أبوظبي في 20 سبتمبر /وام/ كشف تقرير صادر عن مجموعة الخدمات المصرفية الخاصة الدولية في بنك أبوظبي الأول وشركة Wealth Briefing العالمية المتخصصة في أبحاث إدارة الثروات عن الدور المتنامي لزيادة ثروة المرأة في إحداث تحولات ملموسة في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وركز التقرير، الذي يحمل عنوان "إنجازات المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: كيف يمكن لمديري الثروات المساهمة في تمكين المرأة مستقبلاً"، على العدد المتزايد من السيدات اللاتي يتطلعن إلى ترسيخ موقعهن الرائد ضمن المنظومة الاقتصادية المزدهرة في المنطقة.

وعلى مستوى الخدمات المالية ألقى التقرير الضوء على المتطلبات الخاصة للسيدات كعملاء لإدارة الثروات.

وبالإضافة إلى التعليم، تطرق التقرير إلى الفرص التي توفرها التطورات التقنية وثقافة الشركات الناشئة لتفعيل دور المرأة في المجالات الاقتصادية.. وكشف أن القنوات الرقمية أتاحت للمرأة إمكانية الوصول إلى المعلومات والمنظومات المؤسسية الأخرى بشكل أفضل، وأدّت في الوقت ذاته إلى تغيير دورها كموظفة وأسلوب تفاعلها مع الأنظمة الاقتصادية والمالية.

ويزداد تأثير المرأة على استراتيجيات المكاتب والشركات العائلية بشكل متصاعد في المنطقة، باعتبارها اليد الأمينة لإدارة الأعمال العائلية، وتتمتع في كثير من الحالات بموقع أفضل من الرجال ضمن الشركة.

ومن الناحية العملية، تقدم المرأة منظوراً جديداً لإدارة الثروة العائلية، معتمدة على مقاربة مختلفة للفرص الجديدة المتاحة، إلى جانب مهاراتها الاستثنائية في التفاوض ضمن المنظومة الأسرية المعقدة.
وخلال فترة إعداد التقرير، لفتت السيدات من ذوات الثروات الكبيرة والضخمة أن للمرأة متطلبات وتفضيلات خاصة لا يمكن لقطاع إدارة الثروات تجاهلها، وهو ما ينطبق على الكثيرات منهن حول العالم.. لذا، فإن مجرد تطبيق الاستراتيجيات التي تركز على المرأة من الأسواق الأخرى قد يغفل عن عدد من الاعتبارات الرئيسية، التي ترجع إلى الاختلافات الثقافية، وآلية تفاعل رائدات الأعمال مع الثروات، مما يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريدة من نوعها في هذا المجال.

ومن هذا المنطلق، يتوجب على مديري الثروات المهتمين بتلبية متطلبات المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أخذ رؤيتها وتطلعاتها الخاصة بعين الاعتبار عبر اكتساب معرفة شاملة عن الآليات المتطورة لقطاع الأعمال والشركات العائلية، مع التركيز بشكل خاص على دور المرأة في هذه الشركات، ومجالات العمل الخيري، وإدارة الأعمال المستقلة.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع مديرو الثروات بفرصة المساهمة في بناء المنظومة التي تدعم ريادة المرأة في قطاع الأعمال والشركات التي تقودها السيدات، بما يتجاوز التمويل والخدمات المصرفية الاعتيادية، ليشمل العمل مع شركات الاستثمار والجمعيات والشبكات الإقليمية لدفع مشاركة المرأة وتدريبها ومبادراتها ودعمها وتفعيل دورها في مختلف المجالات الاقتصادية.

جدير بالذكر أن تقرير "إنجازات المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" هو ثالث التقارير التي تصدرها WealthBriefing حول متطلبات إدارة الثروات للسيدات وتم إعداد النسخة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتكليف من بنك أبوظبي الأول، بعد تقريرين متخصصين بمناطق أوروبا وآسيا.
وتستند النتائج إلى مقابلات المعنيين في القطاعات الحكومية وقطاعات المال والأعمال ما يعزز البيانات المتوفرة والتي تؤكد صعود القيادات النسائية في اقتصادات الشرق الأوسط، بما يشمل بيانات من البنك الدولي، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بالإضافة إلى الاستشاريين بما في ذلك مجموعة بوسطن الاستشارية، وماكينزي، وديلويت وغيرها.

وهنالك العديد من المجالات التي تسلط الضوء على التقدم الذي تشهده المنطقة، حيث وصل معدل التحاق الإناث في التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 43% في عام 2019، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي لالتحاقهن والذي يبلغ 36% ويتفوق على معدل الذكور البالغ 40% على مستوى العالم.

و سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة أداءً قوياً في مجال مشاركة المرأة في القوى العاملة بلغت نسبته 52.1%، وهو أعلى من المستوى المسجل في الاتحاد الأوروبي والعالم.

عاصم الخولي/ رامي سميح

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا المرأة فی

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟

من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.

قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.

رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعات

في الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.

من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.

إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك

إيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.

إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟

إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.

«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟

أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.

«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالح

أما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.

«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.

لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.

القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.

هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالات

مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.

تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.

خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن

وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!

كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]

اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط

أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل

مقالات مشابهة

  • كأس أمم أفريقيا للمحليين بوابة المغربي أيوب الكعبي من ورش النجارة إلى العالمية
  • «أمم أفريقيا للمحليين».. المغربي الكعبي من ورش النجارة إلى العالمية!
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط.. تدشين فريق نسائي للتفتيش البيئي البحري بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
  • الجاسر يسلط الضوء على تحديات رئيس الهلال الجديد
  • "سدايا" أول جهة حكومية في منطقة الشرق الأوسط تنال شهادات اعتماد من منظمة (CREST) العالمية
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • مرصد الختم يرصد مخلب القط من صحراء أبوظبي
  • تقرير أممي: أكثر من خمس سكان أفريقيا واجهوا الجوع عام 2024