استشاط حميدتي وقتها غضبا في بداية الحرب. وأعلن على الملأ إنه طال الزمن أم قصر سوف يقيم الدولة الديمقراطية. ويا لها من ديمقراطية. تأتي عبر الحبل السري لأطفال مستشفى الدايات. ومن صناديق أموال البنوك المنهوبة. ومن سوق النخاسة لبنات (الجلابة) بدارفور. ومن بين أفخاذ حرائر دولة (٥٦) المغضوب عليها دقلويا. ومن شرفات عمارات (الخرتوم) المحتلة.
إنها دولة البعاتي الذي يظهر ما بين ذكاء اصطناعي مكشوف. وغباء قحتي مفضوح بين الفينة والأخرى مهددا متوعدا لكل من يقف ضد ديمقراطيته.
ولكن أن يساهم بصورة مباشرة وزير الداخلية المكلف في بناء صرح دولة البعاتي الموعودة بحرصه الشديد على قبض (الفارين) من رموز النظام السابق. تلك هي الحماقة التي أعيت من يداويها.
سيدي الوزير سؤالنا المباشر. ألم تكن السجون مسؤولية وزارتك؟. أين كنت عندما خرج هؤلاء؟. ألم تكن عاجز عن حماية نفسك شخصيا وقتها ناهيك عن حماية المساجين؟. ألم تستح عن ذاك التصريح وجميع الفارين هربوا إلا هؤلاء الذين (خرجوا) وأعلنوا للشارع عن ملابسات الخروج وعزمهم الأكيد للعودة متى ما قامت الدولة.
سيدي الوزير ثق ثقة عمياء متى ما قوي عودك لحماية المجتمع هؤلاء الأشاوس حضور. ولكن من يقدر على إعادة توباك وغيره من معتادي الإجرام؟.
عليه نتمنى أن تعلن للشارع قبل وعدك (الفالصو) هذا بأنك قادر على بسط هيبة الدولة. ليسير الراكب من بوابة وزارتك الخارجي حتى بوابة مكتبك بالوزارة لا يخاف إلا الله. سيدي الوزير لطالما إنك أعجز من يوسف عزت في قيام دولة البعاتي فأنت غير جدير بهذا المنصب. هناك رجال أكفاء من الشرطة هلا تكرمت وأعلنت للشارع بأنك (دقلوقحتي) حتى النخاع. لتفسح المجال لغيرك. ليكون على قدر التحدي الماثل.
وخلاصة الأمر رسالتنا للوزير المكلف سوف يعود هؤلاء للسجن بعد رفعهم للتمام بالنصر المؤزر للقائد العام. دعهم الآن مشغولين بقتال البغاة جنبا لجنب مع الجيش.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٣٣/٩/٦
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من واشنطن.. نتنياهو: وجود دولة فلسطينية يعني منصة لتدمير إسرائيل
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من التصريحات خلال لقائه بعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، كان أبرزها موقفه الرافض لفكرة الدولة الفلسطينية على النحو المتداول دوليًا.
وفي واحدة من أكثر محطات زيارته لواشنطن إثارة للجدل والتأويل السياسي، أكد نتنياهو، في معرض حديثه أمام الصحافة بعد اجتماعه مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيفن ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، أن "وجود دولة فلسطينية كما تُطرح الآن يعني إقامة منصة لتدمير إسرائيل"، معربًا في الوقت ذاته عن استعداده للسلام مع الفلسطينيين الذين "لا يريدون القضاء علينا"، حسب تعبيره.
جاءت هذه التصريحات قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث سلّمه رسالة رسمية لترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لما وصفه نتنياهو بـ"مساهمات ترامب في تحقيق السلام من بلد إلى آخر"، في إشارة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية والضغوط الدبلوماسية الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة. وفي كلمته، قال نتنياهو إن "ترامب هو الزعيم الذي نستطيع في عهده صنع السلام"، معتبرًا أن التعاون مع إدارته يفتح أبوابًا جديدة لإعادة تشكيل مستقبل الشرق الأوسط.
وفي ما يتعلق بغزة، كرر نتنياهو موقفه بأن سكان القطاع يمكنهم "البقاء أو المغادرة طواعية"، مشيرًا إلى أنه يعمل بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي على البحث عن دول يمكن أن تمنح الفلسطينيين "مستقبلًا أفضل"، وهو تصريح أثار تفسيرات واسعة تتراوح بين إعادة التوطين وفتح مسارات للهجرة، وبين خلق بيئة إنسانية مؤقتة لإعادة هيكلة القطاع تحت إدارة جديدة.
وعلى الرغم من نبرته المتشددة تجاه فكرة الدولة الفلسطينية، لم يُغلق نتنياهو الباب نهائيًا أمام الحلول، إذ أكد إمكانية تحقيق السلام مع "جيراننا الفلسطينيين الذين لا يحملون نوايا عدائية". تصريحات تحمل نغمة مزدوجة من الصرامة والانفتاح المشروط، وترسم ملامح سياسة إسرائيلية أكثر تشددًا في شروطها، وأكثر واقعية في إدارتها للتوازنات الدولية، وسط ضغط أمريكي متزايد لدفع نحو وقف دائم للقتال في غزة وتوسيع الهامش السياسي أمام التفاوض.
بهذا يواصل نتنياهو لعب ورقة التحالف مع ترامب في لحظة بالغة التعقيد، حيث تتداخل رهانات السلام مع حسابات الأمن والانتخابات، ويُختبر فيها معنى الدولة والحل والوجود من زوايا شديدة الحساسية.