عربي21:
2025-12-14@08:51:45 GMT

سلاح المقاومة ووقف الحرب

تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT

ليس هنالك من منطق سياسي أو عسكري، أو من واقعية تحترم موازين القوى، أن تتفق عدّة دول غربية وحتى، عربية، على ربط وقف الحرب الإبادية الإجرامية في قطاع غزة، بتجريد حركة حماس والفصائل الأخرى من السلاح، ثم إجراء ترتيبات "لليوم التالي" لوقف الحرب، على قياس بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.

كان من الممكن أن تُفهم هذه المواقف، لو أن الجيش الصهيوني قضى على قوات المقاومة، واحتلّ قطاع غزة، وأذلّ الشعب الذي لم يخضع للقتل الجماعي والتجويع والحرمان من الدواء والماء.

ولكن، أن يفشل جيش الاحتلال والطيران في تحقيق هدف الحرب البريّة والحرب الإبادية، فمن العيب أن تحقق الضغوط السياسية، والتهويل الدولي، وبعض العربي، ما لم تستطع الدبابة والطائرة تحقيقه.

والأنكى أن الذين يفاوضونه ليوقفوا الحرب ويطلقوا الأسرى، هو وفد من حماس (باسم فصائل المقاومة والشعب)، مما يجعل اشتراط تجريد حماس من السلاح، وفرض اتفاق بناء على قياس نتنياهو المجرم الفاشل المهزوم، خارج كل معقول سياسي، إن لم يكن ستارا لمواصلة جريمة حرب الإبادة والتجويع.

إن حجّة نتنياهو، ومن ورائه ترامب، في تجريد حماس من السلاح، هو الخوف من أن تتكرّر عملية طوفان الأقصى، وهي عملية من قِبَل شعب تحت الاحتلال، وقد اغتصب وطنه منذ العام 1949.

كل من يربط وقف الحرب في غزة بشرط نزع سلاح حماس والمقاومة، لا يريد وقف الحرب، أو يخطئ في تبني الموقف الذي يوقف الحرب؛ لأن هذا الشرط ظالم لأغلب أبناء قطاع غزة، وغير واقعي، ويجب التخلي عنه
لا حاجة إلى إضافة دحض آخر لهذه الحجّة، ذلك كون الأحداث الكبرى في التاريخ لا تتكرّر مرتين، بمكانها وشخوصها وظروفها، وإذا كانت ستتكرّر، أو لا بدّ من أن تتكرّر، فستأتي من معادلة أخرى، مكانا وزمانا، ورجالا وموازين قوى. ولهذا، فإن تشديد التخويف من عملية طوفان أقصى أخرى يُراد منه مواصلة القتل الجماعي والحرب لذاتهما.

لهذا، فإن كل من يربط وقف الحرب في غزة بشرط نزع سلاح حماس والمقاومة، لا يريد وقف الحرب، أو يخطئ في تبني الموقف الذي يوقف الحرب؛ لأن هذا الشرط ظالم لأغلب أبناء قطاع غزة، وغير واقعي، ويجب التخلي عنه، إذ من غير المعقول من جهة أخرى أن يترك قطاع غزة مجردا من سلاح المقاومة، فيما تصريحات نتنياهو، وحليفيه بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعلن جهارا نهارا عن احتلال القطاع، واستكمال المجازر، والمضيّ إلى ترحيل من يتبقى من سكانه المليونين والمائتي ألف. طبعا، لا أحد يستطيع أن يتحدث عن ضمانات تحول دون ذلك، وأمامنا تجربة حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة.

تبقى نقطة يجب أن ينتبه لها البعض، من مثقفين فلسطينيين وعرب، وهي اعتبارهم لعملية طوفان الأقصى بأنها مغامرة، لم تحسب موازين القوى جيدا. فهؤلاء ينكرون حقيقة دامغة لحجتهم؛ وهي ما ثبت من إعداد مسبق من قِبَل قيادة المقاومة، لخوض حرب بريّة ضد جيش العدّو، دامت بنجاح عسكري حاسم طوال 22 شهرا، وما زالت مستعدة لأشهر قادمة. وثبت أن الجيش الصهيوني ما كان بمقدوره أن يستمر بالحرب لبضعة أشهر، دون إمداد عسكري أمريكي يومي، لا سيما بالقذائف والذخائر.

أما حرب الإبادة البشرية، التي وُجِّهت للمدنيين، كما حدث في حرب غزة، فلا يُلام قادة طوفان الأقصى على عدم توقعها. وهي حرب محرّمة، بناء على القانون الدولي والعرف العسكري، ولم يسبق أن مورست كما مورست في غزة، في أيّ حربٍ فلسطينية، أو في العالم، منذ قرنين على الأقل. فاللوم فيها، يجب أن يصبّ على تجريم مرتكبها، وعلى من لم يوقفها من يومها الأول.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة السلاح المقاومة الاحتلال احتلال مقاومة غزة مفاوضات سلاح مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لجان المقاومة تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها الـ38

هنأت لجان المقاومة في فلسطين، وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، حركة المقاومة الإسلامية " حماس " بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة الحركة، مؤكدة اعتزازها بدور الحركة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.

وقالت لجان المقاومة، في بيان صدر عنها اليوم، إنها تتقدم بالتهنئة إلى قيادة حركة حماس وأعضاء مكتبها السياسي وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام وكوادرها، معتبرة أن انطلاقة الحركة شكّلت "إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية، وأسهمت في ترسيخ نهج وفكر المقاومة".

واستذكرت اللجان، في بيانها، مسيرة عدد من القادة المؤسسين والشهداء في حركة حماس، من بينهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، إلى جانب عدد من القادة الذين قضوا خلال مسيرة المواجهة مع الاحتلال، مؤكدة أن تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى تمثل ركيزة أساسية في مسار الكفاح الفلسطيني.

وأضاف البيان أن حركة حماس أثبتت، على مدار تاريخها، قدرتها على الصمود ومواصلة العمل في مواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أنها تُعد جزءًا أصيلًا من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأشادت لجان المقاومة بما وصفته بـ"الصورة المشرقة لوحدة أذرع المقاومة الفلسطينية"، مشيرة إلى التنسيق المشترك الذي جمع مختلف الفصائل خلال محطات المواجهة، لا سيما في قطاع غزة .

وأكدت لجان المقاومة في ختام بيانها على استمرار التنسيق ووحدة الموقف مع حركة حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، معتبرة أن هذه الوحدة تمثل عامل قوة في مواجهة الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الضفة الغربية - حملة اعتقالات واسعة تطال أسرى محررين استشهاد طفل برصاص الاحتلال في السيلة الحارثية غرب جنين إصابة شاب برصاص الاحتلال في الرام الأكثر قراءة الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة رام الله - مستوطنون يعتدون على مسنة وحفيدها ومتضامنتين أجنبيتين البرلمان العربي يحذّر من مخطط الاحتلال فتح معبر رفح باتجاه واحد النرويج: الحوكمة في غزة يجب أن تكون فلسطينية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • لجان المقاومة تِهنئ حماس بذكرى انطلاقتها الـ38
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال وندعو العالم للجم جرائمه
  • لجان المقاومة تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها الـ38
  • صحيفة: جدل بين "الموالين" حول مسؤولية "حماس" عن خراب "محور المقاومة"
  • أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب