وساهمت في تطوير خطاب الحقوق بثقة واتزان.

إن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، لا تكتفي بالتمكين كشعار، بل تصنع له مسارات عملية ومناصب تنفيذية. فالتمكين هنا ليس استثناءً، بل جزء من منظومة تُعيد تشكيل المجتمع السعودي ليكون أكثر شمولاً وإنصافًا.

ختامًا، كل امرأة تتبوأ منصبًا قياديًا هي نافذة تفتح الأفق لبنات الوطن، ودعوة صامتة لكل فتاة تقول لها: الطريق إليكِ معبّدٌ بالجدارة، لا العوائق. والمملكة اليوم تُعيد كتابة التاريخ النسائي في مفاصل القرار، لا بالكلمات، بل بالأفعال.

د.تهاني عبدالرحمن الصغير – جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شخبوط بن نهيان آل نهيان يلتقي رئيس المرحلة الانتقالية في بوركينا فاسو
  • غداً انطلاق المرحلة النهائية لدوري الدرجة الثانية لكرة السلة
  • إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجة الـ 26 بأسوان
  • المرأة السعودية في الصفوف الأولى
  • خطاب يفوز على شرطة طرطوس في دوري الدرجة الأولى بكرة القدم
  • تفصيل حكومي لخطوط مشروع مترو بغداد
  • إطلاق المرحلة الثالثة من طروق السعودية لتوثيق فنون المنطقة الشرقية والغربية
  • هيئة الموسيقى توثق الإبداعات السعودية
  • إزالة 49 حالة تعد على الأراضي بمركزي ديروط وأسيوط ضمن المرحلة الأولى من الموجة الـ 26 للإزالات
  • انطلاق المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية في لبنان