"كانت هُنا مدينة".. دمّروا قلب الخرطوم وجعلوه أثرا بعد عين!
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
"كانت هُنا مدينة"، لربما هذا العنوان الأمثل لما حل بالخرطوم، العاصمة السودانية التي دمّرتها الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أشهر.
فقد استيقظ السودانيون، يوم الأحد الماضي، على مشاهد مُروِّعة لتدمير معالم شهيرة تتوسّط الجُزء الحيوي للمدينة.
فانقلب "القلب النابض" لحركة المال والأعمال بالعاصمة السودانية، المعروف بـ"الداون تاون"، بفعل المعارك، وتحوّلت الأبراج الشاهقة إلى كتل محترقة، عارية من الأبواب والنوافذ.
وصارت المدينة أثراً بعد عينٍ عقب أن زلزلت الطائرات والمدافع والصّواريخ وقار أعمدتها الإسمنتية، فيما تكلّفت النيران بالتهام واجهاتها الزجاجية الزرقاء الفخمة.
وانتشرت بكثافة مشاهد الأبراج المُحترقة وكيف تصاعدت ألسنة اللهب والدُّخان من برج النيل الشهير بالخرطوم.
الأحـد الدَّامي!كما انتشرت عمليات التدمير نهار "الأحد الدامي"، حيث طال التدمير أبراج شركة النيل للبترول، ووزارة العدل، وديوان الضرائب والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس.
وتطل تلك الأبراج الشاهقة على شارعي الجمهورية والجامعة، وهما أشهر وأقدم شوارع وسط الخرطوم، وشُيِّدت تلك الأبراج بكلفة اقتصادية باهظة إبان الطفرة النفطية قبل إعلان جنوب السودان استقلاله عام 2011.
إلى ذلك، طالت عمليات التدمير والخراب، برج مصرف الساحل والصحراء بحي المقرن بالطرف الغربي للخرطوم، قُرب منطقة اقتران النيل الأزرق بالنيل الأبيض، حيث يتمزجان ويُشكِّلان معاً نهر النيل.
صارت أهدافاً مشروعة!وكما جرت العادة منذ تفجُّر الصراع الدامي بالسودان، تبادل الطرفان الاتهامات بقصف وتدمير تلك المعالم الشهيرة بالعاصمة، إلّا أنّ مصادر موثوقة أكّدت لـ"العربية.نت" أنّ الطرفين يعتبران تلك الأبراج أهدافاً عسكرية مشروعة، إذ يعتقد كل طرف أنّ الطرف الآخر يتخذ من تلك الأبراج الشاهقة منصات لنصب المدافع والصواريخ وإطلاق القذائف بعيدة المدى، كما تعتبر موقعاً استراتيجياً لاختباء القناصة الذين ينتشرون بكثافة هناك، كما يساعد العلو الشاهق على مراقبة تحركات الطرف الآخر بسهولة ويسر.
????عاااجل"
معلم النيل الشهير بالسودان يسقط نتيجه الحرب ???? pic.twitter.com/nTpZ2KwfYe
ومع دخول معارك الخرطوم بين الجيش السوداني والدعم السريع مرحلة الاستنزاف، تحوّلت كل المنشآت العامّـة والخاصّـة لأهداف عسكرية، بل دخلت حتى خدمات الكهرباء والمياه كسلاح حربي، فمدينة الخرطوم بحري توقّفت المياه عن صنابيرها منذ الساعات الأولى لاندلاع القتال.
في حين اتّهم الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أمس الاثنين،، الدعم السريع بقطع الكهرباء والمياه عمداً عن أحياء المهندسين وأم بدة والريف الجنوبي بأم درمان لتهجير المُواطنين قسراً عن منازلهم.
سياسة الأرض المحروقة!يذكر أن سياسة الأرض المحروقة بالصراع السوداني المسلح كانت طالت كل مظاهر الحياة بالخرطوم التي تحوّلت إلى مدينة أشباح.
تخريب ودمار واسع للبنية التحتية ومؤسسات الدولة.. والحرب تستعر في #الخرطوم#السودان#الحدث pic.twitter.com/0zzzBNytCN
— ا لـحـدث (@AlHadath) September 18, 2023ولم تنجُ منها المقار العسكرية أو المدنية، التاريخية منها والحديثة حتى المتاحف لحقها الأذى، إذ شهدت البلاد كيف واجه متحف التاريخ الطبيعي بالخرطوم منذ بدء الحرب مصيرا قاتما ونهاية مأساوية لأعداد ضخمة من الحيوانات والطيور داخل المتحف، بينها سلالات نادرة مهددة بالانقراض، سواء بالقصف أو بالنفوق جوعا وعطشا.
كما تعرض متحف السودان القومي أكبر متاحف البلاد للتخريب، ويضم المتحف الأثري مُقتنيات، ونفائس، وكنوز ثماثيل أثرية نادرة تعود للعصور الحجرية، والمسيحية والإسلامية بالسودان.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News السودانيونالمصدر: العربية
كلمات دلالية: السودانيون
إقرأ أيضاً:
الصحة تكشف عن تسجيل 50 ألف إصابة بالملاريا في السودان
وزارة الصحة، قالت إن أعلى إصابات حمى الضنك بالخرطوم، الجزيرة، كسلا والنيل الأبيض، والكوليرا “شمال كردفان، جنوب كردفان، جنوب دارفور، وسط وشرق دارفور”.
الخرطوم: التغيير
كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تسجيل 50 ألف إصابة موجبة بالملاريا في البلاد، فيما أكدت انخفاض معدل الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك.
وانعقد بمقر الوزارة في الخرطوم أمس، اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي، واستعرض الأوضاع الصحية بالبلاد والتدخلات المنفذة من الإدارات المختلفة.
وكشف تقرير الترصد والمعلومات، عن تسجيل 3473 إصابة بحمى الضنك من 8 ولايات، أعلاها من “الخرطوم، الجزيرة كسلا والنيل الأبيض”، ومنها 29 حالة وفاة.
فيما بلغت حالات الكوليرا 611 إصابة، من 15 ولاية، أعلاها بشمال كردفان، جنوب كردفان، جنوب دارفور، وسط وشرق دارفور، فيما تم تسجيل 50 ألف إصابة بالملاريا.
ونوه تقرير الخريف، إلى تأثر ولايات “نهر النيل، غرب كردفان، الجزيرة، النيل الأبيض، الخرطوم، البحر الأحمر وشمال كردفان” في الفترة من 11- 13 اكتوبر الحالي، وأوضح أبرز التدخلات والتحديات والحلول.
وأكد تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية، استمرار الأنشطة في المحاور المختلفة، ولفت إلى الفجوة والتحديات ومقترحات الحلول.
وذكر أن حملة مكافحة نواقل الأمراض بولاية الخرطوم أسهمت في انخفاض كثافة البعوض ورش 17.529 منزل بنسبة 93.1%، مع انخفاض توالد بعوض الإيديس بنسبة 46%، وأشار إلى جملة من التحديات أبرزها أن 30% من المنازل مغلقة.
وأشار تقرير تعزيز الصحة، إلى استمرار الأنشطة ومنها الزيارات المنزلية، المحاضرات، التدريب، حلقات النقاش، والمسرح التفاعلي بعدد من الولايات.
ونبه تقرير الإمداد، إلى التفاوت في وفرة أدوية ومستهلكات الوبائيات بمخازن صندوق الإمدادات بالولايات والبالغ عددها 58 صنفاً، فضلاً عن التفاوت في الأدوية الخاصة بالكوليرا وحمى الضنك، بجانب الإمداد من عدد من المنظمات لبعض الولايات.
وأوضح تقرير المعمل القومي للصحة العامة، تفاصيل العينات المفحوصة بالمعامل الولائية، واستمرار عمل المعامل الجوالة.
وأكد تقرير الحجر الصحي، مواصلة الأنشطة المختلفة بكل المنافذ ومنها الفرز الصحي ورقابة الأغذية، التطعيم الدولي، مكافحة النواقل وغيرها، ونوه إلى الفجوات والتحديات والحلول.
وأعلن تقرير الوضع الصحي بولاية الخرطوم، انخفاض معدل الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك عقب التدخلات من التفتيش المنزلي وتعزيز الصحة.
ونوه وكيل الوزارة د. علي بابكر، بعمل المركز وتقدمه في ظل الطوارئ المستمرة، ووجه بآليات أكثر فاعلية.
الوسومالبحر الأحمر الجزيرة الخرطوم السودان الكوليرا الملاريا النيل الأبيض حمى الضنك دارفور كردفان كسلا نهر النيل وزارة الصحة الاتحادية