أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

أكد الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن الإمارات، كبلد مسالم، لا تتهاون في تعزيز السلام والتسامح والتعاون، الإقليمي والعالمي، في ظل القيادة التاريخية للوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واستمراراً للقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حرص المجتمع الإماراتي على النظر إلى الآخرين من خلال عدسة مختلفة، لا يكبلها الجهل والشك والصورة النمطية والتعصب، وإنما الالتزام بمبادئ ثابتة لا يحيد عنها ترتكز على الحل السلمي للصراعات والمشاكل البشرية.

وأوضح أن القيادة الحكيمة والقوية لصاحب السمو رئيس الدولة، جعلت من الإمارات دولة التقدم والازدهار والاستقرار، الملتزمة بنشر العيش في سلام ووئام، والتي تتحرك بقوة نحو مستقبل مستدام، مشيراً إلى أن مؤتمر الأطراف «COP28» يعد فرصة مثالية لعرض إنجازات الإمارات أمام العالم بأسره كدولة متماسكة اجتماعياً، ومستدامة اقتصادياً.

جاء ذلك عقب افتتاحه ملتقي «تسامح بلا حدود»، أمس الأربعاء، في أبوظبي، والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع العديد من المؤسسات، المحلية والعالمية، تحت شعار «الاستدامة جزء أصيل من نهج الإمارات وإرث المؤسس»، بحضور أكثر من 700 شخص من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين وطلاب الجامعات الإماراتية والدولية، وعفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وركز الملتقى على محورين رئيسين، هما «توظيف التقنيات لتعزيز التسامح وحماية الكوكب»، و«التسامح والإعلام الرقمي».

الصورة

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن انطلاق مبادرة تسامح بلا حدود تهدف إلى تعزيز روح الحوار والتفاهم، والتركيز على ما يثيره عالمنا اليوم من قضايا ملحّة تمسّ شتى جوانب الحياة، فعالمنا اليوم متشابك ومترابط ويتسم بالتغير المستمر، يدفعه إلى ذلك التقدم التكنولوجي المتواصل، وفي ظل هذا العالم، يُظهر أعضاء نوادي التسامح، وزملاؤهم الطلاب، روحاً عالمية جاهزة لحمل لواء التغيير، ومتسلحة بالتكنولوجيا المتاحة، في عالم بلا حدود.

ووجّه حديثه إلى طلاب الجامعات قائلًا: «أنتم الشباب بما تقدمون من عمل إبداعي راق، تؤكدون أن آمالنا وتفاؤلنا بالمستقبل هو حق وصدق، وأنتم الغاية والدليل على ذلك، نفخر بحماسكم وبتصميمكم على التفاعل الإيجابي مع قضايا العصر، فأنتم بحق قادة الغد، وبإمكانكم بناء عالم أفضل لنا جميعاً إذا توفرت لكم الفرصة».

وقال إن العالم استطاع أن يحقق على مدار القرن الماضي حالة من التطور والتنمية على حساب الاهتمام بالبيئة الطبيعية، فاستنزاف الموارد الطبيعية يظهر بمعدلات مرعبة، وتزايدت كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض، ووصل تلوث المياه لمعدلات مقلقة، وإذا استمرت هذه التوجهات، فإن شباب اليوم سيشهدون عالماً تغرق فيه المناطق الساحلية نتيجة ارتفاع مستويات المحيطات، وتتغير الأنماط الزراعية، وينتشر الجفاف، وتتفشى الأمراض في العديد من مناطق العالم. والتغلب على هذه المشكلات هو في ذاته تحدٍ عالمي هائل.

كما وجه حديثه للحضور قائلًا: «يقع على عاتق جيلكم الاستمرار في ما نقوم به من جهود لجعل هذا الكوكب صالحاً للحياة، في الحاضر وفي المستقبل، وإني أحثكم جميعاً على تحقيق أهداف وغايات مبادرة تسامح بلا حدود، وعلى مواصلة استكشاف كيفية بناء روابط عالمية يمكنها تعزيز إنشاء وتبادل الأفكار والمعرفة، وكيفية التعاون مع أقرانكم على تعزيز السلام والتفاهم في جميع أنحاء العالم، وأهمية أن تعرفوا أن هذه الروابط العالمية تساعدكم على أن تكونوا متعلمين مستقلين مدى الحياة»

ودعا الشيخ نهيان بن مبارك شباب الجامعات إلى التفكير النقدي في ما هو متاح من خلال هذه المبادرة، من فرص للتطوير وللنمو، وأهمية أن يتعلم الإنسان من الأصدقاء الجدد والعلاقات الجديدة التي تم تتشكل من خلال المبادرة، وأن ينقل كل المشاركين للأصدقاء والزملاء في الداخل والخارج جوهر مبادرة تسامح بلا حدود.

وأوضح أن المبادرة تؤكد قدرة التكنولوجيا كوسيلة لتوسيع نطاق الاتصالات إلى ما وراء الحدود، المحلية والإقليمية، وأهمية إنشاء شبكة توعية وتعلم عالمية، منبهاً إلى أنه في عام الاستدامة ومع انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، في وقت لاحق من هذا العام، يمكن لشباب الجامعات وأندية التسامح تقديم المساعدة والدعم لتعزيز الوعي العالمي بمجال التنمية المستدامة.

وركز ملتقى التسامح بلا حدود على توظيف التقنيات لتعزيز التسامح وحماية الكوكب، حيث نظم لهذا الموضوع ورشة تدريبية أدارها الدكتور كارلوس مونتانا، الأستاذ بمعهد دبي للتصميم والابتكار، الذي أكد أن هذا المجال بما يملكه من قدرات وإمكانات وسعة انتشار، يمكنه تعزيز الارتباط بين التسامح والاستدامة البيئية، ووصولهما إلى الجميع، حيث يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تساهم في زيادة الوعي بالبيئة والعمل لحمايتها.

أما عن العلاقة بين التسامح والإعلام الرقمي، فقد نظم الملتقى ورشة عمل للاستفادة من إمكانات وسائل الإعلام الرقمية لنشر رسائل التسامح والاستدامة وتعزيز مفاهيم التنوع والاندماج، وتناولت أهمية هذه النوعية من الإعلام واستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها الأكثر انتشاراً بين الشباب، وكذلك الحملات الإعلامية عبر الإنترنت والوسائط المتعددة لزيادة الوعي بأهمية التسامح المجتمعي والبيئي.

كما ناقش الملتقى العديد من الموضوعات التي يمكن أن يكون التسامح ركناً رئيسياً في إنجازها، ومنها الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، والاستفادة من الطاقة المتجددة، والاقتصاد المستدام، والمشاركة المجتمعية المستدامة، والتعليم والمعرفة، والابتكار التقني، والزراعة والأمن الغذائي.

فيما تحدث الدكتور أرلي بيترس عميد جامعة نيويورك أبوظبي، حول قيم التسامح وعلاقتها بالفنون الإعلام ودورهما المهم في الوصول بالتسامح والتعايش والاستدامة إلى مختلف فئات البشر، قائلا: «إن رؤيتنا حول أهمية الاستفادة من الفنون والإعلام كأدوات لتعزيز التسامح، والاستدامة، هي رؤية مرنة ومتطورة دائماً، فنرى بشكل مباشر كيف يمكننا فتح الباب أمام الإبداعات الفنية للفنانين والمبدعين المتنوعين، وخلق مساحات متاحة لهم لتعريف الجمهور بأعمالهم وتجاربهم».

وأوضح أن استضافة العروض الإبداعية للفنانين الذين يتفاعلون مع العالم بطرق لا تعد ولا تحصى، هي إحدى الأدوات المهمة في تعزيز قيم التعايش والتسامح، من خلال منح هؤلاء الفنانين مساحة للأداء، كما تعمل الجامعة على تسهيل الحوار بين الجميع، بما يتيح بيئة رائعة للتعارف والتواصل والتعاون.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات التسامح والتعایش آل نهیان من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات وفرنسا تبحثان تعزيز التعاون بمجالات الهيدروجين والطاقة النووية


باريس (وام)
بحث وفد إماراتي خلال زيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية، سُبل تعزيز التعاون الثنائي، وتبادل أفضل الممارسات مع نخبة من الجهات الحكومية والخاصة الفرنسية، بهدف استكشاف حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التحول في قطاع الطاقة.
وتأتي الزيارة، التي اختتمت أمس الأول واستمرت ثلاثة أيام، في إطار جهود دولة الإمارات لتوسيع آفاق الشراكة الدولية، ودعم مسيرة التنمية المستدامة، وتعزيز أمن الطاقة.
وتركزت المناقشات على عدة محاور استراتيجية، شملت الوقود المستدام للطيران «SAF»، والهيدروجين، والتقنيات النووية المتقدمة، واستراتيجيات خفض الانبعاثات الكربونية.
وترأس الوفد المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وضم محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار، إلى جانب ممثلين عن عدد من الجهات الوطنية الرائدة، من بينها طيران الإمارات، والهيئة العامة للطيران المدني، وبيئة، ومصدر، وشركة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وشركة «أمروك»، ولوتاه للوقود الحيوي.
وأكد المهندس شريف العلماء، أن العلاقات بين الإمارات وفرنسا تقوم على أسس راسخة من الشراكة والتعاون في مجالات الابتكار والطاقة.
وقال إن الإمارات تتشارك مع فرنسا التزاماً راسخاً بالتقدم المستدام، وشغفاً بالابتكار، واستعداداً لتبني التوجهات المستقبلية.
وهدفت الزيارة إلى تعزيز جهود دولة الإمارات في التحول نحو الطاقة النظيفة من خلال تبادل الخبرات، وتوسيع التعاون الثنائي، وتزويد أعضاء الوفد برؤى عملية تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة الوطنية.
واستهل الوفد جدول الزيارة في العاصمة باريس، بعقد اجتماع مغلق في مقر شبكة «MEDEF International»، بحضور ممثلين عن كبرى الشركات الفرنسية، بقيادة السيد لودوفيك بويي، مدير الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية.
وشهد الاجتماع مناقشة سُبل توسيع المشاريع المشتركة، وتبادل الرؤى حول استراتيجيات الهيدروجين الوطنية لكلا البلدين، بالإضافة إلى عروض تقنية قدمتها شركات فرنسية رائدة.
كما تم التطرق إلى قطاع الطاقة النووية، حيث تلقى الوفد إحاطة موسّعة حول سلسلة القيمة النووية في فرنسا، وإدارة الوقود النووي، وتحديات المفاعلات الصغيرة المعيارية «SMRs»، بمشاركة خبراء من مؤسسات بارزة.
وخلال الاجتماع، أكد العلماء أن التعاون الاستراتيجي في مجالات الطاقة يشكل ركيزة أساسية للشراكة الإماراتية الفرنسية، مشدداً على أهمية توحيد الجهود للوصول إلى أهداف خفض الانبعاثات وتعزيز الأمن الطاقي.
وزار الوفد، في اليوم الثاني، عدداً من المرافق المتقدمة في باريس، شملت مركز الابتكار التابع لشركة «شنايدر إلكتريك»، حيث اطلع على حلول الشركة الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الطاقة، إضافة إلى زيارة مختبرات البحث والتطوير التابعة لشركة «إير ليكيد»، المتخصصة في الغازات والتقنيات الصناعية والطبية.
كما تعرف الوفد على السياسات الفرنسية لتنظيم وتشجيع استخدام الوقود المستدام للطيران، خلال لقاء مع ممثل عن الهيئة الفرنسية للطيران المدني، في حين استعرض أحد أعضاء الوفد الإماراتي الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال، ودورها في خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطيران.
وشهد اليوم الثاني أيضاً حواراً مثمراً جمع الوفد الإماراتي مع عدد من مسؤولي الشركات الفرنسية الكبرى، مثل: إيرباص، وتوتال إنرجي، وسافران، وبيرو فيريتاس، وهافنر إنرجي، حيث تم استعراض التزام الجانبين بالاستدامة وتوسيع آفاق التعاون المستقبلي.
وانتقل الوفد في اليوم الثالث والأخير، إلى مدينة تولوز، حيث قام بزيارة مركز النماذج الأولية لشركة «إيرباص»، وخط التجميع النهائي لطائرة «A350»، أحد أحدث خطوط الإنتاج في قطاع الطيران. كما التقى الوفد بعدد من الطلبة الإماراتيين المتدربين لدى الشركة.
وتعكس الزيارة متانة العلاقات بين دولة الإمارات وفرنسا، والتي شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، حيث تُعد الإمارات من أبرز الشركاء التجاريين لفرنسا في المنطقة العربية.

أخبار ذات صلة ختام فعاليات «قمة بناء المستقبل» في أبوظبي «زايد للإسكان» يعتمد 14 ألف قرار سكني خلال 3 سنوات

مقالات مشابهة

  • الإمارات وفرنسا تبحثان تعزيز التعاون بمجالات الهيدروجين والطاقة النووية
  • نهيان بن مبارك لـ«الاتحاد»: تعلمنا من زايد أن «الهوية» و«التسامح» ليسا شعارات.. بل أفعال مترابطة
  • نهيان بن مبارك: بالتميز والإبداع يتحقق التطور والنماء
  • الرئيس بوتين يؤكد التزام روسيا بدعم اليمن وتطلعاته في الأمن والسلام
  • نهيان بن مبارك يشهد حفل تخريج طلاب الصف الـ12 من مدرسة «فرجينيا الدولية»
  • أحمد بن محمد يثني على جهود الأزهر في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني
  • وزير العدل يؤكد أهمية تعزيز التعاون القانوني بين سوريا وقطر
  • رئيس باراغواي يلتقي نهيان بن مبارك ويبحثان آفاق التعاون
  • رئيس باراغواي يلتقي في مقر إقامته في أبوظبي نهيان بن مبارك ويبحثان آفاق التعاون المشترك
  • رئيس باراغواي يلتقي نهيان بن مبارك ويبحثان آفاق التعاون المشترك