''الزيارة'' تُجدّد النجاح في قرطاج: عشرٌ لم تمسّ من جمال العرض وسحره!
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أمام مدارج تغصّ بجمهور متعطش لأجواء الرقص والأغاني الصوفية التي لا يملّها التونسيون ولا يكتفون من إيقاعاتها، أحيا عرض ''الزيارة'' ذكرى مرور عشر سنوات على أول احتضان لمسرح قرطاج الأثري لمنشديه وراقصيه.. عشر سنوات مرّت من العروض المبتكرة والمُحترفة التي زارت أغلب المسارح والمهرجانات، ولاقت في كل مرة النجاح والتفاعل نفسه.
دام العرض الموسيقي الفرجوّي لأكثر من ساعتين، وسط رائحة ''البخور'' و''الجاوي'' وأجواء التصوّف و''التخميرة''.. ولم يسمح العرض للجمهور بالجلوس كثيرا على المدارج.. اذ غصّ المشهد بالراقصين على المسرح وفي المدارج. وكان للجمهور موعد مع مفاجأة عودة ابن ''الزيارة'' ونجمها، مهدي العياشي، الذي أدى عددا من الأغاني التي عُرف بها وألفها الجمهور بصوته، قبل أن يبتعد عن العرض لما يقارب الثلاثة سنوات.
عشر سنوات من النجاح.. تأثّر وتكريم
ولم تنته المفاجأة عند ذلك، إذ تم الاحتفال بعد انتهاء العرض بعيد ميلاد ''الزيارة'' العاشر، عبر الاحتفاء بكل المشاركين في هذا العرض من عازفين وراقصين وراقصات ومنشدين.. كما تم تكريم وزير الثقافة الاسبق مراد الصقلي لدوره المفصليّ في مسيرة ''الزيارة''، إذ كان هو صاحب قرار صعود هذا العمل على ركح مسرح قرطاج لأول مرة سنة 2013.. تم إحياء كل ذلك وسط أجواء صاخبة وتأثّر العارضين الذين سالت دموع بعضهم، وتفاعل الجمهور الذي أبا الخروج قبل انتهاء هذا الاحتفاء.. وكانت له مفاجأة أخرى بأن أعاد المنشدون والعازفون مقاطع من العرض بالحماس والاحتراف ذاته..
''الزيارة'' نحو العالمية؟
في تصريحه لموزاييك، أكد سامي اللّجمي مخرج العرض، أنه تلقى عرضا لتنظيم ''الزيارة'' في فرنسا، موضحا أنه مزال بصدد دراسة تفاصيل هذا العرض وشكله.
وعن مستقبل الزيارة بعد بلوغها العشر سنوات، أجاب اللّجمي بأن العرض أمام منعرجين: إما المواصلة ومزيد التطوير والتجديد والتحليق في سماء الفن الصوفي.. أو إنهاؤه والتوجه نحو إنتاج جديد. وعلّق على هذين الخيارين بكون الفصل فيهما ليس بسيطا، مرجعا ذلك إلى مسؤوليته كمخرج وارتباط القرار بفرقة متكاملة من العملة والمُؤدين والراقصين وغيرهم.. وبظروف الانتاج وإمكانياته..
مهدي العياشي.. هل هي العودة؟
عبّر مهدي العياشي عن سعادته بالمشاركة في إحياء هذا التاريخ الهام لعرض الزيارة التي وصفها بعائلته، مؤكدا أنه ما كان مطروحا أن يتخلّف عن موعد مماثل. ولقد لقي صعود العياشي على الركح ترحيبا كبيرا من الجمهور الذي اشتاقه في هذا النوع من الآداء والغناء.
وعن ما إذا كان ينوي العودة إلى الزيارة وبقية عروضها، أفاد العياشي بأن ذلك قد يكون ممكنا إذا تمت دراسته مع بقية فريق العرض ومسؤوليه، قائلا ''الزيارة عائلتي كما قلت.. ولا يمكن الابتعاد عن العائلة''.
لا بدّ أن جمهور الزيارة عاد من العرض في ساعة متأخرة، محمّلا بصور ومشاهد لا تُمحى.. وبشعور من البهجة التي تصاحب الايقاعات الصوفية كيفما حلّت.. فما بالك بإيقاعات شديدة الانتظام وآداء شديد الحرفية والتطوير.. ولا بدّ أن في جراب سامي اللّجمي مزيدا من الابداع، سواء في ''الزيارة'' أو في مشاريع بعدها..
أمل الهذيلي
المصدر: موزاييك أف.أم
كلمات دلالية: عشر سنوات
إقرأ أيضاً:
أبحاث التخرج المتكررة والبحث عن النجاح بدون مجهود
لا نستطيع أن ننكر أن ظاهرة شراء الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه منتشرة منذ زمن، وأن أغلب العاملين في المكتبات ينشط في هذه التجارة.
وأضيفت برامج الذكاء الصناعي إلى وسائل إعداد الأبحاث، وأصبح الطلبه يعتمدون عليها في أغلب أبحاثهم، بل وفي أغلب أمور حياتهم.
نشرت جريدة الوطن موضوعًا عن أن ظاهرة الغش في أبحاث التخرج منتشرة بشكل كبير بين طلاب الجامعات. وأجزم أنه حتى في باقي الصفوف الدراسية؛ فكم من طالب استعان بالذكاء الصناعي ليكتب موضوع تعبير أو الحصول على إجابات لأسئلة الامتحان.
يقوم الطلبة بنقل الأبحاث أحيانًا بدون أي تغيير، أو بتعديل طفيف من بحث سابق قدم من طالب آخر في جامعة أخرى؛ بل وصل الحال بالبعض إلى الاستعانة ببعض المقيمين؛ للحصول على بحث من بلد آخر.
المشكلة أن بعض الدكاترة إذا لاحظ أن البحث يتشابه بصورة كبيرة مع بحث سابق اطلع عليه، يغض الطرف عن ذلك التطابق الكامل،
والبعض بخبرته يرفض مثل هذه الأبحاث؛ بل إن إحدى رسائل الدكتوراه كانت منقولة بالكامل من رسالة أعدت عن إحدى مناطق المملكة، وقام مقدم الرسالة بتغيير اسم المنطقة فقط.
وذكر لي أحد الدكاترة أنه طلب مقالاً عن موضوع لا يحتمل أكثر من ثلاث صفحات، وفوجئ ببحث أكثر من 70 صفحة. وعند رفضه سأل الطالب كيف كتب كل ذلك، وبعدما ان فشل في الإجابة اعترف بانه استعان بصديق يعمل فى إحدى المكتبات.
لماذا لا يكون هناك مركز موحد تودع فيه جميع الأبحاث ورسائل الماجستير، والدكتوراه من جميع جامعات المملكة؛ حتى يتسنى للدكاترة الرجوع إليه قبل الموافقة على خطة البحث للتأكد من أنها ليست مسروقة.
كانت كليات البنات، خاصة عندما كانت تابعة للرئاسة العامة البنات، تخاطب الأقسام والكليات الأخرى للسؤال عن ما إذا كان موضوع البحث قد تم تناوله في كلية أخرى.
للأسف.. أصبح البعض يبحث عن النجاح بدون تعب وبأقصر الطرق، ولست أدرى كيف سينجح في حياته العملية إذا كان تعود على الكسل والغش وسرقة مجهود الآخرين.