تواصل أزمة اللاجئين الأفغان رغم تحسن العلاقات بين كابل وإسلام آباد
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
إسلام آباد- رغم مؤشرات الانفراج الدبلوماسي بين كابل وإسلام آباد، فلا تزال أزمة اللاجئين الأفغان في باكستان قائمة بعد إجراءاتها لترحيل أولئك الذين قضوا فيها سنوات.
وأفادت وسائل إعلام أفغانية بأن الطلاب الأفغان الحاصلين على قبول دراسي في الجامعات والمعاهد التعليمية الباكستانية يعانون في الآونة الأخيرة من توقف تجديد تأشيراتهم.
وذكرت قناة "طلوع نيوز" قبل أيام، نقلا عن بعض الطلاب، أنهم تقدموا بطلبات تمديد منذ 4 أشهر، لكن الحكومة الباكستانية لم تصدر لهم تأشيرات بعد.
وكانت إسلام آباد أعلنت في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري موعد بدء عملية ترحيل أكثر من 1.3 مليون لاجئ أفغاني يحملون بطاقات إثبات التسجيل بعد تمديد الحكومة الفترة النهائية لهذه الفئة مرتين، إثر انتهاء صلاحيتها في 30 يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الأربعاء، عن مسؤولين قولهم إن الآلاف من الأفغان قد عادوا إلى كابل عبر الحدود بين البلدين بالرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب ولايات شرقية من أفغانستان الأيام الماضية. ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، باكستان، في اليوم ذاته، إلى وقف عمليات "الطرد الجماعي" للاجئين الأفغان بعد الزلزال.
يُشار إلى أن الآلاف من الأفغان الذين كانوا قد حصلوا سابقا على بطاقة إثبات التسجيل كانوا ينتسبون إلى الجامعات الباكستانية، وكانت لديهم القدرة على الدراسة في إسلام آباد بموجبها، لكن مع انتهاء صلاحيتها قبل أشهر وانطلاق ترحيلهم قبل أيام، أصبح من غير الممكن بقاؤهم في باكستان.
ومن بينهم طالبة أفغانية تدرس في الجامعة الإسلامية في باكستان فضلت عدم الكشف عن هويتها، كانت قد حصلت على قبولها عبر السفارة الباكستانية في كابل، وجاءت إلى إسلام آباد للحصول على تأشيرة دراسة نظامية.
إعلانوقالت للجزيرة نت إن طلب تمديد تأشيرتها في وزارة الداخلية لا يزال معلقا، وإنها لم تتمكن من مغادرة السكن الجامعي لأشهر، وأضافت "حياتي أشبه بالعيش في السجن رغم أنني لم أرتكب أي جريمة". وتابعت "في يوليو/تموز الماضي غادرت السكن الجامعي لأمر عاجل، ولكني اعتُقلت في منطقة راقية بإسلام آباد، ونُقلت إلى مركز اللاجئين الأفغان. بعد 4 أيام في المخيم، أُطلق سراحي بعد تدخل جامعتي".
وتقول الطالبة إن نظام التأشيرات للطلاب الأفغان لم يكن صارما كما هي الحال الآن، إذ رُشحت للحصول على منحة باكستانية عام 2022، وبعد مقابلة في السفارة الباكستانية بكابل، مُنحت تأشيرة لمدة عامين، ومُددت مرة أخرى لمدة سنة. ولكن تم إيقاف تمديدها حاليا، إذ انتهت صلاحيتها يوم 13 يونيو/حزيران الماضي، وتقدمت بطلب تمديد في الخامس من مايو/أيار الماضي، لكن لم تتم الموافقة عليه بعد.
وتقول الطالبة الأفغانية في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد إن رحلتها الدراسية قد تعطلت كثيرا بسبب نظام التأشيرات، إذ أصبحت حياتها تحت الضغط والقلق بسبب تأخيرها، وأكدت "لا نركز على دراستنا بسبب المضايقات المستمرة من السلطات الباكستانية، نحن في وضع صعب، لأنها لا تمدد التأشيرة، بينما أغلقت أفغانستان أبوابها أمام تعليم الفتيات".
في المقابل، قال مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية -فضّل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت إنه في حالة الطلاب الأفغان، تجري السلطات مقابلات منفصلة معهم للتحقق من حالاتهم، وأشار إلى أن بعض المواطنين الأفغان "يستخدمون غطاء طلابيا للعيش في إسلام آباد، لكنهم ليسوا كذلك".
من جهتها، نقلت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية عن بعض الطلاب الأفغان في باكستان مطالباتهم من حكومة بلادهم وحكومة إسلام آباد لإيجاد حل لمشكلة التأشيرات في أقرب وقت ممكن.
ونقل موقع "صوت باكستان" عن بعض الطلاب الأفغان قولهم إنهم إذا تمت إعادتهم إلى أفغانستان، "فسيواجهون منهجا دراسيا غريبا يُدرّس باللغتين الفارسية والبشتو، وهما لغتان لا يجيدهما معظمهم جيدا".
من جهته، صرح المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان، قيصر أفريدي، للجزيرة نت بأن المفوضية وجهت رسالة إلى وزارة الخارجية الباكستانية بشأن تجديد التأشيرات.
وحسب المفوضية، يوجد في الجامعات والكليات الباكستانية حوالي ألف طالب وطالبة من الأفغان، وبرنامج للمنح الدراسية يلتحق به حوالي 417 طالبا وطالبة، منهم 47% إناث و53% ذكور.
وأضاف أن المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية الباكستانية يدرس فيها نحو 92 ألف أفغاني، 40% منهم إناث و60% ذكور. كما توجد 54 مخيما للاجئين الأفغان في باكستان تضم 139 مدرسة للاجئين، يدرس فيها حوالي 56 ألفا طالب وطالبة.
ويواجه اللاجئون الأفغان خطر الترحيل من باكستان وإيران منذ تسلم حركة طالبان السلطة في كابل بأغسطس/آب 2021، حيث تم ترحيل مئات الآلاف منهم خلال السنوات الأربع الماضية.
إعلانفي هذا السياق، يوضح قيصر أفريدي أنه عندما أطلقت السلطات الباكستانية حملة الترحيل كانت على 3 مراحل:
المرحلة الأولى: كانت للأفغان غير المسجلين، وبدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ تم ترحيل نحو 1.1 مليون أفغاني من باكستان. المرحلة الثانية: استهدفت حملة بطاقات المواطن الأفغاني "إيه سي سي" الذين بدأ تسجيلهم في هذا النظام عام 2017، وقد تم البدء بإعادة ترحيل هذه الفئة في أبريل/نيسان الماضي، حين غادر البلاد نحو 78 ألفا في شهر واحد فقط. وفي يونيو/حزيران الماضي، غادر البلاد قرابة 31 ألف شخص، وفي يوليو/تموز الفائت غادر حوالي 38 ألفا باكستان إلى أفغانستان. المرحلة الثالثة: مخصصة لحملة بطاقة إثبات التسجيل، وقال أفريدي إنها بدأت في الأول من أغسطس/آب الماضي، وتم إمهال حملتها مدة شهر لمغادرة إسلام آباد، وقد غادر خلال هذه الفترة نحو 75 ألف شخص، مضيفا أن العدد الإجمالي لأصحاب هذه البطاقة هو 1.3 ملايين لاجئ أفغاني.وفي وقت سابق، نفى وزير الولايات والمناطق الحدودية في باكستان أمير مقام "كل الادعاءات حول مضايقة سلطات بلاده للاجئين الأفغان"، وقال لوكالة "نوفوستي" الروسية إنهم "يعودون طواعية دون أي ضغوط، وإن الحكومة أصدرت تعليمات صارمة لمختلف الجهات المعنية بأنه لا ينبغي لأحد أن يضايقهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات للاجئین الأفغان إسلام آباد فی باکستان
إقرأ أيضاً:
في فترة عصيبة.. ماذا أراد الرئيس الإندونيسي من زيارته إلى باكستان وروسيا؟
جاكرتا- عاد الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، فجر الجمعة، إلى بلاده بعد زيارة باكستان وروسيا، وحطت طائرته في مطار كوالا نامو بمدينة ميدان عاصمة إقليم سومطرة الشمالية، وهو الأقرب بالطريق البري إلى الجزء الجنوبي من إقليم آتشيه، الأكثر تضررا من فيضانات إعصار سينيار الذي ضرب أقاليم آتشه وسومطرة الشمالية والغربية، ابتداءً من الـ26 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكان لافتا ألا يؤجل الرئيس الإندونيسي زيارته إلى البلدين، تأكيدا على أهمية العلاقات معهما، رغم إدراكه لعظم أثر الكارثة التي حلت بنحو 3 ملايين شخص في 3 أقاليم، حيث توصف بأنها الأقسى منذ زلزال تسونامي بالو الذي ضرب جزيرة سولاويسي في سبتمبر/أيلول عام 2018.
وفور عودته، زار برابوو بعض المناطق في إقليم آتشه، وقدم اعتذاره لضحايا الفيضانات في آتشه وعموم جزيرة سومطرة، إذ لم يتم تلبية جميع احتياجات المتضررين من الفيضانات، بما في ذلك تأخر إعادة تشغيل التيار الكهربائي في إقليم آتشيه حتى الآن.
ووعد الرئيس بأن حكومته ستبذل قصارى جهدها للاستجابة لمعاناة المتضررين ميدانيا، الذين تجاوز عددهم 800 ألف شخص، في حين تجاوزت البيوت المدمرة بشكل كلي أو جزئي الـ158 ألف منزل، في 52 محافظة ومدينة موزعة بين 3 أقاليم سومطرية، وهو عدد يتجاوز عدد المنازل المدمرة في تسونامي آتشيه الشهير عام 2004.
إعادة التوازن مع باكستان
العنوان الأبرز من زيارة برابوو سوبيانتو كان تعزيز علاقاتها الثنائية مع باكستان وروسيا، وهما دولتان عضوتان في منظمة شنغهاي للتعاون، ذلك التحالف السياسي والاقتصادي والأمني الأوراسي الذي يضم أيضا دولا كالصين وإيران، ودول آسيا الوسطى.
وشوهدت يوم الثلاثاء الماضي مقاتلات سلاح الجو الباكستاني وهي ترافق طائرة الرئاسة الإندونيسية في المجال الجوي الباكستاني، قبل أن يستقبلها الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف في مطار إسلام آباد.
إعلانوكانت هذه الزيارة هي الأولى لزعيم أكبر دولة في جنوب شرق آسيا وكبرى دول العالم الإسلامي إلى باكستان منذ 7 سنوات، وفي بيان صحفي عقب لقاءات القادة، قال رئيس الوزراء شهباز شريف إن البلدين اتفقا على إعادة التوازن إلى تجارتهما الثنائية، التي تبلغ قيمتها حاليا 4.5 مليارات دولار أميركي، 90% منها تتكون من صادرات إندونيسيا من زيت النخيل.
كما أعلن شريف عن استعداد باكستان لدعم تطوير كليات الطب والجامعات في إندونيسيا من خلال إرسال أطباء وأطباء أسنان وأساتذة طب باكستانيين، وتم توقيع 7 مذكرات تفاهم بين البلدين:
اتفاقية بين وزارة التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا الإندونيسية ولجنة التعليم العالي الباكستانية، بشأن الاعتراف المتبادل بشهادات ودرجات التعليم العالي. اتفاقية بين إندونيسيا وباكستان بشأن برنامج "المنح الدراسية الإندونيسية". مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الإستراتيجية في تسهيل الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة بين البلدين. مذكرة تفاهم بين الأرشيف الوطني الإندونيسي وقسم مجلس الوزراء ممثلاً بالأرشيف الوطني الباكستاني، بشأن التعاون في مجال الأرشفة. مذكرة تفاهم بين الوكالة الوطنية الإندونيسية لمكافحة المخدرات ووزارة الداخلية وهيئة مكافحة المخدرات في باكستان، بشأن التعاون في منع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والمواد المسببة للإدمان. مذكرة تفاهم بين وكالة ضمان المنتجات الحلال الإندونيسية وهيئة الحلال الباكستانية بشأن التجارة الحلال وإصدار الشهادات المعتمدة. مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الصحة.وفي لقائه الثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ آخر لقاء بينهما على هامش الذكرى الثمانين لانتصار الصين في حرب المقاومة، في 3 سبتمبر/أيلول الماضي في بكين، أكد بوتين التزام روسيا بدعم جهود إندونيسيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، لا سيما تطوير الطاقة النووية.
يذكر أن روسيا كانت واحدة من أكثر الدول نشاطًا في توفير التكنولوجيا النووية لإندونيسيا خلال السنوات الأخيرة للمساعدة في تلبية احتياجات البلاد من الكهرباء.
وحسب مصادر صحفية إندونيسية، فقد أكد الرئيس الروسي استعداد بلاده لتقديم المساعدة إذا قررت إندونيسيا إشراك روسيا في تطوير التكنولوجيا النووية المدنية، وقال "هناك العديد من الآفاق في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، وأعلم أن إندونيسيا لديها خطط في هذا الصدد".
ونقلت مواقع إندونيسية عن بوتين قوله "لقد تطورت علاقتنا بشكل مطرد للغاية في العام الذي نحتفل فيه بمرور 75 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، كما تعمل اللجنة الاقتصادية المشتركة بشكل جيد، وقد تطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية أيضًا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وارتفعت قيمة تجارتنا بنسبة 17%".
إعلانكما ناقش الزعيمان التعاون المحتمل في القطاعين، الصناعي والزراعي، بما فيها قضية القمح. وصرح بوتين بأن موسكو وجاكرتا اتفقتا على تعميق التعاون في الشؤون الدفاعية والعسكرية، وهو مسار مهم للصناعة الدفاعية الإندونيسية التي تسعى لتنويع تسلحها بشكل لافت خلال الفترة الماضية.
وأشار الرئيس بوتين إلى إندونيسيا باعتبارها شريكا تقليديا لروسيا، وسلط الضوء على التعاون التقني العسكري القوي والعدد المتزايد من العسكريين الإندونيسيين الذين يدرسون في المؤسسات العسكرية الروسية.
وأضاف "تقبل مؤسسات التعليم العالي العسكرية أيضا العديد من الخبراء العسكريين الإندونيسيين، ونحن على استعداد لزيادة هذا العدد".
وأشار بوتين إلى تحسن العلاقات في القطاعين الإنساني والسياحي، مدعوما بربط الرحلات الجوية المباشرة، وسياسات الإعفاء من التأشيرة بين مواطني البلدين.
وفيما يتعلق بدور إندونيسيا في المجتمع الدولي، أعرب الرئيس بوتين عن تقديره لعضوية إندونيسيا الكاملة في مجموعة "بريكس"، وأشار إلى المناقشات حول إمكانية التعاون في مجال التجارة الحرة بين إندونيسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
تعثر التبادل مع واشنطنوتأتي هاتان الزيارتان إلى باكستان وروسيا في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عن شيء من التعثر في المفاوضات التجارية بين إندونيسيا والولايات المتحدة.
ففي يوليو/تموز الماضي، اتفقت إندونيسيا والولايات المتحدة على إلغاء الرسوم الجمركية على أكثر من 99% من السلع الأميركية، وإلغاء جميع الحواجز غير الجمركية التي تواجه الشركات الأميركية، في حين ستخفض واشنطن الرسوم الجمركية التي هددت بفرضها على المنتجات الإندونيسية من 32% إلى 19%.
ومع ذلك، أفادت وكالة رويترز ومواقع إخبارية أخرى بأن الاتفاق التجاري معرض الآن لخطر الانهيار، بعد أن تراجعت إندونيسيا عن عدة التزامات تعهدت بها كجزء من الاتفاق، حسب ما قال مسؤول أميركي يوم الثلاثاء، دون تقديم مزيد من التفاصيل.