صحيفة البلاد:
2025-10-15@08:09:11 GMT

هل تخلد جدة اسم الرابغي

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

هل تخلد جدة اسم الرابغي

رحم الله أستاذنا الكبير والإعلامي المدرّس علي محمد الرابغي (أبو مروان)، ذلك الاسم الذي اقترن بتاريخ الإعلام السعودي، وبذاكرة جدة التي أحبها وعاش من أجلها، وخلّدها في مقالاته وأحاديثه وابتسامته الحاضرة دائمًا. فقدت جدة برحيله أحد أبنائها البررة الذين جمعوا بين الفكر والخلق والوفاء، وأحد أعمدة الصحافة الذين ساهموا في صياغة الوعي الإعلامي الوطني لعقود طويلة.


ولعل من الوفاء الذي يستحقه هذا الرجل أن تحمل أحد شوارع جدة اسمه، تخليدًا لمسيرته الحافلة بالعطاء، وتكريمًا لرمز أعطى للوطن بصدق، وللمجتمع بمحبة، وللمهنة بإخلاص لا يُجارى. إن إطلاق اسم “شارع علي الرابغي” لن يكون مجرد لافتة على طريق، بل سيكون رسالة وفاء من مدينة احتضنها واحتضنته، عرفته مخلصًا لها في كل حرف كتبه، وصوتًا إذاعيًا قدّم من خلاله الكلمة المسؤولة والطرح الهادف.
عاش الرابغي مسيرة حافلة منذ ولادته عام 1939م في مدينة رابغ، حيث نشأ في بيئة متواضعة حفّزت فيه حب العلم والثقافة منذ الصغر. بدأ حياته العملية في سلك التعليم قبل أن ينتقل إلى ميادين الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ليصبح واحدًا من أبرز الأسماء التي أسهمت في تأسيس الصحافة الرياضية في المملكة، وفي تطوير المشهد الإعلامي المحلي.
تقلّد مناصب رفيعة في كبريات الصحف السعودية، منها إشرافه على الصفحات الرياضية في جريدة “البلاد”، ورئاسته للقسم الرياضي في صحيفة”عكاظ”، وإشرافه على القسم الرياضي في”الشرق الأوسط”. وظل كاتبًا عموديًا ثابت الحضور في “عكاظ” حتى سنواته الأخيرة، وتميز قلمه بالاتزان والموضوعية، وبقدرته على تناول الشأن الرياضي والاجتماعي والثقافي بوعي المثقف وصدق الإنسان.
وفي الإذاعة والتلفزيون، كان صوتًا مميزًا وقدّم برامج أسهمت في رفع مستوى الوعي الاجتماعي بأسلوب هادئ وحضور متزن. امتدت مسيرته لأكثر من ستة عقود شهدت خلالها المملكة تحولات فكرية وثقافية وإعلامية كان للرابغي فيها بصمته الواضحة.
كان الأستاذ علي الرابغي ـ كما وصفه الأستاذ خالد المالك ـ صاحب خلق وتواضع وتواصل لا ينقطع، عرفه الجميع ببشاشته وإنصاته وحرصه على تقدير الزملاء والجيل الجديد من الإعلاميين. ورغم مرضه في سنواته الأخيرة، بقي متفائلًا مبتسمًا، محاطًا بأسرته وأحفاده الذين نهلوا من قيمه وطيب معدنه.
توطدت علاقتي بالأستاذ علي الرابغي خلال عملي مديرًا للعلاقات العامة والإعلام في أمانة جدة؛ كان أحد الأقلام التي نثق بمهنيتها وموضوعيتها، نتبادل معه الرأي والنقاش بكل ود واحترام. لم يكن مجرد كاتب صحفي يطرق الأبواب بحثًا عن سبق أو خبر، بل كان مفكرًا نبيلاً يكتب بقلبه قبل قلمه، ويبحث في قضايا الناس بروح المسؤول لا بروح المزايدة.
أتذكر عندما كان يذكر اسمي في مقالاته بكل لطف، يُثني على ما يراه من جهد، أحرجني عدة مرات بكرمه اللفظي ونبله الدائم. كنت أقول له ممازحًا: “أبا مروان، خفف من الإطراء”، فيضحك ويقول:”من يستحق الذكر، لا يُنقصه التواضع شيئًا”. تلك الجملة بقيت عالقة في ذهني، مثل بصمته التي لا تُمحى.
جدة التي عاش فيها الرابغي وكتب عنها تستحق أن تكرّم أبناءها الذين خدموها بإخلاص، ولهذا فإن إطلاق اسمه على أحد شوارعها ليس فقط واجب تقدير، بل هو امتداد لثقافة الوفاء التي تليق بهذه المدينة وتاريخها.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رفع الأجور والتأمين.. الإتحاد الوطني للصحفيين الجزائري يلتقي وزير الإتصال

أكد الإتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، أن اللقاء الذي جمعهم بوزير الإتصال زوهير بوعمامة يشكل محطة تقييمية محورية لاستعراض المكتسبات المحققة في مسار العمل الإعلامي الوطني. وسانحة لبحث سبل تحقيق المزيد من المكتسبات. سيما في ظل الإرادة السياسية القوية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أولى قطاع الإتصال أهمية بالغة.

وجدّد الإتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين مطالبته الملحة برفع الأجور من خلال رفع القيمة المالية للنقطة الاستدلالية لكافة العاملين في القطاعين العام والخاص. إعداد شبكة أجور موحدة وعادلة للصحفيين. إلزام مؤسسات الإعلام الخاصة بإبرام عقود عمل رسمية وتمكين المراسلين من البطاقة المهنية. بالأغضافة كذلك إلى فرض التصريح الإجباري بالتأمين لدى الضمان الاجتماعي لضمان حقوق العاملين وفي مقدمتهم الصحفيين. وكذا تصنيف مهنة الصحافة ضمن المهن الشاقة، بما يضمن حقوق الصحفيين ومزاياهم.

كما دعا الاتحاد إلى الإسراع في استكمال الإطار التنظيمي والتشريعي للقطاع، من خلال تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والإلكترونية، تنصيب سلطة ضبط السمعي البصري، تنصيب المجلس الأعلى لأخلاقيات وآداب المهنة. إصدار القانون الأساسي للصحفي وقانون الإشهار. وإعادة بعث وتفعيل صندوق دعم الصحافة. والحرص على التكوين المستمر الصحفيين.

وأكد الإتحاد الوطني للصحفيين الجزائريين أنه وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، على أهمية دور الأسرة الإعلامية في حماية الجبهة الداخلية. داعيا إلى التحلي بالوعي واليقظة المهنية. كما حث على التصدي الفعال للحملات العدائية التي تستهدف بلادنا إعلامياً عبر الفضاء الإلكتروني. وذلك بتعزيز الخطاب المهني المسؤول القائم على المعلومة الدقيقة والموثوقة.

div>

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • عاجل |وكالة الصحافة الفرنسية: وحدة النخبة في جيش مدغشقر تعلن توليها السلطة بعد عزل الرئيس من قبل الجمعية الوطنية
  • صحافة المواطن: صالح الجعفراوي أنموذجًا
  • رفع الأجور والتأمين.. الإتحاد الوطني للصحفيين الجزائري يلتقي وزير الإتصال
  • من القادة الذين سيحضرون قمة شرم الشيخ في مصر ومن سيغيب؟
  • رئاسة الجمهورية تُعزي في وفاة عميد الصحافة الجزائرية أبو بكر حميدشي
  • من هم الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس؟
  • شوبير الصغير: مقدرش أهاجم الصحافة..وحققت حلم والدي بالتأهل لكأس العالم
  • بسبب الأزمة المالية.. وقفة احتجاجية لإدارة وجماهير نادي القاسم الرياضي
  • وزير الاتصال يعزي في وفاة الإعلامي والكاتب الصحفي أبو بكر حميدشي