صراحة نيوز:
2025-06-09@16:02:33 GMT

الحِزبية .. او .. ( اللاحِزبية )

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

الحِزبية .. او .. ( اللاحِزبية )

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

بداية من الضروري ان نعرف ما هو تعريف الحزب السياسي ؟ وما الفائدة من تأسيس الأحزاب السياسية ؟ وما دورها المجتمعي الوطني المُرتجى ؟
تعريف الحزب السياسي :— في الواقع هناك تعريفات عديدة للأحزاب السياسية . لكنني إنتقيت ثلاثة منها لأنني لم أرَ ان تعريفاً واحداً سيكون شمولياً ، بينما وجدت ان الثلاثة التي إنتقيتها يمكن إعتبارها شمولية وتُكمِّل بعضها ، وهي :— ١ )) هو تَجَمُّع مواطنين يتقاسمون نفس الأفكار ، ويجتمعون لغرض وضع مشروع سياسي مشترك قابل للتنفيذ للوصول بوسائل ديموقراطية وسلمية الى ممارسة السلطات والمسؤوليات في قيادة الشؤون العمومية .


٢ )) هو تنظيم قانوني يسعى للوصول الى رأس السلطة الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج الحزبي السياسي والإجتماعي والإقتصادي .
٣)) هو تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديموقراطية داخل الحزب بإنتخاب أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب ، ووضع الرؤى والأهداف الإستراتيجية . وخارج الحزب يقوم بالمشاركة في الإنتخابات بمستوياتها المختلفة ، سواء المحلية او البرلمانية . ويربط الحزب السياسي بصفة عامة بين مجموعة من المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسية واحدة هي رؤية الحزب وبين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة .

وهنا ننتقل الى توضيح دور الأحزاب السياسية :— بما ان الحزب السياسي يعمل في الأساس كوسيط بين أفراد الشعب ونظام الحكم في الأنظمة الديمقراطية بأنواعها ، فإن الأحزاب المختلفة يكون لها أدوار رئيسية ومهمة في ذلك الشكل من أشكال الحكم ، أهمها : صياغة إحتياجات ومشاكل المواطنين وطرح مقترحات لحلها وتقديمها الى الجهات الحكومية المختلفة بصورة قانونية ، وتنظيم نشاطات توعية وتثقيف للناخبين حول النظام السياسي والإنتخابات والدعاية لرؤية الحزب لِتَقَدُّم الدولة ، وكذلك تعمل الأحزاب على نشر الدعاية بين المواطنين لأفكارها وترشيح ممثليها في الإنتخابات .

أما عن شروط نشأة وعمل الأحزاب السياسية :— لا تكفل جميع الدول إنشاء أحزاب سياسية وفق أنظمة الحكم والدساتير المتبعة بها . بينما تكفل بعض الدول حرية إقامة الأحزاب مع عدم توفير المناخ المناسب للعمل الحزبي . وتحتاج الأحزاب السياسية للعمل على أرض الواقع وتحقيق الشكل الديمقراطي التمثيلي على عدة عوامل ، من أهمها توفير حرية التنظيم والتجمع وإبداء الرأي بالأشكال السلمية المختلفة وعبر الوسائط القانونية ، وضمان مبدأ التعددية الحزبية الذي يعني إمكانية إقامة أكثر من حزب بتوجهات فكرية مختلفة ، مع غياب تمييز الدولة وعدم تدخلها لصالح أحد الأحزاب دون الآخر .

تُعتبر الأحزاب أحد الظواهر البارزة في الحياة السياسية . ولا سيما في الأنظمة الديمقراطية . وذلك لما تقوم به من تنافس على السلطة تجسيداً لمبدأ المشاركة السياسية ، إضافة الى التعبير عن إرادة المجتمع بكافة أطيافه ومصالحه . الحزب السياسي شكل من أشكال التعبير عن تيار فكري ، يتخذ طابعاً تنظيمياً للقوى الإجتماعية المعبرة عنه ، التي تمتلك مواقف ورؤية سياسية موحدة ، وتستهدف ممارسة السلطة ، وفق برامج مُعلنة ، تنطوي على معالجة المسائل السياسية والاقتصادية والإجتماعية للشعب والدولة . وبهذا الوصف يكون الحزب وعاءً تنظيمياً للفعاليات الإجتماعية التي يمثلها . وعليه تَصِحُ مقولة ان الحزب السياسي يرتكز على توافر ثلاثة أبعاد هي : (( النظرية ، والتنظيم ، والممارسة )) .

للعلم فإن أكسير حياة الأحزاب السياسية هي الديمقراطية ، ليس الديمقراطية الشكلية ، بل الحقيقية . فبدون توافر بيئة ديموقراطية مُشجعة على الإنطلاق والتفاعل الحقيقي ، وبدون ضمانٍ لحرية الرأي والتعبير ، وحرية النشاط والحركة ، والتفاعل المجتمعي بدون قيود وضوابط ، وضمان نزاهة مطلقة للإنتخابات ، فان الأحزاب تكون شكلية ومُفرغة من غايات تشكيلها ، وتكون حالة ( اللاحزبية ) — رغم السوء والخلل الكبير الذي يكتنفها — أفضل من وجود أحزاب مشوهة ، ومخنوقة ، ومكبلة .

أما قيادة الحزب السياسي ، ففيها تكمن كل عناصر القوة للحزب . بداية حتى ينجح الحزب ، يجب — نعم يجب — ان لا تنحصر كل عناصر قوة الحزب في شخص واحد . بل يجب ان يكون هناك قيادة من مجموعة من الشخصيات التي تتوافر فيها كل عناصر القيادة ، ومواصفات القائد الفذ . حيث من الضروري ان تتكون القيادة من عدد من شخصيات الحزب التي تمتلك مواصفات خاصة ومتميزة مثل : الشخصية الكاريزمية ، المؤثرة ، الفاعلة ، المثقفة ثقافة عالية جداً . كما يجب ان تتصف شخصيات القيادة بالثبات على المباديء ، والجرأة ، والإقدام ، والبعد عن الأنانية ، والإنفعالية ، والمصلحية . كما يفترض ان يتم إنتخاب القيادة بإنتخابات حرة ، ديمقراطية ، سرّية ، وان يتضمن النظام الداخلي للحزب بأن تكون مدة الدورة الواحدة ( ٤– ٥ ) سنوات ، ولا يسمح للرئيس بأكثر من دورتين ، بعدها لا يسمح له بالترشح بتاتاً .

كتبت مقالات عديدة عن الأحزاب مُستنداً الى تجربتي الحزبية الشخصية . حيث أفتخر انني كنت حزبياً قبل عقود طويلة — لكنني لن أكون مُجدداً — ودفعت أثماناً باهظة قَلبت حياتي رأساً على عقب عدة مرات وليس مرة واحدة ، لكنني لم أُهادن ، ولم أتقلب ، وثَبَتُ على قناعاتي . وأفتخر انني قومي — وسأبقى ما حييت — وأعتبر قناعتي هذه هي أكسير حياتي . والخزي لكل مُرتجفٍ ، مُتخلفٍ ، رعديد ، جبان ، مُتكسبٍ من تلوّنه . لأنه وضيع ، وأقرب للأنذال من مواصفات الرجال . لا بل أرى ان من تأكل بثدييها أشرف وأطهر رغم قُبح فِعلتها .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الأحزاب السیاسیة الحزب السیاسی

إقرأ أيضاً:

حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا

 

 

 

 

إبراهيم بن سالم الهادي

 

بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.

الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.

فماذا بعد؟

علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.

تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.

هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
  • “الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”
  • بعد تصديق الرئيس السيسي على قوانين الانتخابات.. الأحزاب تبدأ سباق الاستعداد للترشح
  • الأردن والهاشميون، ثبات الحكم ونُبل القيادة
  • الأضحى في أسوان له شكل تانى.. كيف يحتفل الأهالى والأسر بالعيد؟
  • في ذي قار تحالفات انتخابية تريد ان تغير الواقع السياسي في المحافظة.
  • منصة إكس تطلق خاصية جديدة
  • الجمع بين الأضحية والعقيقة .. الحكم الشرعي لدمج النيتين
  • الكونغو الديمقراطية: صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام يكشف عن خطته للفترة 2025-2029
  • أولمرت: حرب غزة تدار لمصالح نتنياهو السياسية