حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
الغيبة والنميمة .. من الكبائر وهي سبب كبير من أسباب عذاب القبر ، واللسان هو سبب هلاك الإنسان وعذابه في الأخرة، وحذرنا الله تعالى من الغيبة فى قوله تعالى:" وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"(سورة الحجرات:12).
وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمن له الجنة"، ومضمون الحديث التنبيه على خطورة اللسان والفرج، والحث على حفظهما، وأن من فعل ذلك كان جزاؤه الجنة.
أن الغيبةهي ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بالسّوء بظهر الغيب، فإذا ذكرت إنسانًا بكلام لو وصله لساءه لكنت بذلك قد اغتبته، اما النميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد .
هناك حالات تُباح فيها الغيبة والتى أوردها الفقهاء في بيت شعري، وهو «القـدحُ ليس بِغيبةٍ في سِتَّةٍ مُتظلِّمٍ ومُعرِّفٍ ومُحذِّرِ.. ولِمُظهِرٍ فِسقًا ومُستَفتٍ ومَن طلبَ الإعانةَ في إزالةِ مُنكرِ».
حالات يجب فيها الغيبة والنميمةفسر الدكتور علي جمعة، المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء، هذه الأوصاف كما يلي:
مُتظلِّمٍ: أى التَّظلم من شخص ما، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السُّلطان والقاضي وغيرهما.
ومُعرِّفٍ: فأنه لا يجوز وصف الإنسان بأنه أعمش أو أعرج، أما إذا كانه اسمه الأعمش، والأعرج، والأصمِّ، والأعمى، والأَحوَل، وغيرهم؛ فجائزَ تعريفُهم بذلك فتقول قابلت الأعرج قاصدًا اسمه وليس وصفًا له.
مُحذّر: أي يحذر المسلمين من شر ظالم، كمن يحذر الناس من التعامل مع شخص نصاب، فهذا الأمر ليس غيبة، بل نصيحة.
لِمُظهِرٍ فِسقًا: فيجوز فضح شخص بأنه يشرب الخمر إذا كان مجاهرًا بفسقه ويشربها أمام الناس، وهذا الأمر لا غيبة فيه.
مُستَفتٍ: أي الاستفتاء، بأن يقول للمفتي ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له فعل كذا؟ وما طريقي للخلاص.
إزالةِ مُنكرِ: أي الاستعانة بشخص على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن والد فلان، ابنك يعمل كذا فاعبده.
كفارة الغيبة والنميمة((اللهم اغفر زلات ألسنتنا)).
((اللهم اجعل كتابي في عليين واحفظ لساني عن العالمين)).
«اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كفارة الغيبة والنميمة الفرق بين الغيبة والنميمة الغيبة والنميمة الغیبة والنمیمة فیها الغیبة
إقرأ أيضاً:
المجاعة.. إبادة صامتة
راشد بن حميد الراشدي
عندما يتسلل الجوع إلى أجساد شعبٍ أعزل يعيش ويلات الحروب ويفتك بالصغير قبل الكبير، وعندما تفقد الأمم جميعها مبادئ وأخلاق الإنسانية وتصمت على ذلك الحكم الصادر من طغاة العالم بالإعدام على أهل غزة، بعد أن فتكت بهم بمختلف آلات القتل والتدمير على مدى سنتين دون رحمة أو شفقة، وعندما يصمت الإنسان لأكبر جريمة بشرية على مر التاريخ فتأكد أن العالم من حولنا إلى زوال، وتأكد أن البشرية فقدت عذريتها وأخلاقها ومبادئ الكرامة والإنسانية وتعيش في تخبط مع الشيطان الذي أهلك الحرث والنسل.
لقد لبس الكثيرون رداء الصمت المطبق القاتل، وارتدوا ثوب الخنوع والذل والهوان من مُستعمرين قتلة يخافون من ظلالهم، ويهرعون للملاجئ خوفًا من المقاومة، شعب مُفكك سلاحه الكذب والخداع والغطرسة بمنطق القوة التي ستتكسر يومًا على يد عباد الله المخلصين.
هذه الأمة اليهودية الضائعة بين الشتات منذ خُلقت البشرية جعلت من المجاعة آخر أفكارها للتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في غزة وعموم فلسطين، متناسية وعد الله وقدره وقوته في تسيير ملكوته، ظنًا أنها ملكت الدنيا بمالها وقوتها وغطرستها وتأثيرها على عموم البشر، بما تملك من مقومات خبيثة تُهيب بها الخانعين تحت إمرتها وطاعتها وترهبهم بما تستطيع من أجل الانبطاح والانصياع لها؛ فأصبحت مهانة مطيعةً لأوامر الشيطان، حتى بلغ بها الأمر تطويق ملايين الاشخاص ومنع كل شيء حولهم وتجويعهم، ثم قصفهم. وقد تناست أن شعب فلسطين الحر الأبي الصامد سيحيا من تحت الركام ويثأر لكرامته وعزته وسيسحق هؤلاء البغاة الظالمين؛ فالحق لا يموت وإن تقادمت السنين، وفلسطين لن تموت قضيتها فهي قضية وطن ودين ستبقى صامدة للأبد.
المجاعة سلاح الضعفاء والخبثاء، فهي إبادة صامتة وفعل شنيع أقدم عليه المحتل، وسيظل ذلك الفعل اللئيم يلاحقهم كوصمة عار طول الأزمان ولن يطول الأمر بهم، فقريبا سترفع رايات النصر ما دام الأحرار في ثباتهم والمؤمنون في صدقهم مع الله، فطوبى للشرفاء صنيعهم واستبسالهم في وجه عدو غاشم كُشفت نواياه وأفعاله أمام العالم أجمع.
اليوم.. نُحمِّل جميع الأمم تبعات هذه المجاعة والإبادة الجماعية التي تُشكِّل تطهيرًا عرقيًا لشعب مقاوم ومأساة إنسانية في زمن المنظمات والهيئات الأمامية التي تنادي بحقوق الإنسان وكرامته، حيث نجد أن هذه الهيئات والمنظمات تكيل بمكيالي الظلم لفئة والكرامة لفئة أخرى بعد أن فضحتها هي وبعض الدول الخبيثة أحداث غزة.
إنها إبادة صامتة يمارسها العالم ولا نقول إلّا أن ما يحدث سيكون وبالًا على كل من صمت عن هذه المجازر والمجاعات والحروب التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
فاللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين، وفي سائر بلاد العالمين.. اللهم عليك بالصهاينة الغاشمين ومن شايعهم. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليِّ العظيم.
رابط مختصر