الثورة نت:
2025-10-29@04:44:51 GMT

رجال الله أيقونة البذل وجُسور المَجد

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

 

في محرابِ الفِداءِ الأبديّ، حَيثُ تتلاشى فوارقُ الزمنِ وتسمو النفوسُ إلى مراتبِ العُروجِ، تقفُ أسماءهم كقناديلَ لا ينطفئُ نورُها.

إنهم رجالُ اللهِ، أطياف الأرواح المُعطّرة وأيقوناتُ البذلِ التي ما غابتْ عن سماءِ العِزة لقد انطلقوا من منصَّةِ الوحيِ المُنيرِ، مُتَّشحينَ بـ “البصيرة الممنهجة”، مُستوعبينَ أنَّ جُذوعَ التمكينِ لا تنبتُ إلا من غرسِ التضحيةِ الأرقى.

لمْ يكنْ مشروعُهم القرآني مُجَـرّد حراكٍ موضعيٍّ أَو رَدِّ فعل آنيٍّ، بل كان استجابة قُصْوى لنداء الأزل الأقدس، وتنزيلًا عمليًّا لآياتِ التحريرِ الكُبرى.

منذُ اليومِ الأول لـ “المسيرة القرآنية” ولهذا المشروعِ العظيم، نقش في صميم الرؤية ومركز البوصلة هدفٌ واحدٌ، جَليٌّ كنورِ الشّمسِ في كبدِ السماءِ هو تحريرُ القُدسِ الشريفِ وكامل تُرب فلسطينَ المُقدَّسة.

هم الشهداءُ الذين ارتوتْ أرضُنا بفيضِ دمائهم الطاهرة، لتُزهرَ في كُـلّ زاويةٍ من زوايا هذا الوطنِ أمجادًا أبدية في مَحرابِ الفِداء وهذه الدماءُ الزكيةُ لم تكنْ مُجَـرّد قطراتٍ تسيلُ، بل كانتْ مدادًا إلهيًّا خطَّ أسمى معاني التضحية والبطولة.

لقد أضاء الشهداءُ دربَ النصرِ بوهج التضحية الكُبرى، فكانوا شُعلةً تتقدُّ في ليالي الظُلمةِ، وهدايةً للمُتردّدين، وبرهانًا ساطعًا على أنَّ الحقَّ لا يُقهرُ ما دامَ لهُ رجالٌ يبيعونَ الحياةَ ثمنًا للكرامةِ.

إنهم الأبرارُ الذين صاغوا بدمائهم الزكية ميثاقَ الكرامةِ والاصطفاء الإلهي، ميثاقًا خالدًا يُنادي في الأجيال القادمة بأنَّ العيشَ في ظلِّ الذلِّ موتٌ، وأنَّ الموتَ في سبيلِ العِزةِ حياةٌ لا تنتهي.

هؤلاءِ الأطهار هُم شريانُ العِزةِ الذي لا ينضب وتجذيرِ مَفهومِ الصُمودِ المُطلق، حَيثُ إنَّ صمودهم لم يكن مُجَـرّد تكتيكٍ عسكريّ، بل كانَ تجليًّا لإيمانٍ عميقٍ بأنَّ الحقَّ هو الأقوى، وأنَّ إرادَة الشعوبِ الحرةِ أعتى من كُـلّ قوةٍ غاشمة.

قدَّموا القُربانَ الأغلى الذي افتدى بهِ رجالُ اللهِ كرامةَ الأُمَّــة وصاروا هم القُدوة، والنبراس الذي يُضيءُ لنا دروبَ المُستقبل في لحظةِ البَيعِ الإلهي، حَيثُ انهم لم يتردّدوا ولم يتخاذلوا، بل أقبلوا على الموتِ بقلوبٍ مطمئنةٍ ونفوسٍ مُتيقنةٍ بالنصرِ أَو الشهادة.

هم وهج الإيمان في لحظة الفصل بين الفناء والبقاء الأبديّ، فناءُ الجسدِ وبقاءُ الروح في جنان الخُلدِ، وبقاءُ الذكرِ في سجلِّ الخالدين.

كانوا حقيقةَ هذا الإيمان المُتجسد في صورة بطولةٍ نادرة، تروي للأجيال أنَّ الإرادَة المُتساندةَ بالحقِّ لا تُهزمُ وإنَّ تضحياتِهم جسَّدت أسمى صور الانتماء والعشق للوطن والمُقدسات، فبأرواحهم الزكية، رَسَموا خريطةَ طريقٍ نحو الحُريةِ والسيادةِ، وبدمائهم، كتبوا قَسَمَ العودةِ والانتصار.

وفي الختامِ، يبقى الشهداءُ مَدارِسُ الشُموخ وحِكاياتٌ من تضحياتِ رجالٍ جعلوا من أجسادهم جُسورًا نحو المَجدِ، فكلُّ حجرٍ وشبرٍ في هذا الوطنِ يحكي قصةَ شهيدٍ، وكلُّ ومضةِ نورٍ هي استمرار لوهجِ أرواحهم التي ما غابتْ ولن تغيبَ عن سماءِ العِزة، فلهمْ منا كُـلّ وفاءٍ، وعلى خطاهم سيبقى اليمن سائرٌ نحو تحقيقِ النصرِ المُبين.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فرعا الموارد المائية ومياه الريف في ذمار يحييان ذكرى سنوية الشهيد

الثورة نت /..

نظّم فرعا هيئتي الموارد والمنشآت المائية ومشاريع مياه الريف بمحافظة ذمار، اليوم، فعاليةً ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد 1447هـ.

وخلال الفعالية، استعرض وكيل المحافظة محمود الجبين، مكانة الشهداء وعظمة التضحيات التي قدّموها في سبيل الانتصار لدين الله وعزّة وكرامة الأمة والوطن.

ولفت إلى أنّ ما قدّمه الشهداء من تضحياتٍ ننعم بثمارها اليوم سيظلّ راسخًا في وجدان الشعب والأمة.

وأوضح، أنّ إحياء الذكرى السنوية للشهيد يمثّل محطةً مهمة لاستلهام الدروس والعِبر من تضحيات الشهداء وما سطّروه من ملاحم بطولية في مواجهة العدوان وأدواته وداعميه.

بدوره، أكد مدير فرع الهيئة العامة للموارد والمنشآت المائية المهندس هيثم علوان، أهمية إحياء الفعالية واستذكار عظمة تضحيات الشهداء الذين قدّموا أرواحهم الزكية لتعيش الأمة بعزّةٍ وكرامة.

واعتبر إحياء الذكرى السنوية للشهيد، محطةً مهمّة للتزوّد منها بالعزم والبصيرة والوعي والثبات، داعيًا إلى أهمية استشعار المسؤولية أمام الله والوفاء لدماء الشهداء من خلال رعاية أسرهم، وزيارة روضاتهم، والسير على دربهم.

بدوره، أشار مسؤول قطاع الإرشاد بالمحافظة عبدالله مشرح، إلى عظمة مشروع الشهادة في الانتصار لدين الله، وإقامة العدل والقسط، ونصرة المستضعفين، وإفشال مشاريع قوى الاستكبار العالمي.

وتطرق إلى فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند الله، وعظمة المشاريع التي قدّم الشهداء في سبيلها أرواحهم رخيصةً، مبينًّا أنّ الشهادة مرتبةٌ عظيمة لا ينال شرفها إلا من وطّن نفسه للسير على نهج الله، وإقامة ما أمر الله به أن يُقام، ولا يحظى المرء بعظمة الشهادة ما لم يُوطّن نفسه على الروحية الجهادية، مؤكدًا أهمية الوفاء للشهداء من خلال رعاية أسرهم.

تخلّلت الفعالية التي حضرها مديرا فرعي هيئتي مشاريع مياه الريف المهندس محمد القوسي، والأراضي عبدالغني الديلمي، قصيدة للشاعر صالح الجوفي.

مقالات مشابهة

  • فرعا الموارد المائية ومياه الريف في ذمار يحييان ذكرى سنوية الشهيد
  • رجال الله أيقونة البذل التي ما غابت عن سماء العِزة
  • بن حبتور ومفتاح يدشنان فعاليات الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ
  • مفتي الجمهورية: بناء المستقبل لا يكون إلا بسواعد الشباب الواعي الذي يتمسك بدينه
  • مفتى الجمهورية: بناء المستقبل لا يكون إلا بسواعد الشباب الواعي الذي يتمسك بدينه ويعي قيمة وطنه ويعمل من أجل نهضته
  • في رحاب الذكرى السنوية للشهيد .. الوفاء للشهداء وتجديد العهد مع الله
  • قطاع النقل في الحديدة يُحيى الذكرى السنوية للشهيد
  • الصمد ناعيا الشاعر طليع حمدان: ملأ فضاء لبنان بشعره الذي لا يُضاهى
  • بالفيديو... شاهدوا لحظة وقوع حادث السير الذي أودى بحياة المأمور رباح شديد