المقاومة تحرر السامري الوحيد من سجون الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
"لا قول فوق قول غزة"، بهذه الكلمات وجه الأسير المحرر السامريّ نادر صدقة إلى قطاع غزة، بمجرد وصوله مصر بعد تحريره في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
صدقة يُعد استثناء، فهو الأسير الفلسطيني الوحيد في السجون الإسرائيلية من الطائفة السامرية التي تسكن قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
قبل تحريره بموجب صفقة التبادل مع دولة الاحتلال، كان صدقة يقضي حكما بالسجن 6 مؤبدات.
وأُطلق سراحه مع إبعاده إلى مصر، ضمن صفقة التبادل بين "حماس" والاحتلال، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس" الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، إضافة إلى تسليم رفات 4 من جثامين 28 أسيرا تقول دولة الاحتلال إنهم في غزة، على أن يتم استكمال تسليم البقية في وقت لاحق لم يحدد بعد.
فيما قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين، عبر بيان مشترك، إن دولة الاحتلال أفرجت الاثنين، عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب.
المولد والنشأة
وُلد صدقة عام 1977 على سفح جبل جرزيم في نابلس، وتلقى تعليمه في مدارس المدينة، ومع اندلاع "انتفاضة الحجارة" عام 1987 كان مع رفاقه أحد "أطفال الحجارة".
نابلس أو "جبل النار" كما يطلق عليها، شهدت في سنوات "انتفاضة الحجارة" مواجهات مستمرة مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
و"أطفال الحجارة" مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأطفال والشباب الذين شاركوا في الانتفاضة الأولى (1987-1993) ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لأنهم كانوا يواجهون بالحجارة قواته المدججة بأحدث الأسلحة.
في 1995، التحق صدقة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث درس التاريخ والآثار.
وخلال دراسته انتقل صدقة من النضال العفوي إلى العمل المنظّم، حيث انخرط في صفوف جبهة العمل الطلابي التقدمية، الإطار الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
اسم وشخصية صدقة برزا بين زملائه، حيث كان يعتلي المنصّات مخاطبا طلبة الجامعة.
العمل المقاوم
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، كان صدقة على موعد مع التخرج الجامعي، لكنه التحق بـ "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الجناح العسكري للجبهة الشعبية.
نفّذ صدقة برفقة زملائه عدة عمليات إطلاق نار قُتل فيها جنود وضباط إسرائيليون.
لاحقت المخابرات الإسرائيلية صدقة ورفاقه من "كتائب أبو علي مصطفى" وأصبح مطلوبا مطاردا.
وكان أحد المشاركين والمخططين -إلى جانب قائد الكتائب في حينه يامن فرج، وأمجد مليطات- لعملية تفجير في مدينة " بتاح تكفا" وسط الأراضي المحتلة عام 2003، والتي قتل فيها 4 جنود فيما أصيب آخرون، ردا على اغتيال الاحتلال كلا من القائدين بالجبهة الشعبية فادي حنني وجبريل عواد في ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته.
وبعد أن اغتالت دولة الاحتلال القائدين فرج ومليطات في العام نفسه، بات صدقة قائد "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" في نابلس.
في 17 آب/ أغسطس 2004، اعتقل الجيش الإسرائيلي صدقة خلال عملية عسكرية في مخيم عين بيت الماء غربي نابلس، وحكم بالسجن 6 مؤبدات.
ويعرّف صدقة عن نفسه بحسب الموقع الرسمي للجبهة الشعبية بـ "عربي فلسطيني مناضل من أجل الحرية والحق".
"سلالة بني إسرائيل الحقيقية"
عام 2020، بلغ عدد أفراد الطائفة السامرية 841، منهم 392 يعيشون في جبل جرزيم و449 في منطقة حولون وسط الأراضي المحتلة، وفقا لمركز المعلومات الفلسطيني.
ويتكلم السامريّون اللغة العبرية القديمة التي نزلت بها التوراة، بحسب قولهم، وتتكون من 22 حرفا، إلى جانب إتقانهم العربية.
ويقولون إنهم "سلالة بني إسرائيل الحقيقية" ومختلفون عن اليهود ويملكون النسخة الأصلية من التوراة، التي يتجاوز تاريخها 3600 عام، ومكتوبة على جلد غزال، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة.
ويعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين، كما تربطهم علاقة جيدة مع اليهود.
اتفاق غزة
وأمس الاثنين، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تسهيلها تبادل 20 أسيرا إسرائيليا أحياء و4 جثث، إضافة إلى 1809 أسرى فلسطينيين من أصل 1968 أطلقت إسرائيل سراحهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بشرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وظهر الجمعة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة حماس الاحتلال حماس غزة الاحتلال طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تصريح هام لحركة حماس بشأن أسرى العدو “تفاصيل”
غزة|يمانيون
أعلنت حركة حماس أن كتائب القسام والمقاومة في قطاع غزة تفرج عن أسرى العدو الـ20 لدى المقاومة، وذلك ضمن خطوات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب على قطاع غزة.
وقالت الحركة، في تصريح صحافي، إنها تؤكد بهذه الخطوة التزامها بتنفيذ التزاماتها، وتشدِّد على أهمية عمل الوسطاء لإلزام العدو الصهيوني بتنفيذ ما يترتّب عليه من التزامات بموجب الاتفاق واستكمال تنفيذ بنوده كافة.
وأشارت الحركة إلى أن المجرم نتنياهو وجيشه لم ينجحوا على مدار عامين من حرب الإبادة والتدمير في تحرير أسراه بالقوة، واضطروا في النهاية للرضوخ لشروط المقاومة التي أكّدت أنّ طريق عودة جنوده الأسرى لا يكون إلا عبر صفقة تبادل وإنهاء حرب الإبادة.
وأضافت: “لقد بذلت المقاومة كل الجهود للحفاظ على حياة أسرى العدو المحتل، رغم محاولات مجرم الحرب نتنياهو وجيشه الإرهابي استهدافهم والتخلّص منهم، وذلك في وقت يتعرّض أسرانا في سجون الاحتلال لكل أشكال الانتهاكات من تنكيل وتعذيب وقتل”.
وأكدت أن تحرير “أسرانا الأبطال، ومن بينهم أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية الذين قضوا عقوداً طويلة خلف القضبان، هو ثمرة بطولة وصمود شعبنا العظيم في قطاع غزة وأبنائه في المقاومة الباسلة، وهو وفاءٌ من المقاومة بعهدها لشعبها وأسراها، وتجسيد لإرادة التحرير التي لا تنكسر أمام بطش النازيين الجدد”.
وشددت على أن قضية الأسرى ستبقى على رأس الأولويات الوطنية لشعبنا ومقاومته، ولن يهدأ للشعب الفلسطيني بالٌ إلا بتحرير آخر أسير من سجون النازيين الجدد وإزالة الاحتلال.