أوكرانيا ترفع دعوى ضد دول حظرت استيراد منتجاتها الزراعية
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الأثنين, 18 سبتمبر 2023 10:30 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
قررت السلطات الأوكرانية، اليوم الاثنين، رفع دعوى قضائية إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا وهنغاريا، التي حظرت استيراد المنتجات الزراعية الأوكرانية.
وقالت النائبة الأولى لرئيس وزراء أوكرانيا يوليا سفيريدنكو: “وفقا للاتفاقية الخاصة بقواعد وإجراءات حل النزاعات الخاصة باتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية، قدمت أوكرانيا مطالب لإجراء مشاورات مع بولندا وسلوفاكيا وهنغاريا داخل منظمة التجارة العالمية”.
وأضافت أنه “نتيجة للحظر الأحادي الجانب على استيراد المنتجات الزراعية الأوكرانية من قبل ثلاث دول، عانى المصدرون بالفعل وما زالوا من خسائر كبيرة بسبب التوقف والتكاليف الإضافية وعدم القدرة على الوفاء بالاتفاقيات الاقتصادية الأجنبية”.
وأشارت سفيريدنكو إلى أن “أوكرانيا ترى في هذا انتهاكا من جانب ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي لالتزاماتها الدولية..
كما أن الإجراءات الأحادية الجانب التي تتخذها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجال التجارة غير مقبولة”.
كما أعرب وزير الاقتصاد الأوكراني عن أمله في أن “ترفع هذه الدول قيودها وألا يستغرق الأمر وقتا طويلا لتسوية الأمور في المحاكم”.
وقررت سلوفاكيا وهنغاريا وبولندا، ردا على تهديدات أوكرانيا بتقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بسبب الحظر الذي تفرضه هذه الدول على واردات الحبوب الأوكرانية، التوقف عن المشاركة في أعمال منصة التنسيق التابعة للمفوضية الأوروبيةبشأن مشاكل إمدادات الحبوب الأوكرانية.
كما قال وزير الزراعة الهنغاري إشتفان ناد، في وقت سابق، إن المجر تفرض حظرا على استيراد 24 سلعة أوكرانية، وذلك بعد رفض المفوضية الأوروبية تمديد قيود الاستيراد على المواد الغذائية الأوكرانية.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: منظمة التجارة العالمیة
إقرأ أيضاً:
إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.
وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.
وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.
وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.
وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.
طبيعة الحرب
في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.
إعلانوأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.
وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.
وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.
من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.
وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.
وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".
حرب استنزاف
وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.
وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.
وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.
إعلانوحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.
أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.
وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.
لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.