أثار تقرير حديث أصدره أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي المتخصصة في تحليل البيانات الرياضية جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية الإسبانية، بعد أن توقّع تتويج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني في موسمه الحالي، متفوقًا على غريمه التاريخي برشلونة. 

ظاهرة الأهداف العكسية تثير الجدل في الدوري السعودي.. 4 أهداف بالخطأ في 6 جولات فقط!

النتيجة التي بدت محسومة رقميًا قبل مرور ربع الموسم أثارت موجة من السخرية والانتقادات، خصوصًا في المعسكر الكتالوني الذي رأى في هذه التوقعات نوعًا من “التحيّز الآلي” لصالح النادي الملكي.

واعتمد النظام على تحليل شامل لنتائج الفرق، ومستوى اللاعبين، ونسبة الأهداف المتوقعة، إضافةً إلى الأداء الدفاعي والهجومي في الجولات السابقة.

 وبحسب النتائج التي جرى نشرها على نطاق واسع عبر الصحف الإسبانية، تصدّر ريال مدريد القائمة بنسبة فوز متوقعة تتجاوز 65 بالمئة، مقابل 28 بالمئة فقط لبرشلونة، في حين وُضع أتلتيكو مدريد في المركز الثالث بفارق كبير عن المتصدرين.

هذه الأرقام أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر عدد من مشجعي برشلونة عن رفضهم لما وصفوه بـ"قتل روح المنافسة"، معتبرين أن كرة القدم لا تُقاس بالحسابات أو الخوارزميات، بل بما يحدث فوق أرض الملعب. 

في المقابل، رأت جماهير ريال مدريد أن النتيجة طبيعية في ظل قوة الفريق الحالية وتألّق نجومه، وعلى رأسهم الفرنسي كيليان مبابي الذي بات عنصر الحسم في أغلب المباريات.

الصحافة الكتالونية لم تقف صامتة أمام هذه التوقعات، إذ وصفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” التقرير بأنه “تلاعب بالأرقام لتلميع صورة الريال”، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات من المواسم السابقة التي لم يكن فيها برشلونة بكامل قوته الهجومية. وأضافت الصحيفة أن التوقعات “تتجاهل التطور الكبير في أداء لامين يامال وبيدري وليفاندوفسكي خلال الأسابيع الأخيرة”.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام مدريدية مثل “ماركا” و”آس” رأيًا مختلفًا، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي “مجرد مرآة تعكس الواقع الحالي”، وأن الأرقام لا تكذب عندما تتعلق بمستوى الانسجام وجودة الأداء الجماعي للفريق الملكي. وأشارت إلى أن نسبة دقة هذه الأنظمة التحليلية تتجاوز أحيانًا 80 بالمئة، ما يجعل نتائجها أقرب إلى الواقع من التكهنات البشرية.

عدد من المحللين الرياضيين الإسبان طالبوا بضرورة التعامل مع هذه التوقعات بحذر، مؤكدين أن كرة القدم ما زالت مليئة بالمفاجآت، وأن الأرقام وحدها لا تكفي لتحديد البطل. وقال الخبير الكروي خوسيه ماريا كارّو في تصريح لإذاعة “كادينا سير”: “لو كان الذكاء الاصطناعي قادرًا فعلاً على معرفة بطل الليغا، لما تابعنا المباريات كل أسبوع. اللعبة قائمة على الشغف والاحتمالات، لا على المعادلات”.

وفي الوقت نفسه، أعاد الجدل الدائر النقاش حول تأثير التكنولوجيا على متعة كرة القدم. فبعد الجدل المتواصل حول تقنية الفيديو (VAR) ودورها في إيقاف اللعب، يأتي الذكاء الاصطناعي ليضيف طبقة جديدة من التوقعات الرقمية التي تُفقد الجماهير عنصر المفاجأة. ومع ذلك، يرى آخرون أن هذه التقنيات يمكن أن تساهم في تطوير التحليل الرياضي وتوقّع الإصابات أو تقييم أداء اللاعبين بدقة أكبر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماركا لامين يامال برشلونة ريال مدريد مدريد الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی ریال مدرید

إقرأ أيضاً:

مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم

اختارت مجلة "تايم" الأميركية مهندسي الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025، وفي مقدمتهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، التي أصبحت خلال العام الجاري الشركة الأعلى قيمة في العالم بفضل هيمنتها على الرقائق المستخدمة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

وقالت المجلة، في تقرير موسّع، إن هوانغ (62 عاما) تحول من مدير لشركة متخصصة في بطاقات الرسوميات إلى أحد أبرز قادة الثورة التقنية الحالية، مشيرة إلى أن نفوذ إنفيديا تجاوز المجال التجاري ليصبح عاملا مؤثرا في السياسة الدولية وصناعة القرار، مع تصاعد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ونقلت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لهوانغ خلال زيارة رسمية "أنت تستولي على العالم".

ووفقًا للمجلة، شهد عام 2025 سباقا عالميا كبيرا لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما تراجعت النقاشات المتعلقة بمخاطرها لصالح تسريع تبنّيها. وأكد هوانغ أن "كل صناعة وكل دولة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياه بأنه "أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا".

وأشارت مجلة "تايم" إلى أن عدد مستخدمي تطبيق "شات جي بي تي" تجاوز 800 مليون مستخدم أسبوعيا، في حين اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا وغوغل وتسلا، على استثمارات ضخمة لتسريع تطوير النماذج الذكية وإدماجها في منتجاتها وخدماتها، مما دفع بعض الخبراء لوصف هذا التوسع بأنه "ثقب أسود" يبتلع رؤوس الأموال العالمية.

2025 was the year when artificial intelligence’s full potential roared into view, and when it became clear that there will be no turning back.

For delivering the age of thinking machines, for wowing and worrying humanity, for transforming the present and transcending the… pic.twitter.com/mEIKRiZfLo

— TIME (@TIME) December 11, 2025

تحذير

وفي المقابل، حذّر باحثون من تطور قدرات الأنظمة الذكية على الخداع والمناورة والابتزاز، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى المضلل والمقاطع المزيفة.

إعلان

وكشفت المجلة أن الشركات المطوّرة للنماذج الكبرى تبنّت خلال العام الماضي أساليب جديدة لتدريب الأنظمة، تقوم على السماح للنموذج بـ"التفكير" في الإجابة قبل إصدارها، الأمر الذي عزز قدراته المنطقية ورفع الطلب على خبراء الرياضيات والفيزياء والبرمجة والعلوم المتخصصة لإنتاج بيانات تدريبية أكثر تعقيدًا.

وخلص تقرير "تايم" إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحوّل فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبح محركا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأحد أكثر أدوات المنافسة بين القوى الكبرى تأثيرًا منذ ظهور الأسلحة النووية.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء
  • مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • غاريث بيل يكشف ضغوط ريال مدريد ويعترف بسذاجته تجاه الإعلام الإسباني
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
  • خلاف التوقعات.. لماذا استبعد ريال مدريد زيدان من حساباته الفنية ؟
  • مدرب ريال مدريد يكشف رأيه في أزمة صلاح وليفربول