القدس المحتلة - صفا أجبرت بلدية الاحتلال الاسرائيلي، صباح يوم الإثنين، مقدسيًا على هدم منزله في بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المحتلة قسرًا. وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن المقدسي طاهر درباس اضطر لهدم منزله في بلدة العيسوية، بقرار من بلدية الاحتلال، تفاديًا لدفع تكاليف الهدم الباهظة للبلدية. ويعتبر "الهدم الذاتي" من أقسى وأسوأ أنواع العقاب الجماعي الذي يفرض على المقدسيين، لما يتركه من آثار نفسية واقتصادية سيئة عليهم.

ويضع الاحتلال قيودًا وشروطًا تعجيزية على المقدسيين إزاء الحصول على رخص البناء، ما يضطرهم إلى البناء دون ترخيص. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: العيسوية هدم

إقرأ أيضاً:

كيف تصاعدت محاولات تهويد القدس خلال عامين من العدوان؟

شهد العامان الماضيان بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، جملة من التطورات المتصلة بالعدوان على الفلسطينيين ومقدساتهم، وخاصة في مدينة القدس، فقد شهد هذان العامان تطورات متسارعة متصلة بتهويد القدس، وتثبيت الوجود اليهودي في الأقصى، إذ تصاعدت محاولات العدو لفرض المزيد من السيطرة والتحكم على المدينة المحتلة، مستخدما مختلف أدواته الأمنية والسياسية والاستيطانية وغيرها، في سياق فرض وقائع جديدة على الأرض، وقد استطاع الاحتلال خلال هذين العامين، تحقيق قفزات نوعية في مجمل العدوان على المدينة ومسجدها المبارك. ويستعرض هذا المقال أبرز ما حققته أذرع الاحتلال في ظلال حرب الإبادة.

المسجد الأقصى ومحاولة حسم هويته!

لم يعد العدوان على الأقصى يقتصر على اقتحامه بشكلٍ شبه يوميّ، من قبل مجموعاتٍ متفرقة من المستوطنين، بل شهد في السنوات الماضية تصاعدا محموما في حجم العدوان على المسجد، وخاصة أداء الطقوس اليهوديّة العلنية في مواضع مختلفة من المسجد، وإدخال الأدوات الدينيّة اليهوديّة إلى المسجد، وسعت أذرع الاحتلال إلى تكثيف جهودها لرفع حدة العدوان إن من حيث الكثافة أو الحجم. وعلى إثر عملية "طوفان الأقصى" اتسم سلوك الاحتلال بحالة من الانتقام، والإصرار على أن حسم المعركة في غزة يستوجب حسمها في المسجد الأقصى، فقبيل أحد الأعياد العبرية دعت منظمات الاحتلال المتطرفة أنصارَها إلى المشاركة في اقتحام المسجد تحت شعار "طوفان جبل المعبد"، وهو ما يدللّ على حالة الغيظ من جهة، وعلى إصرار الاحتلال على حسم المعركة على المسجد.

ومع استمرار القيود المختلفة أمام أبواب المسجد الأقصى، ومحاولات استهداف العنصر البشري الإسلامي، شهد عامان من العدوان تصاعدا في أعداد مقتحمي الأقصى، وقد بلغ أعداد مقتحمي الأقصى ما بين 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و1 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 نحو 123252 من المستوطنين والطلاب اليهود وعناصر الاحتلال الأمنية، وهو رقم استثنائي، يدلل على حجم العدوان على المسجد في ظلال العدوان، وعلى قدرة أذرع الاحتلال المتطرفة في حشد أعداد كبيرة من المستوطنين للمشاركة في هذه الاقتحامات. وقد انسحب التصعيد على إصدار قرارات الإبعاد، فبحسب مصادر فلسطينية أصدرت سلطات الاحتلال خلال عامين نحو 771 قرار إبعادٍ بحق المقدسيين، من بينهم عدد كبير من قرارات الإبعاد عن الأقصى.

ولا شك بأن محاولات الاحتلال المضي قدما في استراتيجية "التأسيس المعنوي للمعبد" تصاعدت بشكلٍ كبير في العامين الماضيين، فمع استطاعة الاحتلال تقليل قدرة العنصر البشري الإسلامي على الوصول إلى الأقصى، ومنع حراس المسجد من القيام بدورهم، استطاع المستوطنون أداء مختلف الطقوس المرتبطة بـ"المعبد"، من السجود الملحمي الكامل وصلوات بركات الكهنة، والنفخ في بوق "الشوفار"، وتقديم القرابين النباتية، وصولا إلى محاولات إدخال القرابين الحيوانية الحيّة، ومن ثمّ إدخال قطع اللحم التي تقطر دما إلى داخل الأقصى، بالتوازي مع سماح بن غفير بالرقص والغناء بحماية شرطة الاحتلال، وما يتصل بإجراءات الأخيرة الرامية إلى رفع أعداد مقتحمي الأقصى في الأعياد اليهوديّة.

تسارعٌ في البناء الاستيطاني

تسارع سلطات الاحتلال الخطى للمضي قدما في استيطان ما بقي من الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، في سياق استثمار تحوّل الأنظار الإعلامية والاهتمام الدولي بعيدا عن ممارساتها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لدفع مشاريعها الاستيطانيّة قُدما. ففي الوقت الذي تُرتكب فيه مجازر وحشية في قطاع غزة، تُسرّع من وتيرة إقرار مشاريع استيطانية في القدس المحتلة.

فقد كشف تقريرٌ صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن أذرع الاحتلال الاستيطانية درست خلال عامين من العدوان نحو 355 مخططا هيكليا استيطانيا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبحسب الهيئة تضمنت هذه المشاريع ما يصل إلى 37 ألفا و415 وحدة استيطانية، على مساحة 38 ألفا و551 دونما، وبحسب الهيئة صادقت سلطات الاحتلال على 18 ألفا و801 وحدة استيطانية، وبحسب هذه المعطيات تركزت المخططات الاستيطانية في القدس المحتلة بشكلٍ كبير، فقد أقرت سلطات الاحتلال نحو 148 مخططا هيكليا في القدس المحتلة.

ولم تقف هذه المحاولات عند الاستيطان فقط، بل انسحبت على هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ومحاولات طرد الفلسطينيين من أحيائهم. وقد تصاعدت في الفترة الماضية محاولات طرد سكان التجمعات البدوية القريبة من القدس، وتُشير هذه المعطيات إلى أن الأجهزة التنظيمية والتخطيطية التابعة للاحتلال تُسرّع من وتيرة إعداد المخططات، والموافقة على إنشاء مستوطنات جديدة أو توسيع القائمة منها، إلى جانب استهداف منازل الفلسطينيين وأحيائهم، في سياق إحداث تغيير ديموغرافي أكبر في الأراضي المحتلة. أما على صعيد الهدم فقد أشار تقرير صادر عن محافظة القدس، إلى أن الاحتلال نفذ خلال عامين من العدوان أكثر من 654 عملية هدم، من بينها 436 منشأة هدمتها جرافات الاحتلال، في مقابل 218 منشأة هدمها أصحابها قسريا تجنبا لدفع الغرامات والمخالفات الباهظة.

استهداف متصاعد للفلسطينيين

شهدت القدس المحتلة تصاعدا في استهداف الإنسان الفلسطيني بمختلف الأشكال والطرق، من عرقلة تنقله والتضييق عليه في العمل، كما قتلت قوات الاحتلال أعدادا من المقدسيين. فبحسب محافظة القدس ارتقى خلال العامين الماضيين نحو 97 شهيدا فلسطينيا في المحافظة، وذكر التقرير بأن 491 فلسطينيا أصيبوا، وشملت هذه الإصابات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، وحالات اختناق بالغاز السام. وعلى صعيد الاعتقال، وثّق تقرير محافظة القدس نحو 2688 حالة اعتقال في مختلف أحياء وبلدات محافظة القدس منذ بدء العدوان.

قطاع التعليم في مهب التهويد

مع بدء العدوان على غزة، تصاعد استهداف المدارس الفلسطينية، في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، فقد اتخذت وزارة المعارف في حكومة الكيان جملة من الخطوات لتشديد الخناق على المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة عامة، وعلى مدارس "الأونروا" بشكلٍ خاص، وقد تصاعد هذا الاستهداف على إثر قرار "الكنيست" الإسرائيلي في 28 تشرين الأول/ أكتوبر2024، الذي حظر عمل "الأونروا" في القدس بشكلٍ كامل. وبعيد إصدار القرار اقتحمت قوات الاحتلال المدارس التابعة للوكالة في 8 أيار/ مايو 2025، وعلقت أوامر إغلاق نهائي لها، وقد أدى الإغلاق إلى تشتيت طلابها، ودفع عددا كبيرا منهم إلى الالتحاق بمدارس تتبع للاحتلال.

وأشارت مصادر عبرية إلى مشاكل أخرى يعاني منها قطاع التعليم، من بينها النقص في الفصول الدراسية، والذي يصل إلى نحو 1461 فصلا دراسيا، وإلى ارتفاع عدد الطلاب الفلسطينيين الملتحقين بالمنهج الإسرائيلي (البجروت) خلال العام الدراسي 2024–2025 إلى نحو 22966 طالبا، وهو ما شكل حينها نحو 27 في المئة من مجموع الطلاب. وأمام ما قامت به سلطات الاحتلال من إغلاق مدارس وكالة "الأونروا" ونقل الطلاب وغير ذلك، من المتوقع أن يزداد أعداد الملتحقين بالمدارس التي تطبق "البجروت".

أخيرا، لا تقف محاولات الاحتلال لتغيير هوية المدينة المحتلة عند حدٍ معين، إذ تعمل أذرع الاحتلال على مختلف الجبهات، الدينية والثقافية والعمرانية والديموغرافية، لتحقيق أهدافها بفرض سيطرتها الكاملة على المدينة المحتلة، وتحويلها إلى مدينة يهوديّة بالكامل، وتُشكل المعطيات السابقة نماذج لهذا العدوان المتصاعد خلال العامين الماضيين، وإن توقف الإبادة في غزة سيدفع الاحتلال للمضي قدما في حسم معركته في القدس والأقصى، وأن "طوفان الأقصى" كان إنذارا مبكرا لما تعدّ له أذرع الاحتلال، وأن أولى خطوات الوقوف في وجه مخططات الاحتلال، إعادة تفعيل مختلف أدوات المواجهة في المدينة.

مقالات مشابهة

  • السلطات الإسرائيلية تهدم منزلين في بلدة الكعبية داخل أراضي الـ48
  • الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله في بلدة العيسوية
  • كيف تصاعدت محاولات تهويد القدس خلال عامين من العدوان؟
  • استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب الخليل
  • جيش الاحتلال يصيب شابًا بالرصاص في الرام
  • الاحتلال يعتقل مقدسيًا ويقتحم المنازل والمحلات التجارية في الرام
  • إصابة شاب برصاص الاحتلال في الرام
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بلدة شرق القدس المحتلة
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بلدة حزما