الذهب يلمع من جديد.. «أوبك» ترفع الإنتاج فكيف سيؤثر القرار على أسعار النفط؟
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
أعلنت منظمة أوبك ودول التحالف “أوبك+” عن زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر 2025، في خطوة تهدف إلى استعادة الحصة السوقية وتحفيز الاقتصاد العالمي، وسط حالة من عدم الاستقرار الأمني في منطقة البحر الأحمر التي تُعد ممرًا حيويًا للنفط.
وقال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن هذا القرار جاء رغم تراجع أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1% ليصل إلى 69.
وأشار عكوش إلى أن توترات البحر الأحمر، خاصة التهديدات المرتبطة بباب المندب وقناة السويس، تؤثر بشكل مباشر على تكاليف النقل والمخاطر الجيوسياسية، مما قد يدعم الأسعار أو يمنع هبوطها رغم زيادة الإنتاج.
بدوره، أكد الدكتور هاني أبو الفتوح، الخبير الاقتصادي المصري لوكالة سبوتنيك، أن أسعار النفط في 2025 تشهد حالة من الترقب والتذبذب بين عوامل زيادة الإنتاج من جهة والتوترات السياسية والعسكرية من جهة أخرى.
وأوضح أن السوق لا يتأثر فقط بالأرقام، بل بالخوف من تطورات أمنية مفاجئة في مناطق حساسة مثل البحر الأحمر.
وأوضح أبو الفتوح أن عوامل أخرى مثل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الصين، وزيادة الإنتاج من دول خارج أوبك، تضغط على الأسعار نحو الانخفاض، متوقعًا أن يبقى سعر البرميل بين 60 و66 دولارًا، أقل من التقديرات السابقة.
يُذكر أن الدول المشاركة في زيادة الإنتاج تشمل السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، مع زيادة مستهدفة لإنتاج كل دولة.
ضبابية الاقتصاد الأميركي ورسوم ترامب تعززان أسعار الذهب إلى مستويات قياسية
مع تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي وتقلبات الأسواق العالمية، يتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن يعكس الثقة والاستقرار، خصوصاً في ظل ارتفاع المخاطر المرتبطة بالتضخم والسياسات التجارية، ونتيجة لذلك، أعادت مؤسسات مالية كبرى مثل “سيتي غروب” و”غولدمان ساكس” و”فيديليتي إنترناشونال” تقييم توقعاتها لأسعار الذهب بشكل أكثر تفاؤلاً.
وتتزامن هذه التوقعات مع ضبابية الاقتصاد الأميركي وتداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا، والتي تشمل شركاء تجاريين رئيسيين مثل كندا والبرازيل والهند وتايوان، مما يؤدي إلى تأجيج التضخم ومخاوف حرب تجارية عالمية.
وتشير تقديرات “سيتي غروب” إلى احتمال ارتفاع سعر الذهب بين 3300 و3600 دولار للأونصة خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بعد أن كانت التوقعات السابقة تتوقع تداول السعر دون 3000 دولار.
وتدعم هذه النظرة أيضًا التوترات الجيوسياسية المستمرة، ومنها الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مما يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما ساهمت البيانات الاقتصادية الأميركية الأضعف، خاصة في سوق العمل، في زيادة توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر، وهو ما يضعف الدولار ويدعم ارتفاع الذهب.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات، طارق الرفاعي، أن تدهور توقعات النمو والتضخم في الولايات المتحدة، وارتفاع التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية، والمخاطر الجيوسياسية، بالإضافة إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة، كلها عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب وتعزز الطلب الاستثماري عليه.
من جانبها، أكدت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس أن الاقتصاد الأميركي يشهد حالة من التدهور النسبي مع غياب الرؤية الواضحة، ما يدفع المستثمرين نحو الذهب خاصة في ظل ضعف أداء الدولار، وتوقعت استمرار ارتفاع أسعار الذهب، وربما تجاوزها 3700 دولار للأونصة قبل نهاية العام 2025.
إحصائياً، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 3% في الربع الثاني من 2025 ليصل إلى 1,249 طناً، مع زيادة القيمة بنسبة 45% إلى 132 مليار دولار، وتركز الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب والبنوك المركزية، التي أضافت 166 طناً إلى احتياطياتها، رغم تباطؤ وتيرة الشراء، مع استمرار توقعات إيجابية للطلب في المستقبل.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار النفط الاقتصاد العالمي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية زیادة الإنتاج أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
النفط يهبط مع زيادة إنتاج أوبك+
تراجعت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة اليوم، متأثرة بزيادة إنتاج تحالف أوبك+ وتزايد المخاوف من ضعف الطلب العالمي.
واتفق تحالف أوبك+ على زيادة الإنتاج بنحو 547 ألف برميل يوميًّا في سبتمبر؛ مما أدى إلى ضغط على الأسعار.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت (82) سنتًا أو (1.2%) إلى (67.94) دولارًا للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط (88) سنتًا أو (1.3%) إلى (65.41) دولارًا.
وكان الخامان قد سجلا أيضًا خسائر تتجاوز 1% في جلسة أمس، ليلامسا أدنى مستوياتهما في أسبوع.