في أحدث فصول التصعيد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قوات بلاده نفّذت غارة على قارب يُزعم أنه كان ينقل مخدرات قرب السواحل الفنزويلية، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. اعلان

جاءت العملية، وفق ترامب، في المياه الدولية، مشيرًا عبر منصته "Truth Social" إلى أن "ستة رجال من الإرهابيين المتاجرين بالمخدرات قُتلوا في الغارة، من دون إصابة أي من أفراد القوات الأمريكية".

وتأتي هذه الغارة ضمن سلسلة ضربات نفذتها القوات الأمريكية خلال الأسابيع الماضية ضد قوارب في المياه الدولية تتهمها بنقل شحنات مخدرات من أمريكا اللاتينية، ما أثار إدانات دولية واسعة ومخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.

سلسلة من الغارات

في 3 تشرين الأول/أكتوبر، نفذت القوات الأمريكية ضربة مماثلة على قارب قبالة فنزويلا أدت إلى مقتل أربعة أشخاص. كما أعلن ترامب في مطلع أيلول/سبتمبر عن مقتل 11 شخصاً في غارة استهدفت سفينة يُعتقد أنها كانت تحمل المخدرات في جنوب الكاريبي، أعقبتها غارتان أخريان خلال الشهر نفسه أسفرتا عن مقتل ستة أشخاص.

وكان ترامب قد وقّع، في تموز/يوليو، أمراً يوجّه وزارة الدفاع إلى استخدام القوة العسكرية ضد المجموعات المصنفة "إرهابية"، ما فتح الباب أمام توسيع نطاق العمليات خارج الأراضي الأمريكية.

ولكن، قوبلت هذه الهجمات بانتقادات حادة من دول في المنطقة مثل فنزويلا وكولومبيا، ووصفتها بأنها انتهاك واضح للقانون الدولي.

شاحنات تنقل دبابات شرق مدينة فالنسيا في فنزويلا، في 27 أغسطس 2025، عقب إعلان الحكومة التعبئة العسكرية بعد نشر الولايات المتحدة سفناً حربية قبالة السواحل الفنزويلية. Jacinto Oliveros/AP توتر متصاعد بين واشنطن وكراكاس

تعتبر السلطات الفنزويلية أن التحركات العسكرية الأمريكية قرب سواحلها تمثل "استفزازاً وتوغلاً غير قانوني"، فيما حذّر وزير الدفاع فلاديمير بادرينو في وقت سابق من "تجرؤ الإمبريالية الأمريكية على الاقتراب من السواحل الفنزويلية" وفق تعبيره، مشيراً إلى رصد خمس مقاتلات أمريكية في المنطقة.

وفي موازاة ذلك، أدانت الأمم المتحدة الضربات الأمريكية على القوارب الصغيرة التي تقول واشنطن إنها تهرّب المخدرات، معتبرة أنها عمليات قتل خارج القانون.

أما الولايات المتحدة، فتبرر الغارات بأنها موجهة ضد أعضاء شبكة "Tren de Aragua"، التي صنفتها كمنظمة إرهابية أجنبية. ويصرّ ترامب على أن بلاده تخوض "صراعاً مسلحاً" مع عصابات المخدرات، مشيراً في رسالة إلى الكونغرس عقب ضربة 3 تشرين الأول/أكتوبر إلى أن هذه الجماعات تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي.

جدل قانوني حول "الحرب على المخدرات"

رغم تبرير واشنطن عملياتها بأنها دفاع عن النفس، يشكك العديد من خبراء القانون الدولي في شرعيتها، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة لم تقدّم أي أدلة على مزاعمها، ولم تكشف هوية القتلى الذين كانوا على متن القارب المستهدف.

ويرى هؤلاء أن الحديث عن "نزاع مسلح" مع كارتلات المخدرات يفتقر إلى الأساس القانوني، إذ لم يمنح الكونغرس الأمريكي تفويضاً باستخدام القوة، كما أن تلك الجماعات لا تمتلك هيكلاً مركزياً يرقى إلى مستوى "طرف متحارب" وفق القانون الدولي.

في هذا السياق، تتزايد المخاوف من أن تكون هذه الغارات مؤشراً على مرحلة جديدة من المواجهة بين الولايات المتحدة والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي سبق أن وجّهت إليه وزارة العدل الأمريكية في الولاية الأولى لترامب اتهامات بالاتجار بالمخدرات والفساد، ما يعمّق الخلافات ويزيد من احتمالات الانزلاق نحو صدام مباشر بين البلدين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية فنزويلا دونالد ترامب تهريب المخدرات أمريكا اللاتينية القانون إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الذكاء الاصطناعي قطاع غزة بحث علمي حرية الصحافة سوريا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الرئيس البيلاروسي يحذر واشنطن من تكرار حرب فيتنام في فنزويلا

الثورة نت /..

حذر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم السبت، نائب المبعوث الأمريكي الخاص، جون كول، من أن تورط الولايات المتحدة الأمريكية في حرب في فنزويلا، قد يؤدي إلى تكرار سيناريو فيتنام.

وقال المندوب الدائم لبيلاروسيا لدى الأمم المتحدة، فالنتين ريباكوف، عقب محادثات أمريكية بيلاروسية عقدت في مينسك بين لوكاشينكو، و كول: “تحدث الرئيس البيلاروسي بصراحة تامة مع الوفد الأمريكي حول هذا الموضوع، وحذر من أن جر الولايات المتحدة الأمريكية إلى مثل هذه الحرب لن يعني سوى تكرار تجربة فيتنام بالنسبة للولايات المتحدة”.

وأضاف: “هذا الأمر لا يصب في مصلحة أحد ولا حاجة له، لا للشعب الأمريكي، ولا للشعب الفنزويلي، وبالتأكيد ليس للمجتمع الدولي بأسره”، وفق وكالة “سبوتنيك”.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الضربات البرية التي سوف تستهدف تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية ستبدأ قريباً.

وزعم ترامب في تصريحات صحافية: “لقد أوقفنا 96 في المئة من عمليات تهريب المخدرات التي كانت تأتي عن طريق البحر، والآن بدأنا بالضربة العسكرية عن طريق البر”.

وتبرر الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي بـ”محاربة تهريب المخدرات”، وفي شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، استخدمت واشنطن قواتها المسلحة مرارًا وتكرارًا لتدمير قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات قبالة سواحل فنزويلا.

وفي 3 نوفمبر الماضي، ادعى ترامب أن “أيام نيكولاس مادورو كزعيم لفنزويلا، باتت معدودة”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “الولايات المتحدة لا تعتزم شنّ حرب على فنزويلا”.

من جانبها، اعتبرت فنزويلا هذه الإجراءات “استفزازًا يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وانتهاكًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بوضع منطقة البحر الكاريبي كمنطقة منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة النووية”.

مقالات مشابهة

  • الرئيس البيلاروسي يحذر واشنطن من تكرار حرب فيتنام في فنزويلا
  • ترامب يتكتم على مصير أصول النفط الفنزويلية تحت ذريعة مكافحة المخدرات
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • ترامب يعلن البدء باستهداف شحنات المخدرات البرية من فنزويلا
  • ترامب يعلن البدء بشن ضربات ضد شحنات المخدرات البرية من فنزويلا
  • أبناء شقيق مادورو.. الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات ضد فنزويلا
  • قاذفة أمريكية تُحلق قرب فنزويلا
  • فنزويلا: مستعدون لكسر أنياب الإمبراطورية الأمريكية.. ترامب: رئيس كولومبيا التالي بعد مادورو!
  • ما حدود خيارات ترامب في فنزويلا؟
  • فنزويلا: استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة النفط سرقة سافرة