مستشفى المسرة.. مبادرات مبتكرة لتحسين خدمات المرضى وكفاءة التشغيل
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
نفذ مستشفى المسرة مجموعة من المبادرات خلال الربع الأول من العام الجاري ركز خلالها على الابتكار والتقنية، كنقلة نوعية تعكس التزام المستشفى بتقديم خدمات أكثر كفاءة، مرونة، واستجابة لاحتياجات المجتمع.
وأكد الدكتور بدر الحبسي، مدير مستشفى المسرة على أهمية الاستثمار في التحول المؤسسي والرقمي، لافتا إلى أن التقدم لا يُقاس فقط بالتقنيات، بل بتكامل الفريق، وصدق الرسالة، وعمق الأثر الذي تحدثه المؤسسة في حياة الناس.
ورغم أن المشروع لا يزال في طور التوسع، فإن بوادر النجاح واضحة فقد ارتفع مستوى رضا المرضى من خلال تقليص فترة انتظار المواعيد، وأصبح الضغط أقل على العيادات الحضورية، كما انخفض تغيب المرضى عن المواعيد بنسبة 5%.
نقلة في الرعاية السريرية
ودشن قسم إدارة الجودة وسلامة المرضى مبادرة تحسين الجودة السريرية استجابة للحاجة المتزايدة لتطوير جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وتقليل الأخطاء الطبية، ورفع كفاءة الأداء السريري.
وتهدف المبادرة إلى تحسين جودة الرعاية السريرية من خلال تطبيق أفضل الممارسات المبنية على الأدلة، رفع كفاءة الكادر الطبي عبر تطوير مهارات اتخاذ القرار السريري والحد من الأخطاء الطبية بالإضافة إلى تعزيز سلامة المرضى وتجربتهم لتحقيق رضا المرضى والامتثال لمتطلبات الاعتماد الصحي.
ويتوقع أن تثمر هذه الخدمة في تقليل الأخطاء الطبية وتحسين الأداء السريري، ورفع التزام الكوادر بالمعايير المعتمدة وجودة الرعاية، وتحسين نتائج الاعتماد الصحي.
فرز طوارئ متقدم
وعمل قسم الطوارئ وقسم التمريض على إحداث نقلة نوعية في خدمات الطوارئ النفسية عبر تبني النظام الأسترالي لفرز الحالات النفسية الطارئة (ATS) ليكون بذلك المؤسسة الصحية الوحيدة في سلطنة عمان التي تطبق نظامًا دوليًّا متقدمًا يتماشى مع طبيعة الحالات النفسية الحرجة.
واستطاع مستشفى المسرة بعد تطبيق النظام تحقيق نتائج ملموسة بخفض متوسط وقت الانتظار من 3-4 ساعات إلى ساعة واحدة فقط خلال 3 أشهر، وتقليل الازدحام بنسبة 75% في منطقة الانتظار، ورفع كفاءة الطاقم الطبي وتحقيق التزام عال.
نقل المعرفة
ويعد برنامج «السلامة الشخصية والتعامل مع الحالات العدائية» من البرامج الرائدة في إطار التزام مستشفى المسرة بنقل المعرفة وترسيخ ثقافة السلامة في بيئات الرعاية الصحية، وبدأ قسم التطوير والتوجيه المهني بتنفيذ البرنامج في مستشفى المسرة منذ أكثر من عشر سنوات، كأحد أدوات التمكين الفعال للكادر الطبي والإداري في مواجهة التحديات السلوكية التي قد تظهر أثناء التعامل مع بعض الحالات النفسية.
وقد أثبت البرنامج أثره الواضح في خفض نسب الحوادث وتعزيز مبدأ الأمان في بيئة العمل.
ونظرا للإقبال المتزايد من المؤسسات الصحية الأخرى، تم هذا العام التوسع في نطاق البرنامج ليشمل تدريب مدربين معتمدين من خارج المستشفى بهدف نقل هذه التجربة الرائدة وتعزيز تطبيقها في بيئات صحية متعددة.
وفي إنجاز يعد ثمرة لهذا الجهد تم تدشين البرنامج رسميا في المديرية العامة لمستشفى خولة ليساهم في تعزيز معايير السلامة وتمكين العاملين من التعامل الأمثل مع المرضى ذوي السلوك العدائي، بما يضمن حماية الجميع -الموظف والمريض- ويكرس بيئة رعاية صحية أكثر أمنا واحترافية، تأكيدا على أهمية تعزيز كفاءة وجودة البرنامج التدريبي ومتابعة أداء المدربين.
هذا التوسع يؤكد على دور مستشفى المسرة كمركز وطني رائد في تطوير قدرات الكوادر الصحية، ونقل التجارب الناجحة، تحقيقا لرؤية عمان 2040 في بناء نظام صحي آمن متكامل ومستدام.
تحول رقمي شامل
ودشن قسم الخدمة الاجتماعية صفحة إلكترونية عبر نظام الشفاء لتوثيق بيانات المريض وأسرته بشكل آمن وسري، ما أدى إلى تسهيل المتابعة المهنية، وتعزيز التواصل بين مختلف التخصصات، كما تمكن القسم من تحليل الحالات واستخراج الإحصائيات لدعم اتخاذ القرار وتطوير الخدمة.
وفي يناير 2025، انطلقت التجربة الفعلية لتفعيل صفحة الأخصائي الاجتماعي الطبي في نظام الشفاء، كأداة رقمية متقدمة لتوثيق المهام باحترافية عالية. توثق الصفحة بشكل آمن وسري أعمالا تشمل دراسة الحالة، جمع المعلومات، التواصل الأسري، العلاج الجمعي، المتابعة، وخدمات العيادة الخارجية لتحدث نقلة نوعية في جودة الرعاية الاجتماعية.
وتتواصل عملية التقييم والمتابعة منذ انطلاق الصفحة التجريبية حيث ترصد الملاحظات وتناقش المقترحات الواردة من الأخصائيين الاجتماعيين في اجتماعات شهرية داخلية، واجتماعات تنسيقية مع تقنية المعلومات بمستشفى المسرة ووزارة الصحة، وهذه الجهود التكاملية أثمرت تنفيذا سريعا وتعاونا مثمرا نحو تحسين دائم.
إدارة المواعيد
وفي خطوة استراتيجية جديدة نحو رفع كفاءة الخدمة الصحية تمت إعادة هندسة منظومة العمل وجدولة المواعيد في العيادات المساندة لوضع حد لمشكلة قوائم انتظار المواعيد الطويلة بعد أن تجاوز بعضها أشهرا بنقل صلاحيات التعيين في المواعيد الجديدة إلى قسم المعلومات والإحصاء، ما أسهم في تسارع وتيرة الخدمة بانخفاض متوسط فترة الانتظار إلى شهر واحد فقط للحالات المجدولة للمتابعة، واستجابة فورية للحالات الجديدة وحصول المرضى الجدد على مواعيد خلال ٣ أيام كحد أقصی بالإضافة إلى دقة معلوماتية تعزز الأمان الطبي وتحديث بيانات المرضى بنسبة ٩٨% ما أسهم في رفع جودة الرعاية وسلامة التواصل السريري، كما اعتمد المشروع نظاما فعالا للتقييم والمتابعة المستمرة يشمل تقارير شهرية دقيقة ترفع مباشرة إلى مدير المستشفى لرصد مؤشرات الأداء ضمان سير العمل بكفاءة وتقارير ربع سنوية استراتيجية تدمج ضمن ملف الإجادة للمؤسسية وترفع إلى وزارة الصحة، وبذلك أثبت مستشفى المسرة أن التركيز على المريض أولا والكفاءة التشغيلية دوما هو الطريق نحو خدمات صحية رائدة ومستدامة.
كما اهتم المستشفى بإشراف قسم التثقيف الصحي بتنفيذ خطة إعلامية تثقيفية ليوضح رسالة المستشفى كمؤسسة رائدة في الصحة النفسية، ويجيب عن تساؤلات المجتمع حول الخدمات العلاجية والبرامج التأهيلية المتوفرة. وجاءت هذه المبادرة استجابة لحاجة مجتمعية متزايدة لفهم طبيعة المستشفى من الداخل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة. ويسلط الضوء على أقسام المستشفى، ويعزز الوعي بطبيعة الرعاية النفسية المقدمة، في خطوة تهدف إلى كسر الوصمة، وتعزيز ثقة المجتمع بطلب الدعم النفسي في بيئة علاجية متكاملة.
التكامل الرقمي
وضمن جهود التحول الرقمي في خدمات الرعاية النفسية، جاءت مبادرة قسم المعلومات والإحصاء الصحي بإدراج التقارير الطبية إلكترونيا عبر نظام الشفاء كخطوة استراتيجية لتعزيز الكفاءة وتحسين تجربة المستفيد؛ فبعد أن كانت عملية إعداد التقارير الطبية بأنواعها (الشخصية- الحكومية- القضائية) تتم بشكل غير منظم وبإجراءات متفاوتة، ما أرهق الموارد وأبطأ سير العمل، جاء هذا التحول ليوحّد الإجراءات، ويُحدث نقلة نوعية في السرعة والدقة.
كما تم دمج التقارير الشخصية والحكومية في مسار موحد داخل نظام «الشفاء»، مع الحفاظ على خصوصية التقارير القضائية عبر مسار مستقل خارج النظام.
وتم ربط الخدمة بالتوقيع الإلكتروني لكافة الأطراف المعنية، ما أسهم في اعتماد رسمي سلس دون أوراق أو زيارات متكررة، محققا نقلة فعالة في تبسيط الإجراءات وتعزيز الخصوصية.
إدارة الأسرّة إلكترونيًّا
قام قسم التمريض بدمج خدمة إدارة الأسرة في نظام الشفاء لتحسين تدفق المرضى ورفع جودة الخدمات ويجري حاليا تقييم جدواها وفعاليتها تمهيدا لتوسيع نطاق تنفيذها على مستوى المؤسسات الصحية الأخرى، وصولا إلى اعتمادها كمشروع وطني موحد يسهم في تحقيق نقلة نوعية في إدارة الخدمات الصحية بالمستشفيات. وتهدف المبادرة إلى تحقيق نقلة نوعية في إدارة موارد المستشفى، من خلال تسهيل حركة المرضى منذ لحظة دخولهم حتى خروجهم، وتقليص فترات الانتظار، ما يعزز من رضا المرضى ويرتقي بتجربتهم العلاجية، كما تدعم المبادرة اتخاذ القرار بناء على بيانات دقيقة، وتضمن الاستخدام الأمثل للموارد الصحية، ما ينعكس إيجابا على كفاءة التشغيل داخل المؤسسات الصحية.
البحث والابتكار
وشهد الربع الأول من العام الجاري نشاطا بحثيا ملحوظا تمثل في تنفيذ عدد من الدراسات البحثية التي تناولت موضوعات محورية في مجالات الصحة النفسية المختلفة في إطار التزام لجنة الدراسات والبحوث بمستشفى المسرة بالارتقاء بجودة الرعاية الصحية النفسية وتعزيز الممارسات المبنية على الأدلة العلمية، وقد ساهمت هذه الأبحاث في تسليط الضوء على تحديات واقعية يواجهها المرضى والممارسون والمجتمع على حد سواء، كما أسهمت في اقتراح حلول مبتكرة قابلة للتطبيق في بيئة العمل على وجه التحديد وعلى مستوى المؤسسات الصحية بسلطنة عمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرعایة النفسیة المؤسسات الصحیة مستشفى المسرة نقلة نوعیة فی جودة الرعایة نظام ا
إقرأ أيضاً:
سؤال برلماني لوزير الصحة بشأن زيادة رسوم خدمات «الصحة النفسية»
سلطت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو مجلس النواب وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، الضوء على أزمة جديدة تهدد حقوق المرضى في مستشفيات الصحة النفسية بعد تطبيق اللائحة المالية الجديدة التي رفعت تكلفة الإقامة اليومية من 150 جنيهًا إلى 550 جنيهًا.
وأوضحت عضو مجلس النواب ، في بيان صحفي، أن هذه الزيادة التي بدأت الوزارة تنفيذها مؤخرًا أثارت موجة من التساؤلات الدستورية والإنسانية، لا سيما أنها لا تتضمن تقديم أي خدمات طبية ضمن التكلفة الجديدة، مما يضع عبئًا ماليًا ثقيلاً على أسر المرضى.
وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن هذه الخطوة تتعارض مع حق العلاج المجاني الذي نص عليه الدستور في المادة 18، مشيرة إلى أن اللائحة السابقة كانت تضمن تخصيص نسبة 60% من أسرة المستشفيات الحكومية للعلاج المجاني، والتي تم تقليلها لاحقًا إلى 25%، أما اليوم فتشير المؤشرات إلى إلغاء هذه النسبة تمامًا في مستشفيات الصحة النفسية.
ولفتت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، إلى أن هذا الإجراء يفتقر إلى الشفافية والإعلان المسبق، مما يزيد من القلق حول دوافع القرار وآثاره على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
ارتفاع تكلفة العلاج النفسي يشكل عبئًا على الأسر والأكثر ضعفًا في المجتمع المصري
وطرحت النائبة هناء أنيس رزق الله تساؤلات مهمة حول منطق تحميل الأسر تكلفة الحجز الإجباري للمرضى النفسيين، الذين غالبًا ما لا يملكون مصادر دخل مستقرة.
وأوضحت أن هذه الفئة من المرضى تنتمي في الغالب إلى أسر فقيرة تواجه صعوبات اقتصادية، مما يجعل تطبيق اللائحة الجديدة عبئًا إضافيًا غير مبرر على المجتمع.
وأضافت أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة في مسلسل تحميل المواطن أعباء انهيار الخدمات العامة، خاصة في قطاع الصحة النفسية الذي يجب أن يُعامل كمسؤولية مجتمعية ودستورية، لا كرفاهية يمكن التضحية بها.
وناشدت النائبة وزارة الصحة مراجعة قرارها والتراجع عن تطبيق الزيادة على حالات الحجز الإجباري على الأقل، مع التأكيد على ضرورة حماية حق العلاج المجاني الذي يكفله الدستور.
مطالبات بتوضيح أسباب إصدار اللائحة المالية الجديدة وتعزيز شفافية القرارات الصحية
واختتمت النائبة هناء أنيس رزق الله حديثها بدعوة وزير الصحة والسكان إلى توضيح الأساس الذي اعتمدت عليه الوزارة في إصدار اللائحة المالية الجديدة لمستشفيات الصحة النفسية، مؤكدة أهمية الشفافية والإعلان الواضح لتفاصيل هذه القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.
وشددت على ضرورة إعلان موقف الوزارة من حق العلاج المجاني، خصوصًا في المستشفيات النفسية، وضرورة ضمان توفير الرعاية الطبية لكل مريض، دون تحميل أسرهم أعباء مالية تفوق طاقاتهم. وأكدت أن المراجعة الفورية لهذه اللائحة ضرورية للحفاظ على حقوق المواطنين والدفاع عن مبدأ العدالة الصحية في مصر.
ويُعد مستشفى العباسية واحدًا من أهم الصروح العلاجية النفسية في مصر، حيث يستقبل حالات نفسية معقدة وخطرة، كمرضى الذُهان الذين قد يُشكلون خطرًا على أنفسهم وعلى من حولهم. وغالبًا ما تلجأ العائلات – تحت ضغط العجز وقلة الحيلة – إلى إيداع هؤلاء المرضى في المستشفى، لعدم قدرتها على رعايتهم داخل المنزل.