الجزيرة:
2025-12-02@12:28:16 GMT

هكذا يتصور نتنياهو نهاية الحرب

تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT

هكذا يتصور نتنياهو نهاية الحرب

رغم كل الاحتجاجات العالمية على استمرار حرب الإبادة ضد سكان قطاع غزة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يبدو مكترثا بتفاعلات المجتمع الدولي مع مآسي المدنيين؛ سواء ما تعلق بالقتل الناتج عن سياسة التجويع المتعمد، أم بالاجتياح الكامل للقطاع، الذي يفضي في النهاية- وفق الخطة التي أقرها نتنياهو- إلى إعدام فرص البقاء والاستمرار في الحياة، وتحويل غزة إلى أرض محروقة بالكامل، وصولا إلى مرحلة "تهجير" السكان خارج القطاع.

هناك غموض إستراتيجي يلفّ نهاية الحرب على غزة. فبحسب مجلة الإيكونوميست، فإن إسرائيل غير قادرة على تحديد شكل واضح لهذه النهاية، وما يجري قد يكون حلقة من حلقات صراع طويل لا ينتهي بمجرد وقف إطلاق نار.

وتذهب صحيفة نيوزويك إلى أن حسم الحرب يمثل قرارا وجوديا لنتنياهو، فهو أمام خيار صعب: إما أن يقبل بوقف إطلاق النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مسيرته السياسية، أو يواصل الحرب المدمرة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، يواجهان ضغطا متصاعدا من المجتمع الدولي مع تزايد الدعوات لإنهاء الحرب.

فقد طالبت 28 دولة- بينها بريطانيا، وفرنسا، واليابان- بوقف العمليات فورا نظرا لما تحمله من أخطار إنسانية وقانونية دولية. وإزاء الموقف الحرج الذي تواجهه إسرائيل، والولايات المتحدة، عُقد اجتماع في البيت الأبيض يوم 27 أغسطس/آب، ووُصف رسميا بأنه "جلسة سياسة روتينية".

تشير المعلومات إلى أن الاجتماع ركز على عدة محاور حاسمة، أبرزها: الأزمة الإنسانية وتوزيع المساعدات الغذائية في غزة، قضية الرهائن المحتجزين وسبل إطلاق سراحهم، وخطة ما بعد الحرب (post-war plan) لإدارة القطاع.

وقد أكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن هناك خطة إنسانية شاملة قيد الإعداد، صُممت لتحقيق سلام طويل الأمد ضمن حل الدولتين، وأن اجتماعا كبيرا سيعقد في البيت الأبيض للتحضير لهذه الخطة.

إعلان

إذن، تم تدارس خطة شاملة لتحقيق سلام طويل الأمد، ارتكزت على ثلاث أولويات: الحكم، المساعدات الإنسانية، والأمن. وتحدث ترامب عن بدائل لحكم حماس، وتوسيع توزيع المساعدات، والتعامل مع أزمة الرهائن، وضمان الأمن وإدارة مرحلة ما بعد الحرب. واعتبر ويتكوف أن الخطة "شاملة جدا" وتعكس "دوافع إنسانية" للرئيس ترامب.

أحد أبرز محاور الخطة هو البحث عن بديل لحماس في الحكم مع محاولة تجنب خيار الاحتلال الدائم. الاجتماع عُقد بإصرار أميركي لإنجاز الخطة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، وذلك لتفادي التصويت المرتقب على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

غير أن نتنياهو، رغم تمسكه بخيار القضاء على حماس، وتهجير سكان القطاع، ينسق مع واشنطن لوضع ملامح إنهاء الحرب واليوم التالي لها، دون إشراك الجانب الفلسطيني في صياغة التفاصيل.

وهو ما وصفته صحيفة غارديان بأنه "ديناميات استعمارية مرفوضة سلفا". وقد شددت شخصيات فلسطينية على أن جهود الحكم وإعادة الإعمار يجب أن تكون بقيادة فلسطينية حقيقية، مدعومة من الدول العربية والدول الصديقة للقضية الفلسطينية.

القضية تزداد تعقيدا، لكن ما يحسب لحماس أنها تدير صراعا غير متكافئ عسكريا بذكاء وصبر، متسلحة بشعار "الصمود". ورغم ما كلفها ذلك من تدمير للقطاع وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا بفعل الأسلحة الفتاكة وسياسة التجويع، فإنها رفضت الرضوخ لخيار التهجير.

ومع تنفيذها عمليات مفاجئة بين الحين والآخر، وضعت حماس نتنياهو في مآزق حرجة أدت إلى انقسامات داخلية إسرائيلية؛ مدنية وعسكرية، تضغط لوقف الحرب وقبول خطط إنهائها، رغم اعتراض اليمين المتطرف المطالب بـ"استعادة الردع"، وزيادة العمليات العسكرية ضد غزة. لكن مع ضغط الرأي العام الداخلي، وعدم رغبة واشنطن في إطالة أمد الحرب، يبدو أن نتنياهو سيجد نفسه مضطرا للاقتناع بوقفها.

إذن، نحن أمام مشهدين:

المشهد الأول؛ استمرار مؤقت للحرب، يكثف فيه الجيش عملياته للانتقام، في ظل غضب عوائل أسرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذين يطالبون نتنياهو بوقف القتال وإعادة أبنائهم.

ويزيد الأمر تعقيدا لجوء إسرائيل إلى بروتوكول هانيبال، بما يعني قتل كل جندي يقع في الأسر. هذا إلى جانب ضغوط التظاهرات، والمعارضة التي ترى أن الحرب مكلفة وبلا نتائج واضحة، وانتقادات قيادات عسكرية- من بينهم متقاعدون- خطط نتنياهو ووصفها بالمتخبطة.

أما المشهد الثاني، فهو أطول زمنيا وقد يمتد إلى ثلاثة أشهر. ويفترض أن تضطر الحكومة الإسرائيلية إلى قبول وساطات مصر، وقطر، والولايات المتحدة.

وأهم عناصر المطالب الإسرائيلية ستكون قضية الأسرى، وهي ورقة الضغط الأقوى لدى المقاومة، والتي انقسم حولها الشارع الإسرائيلي بين مؤيد لاستمرار الحرب ورافض لها. غير أن إطالة الحرب ستزيد الكلفة البشرية والاقتصادية لإسرائيل، وهو أمر لم يعد مقبولا لا داخليا ولا لدى الدول الداعمة لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه يتوقع أن تصل الحرب في غزة إلى "نهاية حاسمة" خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بدءا من 26 أغسطس/آب 2025. وقال مبعوثه الشخصي ستيف ويتكوف إن إعادة إعمار غزة قد تستغرق ما بين 10 و15 عاما بالنظر إلى حجم الدمار الهائل.

إعلان

في المقابل، تطرح الخطة المصرية- التي أقرتها لجنة فنية مصرية فلسطينية- تصورا مختلفا: مرحلة تعافٍ أوّلي لمدة ستة أشهر لتوفير إسكان مؤقت لنحو 1.5 مليون نازح، تليها مرحلتان؛ الأولى تستمر عامين بتكلفة 20 مليار دولار، والثانية لمدة سنتين ونصف، بتكلفة 30 مليار دولار. ومع انتهاء نحو أربع سنوات، يُفترض أن تكتمل صورة الإدارة الفعلية للقطاع.

أما إسرائيل، التي تعلن مرارا رفضها الاحتلال الدائم للقطاع، فهي تشترط في الوقت نفسه ألا يكون لحماس أي دور في الحكم، وتفرض على السلطة الفلسطينية شروطا صارمة لتسليمها هذه المهمة، ما يخلق فراغا سياسيا يعرقل إنهاء الحرب فعليا، وفق موقع أكسيوس.

ومع استمرار إسرائيل في سياسة القتل والتجويع والمطالبة بالنزوح الجماعي من شمال القطاع إلى جنوبه، تقابلها عمليات نوعية متفرقة لكتائب القسام ضد الجيش الإسرائيلي.

وفي ظل هذه المعادلة، يبدو أن كل الأطراف المعنية بهذه الحرب الإبادية تسعى- كلٌّ وفق مصالحه- إلى إنهائها والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار خلال الفترة المقبلة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

ترامب يهاتف نتنياهو وسط مساع للتهدئة بين إسرائيل وسوريا

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هاتفيا مساء الاثنين، على خلفية مساعي واشنطن لتهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق، وفق إعلام عبري.

وقال مكتب نتنياهو في بيان: “رئيس الوزراء تحدث قبل وقت قصير مع الرئيس الأمريكي ترامب”.

وأضاف: “أكد الزعيمان في حديثهما على أهمية والالتزام بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتجريد قطاع غزة من السلاح، وبحثا توسيع اتفاقيات السلام (دون مزيد من التفاصيل)”.

ودعا ترامب نتنياهو إلى “لقاء في البيت الأبيض في المستقبل القريب”، وفق المصدر ذاته.

وفي حين خلا بيان نتنياهو من الإشارة إلى سوريا، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن المكالمة بين نتنياهو وترامب جاءت على خلفية مساعٍ أمريكية لتهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق بعد عملية التوغل الإسرائيلية في بلدة بيت جن جنوبي سوريا.

وأضافت الهيئة: “تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل وسوريا بعد الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، والذي أصيب فيه 6 جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت عليهم في قرية بيت جن جنوب سوريا”.

والجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.

عقب ذلك، ارتكبت تل أبيب مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.

وجدد الجيش الإسرائيلي، امس الاثنين، انتهاكه سيادة سوريا بتوغل قوة وآليات عسكرية في ريف القنيطرة جنوب غربي البلد العربي.

ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، يواصل الجيش الإسرائيلي توغلاته، ويشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.

وتأتي المكالمة مع نتنياهو بعد وقت قصير من تصريحات لترامب مساء الاثنين، على منصته “تروث سوشال”، قال فيها: “من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة”.

وأضاف: “يعمل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بجد لضمان حدوث أمور جيدة (بخصوص الحوار مع إسرائيل)، وأن تتمتع كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معا”.

بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن مكالمة نتنياهو- ترامب “جاءت بعد يوم واحد من تقديمه (نتنياهو) طلب العفو إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، وبعد وقت قصير من إرسال واشنطن رسالة واضحة إلى إسرائيل على خلفية التوتر مع سوريا”

وأكثر من مرة، طالب ترامب هرتسوغ، منح نتنياهو العفو الرئاسي لإنهاء محاكمته بقضايا الفساد الموجهة ضده بإسرائيل.

والأحد، قدم نتنياهو الذي يحاكم في 3 قضايا فساد، طلبا رسميا للرئيس للعفو عنه ووقف محاكمته، بينما يتوقع مراقبون أن يبت هرتسوغ في الطلب خلال مدة قد تستغرق أسابيع.

ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.

ووسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية، يقف الرئيس الإسرائيلي أمام 3 سيناريوهات معقدة في تعامله مع طلب نتنياهو بالعفو، إما بالرفض أو القبول، أو تسوية مشروطة بترك الحياة السياسية مؤقتا أو وقف مسار تعديلات قضائية مثيرة للجدل، وفق مراقبين.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاتف نتنياهو وسط مساع للتهدئة بين إسرائيل وسوريا
  • طلب عفو يهز إسرائيل وناشطون: هل يفلت نتنياهو من المحاكمة؟
  • الاتحاد الاوروبي:جهود إنهاء الحرب الاوكرانية تدخل مرحلة حاسمة بعد جولة المحادثات
  • نساء الجزيرة.. ضحاياب ين نيران الحرب ووصمة المجتمع السوداني
  • بالفيديو: احتجاجات في إسرائيل ضد طلب نتنياهو العفو
  • طلب نتنياهو العفو يثير زوبعة ردود في إسرائيل
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: نهاية محاكمة نتنياهو أمر جيد للبلاد
  • أردوغان: "نتنياهو" قاتل و"إسرائيل" تنتهك وقف إطلاق النار بذرائع واهية
  • سلام أم استسلام؟
  • البُعد الاقتصادي لوثيقة ترامب- نتنياهو (8-8)