أزمة الكونغو الغائب الحاضر في حوارات السلام بجنوب أفريقيا
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، انطلقت أمس الأربعاء أعمال الحوار السنوي حول السلام والأمن في أفريقيا، الذي تنظمه مؤسسة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي، قرب مدينة جوهانسبرغ.
يضع الحدث، الذي بات تقليدا دبلوماسيا في القارة، هذا العام الأزمة الكونغولية في صلب نقاشاته، لكن غياب حكومة كنشاسا عن المشاركة أثار جدلا واسعا في الداخل.
ورغم توجيه دعوات رسمية إلى عدد من الشخصيات البارزة في كينشاسا، من بينهم رئيس الجمعية الوطنية فيتال كاميريه، وجاكمان شاباني نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، إضافة إلى جاك تشيسكيدي شقيق الرئيس، فإن أيا منهم لم يحضر.
مصادر مطلعة تشير إلى أن القرار بعدم المشاركة جاء نتيجة تحفظات على دور مبيكي، الذي يُنظر إليه في بعض الأوساط الحكومية على أنه مقرّب من الرئيس السابق جوزيف كابيلا.
في المقابل، حضرت المعارضة الكونغولية بقوة، خصوصا تلك المقيمة في المنفى. فقد أرسل كابيلا وفدا يقوده مدير مكتبه السابق نيهيمي مويلانيا، بهدف "النظر في الأزمة الكونغولية بواقعية واقتراح حلول عملية".
كما أرسل المعارض البارز مويس كاتومبي، رئيس حزب "معا من أجل الجمهورية"، أربعة ممثلين بقيادة النائب مواندو نسيمبا، معلنا أن هدفه هو "تهيئة الأجواء لحوار وطني برعاية الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية".
أما مارتن فايولو، فاختار عدم المشاركة، مشيرا إلى غموض في أهداف اللقاء وتنظيمه، مفضلا مسارا محليا شاملا تقوده المؤسسات الدينية.
مشاركة المعارضة المسلحةاللافت في هذا الحوار كان دعوة المعارضة المسلحة، حيث أرسل منسق تحالف نهر الكونغو-إم23 كورنيي نانغا وفدا موسعا من سبعة أعضاء.
لكن عددا من المدعوين الآخرين لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات دخول، في حين تحدث البعض، مثل المعارض جان كلود كيبالا، عن منعهم من مغادرة كينشاسا.
إعلانورغم هذه التعقيدات، أكدت مؤسسة مبيكي أن هدفها الأساسي لم يتغير ألا وهو "إعادة بناء الثقة بين الأطراف الكونغولية"، في وقت تبدو فيه البلاد في حاجة ماسة إلى مسار حوار جامع يعيد ترتيب أولويات السلام والاستقرار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إفلاس الحاضر يهدد التاريخ العريق لـ منتخب مصر
انتهى الدرس وحصدنا النقاط النهائية في الأرقام السلبية وفن اللامبالاة، لنتأهل إلى سلم الطائرة المتجهة للقاهرة قادمة من العاصمة القطرية الدوحة، خارجون من كأس العرب غير مأسوف علينا، بهزيمة ثقيلة ومهينة بثلاثية نظيفة أمام منتخب الأردن بعد مباراة سيئة لعباً وأداءً ونتيجة تبرهن علي مدى العشوائية التي تدار بها منظومة الرياضة المصرية، وكرة القدم على وجه الخصوص.
هذا ليس منتخب مصر الذي اعتدناه في ساحات البطولات الكبرى، وكان أولى لنا ألا نشارك في كأس العرب بالمنتخب الرديف، طالما هذه البطولة ليست ضمن الأولويات، رغم انها تتفوق اقتصادياً على جوائز كأس الأمم الأفريقية، كما انها أقل تعقيدا وصعوبة من كأس الأمم، وبالتالي كان من المفترض أن تكون فرصة ذهبية لاستعادة الهيبة المصرية عربياً بدلاً من هذا المشهد الصادم لجمهور الكرة المصرية، الذي تابع المباراة وهو غير مصدق أن هذا الفريق يملك تاريخاً عريقاً، لبلد يمتلك واحدة من أكبر وأعرق مدارس كرة القدم في العالم العربي والإفريقي.
نحن لا نملك لاعبين محليين، بقوة وجودة منتخبات حديثة العهد بالتطوير، أمثال الإمارات والكويت، فخرجنا أمامهما بنتيجة واحدة - تعادلنا معاهما في الوقت القاتل، لنأتي بهزيمة معبرة ومذلة ومهينة أمام الأردن، الذي لم يرحم ضعفنا، وهزمنا بالثلاثة.
ووجدنا أنفسنا نتسائل، هل حاضرنا بهذا الإفلاس، هل تاريخنا المشرف قضى نحبه، هل قدر الجماهير المصرية أن تظل تتحسر على الخروج من المسابقات، بطولة تلو الأخرى، وعاماً بعد عام، هل قضي الأمر الذي فيه نبحث عن الأمل والحلم في إصلاح حال كرة القدم المحلية، هل مشاهد غضب الجمهور في المدرجات يلقى من يحنو عليه، أم انتهى الدرس وفقدنا الأمل وأصبح الرثاء دون جدوى.
أبناء النشامي فعلوا كل شيء داخل المستطيل الأخير، أمام لاعبين ظهروا كالهواة، ومنتخب كان أولى له ألا يذهب إلى قطر، كونهم لا يستحقون التواجد وسط منتخبات تعلم الخطط التكتيكية وتعي أساسيات التطوير الكروي، أي كلمات رثاء علي حالتهم المتردية في مجموعة ضمت فرقاً أقل تاريخاً من الفراعنة .
مستوى المنتخب يعكس حقيقة واحدة، تسمى سياسة "الفهلوة"، التي لن تقدر على مواكبة كرة القدم الحديثة، والخطط الفنية المتطورة، وهو ما يطلق عليه في عالم الساحرة المستديرة "شغل مدربين"، ولكن الحقيقة ان خسارة منتخب مصر لم تكن مجرد هزيمة بمباراة لكرة القدم، ولكنها أظهرت حاضر مفلس، لتاريخ مصري عريق، ومنتخب صال وجال بين القارات، يفوز هنا ويكتسح هناك.
فكانت مباراة مصر والأردن، وسط مايزيد عن 55 ألف مشجع، طوق نجاة للمنتخب الوطني في التأهل، بعدما وجد "النشامي" يخوض اللقاء بأغلبية من لاعبي الصف الثاني لإراحة الأساسيين بعد ضمان التأهل، ولكن المشهد على أرضية ملعب "البيت" مغايراً لما هو متوقع، حيث لعب المنتخب الأردني بقوة، بينما ظهر لاعبي مصر "لا حول لهم ولا قوة"، وكأنهم أشباه لاعبين، لا خبرة ولا دولية ولا جودة.
وجدنا منتخبات خلال البطولة تلعب على الطريقة الأوروبية الحديثة، يتناقل لاعبوها الكرة بسهولة ويسر ووصول سريع لمرمى المنافس مقابل دفاع مهلهل لمنتخبنا وتشتيت للكرة بعشوائية من جانب لاعبونا، الذين لم يقدموا هجمة منظمة أو جملة فنية جيدة، بل وجدنا فريقاً معدوم بدنياً، فقير فنياً، فاقد الشغف ذهنياً، تائهاً حائراً قليل الحيلة على أرضية الملعب.