ما حكم الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة التي نص عليها الشرع؟
وأجابت دار الإفتاء غن السؤال قائلة: لا تُكرَه الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة، بل هي جائزة ولا حرج فيها؛ ولو لم يكن لها سبب؛ قياسًا على الحرم المكي.
. عالم أزهري يكشف عن الضوابط
أوقات الكراهة
المقصودُ بأوقات الكراهة هي الأوقاتُ التي تُكرَه فيها الصلاة، وهي خمسة أوقات -على خلافٍ بين الفقهاء في عَدِّها: ما بَعْدَ صلاة الصبح حتى تَطْلُع الشمس، وعند طُلُوعِها حتى تَتَكامل وترتفع قَدْر رُمْحٍ، وإذا استوت الشمس حتى تَزول، وبعد صلاة العصر حتى تغْرُب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها. يُنظر: "الاختيار" لابن مودود الموصلي الحنفي (1/ 40، ط. الحلبي)، و"شرح مختصر خليل" للعلَّامة الخرشي المالكي (1/ 224، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين" لمحيي الدين النووي الشافعي (2/ 85، ط. المكتب الإسلامي)، و"المغني" لموفق الدين ابن قدامة الحنبلي (2/ 80، ط. مكتبة القاهرة).
صلوات تُستثنى من الكراهة
بَيْدَ أنَّ هناك جملة من الصلوات تُستثنى من الكراهة في هذه الأوقات، ومنها: الصلاة في الحرم المكي على ما نص عليه المذهب الشافعي، ويُقاس روضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم - محل السؤال- عليه، بجامع أن كلًّا منهما من البقع المباركة التي يزداد ويتضاعف أجر الصلاة فيها، أما وقد تقرَّر عند الأصوليين جريان القياس في الرخص؛ فصَحَّ القياس وجازت فيها. ينظر: "شرح تنقيح الفصول" لشهاب الدين القرافي (ص: 415، ط. الشركة الفنية المتحدة)، و"المحصول" لفخر الدين الرازي (5/ 349، ط. مؤسسة الرسالة)، و"غاية الوصول" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ص: 166، ط. دار الكتب العربية).
أخرج الإمام أبو داود في "سننه" عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلمَ قَالَ: «لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ وَيُصَلِّي أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ».
قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" (2/ 194، ط. المطبعة العلمية-حلب): [استدل به الشافعي على أن الصلاة جائزة بمكة في الأوقات المنهي فيها عن الصلاة في سائر البلدان، واحتج له أيضًا بحديث أبي ذر رضي الله عنه وقوله: "إلا بمكة" فاستثناها من بين البقاع] اهـ.
وقال شهاب الدين ابن رسلان في "شرح سنن أبي داود" (8/ 533، ط. دار الفلاح) بعد نقله كلام الإمام الخطابي في جواز الصلاة بمكة في هذه الأوقات: [سواء في ذلك صلاة الطواف وغيرها، هذا هو الصحيح عنده وعند أصحابه] اهـ.
وأكد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 124، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ولا تكره) الصلاة (في شيء من ذلك) أي: من الأوقات الخمسة (بمكة وسائر الحرم) ولما فيه من زيادة فضل الصلاة، فلا تكره بحال] اهـ.
وبينت أنه لا تُكرَه الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة، بل هي جائزة ولا حرج فيها؛ ولو لم يكن لها سبب؛ قياسًا على الحرم المكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء الصلاة الروضة الشريفة أوقات الكراهة الصلاة في الروضة
إقرأ أيضاً:
كيفية أداء ركعتي سنة الفجر إذا فات وقت الصلاة.. عضو مركز الأزهر تجيب
أجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال حول كيفية أداء ركعتي سنة الفجر إذا فات وقت الصلاة، مؤكدة على فضلها العظيم.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الأحد، أن ركعتي الفجر قبل صلاة الفريضة تعتبر من أعظم النوافل، لما لها من أجر عظيم، حيث قال النبي ﷺ: "ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها".
أداء ركعتي سنة الفجر إذا فات وقت الصلاةوأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى أن من فاتته صلاة الفريضة لأي سبب، فعليه قضاؤها فور تذكره، أما السنن فتُصلى بعد الفريضة إذا أمكن، مؤكدة أن الأصل هو أداء الفريضة في وقتها لأنها أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ثم يحرص المسلم على أداء السنن والمستحبات.
وشددت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على أهمية المداومة على صلاة الفجر والركعتين السنّيتين، لما فيهما من بركة وثواب عظيم، داعية الله أن يجعل المسلمين من المداومين عليها ويثيبهم على ذلك في الدنيا والآخرة.
أداء ركعتي سنة الفجر بعد الصلاةوفي هذا السياق، كشفت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن حكم أداء ركعتي سنة الفجر بعد الصلاة، قائلةً إنه إذا ضاق الوقت عن صلاتها قبل الفريضة فتصلى الفريضة ثم السنة عقبها، مستشهدة بما ورد عن الشافعية والحنابلة، وتكون بمنزلة الأداء لا القضاء خارج الوقت، على قول الشافعية وإن كان خلاف الأولى، ولا يأثم بتأخيرها.
واستشهدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في منشور سابق لها، في توضيحها بما قاله النووي رحمه الله، قال أصحابنا: «يدخل وقت السنن التي قبل الفرائض بدخول وقت الفرائض ويبقى وقتها ما لم يخرج وقت الفريضة، لكن المستحب تقديمها على الفريضة، ويدخل وقت السنن التي بعد الفرائض بفعل الفريضة، ويبقى ما دام وقت الفريضة، هذا هو المذهب في المسألتين، وبه قطع الأكثرون».. المجموع للنووى 2/157.
نصحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بأداء السنة القبلية قبل الصلاة في المنزل وليس بعدها، ففي الصحيحين أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» متفق عليه.
وكانت دار الإفتاء المصرية قالت إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع سنة ركعتي سنة الفجر لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.