بعيدا عن صخب المدن السياحية..تعرّف إلى هذه الجنة السرية في تركيا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بمناظرها الطبيعية التي لم يمسها أحد، والغابات والخلجان البكر على جانبينها، تبدو شبه جزيرة داتشا وكأنها عالم بعيد عن المدن السياحية في هذه الزاوية من البحر الأبيض المتوسط.
وتعد داتشا، الممتدة بين بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط في جنوب غرب تركيا، غير مأهوله في الغالب، كما أنها تختلف تمامًا عن بودروم الأشهر على مسافة قريبة منها.
وقد أدت القوانين الصارمة المتعلقة بالبناء إلى حماية داتشا من المشاريع السياحية واسعة النطاق، ما ترك مدينتها الساحلية الصغيرة، التي تحمل الاسم ذاته، وتقع في منتصف الطريق تقريبًا في شبه الجزيرة، متجذرة في الماضي.
ويُعد ميناء داتشا مركز الحياة المحلية، إذ تصطف مطاعم الأسماك ذات الطاولات والكراسي الخشبية البسيطة على الواجهة البحرية، بينما تملأ المتاجر الصغيرة التي تبيع السلع المحلية والمقاهي الحديثة الشوارع الخلفية الممتدة صعودًا وهبوطًا في المناطق السكنية الجبلية.
وعلى المنحدرات، يمكن رؤية ومضات من اللون الأزرق لبحر إيجه بين المنازل البيضاء ذات الأسطح البرتقالية المطلة على الميناء. ويبدو أن إيقاع الحياة اليومية الخالي من الهموم لا يتأثر بالسياحة الجماعية.
وخلف الميناء، توجد 9 قرى صغيرة منتشرة حول شبه الجزيرة.
وتؤدي الطرق عبر شوارعها الضيقة إلى واحدة من مناطق الجذب المحلية الرئيسية، أي أطلال كنيدوس، التي كانت ذات يوم مدينة إغريقية تقع في منطقة كاريا القديمة.
ويقع هذا الموقع التاريخي على الطرف الغربي لمدينة داتشا، في نهاية طريق يمر عبر غابات الصنوبر العطرة، والجبال الشاهقة، والبساتين حيث يتم حصاد اللوز المحلي الشهير.
وفي الصيف، يتوافد السياح الأتراك إلى الخلجان الرئيسية، مثل بالاموتبوكو، بشاطئها الطويل المغطى بالحصى، وصفوف من المطاعم الصغيرة التي تنتشر عليه.
ويفضّل السكان المحليون قضاء أيامهم في أحد الخلجان العديدة التي لم يمسها أحد، وبعضها لا يعرفها أحد سواهم.
وعلى بعد 10 دقائق بالسيارة من جنوب وسط المدينة، تكون الشوارع الضيقة في مدينة داتشا القديمة، بمنازلها الحجرية التاريخية، ومقاهيها ومحلاتها التجارية، مزدحمة دائمًا تقريبًا. كما يجذب المنزل الصيفي السابق للشاعر التركي الموقر، جان يوسيل، الزوار.
أماكن الإقامةوبعد التنزه على ممشى الواجهة البحرية لمدينة داتشا، والمعروف باسم "Sevgi Yolu" (طريق الحب)، يظهر أحد أحدث أماكن الإقامة في شبه الجزيرة، وتحده آثار قديمة اكتُشفت أثناء عملية البناء.
ومن خلال مجموعة من المنازل التي تتكونّ من طابقين مع واجهات حجرية محلية، وغرف بسيطة ومتجددة الهواء، ومطعم يقدم أطباق بحر إيجه المعاصرة، يعتبر فندق "Palaia" بمثابة تفسير حديث ومستدام للعمارة والثقافة التقليدية في مدينة داتشا.
ويقول عصمت تكينالب، مالك فندق "Palaia": "لقد أحببت شبه الجزيرة هذه منذ عام 2000، وعندما عثرت على هذا العقار، أدركت أني أريد إنشاء مكان هادئ ومتناغم مع المناطق المحيطة به".
ويشير إلى أن أهم العناصر المميزة في داتشا تتمثل بجودة الهواء، قائلا: "أستيقظ كل يوم لأتنفس هذا الأكسجين النقي".
ويرى أن الأشخاص الذين يأتون للزيارة هنا، يتوجب عليهم "رؤية آثار كنيدوس القديمة، واستكشاف الخلجان الجميلة مثل Hayıtbükü، وتذوق لوز داتشا المحلي الرائع وعسل الصنوبر، وجميعها تشارك في مهرجان أزهار اللوز السنوي في فبراير".
وفي وسط مدينة داتشا القديمة، توجد مجموعة من المنازل الحجرية التقليدية الواقعة في حديقة، وهي بمثابة فندق بوتيكي حديث.
وتحتوي منازل "Ultava" على أربع غرف ذات أسقف عالية ولمسات صغيرة أنيقة وشرفات مطلة على الحديقة الخضراء.
وبعيدًا عن مدينة داتشا، في قرية جومالي الصغيرة، يمكن للزوار الذين يبحثون عن ملاذ أكثر هدوءًا الإقامة في المنازل الحجرية التقليدية التي توفر الشعور وكأنهم في منزلهم وسط المناظر الطبيعية الجبلية في داتشا، وتحيط بها بساتين الزيتون وأشجار اللوز المتمايلة مع النسيم العليل.
وفي وسط مدينة داتشا، تبيع المحلات التجارية، مثل "Pehlivan"، اللوز المحلي بكل أشكاله التي يمكن تخيلها. وتمتلئ الرفوف بالمكسرات المعبأة، والتي تباع نيئة أو محمّصة أو في قشرتها أو على شكل زبدة اللوز، والدقيق، والمرزبان، والحلاوة الطحينية، والزيت.
وفي مطعم "Meşhur Datça Badem Kurabeyicisi"، تملأ الشارع رائحة كعك اللوز الطازج.
ويُباع طبق "bal badem" المحلي الشهير، وهو عبارة عن لوز هش بالعسل، في متجر "Kaya Balları"، المتخصص في العسل المحلي، بما في ذلك العسل المصنوع من الصنوبر وزهر اللوز.
ويُعد اللوز بالعسل مكونا رئيسيا في البوظة المحلية السميكة المصنوعة من حليب الماعز، التي يمكن تجربتها بمتجر "Tekin Usta" الصغير في البلدة القديمة.
وتقع مزرعة "Knidia Eco Farm" على الطرف الغربي من شبه الجزيرة وأسفل طريق غير مطور يمر عبر الغابات الهادئة، وهي واحدة من أفضل أسرار داتشا، حيث توفر فرصة للتعمق في هدوء الطبيعة.
وتأسست المزرعة التي تبلغ مساحتها 12 فدانًا في عام 2000 على يد علي سومر، الذي ترك فوضى إسطنبول ليصبح مزارعًا، وبدأت المزرعة في استضافة الضيوف في أكواخها الخشبية الأربعة وأربعة منازل حجرية في عام 2007.
ويتم إعداد وجبات الطعام بالكامل تقريبًا من المكونات المزروعة في حديقة "Knidia"، وتُطهى على نار الحطب.
ويُعد الشاطئ القريب في "Değirmenbükü" ملاذاً للهدوء.
ويقول سومر: "أعتقد أن أحد أبرز السمات هنا هو الهدوء الذي ينعم به المكان. وسماء الليل الصافية، حيث لا وجود للضوضاء التي تستبدلها أصوات الطبيعة".
ويضيف:"داتشا هي واحدة من الأماكن النادرة في تركيا حيث يمكنك الاستمتاع بمناظر بحر إيجه الطبيعية التي لم تمس منذ قرون".
تركيانشر الثلاثاء، 05 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: شبه الجزیرة
إقرأ أيضاً:
قصة استشهاد الحسين يوم عاشوراء .. ما لا تعرفه عن سيد شباب أهل الجنة
يحل اليوم السبت 10 محرم 5 يوليو، ذكرى يوم عاشوراء، وبالتزامن مع الذكرى يحيي المسلمون ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سيد شباب أهل الجنة وسبط النبي صلى الله عليه وسلم.
استشهاد الإمام الحسين يوم عاشوراءفي يوم عاشوراء من سنة 61 من الهجرة، جرت حادثة مروعة مفجعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففيه قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول رضى الله عنهم على أيدي فئة ظالمة.
فاستشهد الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة". ودعا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما"، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام الحسين رضى الله عنه: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عبد الله ريحانة النبي ﷺ وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه ولما ولد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء.
مولد الإمام الحسين
ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضى الله عنه، في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضى الله عنه، فعاش مع جده المصطفى ﷺ نيفًا وست سنوات.
من سمى الإمام الحسين
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل حسن " . فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل هو حسين " .
أبوه سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه، وأمه هي السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ سيدة نساء العالمين.
استشهاد الإمام الحسين
وقد استشهد الحسين، وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، واستُشْهِدَ في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربلاء بالعراق، عام إحدى وستين من الهجرة.
قتله حولي بن يزيد الأصبحي، واجتزَّ رأسه الشريفَ سنانُ بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن، وسلب ما كان عليه إسحاق بن خويلد الخضرمي.
وقد شهد الحسين مع والده واقعة (الجمل)، و(صِفِّينَ)، وحروب الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتح أفريقيا وآسيا، كما سجَّله سادة المؤرخين.
رحلة الرأس الشريف إلى القاهرة
وقد دفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق، أمَّا الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابًا للناس، ثم أودعه في مخبأ بخزائن السلاح، فبقي به مختفيًا إلى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز (أي بعد 35 سنة) الذي بويع له بعد سليمان بن عبد الله في سنة 96هـ، ففي أول هذه المدة من خلافته سأل عن الرأس الكريم ومسيره وما صار إليه، فأخبر بأمره فأمر بإحضاره فجئ به من مخبئه؛ فطيب وعطر ثم أمر بوضعه في طبق في جانب من الجامع الأموي بدمشق، فبقي به إلى سنة 365هـ.
وفيها ثار هفتكين الشرابي غلام معز الدولة أحمد بن بويه على دمشق، فدخلها بجيوشه قادمًا من بغداد، ثم أعلن القتال، وعسكر بالجامع الأموي ونهب ما به من تحف وآثار وانتزع كسوته الذهبية إلى غير ذلك، وقد تطاولت يده إلى رأس الإمام الحسين، فأخذها من الطبق التي كانت مودعة به بناحية في المسجد الأموي، وكان المعز لدين الله حينما بلغه قيام هفتكين حاول محاربته، فاستعان عليه بعامله إبراهيم بن جعفر على دمشق ثم بغيره، فمات المعز في سنة 366هـ؛ فأشفق العزيز بالله بن المعز الفاطمي من استفحال ملكه، وعظم عليه أمر الرأس الكريم وما صنع هفتكين، فسير إليه في سنة 366هـ جيشًا عرمرمًا بقيادة القائد جوهر الصقلي، فسار إليه من القاهرة حتى وصل إلى دمشق، فعسكر بجيوشه خارجها، ثم أعلن القتال فقاتله وتابعه في كل منزل نزله حتى آخر مطافه بعسقلان، وفي أثناء ما كان هفتكين بعسقلان وقد أحس بالضعف والتقهقر وغلبة القائد جوهر عليه، دفن الرأس الكريم في مكان من عسقلان وستره عن جوهر، ثم لما اشتعلت الحروب الصليبية، وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس؛ فأذن وزيره (الصالح طلائع بن رزيك) فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن.
وعندما دخلوا بالرأس الشريف دخلوا من جانب باب الفتوح بموكب حافل يتقدمه الأمراء فالأعيان فالقضاة فالعلماء فالدعاة، وكان الرأس محمولا في إناء من ذهب، وملفوفًا في ستائر المخمل والديباج والابريسم، يحمله زعيم من زعماء الدولة الفاطمية، وعن يمينه قاضي القضاة وداعي الدعاة، وعن يساره قضاة المالكية والشافعية، ووالي مدينة عسقلان، ويتقدم الجميع الوزير الصالح طلائع بن رزيك، وأمام الموكب وخلفه كتيبة من كتائب الحرس الخليفي بموسيقاها ثم حاشية القصر، ولما وصل الموكب إلى منظرة الخليفة بباب الفتوح وقف الموكب قليلًا حتى نزل الخليفة الفائز بحاشيته تظله كوكبة من الفرسان والمشاة، فتقدم الموكب بين يديه، حتى دخل به إلى قصر الزمرد في ذلك الجمع الحاشد، وكان دخولهم إليه من الباب البحري للقصر المسمى بباب الزمرد، فضمد الرأس الكريم وعطر ووضع في لفائف المخمل والحرير والديباج على كرسي فاخر وحفر له قبر في الجانب الأيمن من القصر المذكور، وعطر القبر ونزل فيه الخليفة وقاضي القضاة وداعي الدعاة، فوضعوه في منتصف القبر ثم أحكموا غلقه.
واستقرت الرأس الشريفة بالقاهرة فنوّرتها، وباركتها، وحرستها إلى يوم الدين، فالحمد لله رب العالمين.
زوجاته وأبناءه
تزوج الحسين رضى الله عنه بعدد من النساء؛ رجاء كثرة النسل، لحفظ أثر البيت النبوي، كما فعل أبوه من قبل، وقد حَقَّقَ الله هذا الرجاء، فحفظ ميراث النبوة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينب أخت الحسين، وفاطمة ابنته، رضي الله عن الجميع.
وأبناء الإمام الحسين هم:
عليٌّ الشهيد، أمُّه: برة بنت عروة بن مسعود الثقفي من أشرف بيوت العرب.
عليٌّ الأوسط (أو المثنى)، واشتهر بالإمام ، وعليٌّ الأصغر (أو المثلث)، واشتهر بزين العابدين السَّجَّادِ، وأمهما: الأميرة مشهر بانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس.
محمد، وعبد الله، وسكينة الكبرى، والصغرى، وأمهم: الرباب بنت امرئ القيس الكندية من ملوك العرب.
جعفر، وأمه: القضاعية.
فاطمة، وزينب، وأمهما: أم إسحاق بنت طليحة بن عبد الله من كبار الصحابة.
ولكن نسل سيدنا الحسين رضى الله عنه كله كان من عليٍّ الأصغر (زين العابدين السجَّاد - لأنه كان كثير السجود -) فمن بنتيه: فاطمة وزينب ، وإن كانت ذرية فاطمة قليلة ونادرة.
وقد روى الحاكم وصححه عن الرسول ﷺ قال: «حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، اللهمَّ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ، الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ».
وروى ابن حِبَّانَ وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عنه ﷺ أنه قال: «من سَرَّهُ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة؛ فلينظر إلى الحسين بن عليٍّ رضى الله عنه».