بوابة الوفد:
2025-10-25@06:27:02 GMT

وداعًا ChatGPT على واتساب.. OpenAI تُعلن توقف الخدمة

تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT

في خطوة مفاجئة لملايين المستخدمين حول العالم، أعلنت شركة OpenAI أن روبوت الدردشة الشهير ChatGPT سيتوقف عن العمل عبر تطبيق واتساب اعتبارًا من 15 يناير 2026.

 القرار الذي أثار تساؤلات واسعة جاء – بحسب الشركة – نتيجة "تغييرات في سياسة وشروط استخدام واتساب"، ما يعني أن الخدمة التي جمعت بين الذكاء الاصطناعي والدردشة اليومية على تطبيق ميتا الشهير ستغادر المشهد قريبًا.

وأوضحت OpenAI في بيان رسمي عبر مدونتها أنها كانت "تفضل الاستمرار في تقديم ChatGPT عبر واتساب"، لكنها قررت التركيز على تسهيل عملية الانتقال للمستخدمين قبل الموعد النهائي.

 وأضافت الشركة: "نلتزم بجعل التجربة الانتقالية سهلة قدر الإمكان لجميع مستخدمينا، مع ضمان عدم فقدان بياناتهم أو محادثاتهم السابقة".

لكن المفاجأة غير السارة أن واتساب لا يدعم حتى الآن خاصية تصدير المحادثات إلى تطبيقات خارجية، ما يعني أن المستخدمين لن يتمكنوا من نقل محادثاتهم السابقة مع ChatGPT تلقائيًا بعد إيقاف الخدمة.

 ومع ذلك، أوضحت OpenAI وجود طريقة بديلة للحفاظ على سجل المحادثات، وذلك من خلال ربط حساب المستخدم في واتساب بحساب ChatGPT الرسمي عبر الخيار الذي يظهر ضمن جهة الاتصال 1-800-ChatGPT داخل التطبيق، حيث سيتم دمج جميع الاستفسارات والمحادثات السابقة مع سجل المستخدم في حساب OpenAI الرئيسي.

هذا الحل، وإن كان مؤقتًا، يتيح للمستخدمين الاحتفاظ ببياناتهم، لكنه يؤكد أيضًا أن OpenAI تستعد لمرحلة ما بعد واتساب، وربما لتوسيع انتشار ChatGPT على منصات أخرى أكثر توافقًا مع سياساتها التقنية.

أما عن السبب الحقيقي وراء هذا الانفصال، فالتكهنات تشير إلى ما يمكن وصفه بـ"صراع نفوذ تقني" بين عملاقي الذكاء الاصطناعي، OpenAI وMeta. فالأخيرة باتت لاعبًا قويًا في سباق الذكاء الاصطناعي، وتعمل حاليًا على تطوير نماذج لغوية منافسة مثل Llama، وتكاملها مع تطبيقاتها الشهيرة مثل واتساب وإنستغرام وفيسبوك ماسنجر.

ويرى محللون أن وجود ChatGPT داخل تطبيق تملكه Meta لم يعد مناسبًا من الناحية الاستراتيجية، خاصة بعد دخول الشركة الأم في سباق محتدم لتطوير أنظمتها الخاصة للدردشة الذكية. فوفقًا لتقارير تقنية، تجاوز عدد مستخدمي ChatGPT عبر واتساب 50 مليون مستخدم، ما يجعل الأمر حساسًا تجاريًا بالنسبة لميتا التي ترغب في أن تكون خدماتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي "من إنتاجها الداخلي" وليست تابعة لشركة منافسة.

وبالنسبة للمستخدمين، فلن يكون غياب ChatGPT عن واتساب نهاية التجربة. فالتطبيق نفسه متاح عبر جميع المنصات التي يدعمها واتساب، بما في ذلك أندرويد وiOS وويندوز وماك والويب، مما يعني أن الانتقال سيكون سهلًا نسبيًا. يمكن ببساطة استخدام ChatGPT عبر تطبيقه الرسمي أو موقعه الإلكتروني، دون الحاجة إلى وسيط مثل واتساب.

ويرى البعض أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام OpenAI لتطوير تجربة محادثة أكثر استقلالية وابتكارًا بعيدًا عن قيود التطبيقات المملوكة لشركات أخرى. في المقابل، من المتوقع أن تستثمر Meta هذا الفراغ في تعزيز وجود مساعدها الذكي الخاص داخل واتساب، لتوفير تجربة مشابهة وربما أكثر تكاملًا مع بيئة تطبيقاتها.

توقف ChatGPT على واتساب يمثل لحظة فارقة في العلاقة بين شركات التقنية الكبرى، ويكشف عن واقع جديد في سوق الذكاء الاصطناعي التفاعلي، حيث بدأت المنافسة تتحول من "من يقدم أفضل نموذج ذكاء اصطناعي" إلى "من يسيطر على المنصات التي يستخدمها الناس يوميًا".

ومع اقتراب الموعد النهائي في يناير 2026، سيكون أمام المستخدمين فترة كافية لنقل محادثاتهم وتحديث حساباتهم قبل أن تختفي الخدمة نهائيًا من واتساب. وفي عالم يتسارع فيه الذكاء الاصطناعي، يبدو أن هذا التغيير ليس النهاية، بل بداية فصل جديد في المنافسة بين OpenAI وMeta للسيطرة على مستقبل المحادثات الذكية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي بين الحرية والانحلال

في خضمّ ثورة الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال محوري: ما الذي يمكن أن يحدث عندما يعرض النموذج الرقمي محتوى لم نعهده من قبل؟ إن الإعلان الأخير من ChatGPT التابع لـOpenAI، بأن المنصة ستُتيِح بدءًا من ديسمبر 2025 للمستخدمين البالغين الموثّقين إنتاج أو التفاعل مع محتوى إيروتيكي (erotica) – إباحي- يُشكّل مفترقاً أخلاقياً وثقافيا. 
عندما نفتح باب «الفضاء الرقمي» للمحتوى الإباحي: ما الذي يحصل؟
أعلنت شركة  OpenAI  أنها ستتيح لمستخدمي ChatGPT البالغين – بعد التحقق من العمر– أن يُنتِجوا أو يتفاعلوا مع المحتويات الإيروتيكية، وهو ما يرفع «عتبة الحماية» التقليدية التي كانت تفصلُ بين ما يعتبر مقبولاً في الذكاء الاصطناعي وما يُعد محظوراً؛ فوفقًا للشركة يجب أن يعامل البالغون كبالغين، بحيث يتمنكنوا من الوصول لأي محتوى حتى وإن كان غير أخلاقي، مؤكدين على أن المنصة تمتلك الآن آليات تحقق وعزل تجعل من الاستخدام محصوراً على البالغين فقط. 
لكن الواقع يشير إلى أن الأمر ليس بسيطاً، فالتاريخ التقني والميداني للذكاء الاصطناعي الذي أتاح للمستخدمين العاديين إنشاء محتوى غير أخلاقي– يحمل في طيّاته مخاطر تتعلّق بالخصوصية، والمقاييس الأخلاقية، وتأثيرها على الناشئة والمجتمع. وهو ما راح ضحيته فتيات من قبل في المجتمع المصري بسبب تقنية التزييف العميق والتلاعب بصور الفتيات. 
وهنا نكون على أعتاب مجازفة رقمية، حيث قد تُسهّل الآلة الوصول لمحتوى غير أخلاقي، بدون ضوابط مجتمعية أو أسرية أو أخلاقية. هذا التأثير قد يؤدي إلى «تطبيع مفاهيم» كانت بالأمس محسوبة ضمن فضاءات خاصة أو مقيدة. وفي مصر ومعظم الدول العربية يعد الدخول إلى هذه المنصات تهديداً محتملاً لتوازن القيم الاجتماعية؛ فإذ أصبح من السهل الوصول لمحتوى إباحي عبر حوار مع آلة، فربما تتراجع قدرة الفرد على مقاومة الإغراء أو إدراك حدود المحتوى المناسب، مما يقوّض مفاهيم مثل العفة، والاحترام.
وما يجب التأكيد عليه هو أنه حتى لو اقتصر الأمر على بالغين، فإن التحقق الرقمي ليس مضمونا بالكامل. وقد يحدث تسريب أو تقاطع مع قاصرين، ما يفتح الباب لمشاكل قانونية وأخلاقية. 
ولذلك يجب علينا أن نضمن أن تعديلاً كهذا لا يُضعف قيم الأسرة، ولا يُسهّل إساءة استعمال الذكاء الاصطناعي، ويمكن تحقيق هذا الأمر من خلال:
تقديم حملات تسهم في زيادة وعي الشباب وتحدد المسموح والمحظور عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
الأسرة والمجتمع مدعوّان إلى مواكبة التغير، لا فقط بالرفض، بل بالتحاور، وأن نعلم أبناءنا كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم كرامتنا، وتتفق مع ديننا الحنيف.
ضرورة تطوير «مصفوفة قيم رقمية» تدمج بين القيم المحلية والممارسات العالمية.
في الختام، إن قرار ChatGPT بالسماح للمحتوى الإيروتيكي للبالغين يُعدّ منعطفاً جديداً في علاقة المجتمعات بالذكاء الاصطناعي، وفي قدرة هذا الأخير على اختراق المحرمات الدينية والثقافية والقيمية. وهو ما يمكن أن يحمل في طيّاته تغيّرات يمكن أن تؤثر على الشباب، وعلى بنية القيم في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • OpenAI تستحوذ على شركة مطوري Workflows لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي في macOS
  • عائلة أمريكية تقاضي OpenAI بعد وفاة نجلها لخلل في ChatGPT
  • الذكاء الاصطناعي بين الحرية والانحلال
  • بعد قرار ميتا الصادم .. واتساب يودع مساعدي الذكاء الاصطناعي الخارجيين
  • شركة ميتا تلغي مئات الوظائف في قسم الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في البنوك… مشروع سري لـ “OpenAI” لدخول عالم التحليل المالي
  • OpenAI تطلق متصفحها الذكي Atlas.. عصر جديد لتصفح الإنترنت بمساعدة ChatGPT
  • OpenAI تطلق ChatGPT Atlas.. متصفح ذكي ينافس جوجل في سباق البحث
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموظفين