فريدة الشوباشي: مصر تواجه حربًا شرسة والإعلام خط الدفاع الأول
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
أكدت النائبة فريدة الشوباشي أن الحرب الدائرة الآن ضد مصر لم تعد عسكرية، بل أصبحت حربًا شرسة على منصات التواصل الاجتماعي، مشددة على أن الإعلام المصري يمتلك القدرة على مواجهة هذا التضليل، لأنه يمتلك الحقيقة، بينما يعتمد الطرف الآخر على الأكاذيب.
وأوضحت «الشوباشي»، في تصريحات تلفزيونية لها، أن مسؤولية الإعلام ليست فقط في عرض الحقائق، بل في فضح الأكاذيب وتفنيدها بشكل مهني ومقنع.
وفي رسالة إلى الإعلام المصري، دعت «الشوباشي» إلى استمرار الإعلام في دوره بشكل أعمق، عبر إبراز إنجازات الدولة المصرية ودورها السياسي الرائد، مؤكدة أن مصر دائمًا ما كانت دولة بناء لا هدم، وأنها تقف إلى جانب كل من يحتاج إلى المساعدة، بدءًا من فلسطين.
ووجهت رسالة مباشرة إلى المواطن المصري، مؤكدة أن السبيل الوحيد لعدم الانجراف وراء التشكيك هو أن يقوم الإعلام بتوضيح الكذب والافتراءات التي يروجها الطرف الآخر، مشيرة إلى أن الشعب المصري يمتلك وعيًا فطريًا، وقد مر بتجربة جماعة الإخوان الإرهابية التي رسخت في وجدانه حقيقة كذبهم وادعاءاتهم.
وأكدت أن كل هذه الحقائق يجب أن يتم التأكيد عليها وتوضيحها للمواطن، حتى يظل على وعي كامل بما يدور حوله.
اقرأ أيضاًفريدة الشوباشي: فقدت جنيني بعد إعلان عبد الناصر التنحي في 67
فريدة الشوباشي: الحجاب فرض ولما كنت مسيحية كنت بلبسه بالكنيسة
فريدة الشوباشي تفجر مفاجأة: ضعاف النفوس يتعاطفون مع جماعة الإخوان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي فريدة الشوباشي جماعة الإخوان الإرهابية جماعة الإخوان بنيامين نتنياهو النائبة فريدة الشوباشي فریدة الشوباشی
إقرأ أيضاً:
د. منال إمام تكتب: الإنسان المصري.. حالة فريدة عبر الزمن
وأنا أراجع كتابي "الدبلوماسية المصرية عبر العصور" استعدادًا لإصدار الطبعة الثانية، استوقفني الإنسان المصري في مختلف العصور: قديمًا ووسيطًا (العصر الإسلامي) وحديثًا، بشخصيته المتفردة في رقيها وبساطتها وروحه المرحة في أصعب الظروف، والأهم حبه لوطنه الذي لا يدانيه أحد. يظلّ الإنسان المصري، منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، لغزًا جميلًا يأسر القلوب قبل العقول، ويمضي عبر العصور بملامح ثابتة من الطيبة والصلابة والكرامة وحب الوطن. هو إنسان لم ينقطع عنه دفء الروح ولا نقاء القلب، مهما تبدّلت الظروف وتغيّرت الأزمنة وتباينت الحقب. وكأن نهر النيل، وهو يمنح الحياة لأرضه، منح أبناءه أيضًا سكينة خاصة، ورُقيًا أصيلًا، وإيمانًا عميقًا بالإنسانية.
لقد وقف المؤرخون مندهشين أمام هذا الإنسان منذ الدولة القديمة. كيف يمكن لشعبٍ أن يجمع بين القوة والرقة؟ بين الحكمة والعمل؟ بين حب الأرض والتفاني من أجلها؟ كتب عنه هيرودوت منذ آلاف السنين مشيدًا بصفاته، متسائلًا بإعجاب عن هذا الشعب الذي يتمسّك بالخير ويتقن بناء الحضارة كما لو كان ينسج من الحجارة قصائد خالدة.
وحين دخل المسلمون مصر، سُحر القادة العرب بأخلاق المصريين، ببساطتهم وكرمهم، وبقدرتهم العجيبة على احتواء الآخر. بلغت دهشتهم حدّ الإعجاب الذي سجله التاريخ، حتى إن الخليفة عمر بن الخطاب لم يتردد في طلب المساعدات لأهل الجزيرة وقت القحط، واثقًا أن المصريين لن يبخلوا بأخوّة ولا بعطاء، فهذه طبيعتهم التي لا يعرفون غيرها، وكان المصريون عند حسن ظنه فأرسلوا القوافل، أولها في جزيرة العرب وآخرها في مصر.
وجاءت الحملة الفرنسية، يحمل علماؤها أدواتهم وفضولهم، فكتبوا في "وصف مصر" الكثير عن الآثار، لكن الجزء الأجمل كان ذاك الذي تحدّثوا فيه عن الإنسان المصري ذاته: عن صبره، ونبله، وخفة ظله، وميله الفطري إلى الحكمة. لقد رأوه ليس مجرد فرد من شعب عريق، بل مرآة لروح حضارة كاملة.
حتى في زمن الاحتلال الإنجليزي، حين كتب اللورد كرومر وملنر وغيرهم مذكّراتهم، لم يستطيعوا تجاوز حقيقة هذا الإنسان، سواء كان بسيطًا يعمل في الحقل أو مثقفًا يدوّن أفكاره. وجدوا فيه شخصية تجمع بين الوقار والصبر، بين العناد النبيل والروح المتسامحة، بين الرغبة في الحرية والإصرار على الكرامة.
وفي العصر الحديث، حين بدأت مصر تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة قبيل حرب أكتوبر، كان الانطباع ذاته يتكرر. فالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لم يُخفِ انبهاره بشخصيات مصرية لامعة مثل حافظ إسماعيل أو إسماعيل فهمي، تلك الشخصيات التي حملت الوقار المصري الأصيل، وتحدثت بحكمة وهدوء وثقة، فأدهشت العالم كما أدهشت من قبلهم شعوبًا كثيرة.
نعم… الإنسان المصري، غنيًا كان أو فقيرًا، متعلمًا أو بسيطًا، يظل حالة فريدة في هذا العالم. حالة تستحق التأمل، وتستحق الحب، وتستحق التقدير. فهو يجمع في ملامحه تاريخًا طويلًا من النبل، وفي صوته صدى حضارة لا تنطفئ، وفي قلبه محبة تتسع للجميع.
هو المصري… ابن النيل، وابن الحضارة، وابن الإنسانية كلها.