تشهد العاصمة عدن حراكًا حكوميًا ورئاسيًا متسارعًا لإعادة تشغيل مصافي عدن، أحد أبرز المرافق الحيوية في البلاد، ضمن جهود إنعاش الاقتصاد الوطني، وتحسين خدمات الطاقة، وتخفيف معاناة المواطنين التي تفاقمت نتيجة التدهور المستمر في مستوى الخدمات الأساسية.

وبحث عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، مع وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي، جملة من الترتيبات الفنية والمالية الجارية لتأمين إعادة تشغيل المصفاة خلال الفترة المقبلة.

واطّلع الزُبيدي خلال اللقاء على أبرز الخطوات التي تم اتخاذها لتأمين التمويل اللازم للمصفاة، بما في ذلك نتائج التنسيق مع البنوك المحلية لتوفير مبلغ 20 مليون دولار، لتغطية المرحلة الأولى من إعادة التشغيل، والتي تتضمن تكرير 6000 برميل من النفط الخام يوميًا لإنتاج المشتقات البترولية الأساسية.

وتطرّق اللقاء إلى الجهود المبذولة لتوفير كميات من النفط الخام المحلي بهدف تشغيل المصفاة واستقرار منظومة الكهرباء في العاصمة وعدد من المحافظات المجاورة، حيث أوضح الوزير الشماسي أن العمل جارٍ على تأمين إمدادات نفطية محلية تُستخدم في تكرير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، في محاولة لتقليص فجوة الانقطاعات وتحسين القدرة التوليدية.

كما ناقش الجانبان مستوى التنسيق القائم مع الشركة الصينية المنفذة لمحطة كهرباء المصفاة، تمهيدًا لعودتها إلى عدن واستكمال أعمال التركيب المتبقية، وهي خطوة من المتوقع أن تعزز القدرة التوليدية للمصفاة وتدعم الشبكة الكهربائية في المدينة التي تعاني من ضغط هائل جراء ارتفاع الطلب على الطاقة.

وفي سياق متصل، قدّم وزير النفط إحاطة حول نتائج المباحثات التي أجراها مؤخرًا مع ممثل الجانب الروسي في اللجنة اليمنية-الروسية المشتركة، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة والمقرر انعقاده في سبتمبر المقبل.

وأشار الشماسي إلى أن هذه التحركات تهدف إلى تنشيط الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة والنفط، وتوسيع مجالات التبادل التجاري بين الجانبين، ما يُعد خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني واستقطاب مشاريع تنموية جديدة إلى العاصمة عدن وبقية المحافظات.

وتُعد مصافي عدن من أقدم وأهم المنشآت النفطية في اليمن، وقد توقفت عن العمل لسنوات بسبب الحرب وتردي البنية التحتية. وتُمثل إعادة تشغيلها أولوية اقتصادية ووطنية، بالنظر إلى دورها في تكرير الوقود محليًا، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وخفض تكلفة المشتقات النفطية، إضافة إلى مساهمتها في توفير فرص عمل وتعزيز الإيرادات العامة.

وتعكس هذه التحركات المكثفة توجهًا واضحًا لدى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة نحو استعادة الدور الحيوي لمصافي عدن، باعتبارها ركيزة أساسية لدعم منظومة الطاقة، وتحفيز النشاط الاقتصادي، وتحقيق خطوات ملموسة على صعيد تحسين الخدمات، في وقت تتزايد فيه التحديات المعيشية والضغوط على البنية التحتية والخدمات العامة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

الانتقال إلى تشغيل الغلاية الرئيسية لمصفاة أنربك بالهيدروجين

عقدت الهيئة المصرية العامة للبترول (EGPC) التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية، ورشة عمل لمراجعة النتائج الفعلية للتشغيل التجريبي لمشروع تغيير نظام الوقود المستخدم بالغلاية الرئيسية بشركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات «أنربك»، حيث تم استبدال الغاز الطبيعي في تشغيل الغلاية باستغلال فائض الهيدروجين كوقود بديل.

تم ذلك من خلال استغلال حوالى 12 ألف طن من الغازات الغنية بالهيدروجين كبديل عن 20 ألف طن من الغاز الطبيعي في تشغيل الغلاية كتجربة رائدة في قطاع البترول بما يحققه من وفر اقتصادي ومردود بيئي.

وتم عقد الورشة بمقر شركة أنربك بالإسكندرية، بحضور ممثلي الهيئة المصرية العامة للبترول الدكتور تامر عايش مساعد الرئيس التنفيذي للهيئة للبيئة والمشرف على السلامة والصحة المهنية والمهندس أحمد غسان مساعد نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والمشروعات والمهندس محمد طلعت مدير عام كفاءة الطاقة بالهيئة والمهندس سيد الراوي رئيس شركة أنربك والدكتور خافير كافادا العضو المنتدب لشركة ميتسوبيشى باور.

وأوضح الحضور خلال أعمال الورشة والجولة الميدانية بالمشروع، أنه تماشياً مع استراتيجيات وزارة البترول ومجهودات الهيئة المصرية العامة للبترول نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين كفاءة الطاقة والعمل على استخدام الطاقة النظيفة واستبدال مصادر الوقود التقليدية، تم تقديم هذا النموذج الناجح في تبنى حلول مبتكرة لدعم الاقتصاد الوطني وتحسين كفاءة الطاقة والحفاظ على الاستدامة البيئية، حيث تم البدء في التشغيل التجريبي لمشروع استغلال فائض الهيدروجين كوقود بديل للغاز الطبيعي في مارس 2025 بالغلاية الرئيسية بشركة أنربك من خلال شركة ميتسوبيشي صاحبة الرخصة، و يُعد المشروع خطوة مهمة في تعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، ويحقق المشروع خفض انبعاثات كربونية حوالى 59 ألف طن سنويًا تمثل حوالى 35% من إجمالي الانبعاثات الكربونية للشركة.

وحصل المشروع على جائزة فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، الدورة الثالثة عام 2024، وهي إحدى المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تهدف إلى تشجيع المشروعات التي تهتم بالبعد البيئي والاستفادة من التكنولوجيات المتقدمة، كما تم اختيار المشروع للعرض فى مؤتمر المناخ COP29، وهو ما يعكس الاهتمام والدعم الكبير من الدولة لجهود التحول الطاقى داخل قطاع البترول، ويعد هذا المشروع مثالًا رائعًا على قدرة الهيئة المصرية العامة للبترول في التخطيط والتطبيق والتطوير المستمر فى العمل على استدامة زيادة الكفاءة الإنتاجية والحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية فى إطار السعي الدؤوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

اقرأ أيضاًانخفاض في سعر الذهب بصاغة مصر والبورصات العالمية

الدولار يتوقف في البنك المركزي المصري عند 48.39 جنيه اليوم

مجلس الوزراء يوافق على 11 قرارًا خلال اجتماعه الأسبوعي اليوم

مقالات مشابهة

  • ما أبرز ملامح الخطة التي تناقشها حكومة نتنياهو لـإعادة السيطرة على غزة؟
  • رفض مصري قاطع .. تسريبات: 4.7 مليار دولار مقابل تهجير ربع مليون فلسطيني
  • وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد عنجراني لـ سانا: في إطار الخطة الوطنية للنهوض بكل القطاعات في مختلف المحافظات السورية، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم المهمة التي تهدف إلى إقامة مشاريع تنموية واستثمارية متكاملة تشمل قطاعات السكن، السياحة، البيئة،
  • إعادة تشغيل مستشفى حيس الريفي تنعش آمال الرعاية الصحية
  • تشغيل الأضواء عالميا دفعة واحدة!.. تحديات وتداعيات على الكهرباء
  • الانتقال إلى تشغيل الغلاية الرئيسية لمصفاة أنربك بالهيدروجين
  • مذكرات التفاهم الاستثمارية التي وقعت اليوم بحضور الرئيس الشرع تشمل مجموعة من المشاريع الاستراتيجية الكبرى وعددها 12 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار أميركي
  • لتوفير 16 ألف فرصة عمل.. 9 شركات تستثمر 41.6 مليون دولار بالمنطقة الحرة بالإسماعيلية
  • البنك الدولي يمنح تركيا تمويلاً بقيمة 748 مليون دولار