تحذير طبي: نمط الحياة العصرية يهدد قلوب الشباب
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
يحذر الأطباء من تزايد ملحوظ في معدلات النوبات القلبية لدى الشباب، مع ارتفاع تأثير نمط الحياة العصري والبيئة كعوامل رئيسية وراء الإصابة المبكرة بأمراض القلب، بحسب ما نشرته صحيفة Times of India.
تحولات نمط الحياة
يبدو الارتفاع المفاجئ في حالات النوبات القلبية بين الفئات العمرية الشابة أمرًا مثيرًا للدهشة، وغالبًا ما يُربط بفيروس كورونا أو اللقاحات، لكن الدكتور براديب هارانهالي، استشاري أمراض القلب التداخلية في الهند، يؤكد أن الأسباب أعمق من ذلك.
ويشير إلى أن تغير الأنماط المعيشية والبيئية والمهنية، وساعات العمل الطويلة، وقلة النوم، والضغط النفسي، كلها عوامل تُسهم في زيادة معدلات أمراض القلب خلال العقود الأخيرة.
انخفاض النشاط البدني
يشهد العالم انتقالًا واسعًا من الحياة النشطة بدنيًا، التي كانت تعتمد على الصيد أو الزراعة أو النشاط الخارجي، إلى حياة يغلب عليها الجلوس والاعتماد على التكنولوجيا، بدءًا من التنقل إلى التسوق وحتى الترفيه، ما أدى إلى انحسار النشاط البدني اليومي بشكل حاد.
أنماط غذائية مقلقة
بحسب البيانات الحديثة، ارتفع استهلاك الفرد من زيت الطعام من 8.2 كيلوغرام في عام 2001 إلى نحو 23.5 كيلوغرام سنويًا حاليًا، مقارنة بـ2.9 كيلوغرام فقط في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يتجاوز كثيرًا الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية (12–13 كغم).
ويعزو الدكتور هارانهالي هذا الارتفاع إلى التحضر وارتفاع الدخل وتأثير الإعلانات وانتشار العادات الغذائية الغربية، مؤكدًا أن هذه التغيرات الغذائية تقوّض الصحة العامة وتزيد من معدلات السمنة وأمراض القلب.
عوامل خطر جديدة
يوضح هارانهالي أن 15 إلى 25% من حالات النوبات القلبية تحدث من دون وجود عوامل الخطر التقليدية مثل ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم أو التدخين أو السكري.
ويشير إلى أن النوبات يمكن أن تحدث حتى مع مستويات طبيعية من الكوليسترول، نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل تشمل العدوى الفيروسية، والإجهاد المزمن، والتلوث الهوائي.
كما يلفت إلى أن تسلخ الشريان التاجي التلقائي (SCAD) وتعرض الإنسان المزمن لما يعرف باسم "الجسيمات PM2.5" الدقيقة العالقة في الهواء، تعد من الأسباب المستجدة التي تؤثر على صحة القلب.
الدروس من التجربة اليابانية
يدعو الدكتور هارانهالي إلى مراجعة الأنماط المعيشية واتخاذ خطوات عملية نحو الوقاية، مشيرًا إلى أن اليابان نجحت في خفض أمراض القلب التاجية والوفيات المرتبطة بها بنسبة 61% بين عامي 1980 و2012، من خلال برامج وطنية شاملة استهدفت خفض ضغط الدم، والتدخين، والسمنة، والسكري، وتحسين النظام الغذائي.
ويؤكد الخبير الهندي أن التجربة اليابانية تمثل نموذجًا يمكن أن تستلهمه الدول الأخرى في حماية المواطنين من الآثار الصحية والاقتصادية للنوبات القلبية المبكرة، داعيًا إلى تغيير السلوكيات المعيشية نحو مزيد من الوعي الصحي والوقاية المبكرة للحفاظ على قلوب الشباب من الخطر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأطباء أمراض القلب النوبات القلبية العمل القلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
تربويون ومعلمون: المتغيرات العصرية تفرض ضرورة تطوير المناهج الدراسية والمواءمة مع متطلبات سوق العمل
الرؤية- ناصر العبري
أجمع عدد من التربويين والمعلمين على أن المتغيرات العصرية تقتضي أن يتم تطوير المناهج الدراسية ومواءمتها مع متطلبات سوق العمل الذي يشهد تطورات متجددة، خاصة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية.
وقالوا- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن المناهج الحالية ممكنة في جوهرها ومضمونها، ودعا بعضهم إلى أن تركز المناهج على صقل المهارات الحياتية والتربية الأسرية، والاهتمام بالتقنيات الحديثة وطرق استخدام الذكاء الاصطناعي والاستفادة القصوى منه ومن كل ما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة.
قال الدكتور خليفة بن حارب اليعقوبي باحث تربوي أول بدائرة الإشراف التربوي إن "المناهج العُمانية متطورة وتواكب العصر من حيث الكم والكيف، مشيراً إلى أنها تحافظ على الطابع العُماني وخصوصية المجتمع العُماني، وتساعد الطلاب على التمسك بعادات وتقاليد ضاربة في جذور الماضي التليد، مضيفاً أنَّ المناهج العُمانية مُمكنة في جوهرها ومضمونها، لكنه دعا إلى التركيز على المهارات الحياتية وما ينفع الطلبة نحو إعادة التربية الأسرية للإناث، وتعليم السمت العُماني للذكور، وكذلك الاهتمام بتعليم الأساليب الحديثة في استخدام الذكاء الاصطناعي وما يخص التكنولوجيا، وزيادة عدد اللغات الأجنبية للطلبة في المناهج العُمانية مواكبة للتطور الحضاري وحاجة سوق العمل مستقبلا.
وأشار الدكتور يوسف بن عوض بن سالم البلوشي إلى أنَّ المناهج الدراسية تُعدّ المرآة التي تعكس الفلسفة التربوية للدول، ورؤيتها لمستقبل أبنائها، ومدى قدرتها على إعداد أجيال تواكب العصر وتشارك في بنائه، مبيناً أن المناهج الدراسية في السلطنة شهدت خلال العقود الماضية تطورًا ملحوظًا من حيث المحتوى والأسلوب والاتجاهات التربوية؛ بما ينسجم مع القيم الوطنية والثقافية، وبما يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة ورؤية عُمان 2040.
وأشاد بالجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في سبيل تطوير المناهج، وإدخال استراتيجيات تعليمية حديثة تُنمّي التفكير الناقد والإبداعي لدى الطلبة.
كما لفت البلوشي إلى أنّ العصر الرقمي يفرض تحوّلات جذرية في طرائق التعلم والتفكير، ويستلزم أن تتجاوز المناهج حدود المعرفة النظرية إلى مساحات الابتكار والتجريب والبحث العلمي، مبيناً أنّ دمج الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، والتقنيات الرقمية في المحتوى الدراسي لم يعد ترفًا تربويًا، بل ضرورة لتأهيل الطلبة لمهن المستقبل، داعياً إلى ضرورة أن ينطلق تطوير المناهج العُمانية في المرحلة القادمة من مبدأ المرونة والتكامل؛ بحيث تصبح المناهج أكثر تفاعلاً مع الواقع المحلي والعالمي، وتتيح للمعلم والطالب مساحة أكبر للبحث والاكتشاف والتطبيق العملي.
بينما عبرت راية بنت علي بن سلطان الشامسية معلمة مجال أول بمدرسة محضة للتعليم الأساسي بولاية محضة عن رضاها التام عن المناهج التعلمية الحالية، مشيرة إلى أنها توفر أساسًا متينًا من المعرفة وتعزز المهارات الأكاديمية بشكل فعّال، بيد أنها لم تُغلق الباب أمام التطوير والتحديث حيث بينت أنَّ هناك دائماً مجالاً لمواكبة التغيرات العالمية والاحتياجات المستقبلية، واقترحت الشامسية تعزيز تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية لتأهيل الطلاب لسوق العمل، مع إضافة مواد دراسية تركز على إدارة الأموال، التخطيط المالي، والاستثمار، والتوعية وتعزيز المسؤولية البيئية.
من جانبها، أوضحت جميلة بنت سليمان السديرية مديرة مدرسة هاجر أم إسماعيل للتعليم الأساسي بولاية ينقل في محافظة الظاهرة أن المناهج العُمانية حققت تقدمًا ملحوظًا؛ حيث صُنفت عُمان في المرتبة الرابعة عربيًا و76 عالميًا في مؤشر جودة التعليم وفقًا لتقرير لعام 2022. كما إن الأهداف تشير إلى تطوير محتوى تعليمي متطور ينمي مهارات المستقبل مثل التفكير الناقد وحل المشكلات، بالإضافة إلى تعزيز قيم التعلم الذاتي والابتكار، ودعت إلى ضرورة أن تناسب المناهج الفترة الزمنية والقدرات العقلية للطلاب.
وقال علي بن ناصر بن عامر الكلباني معلم أول تربية إسلامية بمدرسة سعد بن عبادة للتعليم الأساسي، إن تطوير المناهج الدراسية له أهمية كبيرة في تحسين جودة التعليم ورفع المستوى التحصيلي للطلبة، مشيراً إلى أن من أبرز النقاط الرئيسية التي تتحقق مع تطوير المناهج الدراسية مواكبة التطورات التكنولوجية والاجتماعية.
وأضاف أنه يمكن للمناهج المُطوَّرة أن تنمي مهارات التفكير النقدي والتحليل والإبداع لدى الطلبة لتواكب الاستراتيجيات الحديثة في التعليم؛ حيث يُسهم تطوير المناهج الدراسية في تعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة.
وأكدت شيماء بنت راشد السليمية من مدرسة ملتقى المعارف أنَّ المناهج العُمانية في طور جيِّد من النمو والتطور، موضحة أنَّ هناك حاجة ملحة لتعميق الإصلاحات؛ لتشمل: زيادة التركيز على مهارات المستقبل مثل التفكير النقدي، الابتكار، والقدرة على التعلّم الذاتي والتعاوني، وتقليل التفاوت بين المدارس العامة والخاصة، وبين المناطق الحضرية والريفية، لضمان حصول الطلاب على فرص تعليمية مُتكافئة.
ودعت إلى استمرارية تدريب المعلمين وتحديث طرق التدريس والإشراف على جودة التنفيذ بضمان استمرارية تدريب المعلمين وتحديث طرق التدريس لتكون أقل اعتمادًا على الحفظ والتلقين، وتعتمد على الفهم والتطبيق، منوهة إلى ضرورة ربط المحتوى بالواقع الحياتي والاقتصادي انطلاقًا من رؤية "عُمان 2040" التي تُؤكد على بناء جيل مبتكر ومتعلم يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين.
وقال سلطان بن راشد الكلباني معلم أول رياضيات إنَّ التطوير التدريجي للمناهج خطوة مهمة في مسار تحسين التعليم، مؤكداً أن هذا التطوير يحتاج إلى مزيد من التوازن بين الجانب النظري والتطبيقي.
وأضاف: "إننا بحاجة إلى محتوى أكثر ارتباطًا بالحياة العملية، يسهم في تنمية مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة، ويواكب متطلبات التعليم الحديث وسوق العمل"، مبيناً أن مناهج الصفين التاسع والعاشر بحاجة إلى مراجعة شاملة لتتلاءم مع الخطط الدراسية وزمن التعلم المخصص، بحيث تتيح للمعلم والطالب معًا مساحة كافية للتعمق والفهم الحقيقي للمفاهيم، كما نوه إلى أن منهج مادة الرياضيات للصف الحادي عشر يحتاج إلى إعادة نظر من حيث توافقه مع ميول الطلبة واتجاهاتهم في اختيار المواد الدراسية.
وثمن علي بن خميس الكثيري مدير مدرسة حمود بن أحمد البوسعيدي بولاية ينقل الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في تطوير المناهج التعليمية لتواكب متطلبات العصر وتدعم مهارات التفكير والإبداع لدى الطلبة، مبيناً أن المناهج شهدت نقلة نوعية من حيث المحتوى خلال السنوات الأخيرة، من خلال توظيف التقانة، وتنمية المهارات الحياتية، وربط التعلم بالواقع.
ودعا الكثيري إلى مزيد من المواءمة بين المناهج وسوق العمل، وتعزيز جانب التطبيق العملي والبحثي في المواد العلمية والمهارية؛ بما يُكسب الطالب القدرة على حل المشكلات والتفكير الناقد والإنتاج المعرفي، والتقليل من الاعتماد على الحفظ والاستذكار، واقترح التركيز على ثلاثة محاور أساسية، منها تعزيز مهارات الحياة الرقمية والذكاء الاصطناعي لدى الطلبة من خلال إدخال وحدات تعليمية تطبيقية في جميع المراحل الدراسية، وإدماج القيم الوطنية والهوية العُمانية بأساليب حديثة تعتمد على الأنشطة والمشاريع المجتمعية وليس فقط من خلال النصوص النظرية، وتوسيع مساحة المناهج المهارية والمهنية لإعداد الطالب لسوق العمل وتمكينه من التفكير الريادي والابتكار.
وأفاد أحمد بن علي بن سالم الكلباني بأن منهج الصف الأول في اللغة العربية يحتاج لتقليل الأنشطة الموجودة والتركيز على فهم المقروء وخاصة في قراءة الجملة بحيث يتطابق ذلك مع وثيقة التقويم الحالية التي يُطالب فيها المعلم بتطبيق فهم المقروء للطلبة خلال شهر نوفمبر على الرغم من أن الطالب لم ينتهِ من دراسة الحروف كاملةً.
ويرى إسحاق المفرجي معلم أول لغة عربية أهمية الأخذ بآراء الهيئة التعليمية؛ كونهم القائمين على التطبيق العملي للمناهج الدراسية، لافتاً إلى أن منهاج اللغة العربية لبعض الصفوف لم يشهد سوى تحسينات طفيفة منذ مدة طويلة.
مضيفاً أنّ التجديد في الموضوعات المطروقة يعزز المعرفة ويفتح الآفاق نحو مواكبة الواقع التربوي بما يحقق متطلبات التنمية المعرفية ورؤية "عُمان 2040".