ماذا لو هُزمت العشائر العربية في دير الزور؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
ماذا لو هُزمت العشائر العربية في دير الزور؟
ماذا لو هُزمت العشائر العربية وانتصرت وحدات حماية الشعب الكردي في دير الزور؟
هناك عشائر عربية بالرقة والحسكة تدعم "قسد" في قتالها بدير الزور ضد العشائر العربية، فالعشائر العربية ليست موحدة في هذه المعركة.
ليست هناك قوة إقليمية أو دولية تدعم العشائر العربية الثائرة على "قسد"، غير أن أبناء تلك العشائر هم أصحاب الأرض والحق وقضيتهم عادلة.
تركيا لديها معطيات ومعلومات مؤكدة تدفعها لعدم الاستعجال ويجب أن تراعي التوازنات والظروف السياسية والاقتصادية قبل أي تحرك عسكري خارج الحدود.
يمكن أن تقوم أنقرة بدعم العشائر العربية الثائرة بشكل أو آخر، حتى وإن كانت الظروف الحالية لا تسمح لها بتدخل مباشر على غرار العمليات العسكرية السابقة.
إذا انتصرت قسد في هذه المعركة بدعم أمريكا وروسيا وإيران والنظام السوري فستشدد قبضتها على مناطق سيطرتها شرق سوريا وشمال شرقها وتزداد معاناة العشائر العربية.
* * *
اندلعت اشتباكات في دير الزور شرقي سوريا قبل حوالي عشرة أيام بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني، على خلفية اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة) وعدد من أعضاء مجموعته، بعد دعوتهم لحضور اجتماع في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد.
العشائر العربية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين لدى وحدات حماية الشعب الكردي، وإخراج قوات هذه الأخيرة من دير الزور، كما تسعى إلى استرداد حقوق أبناء المنطقة في إدارتها والاستفادة من مواردها لصالح سكانها.
وتحظى هذه المطالب والأهداف بدعم بعض العشائر العربية الأخرى التي تقطن في المناطق المحررة والتي أعلنت وقوفها إلى جانب عشائر دير الزور.
وحدات حماية الشعب الكردي تتمتع بدعم الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، بالإضافة إلى دعم النظام السوري. وتبذل واشنطن جهودا حثيثة لإنهاء الاشتباكات بين "قسد" والعشائر العربية، ويقصف الطيران الروسي المناطق التي تحررها قوات العشائر في جبهة منبج، فيما يرسل النظام السوري إلى خطوط الاشتباك مزيدا من قواته لمساندة وحدات حماية الشعب الكردي.
كما أن هناك عشائر عربية في الرقة والحسكة تدعم "قسد" في قتالها في دير الزور وغيرها ضد العشائر العربية، وبعبارة أخرى، العشائر العربية ليست موحدة في هذه المعركة.
وفي مقابل ذلك، ليست هناك قوة إقليمية أو دولية تدعم العشائر العربية الثائرة على "قسد"، غير أن أبناء تلك العشائر هم أصحاب الأرض والحق وقضيتهم عادلة.
العشائر العربية في دير الزور كبدت "قسد" خسائر كبيرة خلال أيام، إلا أن الأخيرة يمكن أن تستعيد سيطرتها على القرى التي قامت قوات العشائر العربية بتحريرها، لأنها -كما ذكرت آنفا- تتمتع بدعم خارجي كبير. وبالتالي، يطرح هذا السؤل نفسه: "ماذا لو انهزمت العشائر العربية وانتصرت وحدات حماية الشعب الكردي في دير الزور؟".
الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات "قسد" اندلعت بعد أن طفح الكيل بسبب الانتهاكات التي تمارسها وحدات حماية الشعب الكردي في المناطق التي يشكل أبناء العشائر العربية أغلبية سكانها. وإن انتصرت وحدات حماية الشعب الكردي في هذه المعركة بدعم الولايات المتحدة وروسيا وإيران والنظام السوري فإنها ستشدد قبضتها على المناطق التي تسيطر عليها في شرق سوريا وشمال شرقها، ما يعني أن العشائر العربية ستزداد معاناتها.
منطقة دير الزور الغنية بالنفط هي منطقة عربية بالمطلق، ومع ذلك تستطيع وحدات حماية الشعب الكردي أن تحكمها بالحديد والنار وبالدعم الخارجي، كما حكم حليفها النظام السوري النصيري الغالبية السنية في سوريا لسنين طويلة. كما يتوقع أن تقوم تلك المليشيات الانفصالية، في حال انتصرت على العشائر العربية، بتغيير ديموغرافي في المنطقة.
هزيمة العشائر العربية أمام وحدات حماية الشعب الكردي ستدفع الأخيرة إلى الشعور بالانتصار على العشائر العربية ذات الغالبية السكانية وفصائل الثورة السورية وحتى تركيا، ومن المؤكد أن هذا الشعور سيجعلها تمضي قدما في مشروعها الانفصالي الذي يهدف إلى تقسيم سوريا والعراق وتركيا.
ويعني ذلك أن الخطر الذي يهدد الأمن القومي التركي ووحدة الأراضي التركية سيكبر، وأن تركيا معنية بنتائج المعركة الدائرة بين العشائر العربية وقوات "قسد"، ويجب عليها أن تحول دون هزيمة العشائر العربية بأي وسيلة.
وزارة الخارجية التركية أصدرت بيانا أعلنت فيه أنها تراقب "عن كثب وبقلق" الاشتباكات بين عشائر عربية ووحدات حماية الشعب الكردي في دير الزور. وفي تعليقه على ما يجري في شرق سوريا، ذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أن "التنظيم الإرهابي لا يتردد في ارتكاب مجازر للسيطرة على النفط"، مضيفا أن "تركيا وجهت التحذيرات اللازمة بهذا الصدد للدول المعنية".
هناك انتقادات موجهة إلى تركيا مفادها أنها تتردد دائما أمام الفرص، وأن هذا التردد يؤدي في النهاية إلى ضياع تلك الفرص الثمينة. وإن كانت هذه الانتقادات تبدو للوهلة الأولى في محلها، فإن تركيا قد تكون لديها معطيات أخرى ومعلومات مؤكدة تدفعها إلى عدم الاستعجال، كما أنها يجب أن تراعي التوازنات والظروف السياسية والاقتصادية قبل أي تحرك عسكري خارج الحدود.
ومع ذلك، يمكن أن تقوم بدعم العشائر العربية الثائرة بشكل أو آخر، حتى وإن كانت الظروف الحالية لا تسمح لها بتنفيذ تدخل مباشر على غرار العمليات العسكرية السابقة.
*إسماعيل ياشا كاتب صحفي تركي
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا سوريا الكرد قسد دير الزور العشائر العربية حزب العمال الكردستاني وحدات حماية الشعب الكردي النظام السوري فی هذه المعرکة فی دیر الزور عربیة فی ماذا لو
إقرأ أيضاً:
اتحاد الفلاحين يبحث مع شركة “ما وراء البحار” سبل التعاون لإطلاق مشروع استثماري في دير الزور
دمشق-سانا
بحث الاتحاد العام للفلاحين مع وفد من شركة “ما وراء البحار” المتخصصة في المشاريع الزراعية، سبل التعاون المشترك لإطلاق مشروع استثماري في محافظة دير الزور.
ويهدف المشروع إلى زراعة النخيل والزيتون وأشجار مثمرة أخرى، بما يسهم في تنشيط الزراعة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
واتفق الجانبان على استكمال الإجراءات اللازمة خلال المرحلة القادمة، بما في ذلك إعداد مذكرة تفاهم مبدئية، وإطلاق عمليات المسح الميداني للأراضي المستهدفة، تمهيداً للبدء بتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
بدوره أكد نائب رئيس الاتحاد عبد الستار شحادة وجود مساحات واسعة من الأراضي القابلة للاستثمار، ودعا إلى إشراك الجمعيات الفلاحية في المشروع، وضمان استفادة الفلاحين المحليين من فرص التشغيل والتسويق والتصنيع الزراعي.
مدير العلاقات العامة في الاتحاد بسام الحسين أشار إلى استعداد الاتحاد لدعم المشروع بكل السبل المتاحة، وتوفير التسهيلات الإدارية والفنية، والتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الأراضي الزراعية المناسبة من خلال الجمعيات الفلاحية في دير الزور.
وأعرب الوفد الممثل للشركة عن اهتمامه بالاستثمار الزراعي في سوريا، وأكد أن دير الزور تمثل منطقة استراتيجية للزراعة نظراً لخصوبة أراضيها وتوفر الظروف المناخية الملائمة، وأن المشروع يستند إلى رؤية شاملة تشمل استصلاح الأراضي، وإقامة منشآت تصنيع زراعي، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة.
تابعوا أخبار سانا على