تحالف دفاعي إثيوبي كيني يعيد تشكيل القوى بالقرن الأفريقي
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
في خطوة وُصفت بأنها "تاريخية" وقّعت إثيوبيا وكينيا اتفاقا دفاعيا جديدا من شأنه أن يعيد تشكيل موازين القوى في منطقة القرن الأفريقي بعد عقود من التنافس على النفوذ الإقليمي.
فقد أعلن البلدان في 24 سبتمبر/أيلول الماضي عن توقيع اتفاق تعاون دفاعي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ليحل محل اتفاق عسكري سابق يعود إلى عام 1963.
وبحسب تقرير نشره موقع أفريكا ريبورت، فإن الاتفاق يشمل مجالات واسعة مثل تبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب والتصنيع العسكري ومكافحة الإرهاب وحماية الحدود.
لطالما مثلت الدولتان قطبين متناقضين في شرق أفريقيا: إثيوبيا ذات التوجه الماركسي سابقا والحليف الوثيق للصين بجيش قوي ومنخرط في ملفات إقليمية حساسة، مقابل كينيا ذات الاقتصاد الرأسمالي المنفتح على الغرب، بجيش أقل وزنا لكنه مدعوم سياسيا من واشنطن التي صنفتها "حليفا رئيسيا من خارج الناتو".
لكن التحولات الأخيرة غيرت المعادلة، فمنذ وصول آبي أحمد إلى السلطة عام 2018 بدأت إثيوبيا في تحرير اقتصادها رغم أن الحرب الأهلية والتوترات الأمنية أضعفت مكانتها الدبلوماسية.
في المقابل، انتهج الرئيس الكيني وليام روتو سياسة خارجية أكثر جرأة أرسلت بموجبها نيروبي قوات إلى هاييتي والكونغو الديمقراطية.
ويرى محللون أن أحد أبرز دوافع الاتفاق هو التصدي المشترك لتهديد الإرهاب، خاصة مع تصاعد هجمات حركة الشباب في الصومال.
ويشير موقع أفريكا ريبورت إلى أن البلدين نفذا بالفعل عمليات استخبارية مشتركة ضد متمردي "جيش تحرير أورومو" الذين ينشطون على الحدود.
ويقول ماغنوس تايلور نائب مدير برنامج القرن الأفريقي في "مجموعة الأزمات الدولية" إن تراجع التمويل الغربي لبعثات حفظ السلام في الصومال دفع القوى الإقليمية مثل كينيا وإثيوبيا إلى لعب دور أكبر وأكثر استقلالية في مواجهة التحديات الأمنية.
البعد البحري والسباق نحو البحر الأحمروإلى جانب البعد الأمني، يحمل الاتفاق بعدا إستراتيجيا لإثيوبيا التي تسعى منذ سنوات للوصول إلى منفذ بحري على البحر الأحمر.
إعلانهذه الطموحات أثارت قلق جيرانها، خصوصا إريتريا التي تخشى من نوايا عسكرية إثيوبية.
وبحسب التقرير ذاته في "أفريكا ريبورت"، فإن تعزيز الشراكة مع كينيا يمنح أديس أبابا فرصة لتقديم نفسها كقوة إقليمية بناءة وليست معزولة، في وقت تتشكل فيه تحالفات مضادة ضمت إريتريا والصومال ومصر.
التقارب الإثيوبي الكيني لا ينفصل عن التنافس الجيوسياسي الأوسع في المنطقة، فقد وقّعت القاهرة ونيروبي في وقت سابق من هذا العام 12 اتفاقية تعاون، في حين تسعى أديس أبابا إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى في القارة، والتي أبرمت معها اتفاقا أمنيا في يوليو/تموز الماضي.
وبينما يواجه القرن الأفريقي تحديات متشابكة من الإرهاب إلى النزاعات الحدودية يبدو أن توقيع اتفاق الدفاع بين إثيوبيا وكينيا يمثل محاولة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية.
وكما خلص تقرير "أفريكا ريبورت" فإن نجاح هذه الشراكة سيعتمد على قدرة البلدين على تحويل التعاون العسكري إلى رافعة لاستقرار المنطقة بدلا من أن يكون مجرد اصطفاف ظرفي في سباق النفوذ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أفریکا ریبورت
إقرأ أيضاً:
بلد عربي يستضيف الملحق الأفريقي في تصفيات كأس العالم 2026
أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن المغرب سيستضيف منافسات الملحق الأفريقي المؤهل
إلى نهائيات كأس العالم 2026، والذي سيقام خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بمشاركة أربعة منتخبات تتنافس على فرصة تمثيل القارة السمراء في الملحق العالمي المؤهل إلى المونديال الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وبحسب بيان "الكاف"، فإن أصحاب صدارة المجموعات التسع في التصفيات الأفريقية سيتأهلون مباشرة إلى النهائيات، بينما ستحظى أربعة من أفضل المنتخبات التي تنهي التصفيات في المركز الثاني بفرصة إضافية من خلال هذا الملحق القاري.
وستُقام البطولة المصغرة في المغرب خلال الفترة من 13 إلى 16 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث تُجرى مباراتا نصف النهائي يوم الخميس 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، على أن تُلعب المباراة النهائية يوم الأحد 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، في ملاعب سيتم تحديدها لاحقاً.
وسيتم تحديد هوية المنتخبات الأربعة المشاركة بعد ختام مباريات التصفيات الأفريقية يوم الثلاثاء القادم، في حين سيُعتمد ترتيب التصنيف العالمي للفيفا الصادر في 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري لتوزيع المنتخبات على مواجهات نصف النهائي، بحيث يلتقي الأعلى تصنيفاً مع الأدنى، والثاني مع الثالث.
ويهدف هذا الملحق إلى منح القارة الأفريقية فرصة إضافية للمشاركة في مونديال 2026، في ظل التوسع التاريخي لعدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة.