موقع النيلين:
2025-12-13@12:48:02 GMT

أين تسهر هذا المساء ؟

تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT

مساء اليوم كنتُ أتجاذب أطراف الحديث مع صديق نازح من أبناء السجانة، طفنا معاً في ظلال تجربة عثمان حسين، ابن ذلك الحي الخرطومي القديم. تأكد لي وله أن ما يجعلنا نتشبث أكثر بهذا الوطن الأسمر الجميل هو أغاني أبو عفان، بألحانها الموسيقية العذبة، ومقدماتها التصويرية البديعة.

تعرفتُ أكثر إلى أغاني عثمان حسين في برنامج إذاعي قديم اسمه “أوتار الليل”، أذكره جيداً، كان يقدمه الإعلامي القدير عمر الجزلي، وينتقي فيه ألحاناً للكابلي ووردي وعثمان حسين.

ذلك العبقري الذي بدأ حياته الفنية عازفاً في فرقة عبد الحميد يوسف. لا أحد بمقدوره أن يتخيل أن تبلغ طاقة العبقرية عنده تطويع كلمات التجاني يوسف بشير: “أنتٓ يا نيل يا سليل الفراديس ملء أوفاضك الجلال فمرحى”. وكم يأخذك بموهبته فتشعر كما لو أنه يُطرز الألحان على ذات الكيفية التي يُطرز بها ملابسه، وهو “الترزي” الشهير في أنحاء الخرطوم. انظر إلى هذه الأزياء الأنيقة التي يظهر بها عادة. ولذلك، تجده في أغنية “بعد الصبر” يعرف كيف يطوّع كلمات بازرعة، الذي تغنى له أكثر من غيره، وجمعتهما ثنائية لن يجود الزمان بمثلها. ويكمن السر، وفقاً لأبو عفان، في “القافية المستعملة لبازرعة، وهي تتطابق وتتفاعل بها الملكات عند الفنان”. والمدهش في بازرعة بٌعده عن الوطن، دون أن يتخلي عنه أو يفشل في تخيله، لقد تاه لنحو أربعين عاماً في ساحل جدة، يالها هجرة طويلة حرفياً على شاعر رقيق لا يطيق الفراق!

في حقبة ما بعد الاستقلال، وتحديداً انطلاق “دولة 56″، ظهرت الأغاني الخفيفة الراقصة، فرحاً بالتحرر، وكان عثمان قد وجد ضالته في السر دوليب، وذاعت بينهما بعض الأغاني، منها ما بصدقكم “لو قلتوا حبيبي سلاني ودع حبي ونساني ما بصدقكم”. لكن تظل ثنائية بازرعة وأبو عفان هي الأجمل. وقد ذكر المؤرخ الفني نادر أحمد شريف في كتابه عن عثمان حسين “كانت لنا أيام” أن طريقته في التلحين مختلفة؛ فهو يقرأ نص القصيدة، ثم يعيش مع الكلمات لفترة من الزمن حتى تصبح جزءاً منه، ثم يبدأ اللحن في الانسياب تلقائياً مهتدياً بالإيحاء من الكلمات نفسها” .. وهي في الغالب مزيج من الفصحى والعامية، تتفجر منها ينابيع الرومانسية والعاطفة المشبوبة بالحرمان.

مطلع الستينيات، ظهرت الأفلام الغنائية التوثيقية، وتولت وزارة الاستعلامات والعمل حينها، بقيادة اللواء طلعت فريد (وهو بالمناسبة الذي أنشأ وحدة الإنتاج السينمائي ووضع على رأسها المخرج جاد الله جبارة)، فنجحت في تسجيل فيلم “أرضنا الطيبة” وفيلم “لا وحبك” مع الممثلة نعمات حماد. وكان هذان الفيلمان يُعرضان بواسطة السينما المتجولة في كل أنحاء السودان، وهي أفلام غنائية مصحوبة بمناظر جميلة للخرطوم قديماً، كان ذلك قبل ظهور التلفزيون تقريباً.

لن أنسى الصديق عمنا محمد الطيب “الجبلك”، وهو عاشق لعثمان حسين، هو الذي أدخلنا إلى ذلك العالم الفني الرفيع. وكنا نستمع معه أيضاً إلى برنامج “حقيبة الفن” في نسخة عوض بابكر الآخيرة، بقرية مكركا، ثم نتبارى في ترديد تلك الألحان العبقرية والحديث عنها. وفي إحدى المرات، عرّفنا “الجبلك” على لحن جديد لعثمان حسين مع محمد الحويج، لحن غريب ومُدهش”كلمة منك حلوة”، وهي تقريباً المرة الوحيدة التي يغني فيها أبو عفان مع فنان آخر، عدا بعض الأناشيد الوطنية التي قدمها عمالقة الفن على المسرح القومي بأم درمان، ذات الذي افتتحه اللواء طلعت فريد إبان زيارة الرئيس جمال عبد الناصر للسودان. قلت لصديقي: “بالله، انظر كيف كان هؤلاء العساكر مثقفين وجميلين؟”.

يبدو أن هذه الليلة لن تمر دون أحاديث السياسة، فقد قطعتُ على صديقي استغراقه، وقلتُ له أيضاً: “أفضل شيء في حكومة الدعامة هؤلاء أنهم سيتركون لنا أغاني عثمان حسين، لأنهم ضد كل ما أنتجته ‘دولة 56’، وكان أبو عفان وبازرعة أجمل ما فيها، وكذلك علي المك، الذي يظهر في مطلع هذا التسجيل النادر يقدم بطريقته الآثيرة فنان برنامج “فرسان في الميدان” كما قدم من قبل صديقه أبو داؤود.. لنسمتع إليه ونستمتع بهما، وهو يقدم أبو عفان بعد غيبة عن المسرح والتلفزيون.
عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عثمان حسین

إقرأ أيضاً:

سلوى عثمان: 2025 عام التحوّل الكبير.. نجاحات فنية وتكريم رئاسي يغيّر مسار حياتي

أكدت الفنانة سلوى عثمان أن عام 2025 يمثل محطة فارقة في مسيرتها الفنية، بعدما شهد سلسلة من النجاحات التي انعكست بقوة على تفاعل الجمهور معها، معتبرة أن هذا العام حمل لها نقلة مهنية وإنسانية لا تُنسى.

نجاحات لافتة وتعاونات مميزة

وخلال لقائها ببرنامج ست ستات على قناة DMC، أوضحت سلوى عثمان أن مشاركتها في مسلسل سيد الناس كانت من التجارب الأقرب إلى قلبها، لما تضمنه العمل من رسائل مهمة وشخصيات مؤثرة. 

الفنانة شمس: صاحب البيت طردني بسبب 17 جنيه ورفع عليا قضية اتلافمش عيب.. الفنانة شمس: عشت مع جوزي في بيت واحد بعد الطلاق.. والست المصرية أصيلة

وأشارت إلى تعاونها الفني مع النجم مصطفى شعبان في عمل جديد، معربة عن تقديرها له وامتنانها لأجواء العمل معه، واصفة إياه بالفنان المحترم الذي يدعم كل من يعمل إلى جانبه.

كما تحدثت عن تجربة أخرى مع الفنان عمرو سعد، مؤكدة أنها تجربة مختلفة وممتعة، ساعدها فيها فريق عمل مميز ومساحة فنية سمحت لها بتقديم شخصية لاقت إعجاب الجمهور.

تكريم إنساني لا يُنسى
وكشفت سلوى عثمان أن عام 2025 اكتسب مكانة خاصة في حياتها بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي، مؤكدة أن هذا التكريم حمل قيمة معنوية وإنسانية ضخمة بالنسبة لها.

 وأضافت: "تحس إنها ست مصرية جميلة، رقيقة وودودة… وبحبها قوي"، موضحة أن لحظة وقوفها أمام قرينة رئيس الجمهورية كانت من أكثر اللحظات المؤثرة في حياتها، خاصة أنها اختيرت من بين عدد كبير من الأسماء، وهو ما اعتبرته تقديراً ثميناً لمسيرتها الفنية.

عام استثنائي وطموحات قادمة

واختتمت سلوى عثمان حديثها بالتأكيد على أن ما حققته خلال هذا العام، على المستويين الفني والإنساني، منحها دفعة قوية وطاقة كبيرة لتقديم أعمال أكبر وأقوى خلال الفترة المقبلة، مع وعد لجمهورها بالمزيد من الأدوار التي تليق بثقتهم.

طباعة شارك الفنانة سلوى عثمان سلوى عثمان مسلسل سيد الناس عمرو سعد مصطفى شعبان

مقالات مشابهة

  • يوسف عثمان يكشف كيف شكلت طفولته حياته الفنية.. فيديو
  • أذكار المساء.. وردٌ نبويّ يمنح الطمأنينة ويحفظ القلب
  • دعاء المساء.. طمأنينة للقلب وراحة للروح
  • أذكار المساء كاملة.. أفضل أدعية الليل تجلب لك خير الدنيا والآخرة
  • قافلة تُقدم 740 خدمة طبية مجانية لأهالي بني عفان في بني سويف
  • حظك اليوم.. توقعات الأبراج الجمعة 12 ديسمبر 2025
  • حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
  • سلسلة نجاحات.. سلوى عثمان: عام 2025 محطة فارقة في مسيرتي الفنية
  • سلوى عثمان تكشف أسرار البدايات والصدمات.. كيف صقلتها الأسرة وشكّلها الوسط الفني؟
  • سلوى عثمان: 2025 عام التحوّل الكبير.. نجاحات فنية وتكريم رئاسي يغيّر مسار حياتي