الصلابي يعلق على إعصار دانيال ويدعو الليبيين إلى التوحد
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
دعا عضو الأمانة العامة للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي، علي الصلابي، الليبيين إلى مزيد من الصبر والتلاحم في مواجهة تداعيات الإعصار والفيضانات التي أودت بحياة الآلاف من الليبيين، واحتساب الضحايا عند الله من الشهداء.
وأكد الصلابي في حديث مع "عربي21"، أن ما جرى لليبيا هي جزء من قضاء الله وقدره، لكن ذلك لا يمنع من لفت الانتباه إلى قصور الآداء الحكومي عن القيام بواجباته في تأمين حياة الناس وحمايتهم عند الكوارث والملمات.
وقال: "لم يكن غريبا على الليبيين حجم التضامن الشعبي في مواجهة تداعيات الفيضانات، ولا حتى حجم التضامن الدولي العربي والإسلامي وحتى الإنساني، فهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهو ما يخفف جزءا من المصاب، وإن كان الليبيون وهم مسلمون يؤمنون بالله واليوم والآخر والقضاء والقدر خيره وشره، يعلمون علم اليقين أن ضحايا السيول هم إن شاء الله وفق حديث للرسول عليه الصلاة والسلام من الشهداء".
وأضاف: "هذه المشاعر والقناعات التي أبان عنها الليبيون بصور غاية في الإنسانية، لا يجب أن تخفي علينا المدخل الحقيقي لمعالجة هذه القضايا، وهي ضرورة ليس فقط المحاسبة ومتابعة المسؤولين عن التقصير في هذه القضايا، وإنما في وجود حكومة وطنية واحدة تضطلع بمهام إدارة الشأن العام، وتحظى بقبول الليبيين وتمثلهم تمثيلا حقيقيا".
ورأى الصلابي أن ما بعد السيول والفيضانات في ليبيا لن يكون كما قبلها، وقال: "ربما سيكون من الأفضل لتلك الأجسام السياسية الهزيلة التي ظلت تسيطر على المشهد الليبي طيلة الأعوام الماضية، أن تنسحب بهدوء وبأسرع ما يمكن، من أجل أن تفتح الباب لليبيين كي يختاروا من يحكمهم ويلملموا جراحهم، ويبنوا وطنهم الواحد الموحد".
وأضاف: "لقد وحدت كارثة الفيضانات الليبيين، وأزالت الجثث المترامية في كل مكان من المدن المنكوبة الليبيين بمختلف توجهاتهم الفكرلاية والسياسية وانتماءاتهم القبلية، وهذا معطى مهم للغاية، لكنه ليس كافيا، إذ يجب أن يتوحدوا من أجل إنقاذ حياة من تبقوا أحياء من الليبيين عبر تمكينهم من بناء دولتهم المدنية وفق أسس ديمقراطية شفافة، تماما مثلما توحدوا في نجدة الغرقى من الأموات.. فالموتى هم اليوم بين يدي رب كريم ونعدهم من الشهداء إن شاء الله ونسأل لهم الرحمة والرضوان، أما الأحياء فيستحقون العيش بكرامة، وأن يتوحدوا خلف حكومة واحدة شفافة وصادقة معترف بها دوليا لخدمة شعبها ودولته"، وفق تعبيره.
والأحد الماضي، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة.
وتشير تقارير من ليبيا إلى أن نحو 8 بالمئة من سكان مدينة درنة الليبية قتلوا أو فقدوا في الفيضانات، وربع أحيائها مسح من الخريطة، في معدل غير مسبوق لا مغاربيا ولا عربيا ولا حتى عالميا في القرن الواحد والعشرين.
ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة (1350 كلم شرق طرابلس) التي فاقت مأساة فيضانات باب الوادي بالجزائر في 2001، وكانت الأكبر مغاربيا منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، بل وحتى فيضانات الهند في 2013، التي قتل خلالها آلاف البشر.
فإعصار دانيال الذي ضرب شرقي ليبيا في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، تسبب في مقتل ما لا يقل عن 6 آلاف شخص، وفُقدان نحو 10 آلاف آخرين في مدينة يقدر عدد سكانها بنحو 200 ألف نسمة، نزح أكثر من 36 ألف شخص، وفق أرقام رسمية أولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الضحايا الفيضانات ليبيا ليبيا تصريحات ضحايا فيضانات تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: في ماقامته -النبي إبراهيم عليه السلام- في المحطة الأولى مع قومه في العراق، تحدثنا عن بعضٍ منها مما قدَّمه القرآن الكريم، وهي نماذج مهمة؛ لأن القرآن الكريم لم يقدم حصراً لكل الأنشطة والمقامات في إطار حركة نبي الله إبراهيم عليه السلام.. فقد كانت حركته -عليه وآله السلام- حركة واسعة، كما هو شأن الأنبياء في نشاطهم وعملهم الكبير لتبليغ رسالة الله تعالى، يعملون بكل جد، بكل اهتمام، في عملٍ دؤوب، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن نبيه نوح عليه السلام، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} عمل دؤوب، وجهد مكثف.. لكن القرآن الكريم يُقدِّم لنا نماذج منها، تتضمن الهدايا المهمة التي نحتاج إليها نحن، وتقدِّم لنا صورةً ملخصةً عن طبيعة النشاط العام لأنبياء الله ورسله “صَلَوَاتُهُ عَلَيْهِم”.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: نبي الله إبراهيم عليه السلام ذكر الله لنا مقامات من مقاماته، هي تتضمن الدروس الكثيرة، ودروساً نحن في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة منها، هي لهدايتنا.. فقد ذكرها الله لنا في القرآن الكريم؛ لنهتدي بها، لنستفيد منها، ولأنها أيضاً عن الأنبياء عليهم السلام، وهم القدوة، والأسوة، والهداة، الذين يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقتدي بهم، أن نهتدي بهم، أن نتأسى بهم، أن نسير في طريقهم ودربهم، ولذلك هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا، ونحن في أمسِّ الحاجة اليها.