صدمة بمصروفات التعليم والقرطاسية في مصر مع اقتراب العودة للمدارس
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
اعتلت الدهشة وجوه الكثير من زبائن إحدى المكتبات المدرسية الواقعة بإحدى ضواحي محافظة الجيزة المصرية، وهم يطالعون أسعار الكتب الخارجية والأدوات الدراسية التي قفزت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، استعدادا للموسم الدراسي الجديد.
وتبدأ الدراسة في المدارس الحكومية مع نهاية شهر أيلول/ سبتمبر، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي نحو 25.
وتعد هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الأهالي الأسعار الجديدة للمستلزمات المدرسية منذ بدء عملية خفض الجنيه أمام الدولار بأكثر من 50% رسميا و75% بالسوق الموازي في آذار/ مارس 2022 حيث كان التأثير طفيفا بسبب اقتراب انتهاء العام الدراسي.
ووقف المهندس الأربعيني محمد جمال وبصحبته 3 أطفال في مراحل دراسية مختلفة وسط المكتبة التي تعج بالزبائن مشدوها وبدأ يتمتم بكلمات غير مفهومة وهو يطالع الأسعار الجديدة للأدوات المدرسية المختلفة كالحقائب والكراسات والأقلام والكتب الخارجية وغيرها من الأدوات الثانوية.
وبسؤاله عن سبب اندهاشه الشديد، أجاب في ذهول: "لا أكاد أصدق أن هذه أسعار الأدوات المدرسية الجديدة، بعض الحقائب تخطى سعرها الألف جنيه (32 دولار) وبعض الألوان الخشبية بـ 300 جنيه، وزجاجات حفظ المياه والطعام وحافظة الأقلام بـ 200 جنيه للنوع الجيد، هذا كثير، كنا نشتريها العام الماضي بنصف الثمن".
وأضاف لـ"عربي21": "لدي 3 أطفال في المدارس، ولا أدري كيف يمكن تدبر الأمر لفصل دراسي واحد فقط".
كم تنفق الأسر المدرسية على التعليم؟
ويشكل باب الإنفاق على المدارس والدروس الخصوصية والأدوات المدرسية جزءا كبير من مصروفات الأسر المصرية، ويبلغ إجمالي إنفاقها على التعليم في مراحل التعليم قبل الجامعي، 482 مليارا و247 مليون جنيه، وفق إحصائيات 2019-2020 أي ما يعادل حينها 30 مليار دولار بسعر الصرف في ذلك الوقت.
بالعودة إلى الأدوات المدرسية والكتب الخارجية، تشير بعض التقديرات أن الأسر المصرية تنفق أكثر من 20 مليار جنيه بالأسعار القديمة قبل إجراءات تحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ما يعني أنها قد تصل إلى ضعف هذا الرقم هذه الأيام.
وإزاء ارتفاع الأسعار، تأخرت الحكومة في الإعلان عن معارض "أهلا مدارس" التي كانت تقيمه بمشاركة عشرات الشركات في القاهرة وعدد من المحافظات بأسعار مخفضة وإن كانت بجودة أقل، حيث كانت تبدأ فعاليات المعارض مطلع الشهر الجاري لإتاحة الفرصة لشراء المستلزمات الدراسية، ولكن تم الإعلان عنها في النصف الثاني من الشهر الحالي بسبب عزوف الشركات عن المشاركة.
وعلق سيد مصطفى صاحب إحدى المكتبات في محافظة الجيزة، على ارتفاع الأسعار بالقول: "هناك ارتفاع كبير في أسعار كل شيء، بداية من القلم وحتى الكتاب سواء المحلي أو المستورد، ونقوم بحجز البضاعة قبل أن تنفذ من مستودعات ومخازن الشركات أو المستوردين، الذين يفرضون أسعارا باهظة بسبب ارتفاع تكلفة التصنيع والاستيراد".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى أن "بعض الأهالي لجأوا إلى تقليص قائمة الطلبات المدرسية والتي تفرضها بعض المدارس الخاصة، ولجأ البعض إلى إعادة استخدام ما تبقى من العام الماضي".
وبشأن الأسعار الجديدة، أوضح مصطفى أن "الزيادات لا تقل عن 50% في جميع الأدوات الدراسية الجديدة، وتصل إلى 75% في بعض المنتجات الورقية كما في الكتب الخارجية"، وأشار إلى أحد الكتب قائلا: "هذا الكتاب للصف الخامس الابتدائي كان يباع بـ 145 جنيها الآن يباع بـ 255 جنيها".
سؤال في البرلمان وزيادة في أسعار المدارس والحافلات
وانتقلت أصداء أسعار الكتب الخارجية والأدوات الدراسية إلى أروقة البرلمان المصري، ووجه أحد النواب سؤالا برلمانيا إلى رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بشأن أسباب لجوء الطلاب وأولياء الأمور للكتب الخارجية وهجرة كتب الوزارة.
وانتقد ارتفاع أسعار بعض الكتب الخارجية إلى أكثر من 700 جنيها، مشيرا إلى أن موازنة الدولة تتكلف طباعة كتب مدرسية بنحو 1.5 مليار جنيه (نحو 49 مليون دولار سنويا) وسط توقعات بارتفاعها هذا العام بسبب ارتفاع تكلفة الطباعة والورق دون أن يقرأها أحد.
وفيما يتعلق بمصروفات المدارس أقرت وزارة التربية والتعليم نسب الزيادة الجديدة في مصروفات العام الدراسي الجديد 2023-2024، وذلك في المدارس الخاصة والدولية بنسب تراوحت بين 10% و25% على الأقل.
وزادت مصاريف الحافلات المدرسية أكثر من 30% بداية من العام الدراسي الجديد، رغم زيادتها العام في النصف الثاني من العام الماضي بأكثر من 25% بعد قرار خفض الجنيه وزيادة أسعار البنزين، بحسب قائمة أسعار العام الدراسي الجديد.
خفض الجنيه وتقييد الاستيراد
وأرجع نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية بالغرفة التجارية، بركات صفا، "أسباب الشعور بالارتفاع الكبير في أسعار الكتب الخارجية والأدوات المدرسية إلى أنه الموسم الأول للأهالي في شراء المستلزمات الدراسية لعام 2023/2024، ولم يشعروا بأي زيادة العام الماضي لأن قرار تعويم الجنيه أو خفضه جاء بعد بدء الفصل الدراسي الثاني ثم جاءت إجازة الصيف، لذلك عندما عادوا للموسم الجديد تفاجأوا بالأسعار وكأنها ارتفعت دفعة واحدة".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": أن "طن الورق ارتفع من 15 ألف جنيها إلى 40 ألف جنيه، وقفز سعر الدولار من 15 جنيها إلى 31 جنيها بالبنوك و40 جنيها بالسوق الموازي، إلى جانب أن المصانع المصرية تبيع الورق بسعر أقل من المستورد بـ 10% ولا يغطي الإنتاج الاستهلاك المحلي، وعندما تزيد التكلفة على المصنعين فهي بالتالي تزيد على المستهلكين في نهاية المطاف".
واعتبر أن "انخفاض القوة الشرائية للجنيه خلال عام أضعف قدرات المصريين على الشراء، وزاد من أسعار السلع المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين، ونعتمد على الاستيراد بنسبة 60% من أجل تغطية احتياجاتنا من الأدوات المكتبية ونقوم بتغطية الـ 40% الباقية بالإنتاج المحلي مع الإشارة إلى أن 80% من مدخلات الإنتاج المحلي مستوردة بالأساس".
وتحتاج مصر إلى استيراد ما يقرب من 300 ألف طن ورق سنويا؛ لسد الفجوة بين حجم الاستهلاك البالغ 450 ألف طن والإنتاج المحلي الذي لا يتخطى 170 ألف طن، كما تستورد أكثر من 60% من مستلزمات الدراسة من الخارج.
للحد من أزمة نقص النقد الأجنبي التي ضربت البلاد منذ آذار/ مارس 2022 فرضت مصر قيودًا على استيراد السلع من الخارج؛ بهدف تقليص فاتورة الاستيراد ولكنها أضرت بالكثير من الصناعات المحلية، وزادت من التكلفة، وأدت إلى تراجع المعروض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية أسعار المدارس التعليم مصر السيسي انقلاب أسعار مدارس اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضوابط إنشاء المدارس التكنولوجية طبقا لقانون التعليم.. تعرف عليها
حدد قانون التعليم ضوابط إنشاء المدارس التكنولوجية، ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير أبرز هذه الضوابط.
وتنص المادة (30) من قانون التعليم على أنه يهدف التعليم الفني والتقني "الثانوي التكنولوجي" إلى إعداد فئة "الفني" في المجالات الاقتصادية والخدمية المختلفة كالصناعة والزراعة والفندقة وتكنولوجيا الأعمال، وتنمية المهارات الفنية لدى الدارسين. ويتم القبول في نوعيات التعليم الفني والتقني "الثانوي التكنولوجي" بعد الحصول على شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي، ووفقا للشروط والقواعد التي يصدر بها قرار من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بعد أخذ رأى المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي. وتشمل مقررات الدراسة مواد عامة أساسية، ومواد تخصصية اختيارية، وذلك طبقا للتخصصات والبرامج التي يصدر بها قرار من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ويُمنح الطالب عند اجتياز دراسة المرحلة بنجاح شهادة البكالوريا المصرية التكنولوجية.
وتنص المادة (31) من قانون الرياضة على أنه تحدد بقرارات من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي شروط إنشاء ونوعيات، وأهداف وطريقة وخطط العمل والدراسة والتدريب بالمدارس التكنولوجية، والمسئوليات الملقاة عليها، ونوعية التخصص الذي يدرسه طلابها، ويجوز إنشاء مدارس تكنولوجية متعددة التخصصات، وتلحق بكل مدرسة معامل ومنشآت للتدريب أو الإنتاج أو المزارع المناسبة وفقا لطبيعتها على أن يراعى التناسب في المساحة والتجهيزات لتلك المنشآت والمعامل والمزارع مع عدد وتخصصات طلابها ونوع الدراسة بها وأقسامها، ويجوز لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي بناء على احتياجات سوق العمل إنشاء نوعيات متخصصة من المدارس التكنولوجية ومراكز التميز (مدارس تكنولوجيا متميزة تشمل مراكز تدريبية وخدمية)، وكذلك إنشاء برامج تكنولوجية خاصة، وبرامج دراسية مزدوجة تعتمد على التدريب في مؤسسات الصناعة والأعمال المختلفة، كما يمكن أن تكون تلك المدارس والبرامج والمراكز بالشراكة مع قطاعات الإنتاج والأعمال والخدمات العامة والخاصة المختلفة.
وتنص المادة (32) من قانون الرياضة على أنه يُشكَّل بكل مدرسة تكنولوجية مجلس إدارة يمثل فيه قطاعات الإنتاج أو الخدمات المعنية لمعاونة مديرها في الإدارة وتوفير فرص التدريب والتشغيل لطلاب وخريجي المدرسة، وتحدد بقرار من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قواعد تنظيم العمل بتلك المجالس واختصاصاتها، ويصدر بتشكيل هذه المجالس قرار من المحافظ المختص.