أطياف -
لم يحسم بيان الحركة الشعبية الجدل بالرغم من أنه نفى لقاء الفريق عبد الفتاح البرهان والقائد عبد العزيز الحلو باسمرا فمصدر الخبر عاد وعزز مصداقيته بتحديد المكان الذي إلتقيا فيه، والخبر يقول إن البرهان إلتقى الحلو وطلب منه القتال في صفوف القوات المسلحة مقابل علمانية الدولة
والحلو من حقه أن يلتقي من يريد في اي زمان ومكان، والسؤال يجب أن لايكون حول لقاء البرهان بالحلو، فالبرهان (سيد رايحه) سيلتقي كل من يعتقد أنه سيقدم له العون والمساعدة، لكن السؤال هو، وإن تم اللقاء هل سيوافق الحلو على الطرح الذي قدمه البرهان !؟ الأجابة لا بلا شك فعبد العزيز الحلو لو تخلى عن كل المبادئ والأهداف التي قامت عليها الحركة الشعبية فلايمكن أن يشتري مشروعه مقابل نصرة الحركة الإسلامية بمشروعها الذي قضى سنين من عمره يعمل لمحو أثر فكرته من الوجود، حتى يصل الي الدولة العلمانية لطالما أنه يحلم بها إلا إذا كان البرهان يريد من الحلو محاربة الأخوان
فاللقاء من عدمه قد لايكون مهما فنحن لسنا بصدد إعادة وإستهلاك قراءة المستقبل والتاريخ للحركة الشعبية لأن مايهمنا الآن هو الحاضر الذي يحاصرنا بؤسه ووجهه العبوس لذلك دعونا نسأل مباشرة هل يحتاج جيش الحركة الإسلامية الذي يقاتل الدعم السريع الآن الي مدد؟! ، هل حقا أنه يعاني من نقص ٍحاد في المال والرجال!! وأين كتائب البراء، فإن كانت الإجابة لا، إذن عن ماذا يبحث البرهان حِلا وترحالا!! فالمعركة إستمرارها وحسمها أمر داخلي يستوجب وجود القائد في الميدان أليس كذلك!!
وليس بالبعيد أن يطرق البرهان أبواب الحركة الشعبية ففي الوقت الذي يبحث فيه عن سند، يقصف طيران الكيزان أمس منطقة أمبده يقتل ويصيب أكثر من عشرة أشخاص فالطائرة التي قصفت منازل المواطنين ودمرتها حسب شهود عيان كان الطيار فيها يلاحق ضابط من قوات الدعم السريع يقود (تاتشر) داخل الأحياء فبعد مطاردة جوية منهكة ومكلفة، وعلى طريقة الأفلام السينمائية قصفت الطائرة الحي قتلت خمسة أشخاص وجرحت سته، والنتيجة أن الشخص المطارد لم يمت.
إذن مايريده البرهان من الحلو هو أن يشارك معه في حرب ربما يموت فيها عشرة مواطنين مقابل شخص واحد من الدعم السريع ، حرب خدعنا بها البرهان عندما وصفها بالعبثية الوصف الذي أصبح أقصر بكثير من مقام الخطر الذي يحيق بالشعب
والحركة الشعبية إن التقت به حقا كما أكدت المصادر ، فالحق معها أن تنكر وتستحي من هذا اللقاء الذي يهدد وجودها ومستقبلها والحلو يعلم أن أبواب العالم كلها غٌلقت في وجه الجنرال الذي يعمل المكتب الكيزاني ليل نهار في ترتيب زيارة جديدة له فكل الزيارات التي قام بها البرهان هو من طلبها لم تكن فيها زيارة واحدة رسمية، ولم تقل المؤسسة العسكرية يوما واحدا إن البرهان سيلبي دعوة رئيس دوله من الدول التي حل عليها ضيفا خفيفا، بسبب عدم تخصيص وقت له من قبل الدولة المضيفة
ولأن الله يريد أن ينزع ماء وجهه، فالبرهان لم يستفد من كل التقنيات الحديثة لمعرفة رأي الدولة التي زارها من مكتبه في بورتسودان إن كانت ستدعمه ام لا، دون أن يكلف نفسه عناء السفر فالعالم كله يدار من غرفة صغيرة فلماذا يرهق نفسه ذهابا ومجيئا وخيبة!! الم نقل بالأمس إن التفاوض بكرامة خير من محاولة حسم مٌذِل !!
طيف أخير:
#لا _للحرب
قالت الأخبار أن البرهان سيتوجه الي تركيا ، ستنتهي كل الزيارات المطروحه من قِبلهم وبعدها سيختار الرجل قِبلته !!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية
فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية
صلاح شعيب
دخلت البلاد منعطفاً جديداً بعد التصعيد الأخير في الحرب، والذي يهدد بالفوضى الشامل في المناطق التي تسيطر عليها سلطة بورتسودان، خصوصاً في ظل تقارير تشير إلى التأثير الضخم في المستقبل القريب لفقدان الوقود على مجمل الحياة هناك.
فانهيار مصفات ومستودعات المحروقات الإستراتيجية سيولد أزمات كبيرة لا حدود لها بعد التدمير الهائل الذي لحقها، فضلا عن تأثير عدم وجود رادع للقصف الجوي، وهذا ما يستدعي التساؤل حول مدى سلامة السكنى في المدينة الساحلية.
إن صيغة البل التي اعتمدها دعاة الحرب كوسيلة للنصر لم تتجل بكل عنفوانها إلا في الدمار الذي تشهده بورتسودان، وأجزاء من القطر هذه الأيام. فهل هذا هو البل المقصود التي تصوروا حدوثه ام أنهم لم يضعوا في الحسبان ان الحرب غير مضمونة العواقب بالنسبة لهم؟
ونتمنى الآن فقط أن يكون السودانيون جميعاً قد أدركوا أن تخريب الكيزان للانتقال الديمقراطي قد أوردنا إلى هذه الكلفة الفادحة للحرب حتى أصبحنآ في موقف لا يحسد عليه أمام العالم.
فكل الخراب المادي – والذي لا يوازي فقدان الأروج المهدرة عبر الحرب – هو تدمير للرصيد التنموي للشعب السوداني جميعه، وهو أمر محزن للغاية سواء كان مسرحه نيالا أو كسلا؟
نحن لا نمل التكرار المقصود بأن الحركة الإسلامية الآن فهمت أن لمغامراتها الاعتباطية ثمناً باهظاً لا يدفعه قادتها بقدرما جعلت السودانيين جميعاً على حافة البكاء المر لانهيار دولتهم.
حتى الآن اختلف الناس حول الوسائل التي استخدمت في القصف المستمر للمنشات العسكرية، والاقتصادية، هذه. أهي مسيرات، أم صواريخ، أم طائرات مسيرة خرجت من نطاق الرصد ثم الدفاع بالنظر؟. وكذلك شمل الاختلاف المواضع التي انطلقت منها هذه الوسائل القتالية الدقيقة في قصد أهدافها. أهي آتية من مطار أم جرس أم غرب النيل أم ناحية البحر والشرق كما قال وزير الطاقة والنفط السوداني؟.
ولكن على كل حال فإن التصعيد في الحرب الذي تكاد نتيجته تشل عقل حكومة بورتسودان سيولد واقعاً جديداً سيدفع تحالف السلطة هناك ثمنه، والذي قد يصل إلى تصدع فاعليتها.
لقد تزامن قصف المدن مع قطع مجلس الأمن والدفاع العلاقة مع الإمارات. وهذا تصعيد دبلوماسي أرعن لن يساعد البرهان، وحلفائه، في تحقيق النصر في الحرب. ورغم قول خبراء بعدم شرعية قطع هذا المجلس العلاقات – وققاً للوثيقة الدستورية – فإن سلطة بورتسودان ذاتها لا تملك الشرعية بعد انقلابها على الانتقال الديمقراطي لثورة ديسمبر.
إن ما فعله البرهان بمعاونة الحركة الإسلامية من تدمير للسودان ينبغي أن يحمل كل السودانيين العقلاء لمضاعفة الجهد للوقوف ضد هذه الحرب التي أرادها الإسلاميون سريعة لاسترداد مجدهم الزائف.
فالدمار الذي عايشناه في اليومين الماضيين – مضافاً إليه الدمار المادي والبشري لعامين – أكد بلا شك رجاحة حجة الرافضين للحرب، والذين ما تركوا سانحة طوال هذه الفترة إلا واستغلوها في التحذير من عواقب القتال بين الطرفين، وما يجره من مآسٍ إنسانية، وعمرانية. ولكن يبدو أن سلطة البرهان، وحلفائه، والكيزان، التي ظلت تتعنت دون الاستجابة لنداءات محلية واقليمية لإحداث التسوية فهمت الآن جدوى التسوية التفاوضية، وفشل القول بوجود مجد للبندقية.