أول سفينة مصرية للحاويات بالوقود الأخضر
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أغسطس 30, 2023آخر تحديث: أغسطس 30, 2023
أ.د. عادل السعدني
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
إدراكًا للحاجة إلى حلول مستدامة في صناعة الشحن، شرعت الإدارة الاقتصادية لقناة السويس في مبادرة مبتكرة لتزويد أول سفينة حاويات بالوقود الأخضر. ويعد الهدف الأساسي هو تقليل الأثر البيئي للنقل البحري من خلال تشجيع استخدام مصادر طاقة أنظف.
في هذا الصدد أعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس،عن تنفيذ خدمة تموين سفينة الحاويات للخط الملاحي ميرسك، التي تم استقبالها بميناء شرق بورسعيد، وهي أول سفينة حاويات بالعالم تعمل بالوقود الأخضر.
تم تزويد السفينة من البارجة Lara S التابعة لمقدم الخدمة شركة OCI العالمية والعاملة في مجال تموين السفن بالوقود الأخضر وأكبر منتج لوقود الميثانول عالمياً، حيث تم تموين سفينة الحاويات بكمية 500 طن من الميثانول الأخضر بمحطة قناة السويس للحاويات المشغل الرئيسي لميناء شرق بورسعيد.
تضمنت عملية اختيار أول سفينة حاويات يتم إمدادها بالوقود الأخضر تقييمًا ودراسة متأنية. تم أخذ عوامل مثل الكفاءة التشغيلية للسفينة والأداء البيئي والتوافق مع الوقود الأخضر في الاعتبار. من خلال تقييم دقيق ، توضح السفينة المختارة التزام الدائرة الاقتصادية لقناة السويس بتعزيز الممارسات المستدامة في صناعة الشحن.
وبالمقارنة مع المحطات السابقة الأخضر ، فإن هذه الكمية هي الأكبر. وكشفت الهيئة عن الجهود التعاونية والتنسيق التي تمت بين جميع الجهات المعنية لقبول السفينة العائمة المجهزة بالميثانول الأخضر ودخولها إلى الميناء ، حيث قامت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بإدارة هذه العملية الأولى من نوعها. بالتعاون مع هيئة قناة السويس ومحطة قناة السويس لتداول الحاويات ووزارة الصحة ممثلة بمرفق إسعاف بورسعيد وقوات الحماية المدنية وكذلك دور القوات البحرية والداخلية في خطة طوارئ المنطقة الاقتصادية.وأعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن نجاح أول عملية تموين سفينة حاويات بالوقود الأخضر”الميثانول” بميناء شرق بورسعيد.
استغرقت خدمة التموين ما يقرب من 6 ساعات ، مما جعلها الأولى من نوعها في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط ، كجزء من إستراتيجية مصر لاستعادة دورها في تقديم خدمات تموين السفن ، سواء باستخدام الوقود التقليدي أو الأخضر ، و الاستفادة من موقع موانئها البحرية على البحر الأحمر.
وتخطط المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحويل موانئها التابعة لمركز إقليمي لتموين السفن بالوقود التقليدي (الأحفوري) أو الأخضر وسط سعيها لتوطين صناعة الوقود الأخضر والصناعات المغذية والمكملة له لتحقيق القيمة المضافة لموقعها الجغرافي الفريد ضمن المناطق الاقتصادية المنافسة.
ومن خلال هذه الخطوة تتخذ الإدارة الاقتصادية لقناة السويس خطوة مهمة نحو تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. الوقود الأخضر لديه القدرة على خفض ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الضارة الأخرى بشكل كبير ، مما يساهم في صناعة شحن أنظف وأكثر اخضرارًا. تتماشى هذه الخطوة مع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الاقتصادیة لقناة السویس بالوقود الأخضر الوقود الأخضر سفینة حاویات قناة السویس أول سفینة من خلال
إقرأ أيضاً:
حسينا باهتزاز غريب.. كواليس مرعبة في غرق حفار بترول بخليج السويس
تتواصل في مياه خليج السويس جهود البحث والإنقاذ عن ثلاثة أفراد لا يزال مصيرهم مجهولًا بعد غرق الحفار البحري "أدمارين 12"، التابع لشركة "أديس القابضة"، في حادث مأساوي وقع أثناء قطر الحفار إلى أحد المواقع التشغيلية الجديدة شمال البحر الأحمر. وبرغم مرور أكثر من 72 ساعة على الحادث، لم تسفر عمليات التمشيط الدقيقة حتى الآن عن أي مؤشرات لوجود ناجين إضافيين.
السلطات المعنية، بالتعاون مع فرق الإنقاذ المتخصصة بشركة "جابكو"، تواصل جهودها على مدار الساعة مستخدمة كافة الوسائل البحرية والتقنية، وسط ظروف بيئية وبحرية توصف بالمعقدة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحفار كان في وضع حركة طبيعي عندما وقع الحادث، في منطقة ذات أعماق متفاوتة وتيارات قوية.
وأكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن التحقيقات بدأت بالفعل لتحديد الملابسات الدقيقة للحادث، موضحًا أن الواقعة حدثت خلال لحظات قصيرة حالت دون قدرة الطاقم على تنفيذ أي إجراء وقائي. وأضاف أن لجنة فنية مختصة باشرت مهامها لكشف أسباب الحادث، مشددًا على أن التنسيق مستمر بين الجهات المختصة لتقديم الدعم اللوجستي والفني لفرق البحث.
وفي روايات مؤلمة أدلى بها بعض الناجين، أشاروا إلى أنهم لم يتلقوا أي إنذار قبيل الغرق. وقال أحدهم: "كل شيء كان يسير بشكل اعتيادي، ثم شعرنا باهتزاز غريب تلاه ميل مفاجئ للحفار، وفي ثوانٍ كنا في المياه نحاول النجاة". وأضاف آخر: "تكاتفنا وسط الموج إلى أن وصلت فرق الإنقاذ وسحبتنا إلى سفن الدعم القريبة"، مشيدًا بسرعة الاستجابة ومهنية فرق الإنقاذ التابعة لـ"جابكو".
وعلى صعيد الإجراءات القانونية، أصدرت نيابة البحر الأحمر تصريحًا بدفن جثامين أربعة من الضحايا الذين تم انتشالهم في وقت سابق، بعد إتمام عمليات التشريح والمعاينة، وهم من محافظات الغربية والقاهرة وقنا والإسكندرية. وقد تسلّمت العائلات الجثامين وسط أجواء من الحزن العميق.
يُذكر أن الحفار "أدمارين 12" كان على متنه ثلاثون شخصًا عند وقوع الكارثة، وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 22 منهم أحياء، بينما تأكدت وفاة أربعة، ولا يزال البحث جارٍ عن الثلاثة المفقودين، وسط تضامن واسع ومتابعة دقيقة من الأجهزة المعنية في الدولة.