أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات تقريراً جديداً بعنوان “الإطار الرباعي لصياغة السياسات الابتكارية”، يمثل دليلاً شاملاً لدعم ومساعدة الحكومات والشركات في صياغة سياسات مبتكرة مستدامة، تواكب متغيرات وتحديات المشهد العالمي شديد التغير والتعقيد، بالاعتماد على محددات رئيسية لابتكار سياسات ناجحة تشمل المرونة، والمشاركة، والمواءمة، والمتانة.


يقدم التقرير – الذي أطلقته القمة بالشراكة مع شركة ” أوليفر وايمان الاستشارية العالمية” الشريك المعرفي للقمة – منظورا عمليا لفهم أسباب نجاح الابتكار في السياسات، وسبل استفادة صانعي السياسات منها، لتجاوز الأطر المعقدة، وضمان تطوير سياسات قادرة على مواجهة التحديات واستدامة الأثر، ويؤكد أهمية تكييف السياسات لتناسب خصوصية الدول أو الأسواق، ومراعاة عوامل أخرى تشمل نماذج الحوكمة، والهياكل الاقتصادية، والمكونات الاجتماعية والثقافية، التي تسهم في تشكيل التصميم والمخرجات الخاصة بالسياسات.
ويشير التقرير إلى أن نجاح السياسة لا يقوم على منهجية واحدة تصلح لمعالجة جميع الأمور، بل يرتكز على منهجية شاملة تراعي العوامل والسياق وخصوصية كل حالة، وسبل التكيف معها لتحقيق نتائج مستدامة وأكثر فاعلية، مؤكداً أن المحددات النوعية الأربعة التي تشمل المرونة المؤسسية، والمشاركة، والمواءمة، والمتانة، تمثل ممكنات للحكومات في تصميم سياسات تواكب التحديات الحالية وتُمهد الطريق لمستقبل أكثر مرونة وجاهزية.
ويسلط التقرير الضوء على الدور الريادي لدولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قيادة جهود الابتكار نحو التنويع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي، في العديد من المجالات، أهمها تعزيز المرونة في ظل الاضطرابات العالمية، والارتقاء بالشراكات التي تُحفّز الابتكار بين القطاعين الحكومي والخاص، ومواءمة السياسات مع الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية، وبناء الثقة مع أفراد المجتمع من خلال وضع سياسات شاملة.
وأكدت ريم بجاش نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات لشؤون الاستراتيجية والمحتوى والاتصال، أن الإطار الرباعي للسياسات الابتكارية يمثل دليلاً للحكومات والشركات في مجال تصميم وتطوير وتطبيق سياسات فعالة ومرنة ومستدامة، تتواءم مع متطلبات الوقت الحالي، وتضع في الحسبان تحديات ومتغيرات المستقبل، وتحقق نتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على مختلف مجالات العمل وجودة حياة المجتمعات.
وأضافت ريم بجاش أن مؤسسة القمة العالمية للحكومات تحرص على رفد المعرفة الحكومية بأحدث التوجهات والمنهجيات وأطر العمل والحلول المبتكرة، من خلال تقاريرها المستقبلية التخصصية التي تصدرها بالتعاون مع شركائها المعرفيين من نخبة الشركات والمؤسسات الأكاديمية في الإمارات والعالم، مشيرة إلى أن إطار السياسات الابتكارية، يمثل حلقة في سلسلة من التقارير والأوراق البحثية التي تصدرها القمة على مدار العام انطلاقاً من دورها مركزاً لتطوير المعرفة والخبرة الحكومية.
من جهته، قال سامي محروم مدير السياسات العامة في “أوليفر وايمان” إنه في عالمنا المتسارع اليوم، من الضروري للشركات وصانعي السياسات في دولة الإمارات ومنطقة الخليج تبني مناهج مبتكرة لا تتسم بالاستجابة فحسب، بل بالاستدامة أيضًا.
وأضاف أن الإطار يمثل أداة تمكين لصانعي القرار من التعامل مع التحديات مع الاستفادة من نقاط القوة الفريدة لمنطقتنا، وأنه من خلال التركيز على المحددات التي يتناولها، يُمكن للمؤسسات إدارة البيئات المعقدة بفعالية، ما يضمن أن تُلبي السياسات المتطلبات الفورية، وأن تظل فعالة بمرور الزمن.
بدوره قال بوركو هاندجيسكي الشريك في قطاع الحكومة والمؤسسات العامة في “أوليفر وايمان”، والمؤلف المشارك للتقرير إن الإطار الرباعي لا يقتصر على الأطر فحسب، بل يُقدم خرائط طريق تُمكّن منطقتنا من الريادة في صياغة حلول مبتكرة ودائمة، ومن خلال تطبيق هذه الرؤى، يُمكن للشركات والحكومات في المنطقة تحسين عمليات تصميم سياساتها، ما يضمن الحفاظ على قدرتها التنافسية عالميا مع تلبية الاحتياجات الوطنية بفعالية.
ويستعرض التقرير رؤى نوعية حول دور المرونة في صناعة سياسات إدارة الأزمات بفعالية، ويشير إلى أن استجابة دولة الإمارات النموذجية خلال جائحة “كوفيد – 19″، وقدرتها على تحقيق التكيف السريع بين السياسات والبنية التحتية، مثل تطبيق أحد أعلى معدلات فحص كوفيد للفرد عالميًا، وتقديم حزم حوافز بقيمة 388 مليار درهم (107 مليارات دولار أمريكي)، التي أثبتت من خلالها دولة الإمارات كيف يُمكن للاستباقية أن تبني المرونة في مواجهة التحديات المستقبلية.
ويؤكد الإطار الرباعي أهمية إشراك المعنيين من القطاع الخاص والمجتمع، ومواءمة السياسات الجديدة مع الأطر القائمة لتحقيق المواءمة بينها، وضمان الفعالية على المدى الطويل والاستدامة، مشيرا إلى أن هذه العناصر تشكل مبادئ ذات أهمية حيوية لحكومات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تسعى إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، ودفع عجلة التنويع الاقتصادي، وتحقيق أهداف الاستدامة المتوافقة مع الرؤى الوطنية.
ويركز الإطار على 4 محددات رئيسية لتطوير السياسات الابتكارية الفعالة، ويشير إلى أهمية ضمان المرونة، من خلال ديناميكية صنع السياسات.. ويشير إلى أن الاستجابة السريعة لدولة الإمارات خلال أزمات مثل كوفيد-19، مثلت نموذجًا للاستفادة من الموارد المتاحة لمواجهة التحديات الناشئة.
ويؤكد الإطار أن مشاركة المعنيين تمثل أمرا بالغ الأهمية لنجاح السياسات، وتطرق إلى تجربة مبادرة إعادة تدوير المياه في سنغافورة، وكيف أسهم تبني مبدأ المشاركة في تصميم السياسات، إلى إحداث أثر إيجابي طويل المدى.
أما مواءمة السياسات الجديدة مع الأطر القائمة، فتمثل أمرا بالغ الأهمية، ويتناول الإطار التجربة الخضراء الأوروبية التي تبنت استراتيجيات متزامنة لدعم أهداف الاستدامة الطموحة، ومبادرة الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
وفي مجال الاستدامة، يشير الإطار إلى أهمية أن تتكيف السياسات مع الحفاظ على الأهداف الأساسية؛ ويستعرض برنامج “أفضل متسابق” في كفاءة الطاقة في اليابان، الذي يُظهر قدرةً مدمجةً على التكيف، ما يضمن نجاحًا طويل الأمد.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“سبروس موتور” تطلق أول مركز رئيسي لها بالمنطقة في دبي

أكدت دبي ريادتها في استقطاب العلامات التجارية من حول العالم، وتحديداً في صناعة السيارات، مع إعلان سبروس موتور “Spruce”، العلامة الصينية البارزة في طرازات سيارات البيك أب الفاخرة بأسعار معقولة، عن إطلاق أول مركز تجارب عالمي لها على شارع الشيخ زايد في دبي، في خطوة مهمة نحو مسيرة توسعها العالمي ودخول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بوابة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأقامت “سبروس موتور” حفلاً بمناسبة هذا الإطلاق، تم خلاله الكشف رسمياً عن طرازاتها الثلاثة الرائدة من سيارات البيك أب، وهي: X200، وX300، وZ900 PHEV.
صُممت هذه الطرازات الثلاثة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستخدمين التجاريين، وأساطيل المركبات الحكومية، والعائلات، وهواة القيادة المحترفين، وهي تجمع بين الراحة والثبات والأداء الذكي. وفي الوقت نفسه، تُجسّد هذه الطرازات التزام سبروس بتحقيق الأهداف العالمية لخفض الكربون والتنمية المستدامة، بهدف تغيير نظرة المستهلكين في الشرق الأوسط لشاحنات البيك أب.
في عام ٢٠٢٤، اقتربت مبيعات شاحنات البيك أب العالمية من ستة ملايين وحدة، بينما تجاوزت مبيعات سوق السيارات في الإمارات العربية المتحدة 300 ألف مركبة. ورغم هيمنتها الطويلة على قطاع الشاحنات التجارية، لا تزال هناك فجوة واضحة في منتجات البيك أب التي تعمل بالطاقة الجديدة والموجهة للعائلات. تتمثل مهمة سبروس في سد هذه الفجوة – من خلال ابتكار شاحنات لا تقتصر على الأداء في بيئات العمل فحسب، بل تندمج بسلاسة في الحياة اليومية وأنماط الحياة العصرية.
ابتداءً من اليوم، ستتعاون سبروس مع شركاء الوكالات الرائدين في منطقة الشرق الأوسط وخارجها لخدمة كل عميل يتشارك شغفًا بالعلامة التجارية.
في الوقت نفسه، تُطلق سبروس برنامجها الرسمي لتأجير المركبات، والذي يُتيح للعملاء تجربة طرازات شاحنات البيك أب من العلامة التجارية ابتداءً من 1,999 درهمًا إماراتيًا شهريًا + الضريبة. من خلال خدمة التأجير المرنة هذه، تهدف سبروس إلى جعل شاحنات البيك أب المبتكرة في متناول الجميع، مما يُتيح للمزيد من المستخدمين الاستمتاع بتجربة قيادة لا مثيل لها.
وقال سيمون جيو، الرئيس التنفيذي لسبروس موتور: “هدفنا هو تقديم شاحنة بيك آب لا تقبل أي تنازلات – شاحنة تجمع بين الذكاء والأداء والراحة على حد سواء في العمل والحياة”.


مقالات مشابهة

  • الإمارات تحتفي بـ”يوم الأغذية العالمي”
  • برعاية محمد بن راشد.. قمة “الإمارات وإفريقيا للاستثمار السياحي” تنطلق 27 أكتوبر
  • المملكة تتسلّم جائزة التقدير الفني العالمية من منظمة “الفاو” لبرنامج “ريف السعودية”
  • صحيفة تركية تتحدث عن كلمة واحدة “مجهولة” أربكت مفاوضات مصر حول غزة
  • “الصحة العالمية” تعلن تعرض فريقها في أوكرانيا لهجوم
  • «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» تعزز المرونة الاستراتيجية
  • تانيشك تطلق حملتها الاحتفالية الجديدة “ديوالي على الطريقة الهندية”
  • “سبروس موتور” تطلق أول مركز رئيسي لها بالمنطقة في دبي
  • تقرير إسرائيلي عن اللحظات “الأكثر جنونا” في خطاب ترامب أمام الكنيست
  • ما هي “قلادة النيل” التي قرر السيسي منحها لترامب؟