هل المواظبة على الصلاة الحاضرة تغني عن أداء الفائتة؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المواطنين جاء فيه: “هل تكفي المواظبة على أداء الصلوات المفروضة في وقتها مع الالتزام بالنوافل، لتعويض الصلوات التي فاتتني خلال فترة تقارب عشر سنوات؟”، وهو سؤال يتكرر كثيرًا بين الناس لما له من أهمية في حياة المسلم وارتباطه بركن أساسي من أركان الدين.
وفي ردها، أكدت دار الإفتاء أن الصلاة فريضة عظيمة فرضها الله تعالى على عباده ليلة معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلها صلة مباشرة بين العبد وربه.
وشددت النصوص القرآنية على وجوب المحافظة عليها، فقال الحق سبحانه: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وقال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، كما قال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]، وقوله عز وجل: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45].
وبيّنت الدار أن المولى سبحانه وتعالى قد وقت لهذه الفريضة مواقيت محددة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ \[النساء: 103].
كما استشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أوضح فيه حكم من نام عن صلاة أو نسيها، حيث قال: «إِذَا رَقَدَ -نام- أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ \[طه: 14]» رواه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ومن هنا، أوضحت دار الإفتاء أنه لا يجوز الاكتفاء بالمداومة على الصلوات الحاضرة وترك ما فات من صلوات دون قضائها، بل يجب على المسلم الذي ترك الصلاة لسنوات طويلة أن يسعى إلى قضاء ما فاته، وذلك بأن يؤدي مع كل فريضة حاضرة فريضة فائتة، حتى تبرأ ذمته أمام الله عز وجل.
وختمت الدار فتواها بالتأكيد على أن العبد مأمور بالاجتهاد في أداء ما فاته من صلوات مع الحرص على المحافظة على الحاضرة، داعيةً إلى التوبة الصادقة والمواظبة، مع اليقين بأن الله تعالى وحده هو المطلع على سرائر عباده والمتولي لأحوالهم ونياتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء المواظبة على الصلاة الصلاة الفائتة
إقرأ أيضاً:
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، عن سؤال حول حكم زيارة المرأة الحائض للمقابر، وهل يجوز لها أن تقف على غسل والدتها أو تشارك في دفنها؟.
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل والدفنوأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن زيارة القبور سُنة أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لما فيها من ترقيق للقلوب وتذكير بالآخرة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة».
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الميت ينتفع بالزيارة وبالدعاء وقراءة القرآن والصدقات التي تُهدى إليه، حتى قال بعض العلماء: "لولا الأحياء لهلكت الأموات"، مشيرًا إلى أن القبور تفرح بزيارة أهلها وبدعواتهم.
وبيّن أمين الفتوى في دار الإفتاء أن كون المرأة حائضًا أو نفساء أو في حالة جنابة لا يؤثر على صحة الزيارة إطلاقًا، لأن الطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر شرط فقط للصلاة وللطواف بالبيت الحرام.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن زيارة القبور وقراءة القرآن من الحفظ أو من الهاتف والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي، فجميعها مباحة للمرأة الحائض ولا يمنعها مانع شرعي من فعلها، باستثناء مسّ المصحف فقط.
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتهاوأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن مشاركة المرأة الحائض في غسل أمها أو الوقوف على الغسل أو المساعدة في الدفن أو السير في الجنازة أمر جائز شرعًا.
الإفتاء تعقد مجالس إفتائية وأنشطة ثقافية بشمال سيناء لتعزيز الوعي ومواجهة التطرف
اختتام امتحانات الدور الأول لطلاب الفرقة الثانية ببرنامج تدريب الوافدين بدار الإفتاء المصرية
واستشهد أمين الفتوى في دار الإفتاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن لا ينجس حيًا ولا ميتًا»، موضحًا أن الحيض مانع شرعي معنوي، وليس نجاسة حسية تمنع من اللمس أو المساعدة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الأمر الوحيد الذي لا يجوز للمرأة الحائض فعله في هذه الحالات هو صلاة الجنازة، لأنها صلاة تشترط الطهارة مثل سائر الصلوات، فتشترط الطهارة من الحدثين، وطهارة البدن والثياب والمكان، وبذلك تكون زيارة القبور والمشاركة في أمور الجنازة جائزة، بينما تُمنع فقط من أداء صلاة الجنازة.