"تنمية طاقة عُمان" تنجح في تأمين تمويلات دولية بـ385 مليون ريال وتصدر أول صكوك محلية بـ50 مليونًا
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
مسقط- العُمانية
نجحت شركة تنمية طاقة عُمان في تأمين تمويلات مالية دولية ومحلية بقيمة 385 مليون ريال عُماني، كما قامت بإصدار أول صكوك محلية بقيمة 50 مليون ريال عُماني؛ ما يعزز مكانة الشركة ويدعم خططها التنموية المستقبلية ونموها المستدام على المدى الطويل.
ويعكس هذا الإنجاز التطور المتسارع في القدرات التمويلية للشركات الحكومية في سلطنة عُمان؛ إذ تمثل شركة تنمية طاقة عُمان نموذجًا لكفاءة الإدارة المالية وقدرتها على الوصول إلى أسواق التمويل المحلية والدولية بشروط تنافسية.
وقال المهندس مازن بن راشد اللمكي الرئيس التنفيذي لشركة تنمية طاقة عُمان إن هذه العمليات التمويلية تعكس الثقة التي توليها المؤسسات المالية المحلية والدولية في الجدارة الائتمانية للشركة واستمرارية استراتيجيتها طويلة الأمد، كما تسهم في تعزيز كفاءة إدارة التزامات الشركة المالية، وتوسيع قاعدة التمويل، ودعم قدرتها على تنفيذ برامجها المستقبلية، بما يرسخ دور الشركة ضمن المنظومة الاقتصادية الوطنية ويعزز مسار نموها المستدام. وأضاف أن شركة تنمية طاقة عُمان قامت بإتمام عملية تمويل ائتماني جديد لمدة خمس سنوات، بعد أن نجحت في رفع قيمته من 750 مليون دولار أمريكي إلى مليار دولار أمريكي نتيجة للطلب المتزايد من جانب المستثمرين؛ إذ تجاوز إجمالي التغطية 1.5 مليار دولار أمريكي، وجاء أكثر من نصف التخصيص النهائي من خارج دول المنطقة بمشاركة واسعة من البنوك الآسيوية ما يؤكد على قدرة الشركة على الوصول إلى مصادر متنوعة للسيولة الدولية. وأشار إلى أنه من المخطط استخدام عائدات القرض بقيمة 288.8 مليون ريال عُماني (750 مليون دولار أمريكي) في استثمارات الشركة، إضافة إلى سداد 96 مليون ريال عُماني (250 مليون دولار أمريكي) من القرض الحالي الذي يقدر بـ769 مليون ريال عُماني (ملياري دولار أمريكي) والمستحق في عام 2029؛ ما يسهم في تحسين هيكلة التمويل ورأس المال. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة تنمية طاقة عُمان أن الشركة أعادت تمويل تسهيلات بالريال العُماني؛ إذ تمت إعادة تمويل القرض المحدد الأمد بقيمة 375 مليون ريال عُماني بالمبلغ نفسه، مع تمديد فترة استحقاقه إلى عام 2028، مع خيارين للتمديد السنوي وفق تقدير الشركة، كما تمت زيادة تسهيل الائتمان المتجدد من 150 مليون ريال عُماني إلى 200 مليون ريال عُماني، وتمتد فترة استحقاقه حتى عام 2028.
من جانبه قال المهندس سلطان بن علي المعمري الرئيس المالي لشركة تنمية طاقة عُمان إن إتمام هذه العمليات التمويلية يعكس ما تحظى به الشركة من ثقة راسخة لدى البنوك المحلية والمؤسسات المالية الدولية على حد سواء، فقد أسهمت مشاركة البنوك العُمانية في تعزيز دورها المحوري في المنظومة الاقتصادية الوطنية، في حين أظهرت المؤسسات الدولية إيمانها بمتانة نموذج أعمال الشركة واستدامة استراتيجيتها، مشيرًا إلى أن هذا النجاح سيُسهم في تعزيز المرونة المالية للشركة وتنويع قاعدة المقرضين، وإعادة جدولة التزاماتها بما يضمن دعمًا متواصلًا لعمليات الشركة في منطقة الامتياز رقم (6) ويعزز قدرتها على مواصلة النمو خلال الأعوام المقبلة. وأضاف أن هذه الخطوات الاستراتيجية ستثمر في تمديد فترة استحقاق الدين وخفض تكاليف التمويل، وتنويع قاعدة المُقرضين؛ ما يعزز مكانة الشركة ويدعم خططها التنموية المستقبلية، موضحًا أن هذه المشاركة الواسعة للمستثمرين من البنوك المحلية والدولية تعكس الثقة الكبيرة في الجدارة الائتمانية للشركة وقطاع الطاقة العُماني من خلال تأمين تمويل تنافسي في سوق عالمي يشهد تنافسًا قويًّا. وأكد أن شركة تنمية طاقة عُمان تسعى إلى إيجاد تنوع في مصادر التمويل، بدءًا من الاقتراض من البنوك الدولية، ثم عبر إصدار الصكوك والتمويل من خلال البنوك المحلية والدولية لتعزيز الاستدامة المالية والتوازن الاقتصادي من خلال الاستثمار في منطقة الامتياز رقم (6)، التي تعد من أهم مناطق الامتياز من حيث إنتاج النفط والغاز؛ إذ يشكل إنتاجها ما يفوق 60 في المائة من إجمالي إنتاج سلطنة عُمان.
وحول التكلفة الاستثمارية للمشروعات في منطقة الامتياز رقم (6)، أكد المهندس سلطان بن علي المعمري أن حصة شركة تنمية طاقة عُمان تقارب 1.5 مليار ريال عُماني (4 مليارات دولار أمريكي) وهي تكلفة مشروعات النفط والغاز، موضحًا أن مجموع العوائد التي حققتها الشركة في هذه المنطقة خلال عام 2024م تصل إلى 6.2 مليار ريال عُماني (16 مليار دولار أمريكي) بينما تكلفة الإنتاج بلغت 469 مليون ريال عُماني (1.2 مليار دولار أمريكي).
وقال إن شركة تنمية طاقة عُمان سعت منذ بداية انطلاقتها في التركيز على التدفقات المالية للشركة والحفاظ على مستوى الاستثمار في منطقة الامتياز رقم (6) بوتيرة ثابتة رغم تقلبات أسعار النفط، مشيرًا إلى أن العوائد من هذا الإنتاج تدخل مباشرة في خزينة الدولة وتسهم في رفع كفاءة القدرة الإنتاجية وتعزيز مستويات الإنتاج في منطقة الامتياز رقم (6)، كما تُمكّن هذه الاستراتيجية من تحسين إدارة المخاطر المالية عبر تنويع مصادر التمويل واللجوء إلى قنوات تمويل مختلفة في ظل تقلبات السوق، في حين تصل نسبة إسهام الشركة في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقارب 35 بالمائة.
وحول أثر البرنامج التمويلي في تمكين البنوك المحلية وتعزيز التكامل المالي، وضح أن الشركة أظهرت من خلال عدة صفقات مع البنوك المحلية قوة ووفرة السيولة في النظام المصرفي العُماني وقدرته على تمويل مشروعات استراتيجية ووطنية بهذا الحجم إضافة إلى إسهامه في دعم الاقتصاد الوطني وتطور خبرة البنوك المحلية في هيكلة أدوات الدين من خلال هذه الصفقات.
وعن إسهام البرنامج التمويلي في دعم البورصة المحلية، أشار إلى أن الشركة تعد أول شركة حكومية تصدر صكوكًا يتم تداولها في بورصة مسقط، الأمر الذي يعزز قدرة السوق على جذب المستثمرين، مبينًا أن نظام طرح مجموعة من الشركات للاكتتاب تعد خطوة في تعزيز سوق المال في سلطنة عُمان، ومن المتوقع أن يتم في عام 2026 طرح إصدار أو اصدارين للصكوك.
وحول دور البرنامج التمويلي في تعزيز الكوادر الوطنية، أوضح أن استمرار تدفقات الاستثمار في قطاعي النفط والغاز يتيح الفرصة لاستمرارية العديد من المبادرات والمشروعات في هاذين القطاعين، واستقطاب شركات المقاولات العاملة فيه تحت مظلة شركة تنمية نفط عُمان، كما أن استمرار التدفقات المالية يؤدي إلى استمرار فرص العمل لشريحة واسعة من العاملين، في حين أن نمو الاستثمار في منطقة الامتياز رقم (6) يوفّر مزيدًا من الخدمات ويُعزّز القدرة على استقطاب تمويل إضافي، بما يسهم في توفير فرص جديدة للمواطنين، ولا سيما من خلال تقديم خدمات مرتبطة بهذا البرنامج الاستثماري.
وفيما يتعلق بتعزيز المحتوى المحلي أوضح إن الشركة أعلنت هذا العام عن مجموعة من المشروعات بعضها طرح والبعض الآخر تحت المناقشة وتستهدف توطين العديد من الصناعات وسيتم الإعلان عنها في حال الوصول للقرار الاستثماري الذي من شأنه أن يوفر وظائف جديدة مع الحفاظ على الوظائف الحالية والتركيز على بناء القدرات المحلية وتوطين الصناعة التي تدار بكوادر محلية.
وأكد على أن الشركة تسعى إلى تمويل 25 بالمائة من برنامجها الاستثماري من خلال التمويل الخارجي الذي يساعدها في الاستمرارية والحفاظ على الإنتاج والنمو وخفض كلفة التمويل.
وأضاف الرئيس المالي لشركة تنمية طاقة عُمان أن الشركة حافظت على نسبة القيمة المحلية عند مستوى يقارب 42 بالمائة خلال عام 2024م؛ إذ بلغ حجم الاستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما يقارب 288 مليون ريال عُماني (748 مليون دولار أمريكي) في العام نفسه بنسبة زيادة بلغت 11 بالمائة من عام 2019م، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمار في شركات المجتمع المحلي بلغت نحو 191 مليون ريال عُماني (496 مليون دولار أمريكي).
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
3.9 مليون زائر لسلطنة عمان خلال 2024.. وحجم إنفاقهم يرتفع إلى 989 مليون ريال
يعد حجم الإنفاق من قبل الزوار القادمين لسلطنة عمان مؤشرا أساسيا لقياس الطلب على الخدمات السياحية ومدى ارتفاع القيمة المضافة المباشرة لقطاع السياحة الذي يندرج ضمن القطاعات الرئيسية المستهدفة لدعم النمو والتنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات، وتكشف نتائج المسحين السنويين للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول حركة القادمين والمغادرين من وإلى سلطنة عمان خلال عامي 2023 و2024 أن الزوار من الأسواق المستهدفة ضمن جهود الترويج لعمان كوجهة جاذبة للسياحة هم الأعلى إنفاقا على الخدمات السياحية داخل سلطنة عمان وخاصة الزوار من الدول الأوروبية ودول مجلس التعاون، كما ترصد هذه النتائج أن حجم الإنفاق السياحي خلال العام الماضي ارتفع مقارنة مع عام 2023، على الرغم من استقرار عدد الزوار عند مستويات متقاربة خلال العامين المشار إليهما، وتشير النتائج أيضا إلى أن زوار المبيت الذين يقومون بقضاء عدد من الليالي داخل سلطنة عمان هم الأعلى إنفاقا على الخدمات السياحية، بينما يعد الإنفاق منخفضا للغاية بين زوار اليوم الواحد وغالبيتهم من السياح عبر السفن السياحية، ومن حيث القيمة المضافة لمختلف الخدمات السياحية تشير نتائج المسح إلى أن الإنفاق مرتفع على أنشطة مثل الإقامة الفندقية والنقل الدولي، بينما يعد متواضعا في خدمات مثل التسوق والسياحة العلاجية.
ووفق المسح السنوي لعام 2024 بلغ عدد زوار سلطنة عمان 3.9 مليون زائر خلال عام 2024، ويقترب هذا العدد من نفس عدد الزوار خلال العام الماضي والبالغ نحو 4 ملايين زائر حسب نتائج مسح عام 2023، ووصل عدد الزوار من دول مجلس التعاون 2.4 مليون زائر خلال 2024، ومن الدول الأوروبية 633 ألف زائر، ومن الدول الآسيوية 515 ألف زائر. وسجل إجمالي الإنفاق السياحي لزائري سلطنة عمان خلال العام الماضي 989 مليون ريال عماني مقابل 826 مليون ريال عماني خلال عام 2023، ويتوجه غالبية الإنفاق لخدمات الإقامة والترفيه والطعام والنقل الدولي، ومن حيث الإنفاق تبعا لجنسيات الزائرين يعد الإنفاق من قبل الزوار من الدول الأوروبية هو الأعلى حيث وصل حجمه إلى 349 مليون ريال عماني خلال 2024، ويليه الإنفاق من قبل الزوار من دول مجلس التعاون والذي يبلغ 298 مليون ريال عماني، ثم الإنفاق من الزوار من الدول الآسيوية وقد سجل 222 مليون ريال عماني.
وتشير نتائج المسح السنوي للعام الماضي إلى أن نسبة الزائرين بهدف الترفيه وقضاء العطلات تبلغ 70 بالمائة من إجمالي الزوار في عام 2024 أي ما يعادل 2.7 مليون زائر مع حجم إنفاق لهذه الشريحة من الزوار يبلغ 878 مليون ريال عماني وهو ما يعني أن إنفاق الزوار بهدف السياحة مصدر الزخم الرئيسي لزيادة القيمة المضافة للأنشطة السياحية، ويبلغ عدد الزوار بهدف الزيارات العائلية 698 ألف زائر مع حجم إنفاق 45 مليون ريال عماني، فيما تصل نسبة الزوار بهدف التسوق 5 بالمائة مع حجم إنفاق نحو 7 ملايين ريال عماني، ونسبة الزوار بهدف الأعمال التجارية 3.3 بالمائة بما يعادل 127 ألف زائر وبحجم إنفاق 39 مليون ريال عماني، ونسبة الزوار العابرين عبر التنقل بالترانزيت 2.7 بالمائة أي 106 آلاف زائر مع حجم إنفاق 18 مليون ريال عماني، في حين سجل عدد الزائرين بغرض الرعاية الطبية معدلا منخفضا بين الزائرين ولا يتجاوز حجم إنفاقهم 511 ألف ريال عماني، وتؤكد هذه الإحصائيات على أهمية تعزيز تنوع خيارات السياحة خاصة في أنشطة مستهدفة مثل سياحة الأعمال والسياحة العلاجية، ومن جانب آخر، من حيث مساهمة كل من سياحة المبيت واليوم الواحد، تبلغ نسبة الإنفاق بين سياح المبيت 96.8 بالمائة من إجمالي الإنفاق بمتوسط إنفاق 253 ريالا للرحلة لكل زائر، بينما نسبة زوار اليوم الواحد 3.2 بالمائة، بمتوسط إنفاق 66 ريالا للزائر في الليلة، وهو ما يتطلب تركيز الترويج السياحي على برامج جاذبة للإنفاق لدى شريحة زوار السفن السياحية.
وينفذ المسح السنوي المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وبالتعاون مع وزارة التراث والسياحة وشرطة عمان السلطانية ويتم المسح ميدانيا على مدار العام من خلال استطلاع مع عينات من الزوار عبر 6 منافذ برية ومطاري مسقط الدولي وصلالة، ويأتي المسح بما يتماشى مع توصيات منظمة الأمم المتحدة للسياحة التي تهدف إلى ضرورة قياس جانب الطلب السياحي الذي يمثله الزوار القادمون والمغادرون. وتمثل البيانات الإحصائية ركيزة لدعم صانعي القرار في وضع خطط التطوير والترويج، وفي إطار الاهتمام الواسع بالاعتماد على البيانات الدقيقة والإحصائيات في متابعة تطور مختلف القطاعات الاقتصادية، تم عقد عدد من حلقات العمل حول قياس مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد، وكان أحدثها الأسبوع الماضي حلقة العمل الإقليمية التي نظمها المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون بهدف تبني منهجيات شاملة لقياس المساهمة الكلية لقطاع السياحة، ومناقشة آليات ربط البيانات الإحصائية والسجلات الإدارية المتعلقة بالزوار والإنفاق السياحي، وأهمية التكامل بين المصادر الوطنية لتقدير الأثر المباشر وغير المباشر للسياحة على الناتج المحلي الإجمالي وفرص العمل.