شركة فيتنامية للسيارات الكهربائية تهز بورصة وول ستريت
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
واشنطن – أحدثت شركة "فين فاست أوتو" (VinFast) الفيتنامية لصناعة السيارات الكهربائية، ضجة كبيرة في أسواق المال الأميركية منذ طرح أسهمها للتداول تحت مؤشر "ناسداك" في بورصة "وول ستريت" منتصف الشهر الماضي.
وارتفع سعر سهم الشركة بشكل صاروخي، وهو ما رفع قيمة الشركة السوقية من 23 مليار دولار إلى 85 مليار دولار، وهذا يعادل -تقريبا- قيمة شركتي فورد وجنرال موتورز، عملاقا صناعة السيارات الأميركية معا.
ومع غلق بورصة وول ستريت أبوابها قبل عطلة عيد العمل (تحتفل به أميركا أول يوم اثنين في شهر سبتمبر/أيلول)، زاد عدد أسهم الشركة عن ملياري سهم، وتم تداول السهم الواحد يوم السبت الماضي بـ 68.77 دولارا، وهكذا بلغت القيمة السوقية للشركة 150.7 مليار دولار خلال أقل من أسبوعين، أي بارتفاع قيمته 700%.
واستغرب كثير من المعلقين تسابق المستثمرين للحصول على حصة في الشركة الفيتنامية، التي لا تزال صغيرة في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، وإن كان لديها طموحات كبيرة.
وباعت الشركة العام الماضي 7400 سيارة، وتأمل أن ترتفع إلى 50 ألف سيارة بنهاية العام الجاري أغلبها داخل فيتنام.
وتضع الشركة السوق الأميركية نصب عينيها، وفي الشهر الماضي وضعت حجر الأساس لمصنع في ولاية كارولينا الشمالية، وبدأت بالفعل في بيع السيارات المستوردة في ولاية كاليفورنيا، حيث لديها 13 وكيلا للبيع.
وتكبدت الشركة خسارة صافية قدرها 2.1 مليار دولار العام الماضي، وقالت إنها ستحقق نقطة التعادل، على أقرب تقدير، في نهاية العام المقبل. وتعتقد شركة "أليكس بارتنر" للاستشارات المالية، أن أي شركة تصنع السيارات الكهربائية بحاجة إلى إنتاج حوالي 400 ألف سيارة سنويا، قبل أن تبدأ في جني الأرباح.
أداء الشركة في المستقبلورفض كثير من المعلقين الحماسة التي صاحبت طرح أسهم الشركة في وول ستريت، وقالوا إن مثل هذه الحركات الدرامية التي استحوذت على عناوين الأخبار لا تستند إلى واقع، بل على ما يرد في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار شريف عثمان الخبير الاقتصادي بشركة "بويز للاستثمار" (Poise Investment)، إلى أن ما شهده سهم شركة "فين فاست" لا يختلف عما شهدته أسهم شركات السيارات الكهربائية مثل "تسلا" أو "نيكولا" عند طرحها قبل سنوات. وما نشهده هو صعود ضخم في أسعار الأسهم مدفوعة بالمضاربة بسبب الحماسة لقطاع السيارات الكهربائية".
وتوقع عدد من الخبراء أن تسلك الشركة الفيتنامية مسلك شركة "لوسيد" (Lucid) لصناعة السيارات الكهربائية، حيث كان سعر الاكتتاب العام 15 دولارا للسهم، ووصل إلى ما يزيد عن 55 دولار للسهم الواحد قبل عام ونصف، قبل أن يتراجع ليصل الآن إلى نحو 6 دولارات للسهم فقط.
دفعت المنافسة الشرسة في سوق السيارات الكهربائية بالولايات المتحدة شركة تسلا لخفض أسعارها في وقت مبكر من هذا العام، واستجابت "فين فاست" بتخفيض أسعارها الخاصة في الولايات المتحدة.
ويبدأ سعر السيارة من طراز "في أف 8" (vf8) الذي تبيعه الشركة في ولاية كاليفورنيا من 46 ألف دولار، وهو ليس أرخص بكثير من أسعار كبار المنافسين، مثل سيارات شركة تسلا أو لوسيد.
ويرى كثير من الخبراء أنه من الصعب حقا على شركة "فين فاست" اقتحام السوق الأميركية، كما تخطط مستقبلا.
و"فين فاست" هي ذراع إنتاج السيارات لمجموعة فين (Vingroup) الفيتنامية الضخمة، وتأسست في 2017. وقد صدّرت حتى الآن نحو 2100 من سياراتها الكهربائية إلى الولايات المتحدة من مصانعها في فيتنام، وجلبت ما يقرب من 800 سيارة أخرى إلى كندا.
وقامت الشركة بأول عمليات تسليم لها في الولايات المتحدة في مارس/أذار الماضي، ولكن لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه للتنافس مع عملاق السيارات الإلكترونية تسلا، وشركات صناعة السيارات التقليدية التي بدأت في إنتاج طرازات كهربائية.
وللتنافس مع العلامات التجارية الشهيرة في السوق الأميركية، تبني "فين فاست" مصنعا ضخما في ولاية كارولينا الشمالية، وقالت الشركة إن المنشأة التي تبلغ مساحتها 1800 فدان، مصممة لإنتاج ما يصل إلى 150 ألف سيارة في المرحلة الأولى.
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع عملياته في 2025 بعد تأجيله عن موعده الأصلي، الذي كان محددا خلال النصف الأول من 2024.
وبلغت نسبة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة 6% فقط من إجمالي السيارات المبيعة في 2022. واشترى الأميركيون العام الماضي 13.7 مليون سيارة جديدة، منها 774 ألف سيارة كهربائية، ومثّلت طرازات شركة تسلا أكثر من ثلثي كل السيارات الكهربائية المباعة داخل الولايات المتحدة.
وجدير بالذكر أن مشتري سيارات تسلا مؤهل للحصول على ائتمان ضريبي فدرالي بقيمة 7500 دولار، في حين أن سيارات "فين فاست" لا توفر لصاحبها ذلك؛ لأنها غير مصنوعة في الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة فی الولایات المتحدة ملیار دولار ألف سیارة وول ستریت فی ولایة
إقرأ أيضاً:
قبل أن يشتريها أحد.. فولفو تسحب سيارتها الكهربائية الجديدة من الأسواق الأمريكية
انتظرت السوق الأمريكية طويلاً وصول سيارة فولفو EX30 الكهربائية، التي حظيت بإشادة واسعة في أوروبا بفضل تصميمها العصري وسعرها التنافسي، لكنها ما إن وصلت إلى الولايات المتحدة حتى بدأت تواجه خطر الزوال من السوق، بعد تحذيرات أطلقها الرئيس التنفيذي للشركة.
رئيس فولفو يتوقع سحب EX30 من أمريكاأعلن هاكان سامويلسون، الذي عاد مؤخرًا لرئاسة شركة فولفو بعد انقطاع دام 3 سنوات، أن استمرار استيراد سيارة EX30 إلى السوق الأمريكي قد لا يكون مجديًا اقتصاديًا في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة.
جاء هذا التصريح بالتزامن مع قرب انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تم تجميدها مؤقتًا لمدة 90 يومًا.
خطر ضريبة الـ 50% يلوح في الأفقوتستعد شركات صناعة السيارات الأوروبية لاحتمال فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 50% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة من دول الاتحاد الأوروبي، بدءًا من الأول من يونيو.
ويؤكد سامويلسون أن هذه الخطوة ستضع قيودًا كبيرة على قدرة فولفو في بيع سيارة EX30 في السوق الأمريكي، وهو ما يهدد استمرار وجود السيارة في واحدة من أهم أسواق العالم.
ورغم أن شركة فولفو تنتج طراز EX90 الأكبر حجمًا داخل الولايات المتحدة، فإن طراز EX30 المخصص للسوق الأمريكي يتم تصنيعه حاليًا في بلجيكا، بعد أن تم نقله من الصين.
جاء هذا التغيير بهدف تلافي الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، إلا أنه تسبب أيضًا في تأخير طرح السيارة في أمريكا.
وتشير تقارير إلى أن الشركة تدرس الآن خيار نقل تصنيع EX30 وربما طراز XC60 أيضًا إلى الولايات المتحدة.
وفي حديثه لوكالة "رويترز"، شدد سامويلسون على أن فولفو لا تنوي تحمل عبء الرسوم الجمركية وحدها، بل إن المستهلكين هم من سيدفعون الفارق في السعر.
وعلى عكس علامات السيارات الفاخرة مثل أستون مارتن وفيراري، التي تعتمد على عملاء أقل حساسية للأسعار، فإن فولفو تخدم فئة من المشترين أكثر تأثرًا بتغيرات السعر.
وبالتالي، فإن رفع السعر لتغطية الرسوم قد يُفقدها شريحة واسعة من العملاء، وهو ما يجعل الشركة في مأزق حقيقي.
يأتي هذا التصعيد الجمركي في وقت حساس يشهد توترات تجارية متزايدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يعقّد من قدرة شركات مثل فولفو في الحفاظ على أسعارها التنافسية.
وبينما تلوح الشركة بالانسحاب من السوق الأمريكي، يبقى مصير EX30 معلّقًا حتى تتضح السياسة الجمركية الأمريكية في الأسابيع المقبلة.