شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الجلسة النقاشية تحت عنوان «مناخ الاستثمار والسياسات الداعمة للاستثمار البيئي والمناخي في مصر» وذلك ضمن فعاليات منتدى الاستثمار البيئي والمناخي، الذى عقد تحت رعاية رئيس الجمهورية وبحضور رئيس مجلس الوزراء.

وشارك فيها الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والدكتور محمد معيط وزير المالية، الدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، السيد سي يونج  زو نائب المدير العام للمديرية العامة للتعاون التقني والتنمية الصناعية بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، المهندس طارق توفيق رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة.

اقتراح منظومة من الحوافز والمبادرات الداعمة للتحول الأخضر

وقد أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن الاستثمار البيئي والمناخي، يعد من أولويات الدولة وأهدافها الاستراتيجية، موضحًا أن وزارة المالية تعمل على حزمة متكاملة من الإجراءات لدفع جهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وخفض الانبعاثات ومنها: تحفيز منظومة الإيرادات والضرائب التى تستهدف الانتقال للأنشطة الخضراء والحد من الانبعاثات، واقتراح منظومة من الحوافز والمبادرات الداعمة للتحول الأخضر، بما فى ذلك المزايا التى تقدمها الخزانة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى صناعة السيارات الكهربائية، والحوافز التمويلية والضريبية للمشروعات الخضراء، جنبًا إلى جنب مع التوسع في استخدام أدوات التمويل الأخضر، واستهداف توجيه 50%؜ من الاستثمارات الحكومية لمشروعات تتميز بالاستدامة البيئية.

أشار إلى أنَّ المبادرة الرئاسية لإحلال المركبات بدأت بثلاث محافظات والآن تُغطى 15 محافظة، مستهدفة تشجيع التحول لاستخدام الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي، على نحو يسهم في تيسير امتلاك المواطنين لسيارات صديقة للبيئة، لافتًا إلى أن المستفيدين من هذه المبادرة يحصلون على حافز أخضر تتحمل قيمته الخزانة العامة للدولة.

أضاف أنَّ مصر أصدرت عام 2020، أول سندات سيادية خضراء بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة 750 مليون دولار، مشيرًا إلى أن إصدار مصر لإطار «التمويل السيادي المستدام» الذي يُحدد الأولويات البيئية والاجتماعية للحكومة، يمثل خطوة جديدة للحفاظ على مكانتنا الرائدة في مجال التمويل المبتكر للمناخ والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يُسهم في تعزيز قدرات «التعافي الأخضر»؛ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة

ومن جهته، أكّد المهندس طارق توفيق رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة أن الدولة تولى القطاع الخاص اهتماماً كبيراً، إذ أصبح هناك سياسة وخطة واضحة من الدولة لإشراك القطاع الخاص لتحقيق الأهداف التنموية، وقد وضعت الدولة مجموعة من الحوافز الاستثمارية لتشجيع القطاع الخاص على الدخول في هذا المجال مما يجعل الاستثمار في مصر ينافس دول أخرى حول العالم، خاصة أن شركات القطاع الخاص هي من يملك التقنيات التكنولوجيات الحديثة التي تسمح له بتنفيذ مشروعات مميزة في المجال البيئي والمناخي، خاصة بعد أن أصبح الملف البيئي يمس مجال الاستثمار في كل الدول، مُشيراً إلى ضرورة العمل خلال الفترة القادمة على إعادة تأهيل المشروعات المقامة بالفعل لتكون مشروعات خضراء.

واستعرض الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، مشروعات القوانين التي تعمل عليها الهيئة لتحفيز مشروعات التنمية المستدامة والمشروعات الخضراء، مشيداً بالطفرة التي أحدثتها مصر في مجال الاستثمارات الخضراء، وتحفيز المستثمرين من خلال توضيح العائد من المشروعات الخضراء والذى ساعد على تشجيع وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار الأخضر.

وأشار إلى أنَّه تمّ العمل على توفير الجانب المعلوماتي والبيانات والتي تقوم عليها كل مشروعات الاستدامة وتسهل على المستثمرين عملية الاستثمارات لتخفيض الانبعاثات الكربونية، موضحاً المعايير الدولية لعمليات الإفصاح للاستدامة والبصمة الكربونية للشركات ، و تشريعات اصدار السندات الخضراء ، وانشاء الصناديق المتخصصة «صناديق الاستدامة»، مُشيراً إلى معايير التحقق والمصداقية لاستخراج شهادات كربونية معتمدة للمشروعات الخضراء التي تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وآلية بيع هذه الشهادات، متوجها بالشكر لوزيرة البيئة على جهودها الدؤوبة في التنسيق بين الوزارات وكل الجهات المعنية في هذا المجال.

وتحدث سينج سو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) ومدير قطاع التعاون الفني والتطوير الصناعي المستدام، عن الفرص الواعدة للاستثمار البيئي والمناخي في مصر، والتطوير الصناعي المستدام، مشيرًا إلى التعاون المثمر بين البرنامج ووزارة البيئة في مجال دعم القطاع الصناعي على تحقيق كفاءة الطاقة، واتخاذ مصر للاستدامة كأولوية في مختلف القطاعات وهذا ظهر بوضوح خلال مؤتمر المناخ (COP27)، مشيرا إلى فرص الاستثمار الواعدة في مصر في مجال الطاقة المتجددة وربط الطاقة والغذاء والمياه، مما يوفر فرص عمل خضراء، ودعم الصناعة على تحقيق كفاءة الطاقة باستبدال الطاقة التقليدية بالمتجددة والهيدروجين الأخضر، وتقليل البصمة الكربونية للصناعة.

وأضاف أنَّ السوق المصرية به فرصة عديدة للاستثمار البيئي والمناخي على المستويات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، بما يخلق 20 مليار دولار سنويا فرص استثمارية، موضحًا دور منتدى الاستثمار البيئي والمناخي في اتاحة الفرصة للمستثمرين ورواد الأعمال والقطاع الخاص على اقتناص تلك الفرص، كما أنه يساعد على جمع مختلف اللاعبين للتحدث والتشاور في كيفية خلق المناخ الداعم للاستثمار سواء من الحكومة والقطاع البنكي والمؤسسات التجارية والتمويلية.

وشدد على أنَّ برنامج اليونيدو يتطلع لتقديم الدعم اللازم على المستوى الفني، موضحا أهمية رفع الوعي وتوطين التكنولوجيا وبناء القدرات في فاعلية واستدامة فرص الاستثمار في البيئة والمناخ، على المستويين الوطني والعالمي، خاصة في ظل دور مصر المهم على مستوى التفاوض والمشاركة في وضع الإطار العام العالمي للمناخ والتنوع البيولوجي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزيرة البيئة البيئة وزير المالية الإقتصاد الأخضر البیئی والمناخی القطاع الخاص فی مجال فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

"عُمران" تكرّم الفائزين في ختام برنامج "رواد الاستثمار المستقبلي"

مسقط- الرؤية

اختتمت الشركة العُمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران) فعاليات برنامج "رواد الاستثمار المستقبلي"، أحد المبادرات النوعية التي تستهدف تمكين نخبة من الطلبة العُمانيين بالمهارات والمعارف اللازمة لفهم ديناميكيات الاستثمار في قطاع السياحة، وتعزيز شغفهم بريادة الأعمال والابتكار، بما يسهم في بناء قاعدة وطنية شابة قادرة على قيادة مستقبل السياحة في سلطنة عُمان.

وشارك في البرنامج 16 طالبًا من 6 مؤسسات أكاديمية بارزة، خاضوا خلال 12 أسبوعًا تجربة تعليمية ثرية شملت ورش عمل تفاعلية وجلسات إرشاد وتوجيه، اكتسبوا من خلالها مهارات عملية في تطوير المنتجات، والتفكير الريادي، والتواصل المهني. كما تعرّف المشاركون على مجالات محورية مثل جذب وتحليل الاستثمارات، وآليات الدخول في شراكات استثمارية، وابتكار المنتجات السياحية، وتحليل العائد الاستثماري من منظور سلوك المستثمرين.

وقال منذر بن مدرك الموسوي مدير إدارة تطوير الأعمال بمجموعة عُمران: "يجسّد هذا البرنامج التزامنا في مجموعة عُمران ببناء جيل جديد من قادة السياحة المؤهلين، عبر تجربة متكاملة تمزج بين التعلم العملي والفكر الاستثماري، لقد سعينا إلى تزويد المشاركين برؤية شاملة لممكنات الاستثمار في القطاع، وإلهامهم للمساهمة بفاعلية في دفع عجلة نموه المستدام."

واختُتم البرنامج بحلقة نقاشية جمعت نخبة من الخبراء في قطاعات السياحة والاستثمار والتعليم، تناولت فرص الابتكار الواعدة في القطاع، وأهمية مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات السوق، إلى جانب تسليط الضوء على الدور المحوري للشباب في رسم ملامح الاقتصاد العُماني المستقبلي.

كما تم خلال الحفل الختامي تكريم الفائزين في المسابقات المصاحبة للبرنامج، احتفاءً بالمشاريع الطلابية التي تميزت بروح الابتكار والتنافس. وحصل أصحاب المشاريع الفائزة على حزمة متكاملة من الحوافز، شملت فرصًا للتدريب العملي في أبرز المؤسسات السياحية، إلى جانب برنامج إرشادي متخصص، وعرض فكرة المشروع على مجموعة من المستثمرين، بما يفتح أمامهم آفاقًا حقيقية لتحويل أفكارهم إلى مشاريع استثمارية قائمة.

ويأتي هذا البرنامج ضمن مبادرات استراتيجية طموحي سياحي التي تقودها مجموعة عُمران لتنمية رأس المال البشري الوطني في قطاع السياحة، حيث ينسجم هذا البرنامج تحديدًا مع ركيزتي "نشر الوعي" و"استقطاب الكفاءات"، من خلال إشعال شغف الشباب بريادة الأعمال والابتكار، وتعزيز وعيهم بالفرص المهنية الواعدة في القطاع، بما يمهّد الطريق أمامهم لبناء مستقبل مهني في صناعة السياحة والمساهمة في تنميتها المستدامة.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة السوري يبحث مع برنامج الأغذية العالمي دعم القطاع الزراعي
  • الاقتصاد السوري بعد الأسد.. بين إرث الانهيار وتحديات التحول
  • «قمة الاقتصاد الأخضر» تناقش دور التكنولوجيا في العمل المناخي
  • وزير الاقتصاد يبحث مع غرفة زليتن تعزيز دور القطاع الخاص وتطوير بيئة الاستثمار
  • عضو مجلس السيادة د. سلمى تؤكد سعي الحكومة لتسهيل إجراءات فتح نوافذ الاستثمار بالبلاد
  • "عُمران" تكرّم الفائزين في ختام برنامج "رواد الاستثمار المستقبلي"
  • مجلس الوزراء يقر في اجتماع استثنائي حزمة من الإجراءات لمعالجة أزمة الكهرباء
  • الكارت الموحد.. خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي وتحقيق العدالة الاجتماعية
  • وزير الصناعة : تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودعم التصنيع المحلي
  • المالية تعلن تفاصيل حزمة الإصلاحات الاقتصادية لدعم الموازنة العامة