رجال الله أيقونة البذل وجُسور المَجد
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
في محرابِ الفِداءِ الأبديّ، حَيثُ تتلاشى فوارقُ الزمنِ وتسمو النفوسُ إلى مراتبِ العُروجِ، تقفُ أسماءهم كقناديلَ لا ينطفئُ نورُها.
إنهم رجالُ اللهِ، أطياف الأرواح المُعطّرة وأيقوناتُ البذلِ التي ما غابتْ عن سماءِ العِزة لقد انطلقوا من منصَّةِ الوحيِ المُنيرِ، مُتَّشحينَ بـ “البصيرة الممنهجة”، مُستوعبينَ أنَّ جُذوعَ التمكينِ لا تنبتُ إلا من غرسِ التضحيةِ الأرقى.
لمْ يكنْ مشروعُهم القرآني مُجَـرّد حراكٍ موضعيٍّ أَو رَدِّ فعل آنيٍّ، بل كان استجابة قُصْوى لنداء الأزل الأقدس، وتنزيلًا عمليًّا لآياتِ التحريرِ الكُبرى.
منذُ اليومِ الأول لـ “المسيرة القرآنية” ولهذا المشروعِ العظيم، نقش في صميم الرؤية ومركز البوصلة هدفٌ واحدٌ، جَليٌّ كنورِ الشّمسِ في كبدِ السماءِ هو تحريرُ القُدسِ الشريفِ وكامل تُرب فلسطينَ المُقدَّسة.
هم الشهداءُ الذين ارتوتْ أرضُنا بفيضِ دمائهم الطاهرة، لتُزهرَ في كُـلّ زاويةٍ من زوايا هذا الوطنِ أمجادًا أبدية في مَحرابِ الفِداء وهذه الدماءُ الزكيةُ لم تكنْ مُجَـرّد قطراتٍ تسيلُ، بل كانتْ مدادًا إلهيًّا خطَّ أسمى معاني التضحية والبطولة.
لقد أضاء الشهداءُ دربَ النصرِ بوهج التضحية الكُبرى، فكانوا شُعلةً تتقدُّ في ليالي الظُلمةِ، وهدايةً للمُتردّدين، وبرهانًا ساطعًا على أنَّ الحقَّ لا يُقهرُ ما دامَ لهُ رجالٌ يبيعونَ الحياةَ ثمنًا للكرامةِ.
إنهم الأبرارُ الذين صاغوا بدمائهم الزكية ميثاقَ الكرامةِ والاصطفاء الإلهي، ميثاقًا خالدًا يُنادي في الأجيال القادمة بأنَّ العيشَ في ظلِّ الذلِّ موتٌ، وأنَّ الموتَ في سبيلِ العِزةِ حياةٌ لا تنتهي.
هؤلاءِ الأطهار هُم شريانُ العِزةِ الذي لا ينضب وتجذيرِ مَفهومِ الصُمودِ المُطلق، حَيثُ إنَّ صمودهم لم يكن مُجَـرّد تكتيكٍ عسكريّ، بل كانَ تجليًّا لإيمانٍ عميقٍ بأنَّ الحقَّ هو الأقوى، وأنَّ إرادَة الشعوبِ الحرةِ أعتى من كُـلّ قوةٍ غاشمة.
قدَّموا القُربانَ الأغلى الذي افتدى بهِ رجالُ اللهِ كرامةَ الأُمَّــة وصاروا هم القُدوة، والنبراس الذي يُضيءُ لنا دروبَ المُستقبل في لحظةِ البَيعِ الإلهي، حَيثُ انهم لم يتردّدوا ولم يتخاذلوا، بل أقبلوا على الموتِ بقلوبٍ مطمئنةٍ ونفوسٍ مُتيقنةٍ بالنصرِ أَو الشهادة.
هم وهج الإيمان في لحظة الفصل بين الفناء والبقاء الأبديّ، فناءُ الجسدِ وبقاءُ الروح في جنان الخُلدِ، وبقاءُ الذكرِ في سجلِّ الخالدين.
كانوا حقيقةَ هذا الإيمان المُتجسد في صورة بطولةٍ نادرة، تروي للأجيال أنَّ الإرادَة المُتساندةَ بالحقِّ لا تُهزمُ وإنَّ تضحياتِهم جسَّدت أسمى صور الانتماء والعشق للوطن والمُقدسات، فبأرواحهم الزكية، رَسَموا خريطةَ طريقٍ نحو الحُريةِ والسيادةِ، وبدمائهم، كتبوا قَسَمَ العودةِ والانتصار.
وفي الختامِ، يبقى الشهداءُ مَدارِسُ الشُموخ وحِكاياتٌ من تضحياتِ رجالٍ جعلوا من أجسادهم جُسورًا نحو المَجدِ، فكلُّ حجرٍ وشبرٍ في هذا الوطنِ يحكي قصةَ شهيدٍ، وكلُّ ومضةِ نورٍ هي استمرار لوهجِ أرواحهم التي ما غابتْ ولن تغيبَ عن سماءِ العِزة، فلهمْ منا كُـلّ وفاءٍ، وعلى خطاهم سيبقى اليمن سائرٌ نحو تحقيقِ النصرِ المُبين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
تصدر الرئيس باحتفالية الفيفا بكأس العالم 2026 تكريم دولى لمصر بمعايير الدبلوماسية الناعمة
مشهد الفيفا يجسد الريادة المصرية في صناعة السلام وتعزيز الاستقرار الدولي
مصر تصنع مشهدها العالمى من جديد.. وتفرض حضورها على خارطة القرار الدولى
أشاد رجل الأعمال عاصم سليمان بالمكانة الدولية التي يحظى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن تصدره مشهد احتفالية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال قرعة كأس العالم 2026، يمثل تكريما دوليا لمصر واعترافا عالميا بقدرتها على التأثير في المشهد السياسي والدبلوماسي.
وأضاف سليمان: "الرئيس السيسي بات أيقونة للدبلوماسية الدولية وبوصلة للسلام العالمي، وتحول حضوره إلى عنوان للثبات والرؤية، في وقت تتطلع فيه الشعوب إلى قادة يمتلكون الحكمة والشجاعة في آن واحد".
وأشار عاصم سليمان إلى أن المشهد اللافت الذي بثه "فيفا"، متضمنا لقطات من قمة شرم الشيخ وتكريم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يعكس تقدير المجتمع الدولي للدور المصري في دعم الاستقرار وصناعة السلام، ويؤكد أن مصر تفرض حضورها بجدارة على خارطة القرار العالمي.
وأكد قائلا: "تابعت بفخر بالغ لحظة ظهور الرئيس السيسي في هذا المحفل العالمي، حيث تجلت قوة مصر الناعمة وامتدت بصماتها لتصنع مشهدا يعكس تأثيرها الممتد وقدرتها على صياغة مشهدها الدولي من جديد بثقة ووعي".
وأوضح سليمان أن العالم أدرك أن لدينا قيادة تصنع المعجزات، وأن الرئيس السيسي لا يكتفي بالكلام عن السلام، بل يعمل من أجله، ويبني له أرضا صلبة في الداخل والخارج، وأختتم قائلا :"تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استطاع، بحكمته وثبات رؤيته، أن يرسخ مصر على الخريطة العالمية ليس فقط كقوة إقليمية، بل كضمير حضاري وإنساني للعالم".