كيف تقود بأمان وسط الضباب؟ نصائح ذهبية لتجنّب حوادث السير
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
تشكل القيادة أثناء الضباب في فصلي الخريف والشتاء تحديا كبيرا للسائقين، إذ يؤدي انخفاض مدى الرؤية إلى زيادة خطر الحوادث، ويجعل ردود الفعل في الطريق أكثر صعوبة. ولهذا، يشدد نادي السيارات الألماني على ضرورة اتباع مجموعة من القواعد الدقيقة لضمان القيادة الآمنة في مثل هذه الظروف الحساسة.
السرعة ومسافة الأمانخبراء النادي يؤكدون أن الخطوة الأولى عند مواجهة الضباب هي خفض السرعة وزيادة مسافة الأمان بين المركبات.
فإذا كنت تقود بسرعة 50 كيلومترا في الساعة، يجب أن تبقي مسافة لا تقل عن 50 مترا أمامك، وهي قاعدة بسيطة لكنها حيوية لتفادي الاصطدامات المفاجئة.
ويذكّر الخبراء بأن القاعدة الذهبية في مثل هذه الظروف هي أن يقود السائق بالسرعة التي تتيح له التوقف داخل حدود المسافة التي يستطيع رؤيتها بوضوح.
أما إذا انخفض مدى الرؤية إلى أقل من 50 مترا -أي عندما يصبح عمود تحديد المسافات الجانبي في الطرق السريعة بالكاد مرئيا- فيحظر تجاوز سرعة 50 كيلومترا في الساعة.
وفي هذه الحالة فقط، يُسمح بتشغيل ضوء الضباب الخلفي لتحسين الرؤية بالنسبة للمركبات القادمة من الخلف.
تشغيل الأضواء المناسبةيشير خبراء نادي السيارات الألماني إلى أن تشغيل الأضواء أثناء الضباب ليس خيارا، بل ضرورة.
وينصحون باستخدام الضوء المنخفض دائما في حالة ضعف الرؤية، لأن أنظمة الضوء النهاري التلقائي في السيارات الحديثة قد لا تكون كافية، إذ إنها تعمل غالبا على المصابيح الأمامية فقط دون الخلفية، وهذا يجعل السيارة أقل وضوحا من الخلف في الأجواء الغائمة أو الضبابية.
كما يلفت النادي إلى أن أنظمة الإضاءة الأوتوماتيكية لا تؤدي عملها على النحو الأمثل في ظروف الضباب أو الأمطار الكثيفة، ولذلك من الأفضل تشغيل الأضواء يدويا لضمان وضوح الرؤية في الاتجاهين.
تجنّب الضوء العالي!من أكثر الأخطاء شيوعا أثناء القيادة في الضباب استخدام الضوء العالي ظنا بأنه يحسّن الرؤية، بينما يؤدي في الواقع إلى نتيجة عكسية.
فالأشعة المنعكسة عن قطرات الماء في الهواء تُكوّن جدارا من الضوء أمام السائق، وهذا يزيد المشهد غموضا ويُقلّل القدرة على تمييز الطريق.
ولهذا، ينصح الخبراء بالاكتفاء بالضوء المنخفض أو تشغيل مصابيح الضباب الأمامية إن وُجدت، فهي تصدر ضوءا أفقيا منخفضا قريبا من سطح الطريق، ما يُحسّن الرؤية بدون التسبب في الانبهار البصري.
ويجب إطفاؤها فور تحسّن الأحوال الجوية لتجنّب إزعاج السائقين الآخرين.
أما ضوء الضباب الخلفي فهو حالة خاصة، إذ يُسمح بتشغيله فقط عندما تنخفض الرؤية إلى أقل من 50 مترا، ويُمنع استخدامه بعد ذلك لأنه يسبب إبهارا شديدا للسائقين في الخلف ويُعرّضهم للخطر.
في الختام، يؤكد نادي السيارات الألماني أن القيادة في الضباب تتطلّب حذرا مضاعفا وانتباها دائما، وأن الالتزام بالسرعة الآمنة والمسافة الكافية وتشغيل الإضاءة المناسبة يمكن أن يجنّب السائقين الكثير من المواقف الخطرة.
فالضباب لا يحدّ من الرؤية فحسب، بل يُضعف الإحساس بالسرعة والمسافة، ما يجعل السيطرة على السيارة أصعب مما يظنّ السائق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ن الرؤیة
إقرأ أيضاً:
الوكالة الأوروبية للبيئة تحذر من محو بعض أشهر شواطئ القارة بحلول 2100
حذرت الوكالة الأوروبية للبيئة (EEA) في أحدث تقاريرلها من أن منسوب مياه البحر يرتفع بوتيرة أسرع فأسرع، ما يخلف خطر محو بعض من أشهر شواطئ القارة بحلول عام 2100.
وقالت الوكالة - حسبم ذكرت شبكة "يورونيوز" الاخبارية في نشرتها الفرنسية اليوم /الثلاثاء/ - إن تشكيل المشهد الساحلي لأوروبا يعاد بالكامل في أقل من 100 عام.
وبين عامي 2006 و2018، ارتفع منسوب مياه البحر بمقدار 7ر3 مليمتر سنويا، أي أكثر من ضعفي سرعة ارتفاعه خلال القرن العشرين وإذا استمرت انبعاثات الكربون، فقد يصل ارتفاعها إلى ما بين 63ر0 و02ر1 متر بحلول عام 2100.
وأخذت عمليات المحاكاة التي أجرتها الوكالة الأوروبية للبيئة في الاعتبار أسوأ سيناريو محتمل: التفكك السريع للغطاء الجليدي وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بما يصل إلى خمسة أمتار بحلول عام 2150.
وكشفت دراسة أجرتها شركة "رايندرز" الهولندية المعنية بتغير المناخ أن "سفيتي ستيفان" الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي في الجبل الأسود، تعد الموقع الساحلي الأكثر عرضة للخطر، مشيرة إلى أنها تعد منتجعا ساحليا شهيرا يقع على شبه جزيرة صغيرة، ويتصل بالبر الرئيسي عبر شريط ضيق من الأرض. وبحلول نهاية القرن، قد تفقد المنطقة 58ر231 مترا من خطها الساحلي.
واظهرت الدراسة أن شاطئ "بورتو جيونكو" الإيطالي، في سردينيا، أحد أجمل الشواطئ الرملية في البحر الأبيض المتوسط، قد يفقد ما يصل إلى 107 أمتار من خطه الساحلي.
ويقع "بورتو جيونكو"، الذي يصور عادة كشاطئ استوائي في قلب البحر الأبيض المتوسط، بين رؤوس بحرية تشكل حاجزا طبيعيا ضد الرياح، وتحيط به كثبان رملية مغطاة بأشجار العرعر (أشجار دائمة الخضرة من فصيلة السرو، وتشتهر بثمارها الزرقاء التي تستخدم كبهارات وله فوائد طبية متنوعة).
ويعد شاطئ "بيناجيل" في البرتغال، هو ثالث أكثر المناطق عرضة للخطر. وهذه المنطقة، المعروفة بكهوفها الشهيرة والتي تعاني أصلا من فرط السياحة، قد تشهد تآكلا ساحليا يصل إلى نحو 70 مترا بحلول نهاية القرن.
وأدت الدعوات إلى تنظيم أفضل لتدفقات السياح إلى فرض قيود على رحلات الإبحار وحظر رسو القوارب على الشاطئ. كما تم تحديد الوقت المسموح به لزيارة الكهف بدقيقتين لكل قارب.
كما يواجه ساحل شمال أوروبا أيضا مخاطر جسيمة. قد تشهد جزيرة فيروي، موطن إحدى أكثر المجتمعات عزلة في النرويج، انكماشا في ساحلها بمقدار 58 مترا بحلول عام 2100.
وتشتهر الجزيرة بشعبيتها بين المتنزهين، إذ توفر مسارات تؤدي إلى قرى مهجورة ومساكن بشرية يعود تاريخها إلى 6000 عام. كما تؤدي مسارات أخرى عبر تضاريس وعرة إلى قمة الجزيرة، حيث توفر إطلالات خلابة على أرخبيل لوفوتن.
وقد يكون خليج كيم، وهو موقع صيد سابق لأسماك القرش المتشمس في جزيرة أخيل، والذي وصفه موقع لونلي بلانيت بأنه "أحد أجمل شواطئ أيرلندا وأكثرها عزلة"، التالي على القائمة. وهذا الامتداد الصغير من الرمال البيضاء معرض لخطر فقدان 40 مترا من خط الساحل بحلول عام 2100.
ووفقا لمنظمة "كلايمت أيرلندا"، من المتوقع أن يزداد ارتفاع مستوى سطح البحر في جميع المناطق الساحلية الأيرلندية، بما في ذلك "المدن الساحلية مثل كورك ودبلن وغالواي وليمريك".
وبحسب الوكالة، قد تساهم "العواصف والأمواج العاتية" في البلاد في "تضخيم" تأثير التهديد.
ويحتل شاطئ رينيسفجارا الشهير المركز السادس في القائمة، ومن المتوقع أن يتراجع خط ساحله بأكثر من 35 مترا بحلول نهاية القرن. ويعرف هذا الشاطئ الشهير ذو الرمال البركانية السوداء بأنه أحد أخطر شواطئ أيسلندا، حيث قد يصل ارتفاع أمواجه إلى 40 مترا. وتنصح السلطات بشدة بعدم السباحة أو ركوب الأمواج في رينيسفجارا، بل وتحذر السياح من إدارة ظهورهم للمحيط.
ولاحظ السياح الذين زاروا الريفييرا الفرنسية في السنوات الأخيرة وجود لافتات تحذر من خطر التسونامي. وعلى الرغم من أن هذه المنطقة لم تتأثر بعد بهذه الظواهر الجوية المتطرفة، إلا أن خطر ارتفاع مستوى سطح البحر قائم بالفعل.
وتتوقع دراسة "رايندرز" تآكلا يبلغ نحو 35 مترا بحلول عام 2100 في شاطئ مارينيير، أحد أشهر الشواطئ المجانية بالقرب من نيس.
ويمتد هذا الشاطئ الجميل والضيق، بطول 700 متر، على طول خط السكة الحديد الشهير الذي يمتد على طول الريفييرا الفرنسية من الحدود الإيطالية في فينتيميليا إلى كان.
ويضاهي شاطئ باسجاتشا، الذي يقع بالقرب من دوبروفنيك، كرواتيا، شاطئا مثاليا لعشاق الشواطئ. وصنف هذا الشاطئ في المركز التاسع والثلاثين كأفضل شاطئ في العالم قبل عامين، وهو امتداد خلاب ومنعزل من الرمال الذهبية، يقع بين خلفية من المنحدرات الشاهقة ومياه صافية كالكريستال.
ومع ذلك، فإن صغر حجمه نسبيا - إذ يبلغ طوله 80 مترا فقط - يعرضه لخطر الاندثار التام خلال 100 عام، مع خسارة متوقعة قدرها 31 مترا من خط الساحل.
وتعد "كورنوال" من أكثر مناطق المملكة المتحدة عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر. ويحتل خليج كينانس، المشهور بصخوره المتعرجة ورماله البيضاء، المرتبة التاسعة في دراسة رايندرز، مع احتمال تآكل يبلغ 30 مترا.
ويكشف انخفاض المد عن سلسلة من الخلجان والكهوف المترابطة، تحمل أسماء فيكتورية بارزة مثل "مسبح السيدات" و"غرفة الرسم".
وتعد المنطقة أيضا وجهة مفضلة للمتنزهين، بفضل مسار ساحلي شهير يمتد لأكثر من 5ر2 كيلومتر بين كينانس ونقطة ليزارد.
ويواجه خليج "آنس دو لارجنت فو"، الواقع في كاب دانتيب، خطر فقدان 38ر28 مترا من سطح البحر بحلول عام 2100.
وعلى الرغم من الحضور السياحي الكثيف، يزعم السكان المحليون أن المنطقة "حفظت بأعجوبة" ولا تزال واحدة من أكثر المواقع "وحشية" قرب أنتيب، وغالبا ما تفضل على خليج خوان ليه بان الأكثر شهرة.
ومن جانبه، قال "جورجيو بوديون" أستاذ علم المحيطات والفيزياء الجوية ونائب رئيس جامعة بارثينوب في نابولي "إننا يجب أن نكون واقعيين. لا يمكننا وقف ارتفاع مستوى سطح البحر تماما، إذ يعود جزئيا إلى الجمود المناخي، وذوبان القمم الجليدية القطبية، والتمدد الحراري للمحيط نفسه".. مضيفا أن "التحذيرات من اختفاء الشواطئ ليست مجرد خطابات مثيرة للقلق، بل هي لمحة مقلقة عما قد يصبح واقعا قريبا إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة".
وأكد "بوديون" أنه رغم ضرورة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والحفاظ على الغابات المطيرة - وهي مصادر طبيعية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون على كوكبنا - إلا أنها قد لا تكون كافية.
وأضاف أن "الدفاعات الصلبة، مثل الجدران البحرية وحواجز الأمواج، قد تكون مفيدة في الحالات الحرجة، لكنها غالبا ما تكون لها آثار جانبية تتمثل في إزاحة التآكل على طول الساحل والحلول غير المباشرة أكثر استدامة على المدى الطويل".
واختمم قائلا إنه "على سبيل المثال، تغذية الشواطئ بالرمال الخارجية، وحماية مروج الأعشاب البحرية، واستعادة الأراضي الرطبة والبحيرات التي تعمل كدفاعات طبيعية ضد الفيضانات".