واﻟﺪة ﺿﺤﻴﺔ اﻹﻫﻤﺎل: ﺣﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻦ؟
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
تجددت صرخات الألم والغضب واشتعلت مجددا قضية اللاعب الراحل يوسف أحمد مصطفى بطل الكاراتيه تحت 17 عامًا، الذى فقد حياته نتيجة الإهمال الجسيم الذى طال وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصرى للكاراتيه، لتتحول القضية من مأساة أسرة إلى فضيحة كبرى تكشف حجم الفساد والفوضى التى تسيطر على المنظومة الرياضية منذ سنوات.
لم تكتفِ الأم المكلومة بالبكاء على نجلها، بل أطلقت ـ فى تصريح خاص لـ«الوفد» ـ نداءً عاجلًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة انتصار السيسى، مطالبةً بتدخل عاجل وحاسم لإقالة وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، ومحاسبة كل من تسبب فى إزهاق روح ابنها.
وقالت والدة يوسف لـ«الوفد»: «أنا والدة البطل يوسف أحمد مصطفى، ضحية الإهمال الذى راح ضحية تقصير وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصرى للكاراتيه فى بطولة الجمهورية الرسمية للكاراتيه تحت سن ١٧عاما بالإسكندرية، واتصاب يوم 10 فبراير ٢٠٢٥ ومكث فى غيبوبة تامة ٤١ يوما وبعدها توفاه مولاه فى 21 مارس يوم عيد الأم». الأم أكدت أن نجلها هو الضحية الأولى لإهمال إدارى وطبى جسيم، مشيرة إلى أنها تتوجه اليوم بنداء عاجل إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإلى السيدة حرم رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسى، راجية تدخلهما الفورى لإنقاذ حق نجلها، ومحاسبة كل المتسببين فى هذه الجريمة.
وأضافت لـ«الوفد» أن الأسرة تقدمت بشكاوى رسمية إلى وزارة الداخلية عن طريق مجلس الوزراء تحت الأرقام 10392275 بتاريخ 3 أغسطس 2025، و10421774 بتاريخ 7 أغسطس 2025، و10455087 بتاريخ 12 أغسطس 2025، لاستعجال إحالة المحضر رقم 39 ح أ ب بتاريخ 4 يونيو 2025 إلى النيابة المختصة ضد المدعو محمد محروس الدهراوى رئيس الاتحاد المصرى للكاراتيه وضد قناة ON SPORT، ورغم عمل استعجال رسمى من مجلس الوزراء لوزارة الداخلية، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يتم إحالة المتهمين إلى النيابة المختصة ولا يزال ملف القضية قيد البحث بلا إجراء حاسم.
وتساءلت الأم فى تصريحاتها لـ«الوفد»: «هل وزير الرياضة ورئيس الاتحاد فوق القانون؟ لماذا لم يتم إدخال طلبة علاج طبيعى بانتحالهم صفة أطباء بشريين المتورطين إلى القضية الرئيسية؟ لماذا لم يتم التحقيق مع صاحب سيارة نقل الموتى أو إدخاله فى القضية الرئيسية رغم أن دوره واضح؟ لماذا لم يقترب أحد من مساءلته وكأن الأمر خارج إطار القانون؟ هل هؤلاء، مثل الوزير ورئيس الاتحاد، فوق القانون فى ظل قيادتكم يا فخامة الرئيس؟». وأشارت إلى أن نقيب العلاج الطبيعى أصدر منشورًا رسميًا معتمدًا من النقابة وتم بثه على مواقع التواصل الاجتماعى يستنكر فيه بشدة ما قام به هؤلاء المتورطون من طلبة العلاج الطبيعى.
وطالبت والدة يوسف فى حديثها لـ«الوفد» بإقالة وزير الشباب والرياضة فورًا والتحقيق معه، وإقالة رئيس الاتحاد المصرى للكاراتيه والتحقيق معه، ووقف الاتحاد المصرى للكاراتيه وتعيين مجلس إدارة مؤقت بقرار رسمى لحين انتهاء التحقيقات، وفتح تحقيق عاجل مع جميع المسؤولين بالمجلس التنفيذى للاتحاد وكذلك مسؤولى وزارة الشباب والرياضة المتورطين، وفتح تحقيق عاجل مع منطقة الإسكندرية للكاراتيه، وإدخال جميع المتورطين من طلبة وصاحب سيارة نقل الموتى فى القضية الرئيسية ومحاسبتهم قانونيًا.
واختتمت الأم تصريحها لـ«الوفد» بكلمات مؤثرة: «شنطة ابنى ما زالت فى غرفته، بداخلها ملابسه كما تركها يوم خروجه الأخير للبطولة، لم أجرؤ على لمسها منذ رحيله وإخراج محتوياتها وكأنها شاهدة على جريمة لم يُقتص فيها الحق بعد، كل يوم يمر بلا عدالة يضاعف ألمنا ويزيد شعورنا بأن حياة أبنائنا قد تُهدر بلا حساب. أطالبكم، باسم الإنسانية وباسم مصر التى نحبها جميعًا، أن تجعلوا من قضية يوسف أحمد مصطفى مثالًا لانتصار القانون، ورد الاعتبار لكل طفل فقد حياته بسبب الإهمال».
وتعتبر قضية يوسف أحمد ليست حادثًا فرديًا، بل حلقة جديدة فى سلسلة طويلة من ملفات الفساد والتقصير داخل وزارة الشباب والرياضة، التى شهدت خلال السنوات الأخيرة كوارث مشابهة، منها وفاة اللاعب محمود عبد الغنى فى عرض رياضى بالغردقة نتيجة غياب إجراءات السلامة، واللاعب محمد شوقى والسباحة شذى نجم واللاعب أحمد رفعت ووفاة لاعبين آخرين فى بطولات محلية بسبب انعدام الكشوفات الطبية الدورية، إضافة إلى التستر على مخالفات مالية وإدارية داخل بعض الاتحادات، وفشل الوزارة فى التصدى لتضارب المصالح الذى يسيطر على المناصب القيادية، ورغم هذه الفضائح المتكررة، ظل الوزير أشرف صبحى فى منصبه دون مساءلة، متجاهلًا كل الأصوات التى تطالب بالمحاسبة، فى وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبى على إهدار أرواح الرياضيين تحت مظلة وزارته.
وقضية يوسف أحمد لم تعد شأنًا أسريًا أو رياضيًا فقط، بل تحولت إلى مرآة تكشف الوجه الحقيقى لإدارة الرياضة فى مصر، وزارة الشباب والرياضة، التى يفترض أن تكون الحارس الأمين على أرواح الرياضيين ومستقبلهم، تحولت إلى منظومة مشبعة بالإهمال الإدارى، والشللية، وحماية المتورطين، والوزير أشرف صبحى، الذى يتباهى فى المؤتمرات والمهرجانات بعدد البطولات والألقاب، يتجاهل تمامًا أن هذه الإنجازات الورقية تُبنى أحيانًا على جثث لاعبين دفعوا حياتهم ثمنًا للتقصير وغياب الرقابة.
ما جرى فى بطولة الجمهورية للكاراتيه تحت 17 عامًا، حيث ترك لاعب مصاب فى يد أشخاص غير مؤهلين طبيًا، ونُقل بسيارة غير مجهزة، ثم تُركت قضيته تتعثر بين مكاتب وزارة الداخلية والنيابة، هو جريمة إدارية مكتملة الأركان، والأسوأ أن الوزارة لم تُظهر أى إرادة حقيقية لمعاقبة المقصرين، بل سمحت باستمرارهم فى مواقعهم، وكأن أرواح اللاعبين سلعة يمكن تعويضها.
وأشرف صبحى الذى صمت أمام هذه الفضيحة، سبق أن صمت أيضا أمام مخالفات مالية فى بعض الاتحادات، وأمام وقائع مشابهة فقد فيها رياضيون حياتهم وسط تجاهل تام لإجراءات السلامة، واستمرار أشرف صبحى على رأس الوزارة بعد هذه الحوادث يطرح سؤالًا هل وزارة الشباب والرياضة أصبحت فوق القانون، أم أن أرواح اللاعبين لا تساوى شيئًا فى ميزان السلطة؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الشباب والرياضة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية واﻟﺪة ﺿﺤﻴﺔ اﻹﻫﻤﺎل ﺣﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻦ جريمة بلا عقاب الاتحاد المصري للكاراتيه الاتحاد المصرى للکاراتیه وزارة الشباب والریاضة یوسف أحمد أشرف صبحى لـ الوفد
إقرأ أيضاً:
يوسف الذيب الكتبي: الشباب القلب النابض للأوطان
أبوظبي (وام)
قال يوسف الذيب الكتبي، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتأهيل، إن الشباب هم مستقبل الوطن وثروته الحقيقية. وأضاف الكتبي، بمناسبة اليوم الدولي للشباب: «نحتفي بطاقة الشباب وإبداعهم ونؤمن بأنهم يشكلون حجر الأساس لأي نهضة مستقبلية»، واصفاً الشباب بأنهم القلب النابض للأوطان، وأكد أنهم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص وبناء مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. وأوضح الكتبي أنه في ظل التطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، تزداد الحاجة إلى الاستثمار في العقول الشابة وتسليحهم بالأدوات والمعارف والمهارات التي تؤهلهم لقيادة التطورات في مختلف القطاعات، لافتاً إلى أنهم حريصون بشكل مستمر على دعم الكوادر الشابة وتوفير بيئة محفزة تمكنهم من تحقيق التميز وتقديم خدمات علاجية وتأهيلية وفق أعلى معايير الجودة. وأكد الكتبي أن التزامهم تجاه الشباب نابع من رؤية القيادة الرشيدة، التي جعلت من تمكين الشباب أولوية وطنية.