بوتين ومحض أوهام الاتحاد .. هل قلق أوروبا من روسيا السبب في رفع إنفاقها العسكري؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
منذ الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد حدة التوترات في أوروبا والدول المجاورة لروسيا، وقلق أوروبا يتصاعد خاصة وأن الإدارة الأمريكية ممثلة في ترامب ورجاله صار يرون عبء كبير من أوروبا على أمريكا يستوجب تخفيفه.
لهذا السبب صارت أوروبا ترى أن الإنفاق العسكري يجب أن يتزايد وهو الأمر المتصاعد منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
في هذا السياق، تتوقع الوكالة الدفاعية التابعة للاتحاد الأوروبي أن يصل الإنفاق العسكري الأوروبي إلى 381 مليار يورو بحلول عام 2025، وهو رقم قياسي يعكس القلق من التهديد الروسي وضغط الحلفاء الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
تعكس هذه الزيادة، التي بلغت نحو 10% خلال عام واحد، التزاماً أوروبياً متجدداً تجاه الناتو في ظل ضغوط من واشنطن لرفع مساهمات الدول الأعضاء في الدفاع.
تتصدر دول مثل ألمانيا وفرنسا صفوف الداعمين لزيادة الإنفاق العسكري، تتردد دول أخرى مثل إسبانيا في ضخ المزيد من الأموال.
رغم الإنفاق العسكري المتزايدإلا إن أوروبا تعاني من التشتت فليس لديها رؤية مشتركة تصنع سياسة دفاعية.
يتطلب من الأوروبيون استراتيجية عسكرية واضحة وتوافقاً سياسياً حول طبيعة المخاطر وكيفية مواجهتها، إضافة إلى إرادة موحدة لتوحيد العقيدة الدفاعية.
ويبرز هنا الخلاف بين فرنسا التي تدعو للاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية وبين ألمانيا التي تفضل البقاء ضمن مظلة الأطلسي وتعزيز ارتباطها الوثيق بالبيت الأبيض، وهو تباين يعطل حتى الآن أي مشروع جيش أوروبي موحد.
ضغوط ترامبأجبر ترامب أوروبا على رفع ميزانيات دفاعها فليس الأمر فقط بسبب روسيا بل أن الأمر قبل ذلك ، ففي اجتماعات الحلف الأخيرة، فُرض على الدول الأعضاء رفع مساهماتها الدفاعية إلى نحو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
قلق أوروبيولايبدو أن قلق أوروبا سيقف غدًا فحتى لو توقفت الحرب بين موسكو وكييف فلن يتوقف القلق فمراكز القرار الأمني والعسكري تعتبر أن المواجهة مع روسيا محتملة في المستقبل ما يبرر استمرار ارتفاع ميزانيات الدفاع وتطوير الصناعات الحربية داخل القارة، إضافة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن.
حملات استقطاب الشباب
أطلقت وزارات الدفاع في عدة دول أوروبية حملات دعائية لاستقطاب الشباب نحو الانخراط في القوات المسلحة، ما يعكس نقص العنصر البشري وارتفاع الحاجة إلى دماء جديدة في الجيوش.
من الواضح أن ميزانية الدفاع الأوروبية في طريقها للتصاعد وإن ذلك ربما يرسم مخاطر في المستقبل وربما يقرب القارة من حرب جديدة مستقبلا.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس وقال إن ما يدور في رأس الأوروبيين محض أوهام فلا روسيا تريد الهجوم على أوروبا ولا احتلال أحد ولكنها تدافع عن خطوطها الاستراتيجية فلا يشكل انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي أزمة إنما الأزمة في إذا ما انضمت أوكرانيا للناتو وهذا ما كان من مشعلات الحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بوتين قلق أوروبا روسيا الحرب الروسية الأوكرانية الإنفاق العسکری قلق أوروبا
إقرأ أيضاً:
ترامب يتراجع عن تصريحاته النارية بشأن خطة سلام أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن خطته لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ليست عرضا نهائيا، رغم إعلانه، الجمعة، عن مهلة لكييف لقبولها.
وقال ترامب، في تصريحات للصحفيين السبت، "يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى". لكن حين سئل إن كان هذا هو عرضه النهائي، أجاب "لا".
وأعلنت واشنطن وكييف أنهما ستعقدان محادثات بشأن الخطة، الأحد، في جنيف بسويسرا، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.
والجمعة أعلن ترامب أنه يمهل أوكرانيا حتى الخميس المقبل لقبول خطته التي قال إنها تمثل طريقا نحو السلام وإن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الموافقة عليها.
في المقابل رفض زيلينسكي الخطة المكونة من 28 بندا، وقال إنه سيحاول تقديم مقترحات بديلة لواشنطن. ورأى أن بلاده قد تضطر للاختيار بين التضحية بكرامتها وحريتها وبين خسارة أهم حليف لها.
من جانب آخر، أصدرت 10 دول داعمة لكييف إلى جانب الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا يصف الخطة الأميركية بأنها أساس للسلام في أوكرانيا، وذلك بعد اجتماع لقادتها على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ.
وقال زعماء الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج إن "المسودة الأولية للخطة المكونة من 28 بندا تتضمن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم".
وأضاف البيان "نعتقد أن المسودة تمثل أساسا يتطلب عملا إضافيا".
واتفق الزعماء على أن يجتمع مستشارو الأمن القومي من الترويكا الأوروبية، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف غدا الأحد لإجراء مزيد من المناقشات.
وقد وجهت عواصم أوروبية كثيرة انتقادات متفاوتة للخطة الأمريكية التي تؤيد المطالب الرئيسية لموسكو، إذ حاول الزعماء الموازنة بين الإشادة بترامب لمحاولته إنهاء الحرب وإدراكهم في الوقت نفسه أن بعض بنود الخطة غير مقبولة لكييف.