متغيرات كثيرة على المستوى الإقليمي والدولي، وتحولات تتسارع وتيرتها لتشكل واقعا دوليا مختلفا في علاقاته وتحالفاته، جعلت تلك التحولات الكونية القارة السمراء ساحة للتنافس الدولي المحموم الأكبر على الاطلاق باعتبارها تمثل مخزونا للموارد الطبيعة غير المستغلة في ظل التناقص المستمر للموارد، ويبرز ذلك التنافس بشكل أكثر وضوحا من خلال التطورات التي تشهدها منطقة وسط وغرب افريقيا، مع تضعضع للنفوذ الغربي الفرنسي التاريخي وصعود لاعبين جدد أكثر تأثيرا وأسرع تمددا مثل روسيا والصين وغيرها من القوى الجديدة.


يتزامن ذلك التنافس الدولي المتزايد مع حركة انقلابات عسكرية وصراعات مسلحة وموجات احتجاجات شعبية في عدة دول افريقية لا سيما دول الساحل والصحراء تهدد النفوذ الفرنسي التاريخي في المنطقة، مع توجه أكثر ميلا للقوى الدولية الجديدة لبناء علاقات تقوم على المصالح المتبادلة بعيدا عن التدخلات في الشؤون الداخلية، وأجبرت الاحتجاجات الشعبية في جمهورية بوركينا فاسو الحكومة الانتقالية هناك على إبعاد القوات الفرنسية الموجودة على أرضيها، وسبقتها في ذلك دولة مالي

ولم يكن قرار واغادوغو الخاص بابعاد القوات الفرنسية الأول وقطعا لن يكون الأخير، إذ سبق وأن سحبت فرنسا في العام الماضي آخر جندي من قواتها في دولة مالي بعد تواجد دام لتسع سنوات، بعد الرفض الشعبي والحكومي للوجود العسكري الفرنسي في البلاد، وجاء مؤخرا انقلاب الحرس الرئاسي في جمهورية النيجر على الرئيس المنتخب محمد بازوم ليقلب الطاولة من جديد، مما جعل النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل الافريقي على المحك وفق مراقبين.
السودان ليس بعيدا

كما أن السودان لم يكن بعيدا عن تلك المتغيرات الإقليمية، وما الحرب التي تدور رحاها لأربعة أشهر الا امتدادا لما يحدث في غرب القارة من احداث، إذ يؤكد الخبير العسكري المختص في ادارة الازمات اللواء د. أمين مجذوب لـ(البيان) أن مجريات الأوضاع في السودان مرتبطة بشكل مباشر بما يحدث في بقية القارة جراء تنافس القوى العظمى في القارة الافريقية، ويشير الى أن روسيا حاولت ولا تزال تحاول مزاحمة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا في الازمة السودانية، باعتبار أن منطقة البحر الأحمر هي منطقة صراع نفوذ بين تلك الدول، بجانب أن هناك ملف ثالث مهم جدا وهو ما يدور في أفريقيا الاوسطى وتشاد ووجود شركة فاغنر للخدمات الأمنية الروسية، هذا الامر عقد كثيرا من الوجود الروسي في افريقيا.

ويؤكد مجذوب أن السودان أصبح وبموقعه الجيواستراتيجي منطقة صراع للنفوذ الإقليمي والدولي، وأضاف :” واضح أن حرب الموانئ بدأت كل دولة تسعى لحجز موقعها على الساحل السوداني، وما يميز الساحل السوداني بانه نظيف ويتحمل وجود موانئ ويقدم خدمات الموانئ ويمر عبر البحر الأحمر 90% من بترول منطقة الخليج، الذي يذهب للولايات المتحدة الامريكية وغلى جنوب شرق اسيا من يسيطر على المجرى المائي يستطيع أن يخنق الطرف الآخر، ومن يهيمن على الأراضي الصالحة للزراعة”.

موطئ قدم
ومع تناقص النفوذ الغربي في القارة الافريقية يتمدد بشكل متسارع النفوذ الروسي والصيني، الذي استطاع أن يجد موطئ قدم في العمق الفرنسي الافريقي، من خلال خلق الشراكات الاقتصادية والتجارية والانفتاح الثقافي، مع ارتفاع حدة الصراع بين الدول العظمي حول الثروات والمعادن التي تزخر بها أفريقيا خاصة بعد أن استدارت فرنسا ظهرها لأفريقيا خلال العقدين الأخيرين، ما فتح المجال للصين أن تتمدد ثقافيا واقتصاديا في افريقيا جنوب الصحراء من خلال تدريس اللغة الصينية في العديد من الجامعات الافريقية واتجاهها للعمل الاغاثي والإنساني والتنموي في افريقيا.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم د. الزمزمي بشير لـ(البيان) أن التمدد الروسي في افريقيا محدود حتى الآن، ولكنه مؤثر ويمكن أن يكون أكثر تأثيرا خلال السنوات المقبلة لا سيما بعد التحولات ومجريات الاحداث على المستوى الدولي، التي ستنعكس على شكل التحالفات القائمة، غير أنه لفت إلى النفوذ الصيني الذي بات الأكثر تمددا في القارة الافريقية لا سيما فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والتجاري، وابتعاده عن التدخل في طبيعة الأنظمة الحكم.

ويشير بشير إلى أن هناك حالة من الملل وشعور عام بالضيق من الوجود النفوذ الفرنسي في عدد من دول غرب افريقيا لا سيما مالي وتشاد وافريقيا الوسطى وبوركينا فاسو، والنيجر والذي ستنتقل عدوته إلى بقية شعوب المنطقة التي تخضع تاريخيا للنفوذ الغربي عموما والنفوذ الفرنسي بشكل خاص، إذ نجحت فرنسا عبر الموالين لها في تحجيم الأصوات المناوئة لجودها في تلك الدول، ولكنه أشار غلى أنه وبعد المتغيرات العالمية ليس بمقدورها السيطرة على الأصوات الرافضة لها في المنطقة.

ولفت إلى بروز نخب جديدة في دول غرب افريقيا اعتنقت ثقافات جديدة وتحمل أفكارا مناهضة للهيمنة الفرنسية، إذ تعتبر أن الوجود الفرنسي حجم دول الغرب الافريقي عن النهوض، واتجهت تلك النخب إلى محاولة خلق شراكات جديدة بعيدا عن الغرب، ووجدت الأبواب مشرعة أمامها عبر المنح الدراسية المقدمة في الجامعات والكليات العسكرية الروسية الصينية والعربية، مع تراجع ملحوظ في حجم المنح الدراسية من قبل الجامعات الفرنسية، بالإضافة للفرص الاقتصادية والتجارية المتاحة من قبل تلك الدول.

توغل صيني
ويؤكد بشير أن الصين نجحت في التوغل في القارة السمراء من خلال المبادرات الاقتصادية العملية، إذ استطاعت أن تخلق علاقات اقتصادية متماسكة مع الكثير من البلدان الافريقية، وعقدت حتى الآن أكثر من ست قمم افريقية صينية تركزت جلها حول العمليات الاقتصادية وكيفية رفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الافريقية، ويلفت إلى أن مبادرة طريق الحرير الجديد التي وجدت تأييدا من العشرات من دول القارة، فتحت الأفق لشراكات ضخمة، في مشاريع تنموية تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، مما يتيح المنافع المتبادلة بين الصين وافريقيا .

وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية د. الزمزمي بشير أن يتمدد النفوذ الروسي في القارة السمراء بشكل أكبر في غضون السنوات القادمة، ويلفت الى أن هناك الكثير من القيادات الافريقية الصاعدة تلقت دراستها في روسيا وتأثرت بالنموذج الروسي المناوئ للغرب، ما يشير إلى هناك أجيال جديدة في دول الغرب افريقيا تحديدا لديها شعورعام مناوئ لفرنسا، بجانب أن التغيرات السياسية التي شهدتها عدد من دول غرب افريقيا أدت الى تغيير الطبقات الحاكمة مع صعود للقيادات الجديدة التي لديها ميول نحو الصين وروسيا والدول العربية وتحمل كراهية للنفوذ الفرنسي .

تزايد السخط الشعبي
بدوره يلفت المحلل السياسي الجميل الفاضل لـ(البيان) الى موجة الانقلابات العسكرية في السنوات الأخيرة في منطقة الغرب الافريقي، وما تبع ذلك من تغير في المواقف والعلاقات التقليدية القائمة ما بين فرنسا والدول الفرانكفونية، بجانب الموجة الشعبية الرافضة في ذات الدول للنفوذ الفرنسي، إذ أن في غالب التغيرات التي جرت عن طريق انقلابات عسكرية في غرب القارة الافريقية، ناتجة عن الشعور الشعبي العام بأن فرنسا ظلت تستغل ثروات وموارد دول غرب افريقيا، وتم تنفيذ حملات لترسيخ تلك المفاهيم لدى الشعوب في تلك المنطقة وبدأت حالة التململ الشعبي من الوجود الفرنسي.

ويضيف الفاضل الى أن من العوامل التي قادت تزايد السخط ضد فرنسا الأداء الميداني الضعيف بحسب الفاضل للقوات الفرنسية في عملية برخان التي تهدف لمحاربة التمرد في الساحل الافريقي، ما ولد شعور بأن فرنسا ليس لديها ما تقدمه لتلك الدول من خلال الوجود العسكري على الأرض، وفي ذات الوقت فإن تلك القوات تتهم بأنها تمثل غطاءا لنهب ثروات شعوب الساحل.

ويرى الجميل الفاضل أن كل تلك العوامل ساعدت روسيا على خلق قادة حلفاء موالين لها في منطقة الغرب الافريقي، مشيرا إلى أن وجود قوات فاغنر الروسية في بعض البلدان خاصة في افريقيا الوسطى، وما تقوم به من أدوار في حماية السلطة القائمة الآن بانجي، ما أدى إلى موجة طرد السفراء في مالي أو بروكينا فاسو التي منحت القوات الفرنسية المتواجدة في أراضيها مهلة شهر للمغادرة.

ويرجع الفاضل تضعضع النفوذ الفرنسي لأخطاء فرنسا في المنطقة والأداء الضعيف لعملية برخان، فضلا عن الانطباعات السالبة التي ترسخت وفق عمل دعائي واعلامي منظم ضد فرنسا، تزامن مع انقلابات عسكرية، ووجد قادة تلك الانقلابات ضالتهم في التعاون مع روسيا التي لا تتمنع في التعامل مع الأنظمة الانقلابية، عكس الدول الغربية التي تقيدها قوانينها وبرلمانتها من التعامل مع النظم الانقلابية.

الخرطوم – طارق عثمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القارة الافریقیة دول غرب افریقیا النفوذ الفرنسی القارة السمراء فی افریقیا فی القارة تلک الدول من خلال

إقرأ أيضاً:

هواوي كلاود تقود التحول الرقمي في شمال افريقيا عبر حلول الذكاء الاصطناعي الشامل

اختُتمت بنجاح قمة هواوي كلاود شمال أفريقيا  2025 ، حيث جمعت أكثر من 600 من قادة الحكومات وقطاع الأعمال، إلى جانب شركاء رئيسيين في النظام الرقمي من أكثر من 10 دول في منطقة شمال أفريقيا، وقد شكّلت القمة منصة محورية لمناقشة المستقبل الرقمي للمنطقة واستكشاف الفرص الاستراتيجية لتحقيق التنمية.

حضر فعاليات القمة عدد من القيادات، الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والمهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشؤون البنية التحتية في مصر، والمهندس ياسر عبد الباري، رئيس برنامج صناعة الإلكترونيات بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، والدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات (NTI)، والدكتور هشام فاروق مستشار التطوير التكنولوجى بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

إلى جانب المهندس محمد بن عمر المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات- AICTO، و جاكلين شي، رئيس خدمات التسويق والمبيعات العالمية في هواوي كلاود، و شين لي، رئيس شركة هواوي لمنطقة شمال افريقيا، و فيليكس فينج، رئيس هواوي كلاود شمال أفريقيا، و بنجامين هو، رئيس شركة هواوي مصر، و جو شو، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي كلاود مصر.

شهدت هواوي كلاود عامًا من النمو الكبير منذ انطلاقها الرسمي في مصر عام 2024، حيث انها أول منطقة سحابية في مصر وشمال أفريقيا. وخلال العام الماضي، حققت هواوي كلاود في شمال أفريقيا نموًا ملحوظًا بنسبة 140%، وساهمت في تعزيز الابتكار من خلال أكثر من 300 عميل و200 شريك، كما مكّنت أكثر من 15,000 مطور من قيادة التحول الذكي في المنطقة.

قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان خلال كلمته في افتتاح قمة "هواوي كلاود" لشمال إفريقيا 2025، إن مصر أولت اهتماماً كبيراً بالاستثمار في تكنولوجيا المعلومات، وخاصة في إنشاء مراكز البيانات الضخمة، بهدف توفير بيئة آمنة لتخزين وتحليل كميات هائلة من المعلومات.

وأوضح أن ما تحقق من بنية تحتية رقمية في مصر خلال السنوات الأخيرة سهّل عملية تخزين البيانات وإدارتها، خاصة في قطاعات كالصحة والتعليم. وأشار إلى أن القطاع الصحي من أبرز المستفيدين نظرًا لحجم البيانات الطبية، حيث تتيح الحوسبة السحابية تخزينها وربط المستشفيات ومراكز الأشعة بكفاءة وأمان.

وأكد الدكتور عمرو طلعت فى الكلمة التي ألقاها نيابة عنه المهندس رأفت هندى، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي ، أن مصر إلى جانب ما تمتلكه من ثروة رقمية، فإنها تمتلك ثروة أكثر أهمية تتمثل فى المورد البشرى من الشباب ورواد الأعمال والمبتكرين والذى تبذل الدولة أقصى جهدها لتنمية مهاراتهم وقدراتهم  لتمكينهم وتأهيلهم للمنافسة فى سوق العمل؛ مشيراً إلى التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة هواوى فى تنفيذ عدد من مبادرات الوزارة الخاصة بتدريب الشباب من مختلف المؤهلات والفئات العمرية.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن انعقاد هذه القمة يأتى اتساقاً مع جهود الدولة لبناء مصر الرقمية وتعزيز مكانتها كمركز إقليمى للابتكار والتحول الرقمى، وتدعيم بنيتها التكنولوجية بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية، مضيفاً إنه يتم تنفيذ استراتيجية طموحة تستهدف تعزيز قدرات مصر فى مجال الحوسبة السحابية من خلال بناء بنية تحتية حوسبية على درجة عالية من الكفاءة، بالإضافة إلى العمل على إتاحة بنية تحتية تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة على الاستفادة من القدرات الحوسبية وأدوات الذكاء الاصطناعي والاعتماد فى ذلك على مراكز بيانات داخل مصر.

وفي كلمتها الرئيسية، قالت جاكلين شي، رئيس خدمات التسويق والمبيعات العالمية في هواوي كلاود، ان التحول التكنولوجي العالمي الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي يقدّم فرصًا كبيرة لتحقيق قفزات تنموية في شمال أفريقيا. فنحن في هواوي كلاود نلتزم بالابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي. هدفنا هو إزاله الحواجز أمام المؤسسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتوفير تقنيات سحابية وذكاء اصطناعي شامل ومتاحة في أي مكان، وفعّالة من حيث التكلفة، ومدعومة بالمعرفة العميقة في مختلف القطاعات. كما نهدف إلى دعم دول شمال أفريقيا في بناء بنية تحتية سحابية ذكية تمكّن مختلف الصناعات من التحول الذكي."

وأضافت جاكلين شي: "واستجابةً للفرص التي توفرها مسارات التحول الرقمي والذكي والمنخفض الكربون، كشفت هواوي كلاود عن استراتيجيتها الشاملة "الشمولية الخمسة"، التي تركز على الشمول الرقمي في الاتصال، والخدمات الحكومية، والتعليم، والأمن، والطاقة. وتوظّف هذه الاستراتيجية تقنيات مبتكرة مثل السحابة والذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزات تنموية في المنطقة وجعل التقدم التكنولوجي متاحًا، ميسور التكلفة، ذكيًا، وآمنًا للجميع. "

ريادة الذكاء الاصطناعي بالابتكار التكنولوجي والخبرة العميقة في الصناعة

تركّز هواوي كلاود استراتيجياً على عدد من القطاعات الحيوية في شمال أفريقيا، بما في ذلك قطاع الحكومات، والاتصالات، والقطاع المالي، والصناعات، والتعليم، والتجارة الإلكترونية، والتجزئة، لتسريع رحلتها الرقمية.

ومن جهته، استعرض فيليكس فينغ، رئيس هواوي كلاود في شمال إفريقيا، الركائز الثلاث للاستراتيجية الإقليمية لـ "هواوي كلاود":

1. تمكين العملاء من نشر واستخدام وإدارة السحابة بكفاءة.

2. دمج أفضل الممارسات العالمية، خاصة من الصين، مع فهم السياق المحلي لتقديم حلول صناعية عالية القيمة ومخصصة.

3. توفير بنية متقدمة للحوسبة ومسار تطوير الذكاء الاصطناعي لتمكين الشركات المحلية من الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي داخل صناعاتها.

وفي خطوة جديدة نحو تعزيز البنية التحتية السحابية في المنطقة، واستعداداً لمواكبة الطلب المتزايد، أعلن جو شو، الرئيس التنفيذي لهواوي كلاود مصر، عن إطلاق منطقة توفر جديدة (Availability Zone) في منطقة هواوي كلاود القاهرة في عام 2026، تضمن الوصول إلى خدمات سحابية عالية الجودة للعملاء في جميع أنحاء المنطقة.

كما كشف جوان يونغ، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية بهواوي كلاود، عن مجموعة من الابتكارات السحابية المتكاملة والمبنية على الذكاء الاصطناعي، التي من شأنها إعادة تعريف الأداء والمرونة الرقمية للشركات والمؤسسات في المنطقة.

وعلى صعيد تطوير النماذج والتطبيقات الذكية، فقد أطلقت هواوي منصةModelArts Studio كنموذج كخدمة (MaaS)، وهي منصة أدوات آلية متكاملة لتطوير وتعديل ونشر النماذج بسهولة وسرعة، كما تشمل المنظومة الابتكارية أيضا حلولا رائدة مثل قاعدة بيانات عالية الأداء تدعم التحليلات الذكية GaussDB، ومنصة موحدة CodeArts تعزز تجربة التطوير الآمن DevSecOps، وبيئة متكاملة لإنتاج المحتوى الرقمي بأنواعه MetaStudio.

ولمواكبة متطلبات الأمن والمرونة العالية لعملاء القطاعين الحكومي والمؤسسي، أعلن هو هانغ، المدير العام لأعمال هواوي كلاود ستاك الدولية، عن إطلاق الإصدار 8.5 من Huawei Cloud Stack، وهو حل سحابي هجين يوفّر أكثر من 120 خدمة سحابية محلية جاهزة، ويدعم تقنيات متقدمة تشمل الحوسبة السحابية الأصلية، وبحيرات البيانات، والذكاء الاصطناعي.

تعزيز المنظومة بالابتكار من أجل التنمية المستدامة

تواصل هواوي كلاود التزامها بفلسفة "السحابة من أجل الخير"، من خلال تسخير تقنيات السحابة والذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات ، وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

وقد استعرض داي ليبين، مدير التسويق في هواوي كلاود، كيف تُحدث مبادرة "السحابة من أجل الخير" تأثيرًا فعليًا في مصر، مسلطًا الضوء على برنامج الشركات الناشئة الواعد. ومن بين الأمثلة الملهمة، شركة انتلا Intella، وهي شركة ناشئة رائدة تعمل على تطوير أدق محرك لتحويل الكلام إلى نص باللغة العربية في العالم.

وبالاعتماد على موارد هواوي كلاود– بما في ذلك قسائم استخدام السحابة، وتقنية التعرف التلقائي على الكلام (ASR) المتطورة، ومنصةModelArts لتطوير الذكاء الاصطناعي الشامل – تمكّنت Intella من تسريع عمليات تدريب البيانات واستنتاج النماذج بشكل كبير. واليوم، يغطي نموذجهم العربي 25 لهجة مختلفة، ما يمثل إنجازًا نوعيًا في مجال الابتكار اللغوي.

وفي إطار حرصها على تنمية المواهب ورعاية الكفاءات، عقدت هواوي كلاود شراكات مع الجهات الوطنية المعنية بتكنولوجيا المعلومات، ومنها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والمعهد القومي للاتصالات (NTI)، ومعهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، بالإضافة إلى أبرز الجامعات في مصر.

كما شهدت القمة إطلاق "مجتمع مطوّري مصر"، الذي يهدف إلى دمج أحدث المعارف في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وشبكات الجيل الخامس (5G)، والبيانات الضخمة ضمن المناهج الجامعية، إلى جانب توفير تدريبات على المهارات الشخصية وأساسيات العمل الحر، مما يوسّع آفاق الفرص المهنية للمشاركين.

ومن أبرز قصص النجاح في هذا المجال تطبيق "مانيتو"، الفائز في مسابقة مطوّري هواوي في مصر 2024، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في ترجمة الهيروغليفية، وقد شهد التطبيق، عقب فوزه، نموًا كبيرًا في عدد المستخدمين والتغطية الإعلامية والإيرادات، بدعم كامل من هواوي كلاود، شمل تحسين البنية السحابية، وتيسير الترحيل السلس للسحابة، ودعم تكامل واجهات البرمجة (API) وأدوات التطوير (SDK)، ويُستخدم التطبيق حاليًا في المتحف القومي للحضارة المصرية، ومن المقرر نشره في المتحف المصري الكبير.

نحو المستقبل

تواصل هواوي كلاود ترسيخ رؤيتها نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، مؤكدة التزامها بتوسيع دائرة التعاون مع المزيد من العملاء والشركاء في المنطقة، بهدف تسريع وتيرة التحول الرقمي عبر قطاعات حيوية تشمل التعليم، والخدمات الحكومية، والبنية التحتية للاتصال، وأمن المعلومات.

طباعة شارك هواوى موبايل اداء

مقالات مشابهة

  • هواوي كلاود تقود التحول الرقمي في شمال افريقيا عبر حلول الذكاء الاصطناعي الشامل
  • عاجل | وزارة التعليم العالي تشرح آلية تصنيف طلبة التوجيهي وفرصهم في القبول الجامعي
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • وزير الخارجية الفرنسي: الاعتراف بدولة فلسطين سيزيل حماس
  • مراسل سانا: بدء المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي، التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • وزير خارجية البرازيل: المحنة التي يمر بها الفلسطينيون اختبار للقانون الدولي
  • القاهرة وبكين.. تحالف اقتصادي يصوغ خريطة النفوذ الجديد
  • جدل سعودي إماراتي حول الاعتراف الفرنسي بفلسطين.. والشيخة جواهر: تنافس غبي
  • رئيس جنوب افريقيا يؤكد على ضرورة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره
  • قراءة إسرائيلية غاضبة من الإعلان الفرنسي عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية