النهار أونلاين:
2025-10-15@07:08:17 GMT

كيف أبني علاقة ناجحة مع ابني؟

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

كيف أبني علاقة ناجحة مع ابني؟

تتعدد علاقاتنا الاجتماعية، وتتنوع من حيث تأثيرها علينا ومن حيث درجة محبتنا للطرف الآخر فيها. وأيضا من حيث رغبتنا في استمرار تلك العلاقات من عدمها. على غرار علاقة الوالدين بأولادهم. وهي أكبر علاقة يجب ان نحرص على قوتها لأننا بصدد بناء جيل سينوب عنا ويكون خلفا لنا.

فنجد الأولياء يبذلون مجهودا جهيدا فيها مستثمرين مشاعر الحب كلها لتعزيز علاقتهم بأبنائهم.

وإليكم فيما يلي خمس أساسيات كبيرة يجب أن نتعرف إليها جيدا:

الأساس الأول:

كل الناس في الحياة تتحرك من منطلق البحث عن السعادة والهروب من الألم، هذا هو منبع التصرفات البشرية. والابن يتصرف من هذا المنطلق، فهم عادة يقتربون مما يمنحهم اللذة والسعادة ويجنبهم الألم. فإذا كانت علاقتك به قائمة علي اللوم والتوبيخ فلن تكون بالنسبة له دائرة سعادة. بل سيكره قربك، وعندما يتمكن سيهرب من لومك. هذا لا يعني أن نتسامح في كل شيء بل اللوم يجب أن يكون له أسلوب مرن لين يلطف الجو بدل منان يشحنه. لذا اكتب الآن قائمة بأشياء تمثل لابنك أو بنتك دائرة سعادة، وحاول أن تحققها وستري الفرق.

الأساس الثاني:

افهم الرسالة الصحيحة، ونوضح هنا بمثال: عندما يقول لي ابني”أمي لماذا لا نخرج أبدا”. أو يلوم والده “لماذا أنت لا تلعب معي”. هنا لا تدع كلمات اللوم والعتاب تستفزكم وتسارعون لإثبات العكس.فلربما الابن يقصد أنه لم يسعد بالخرجات السابقة. أو انه لم يستمتع بالطريقة التي لعب بها الأب، لربما يبحث عن طريقة جديد..؟. ففهم الرسالة الصحيحة يؤدي إلي التعامل بالطريقة الصحيحة، فلا تنساق بعيدا مع رسائل خاطئة.

الأساس الثالث:

لا تتصرفي تصرفات تقوي وتعزز السلوكيات الخاطئة عند أولادك، فمرة واحدة فقط من إعطاء الطفل. ما يرغب تحت تأثير الصراخ كفيلة بأن تعزز من الصراخ كأسلوب تعبير عنده. فدورك سيدتي اتجاه أفعال ابنك هو المواجهة وليس ردود الأفعال. أعلّمه دون أن أكون مستفزا. فابني وهو صغير غير مكتمل التكوين ولا مكتمل الشخصية. وعلي ألا أتقبل صراخه كوسيلة تعبير ولا أن أستسلم لأن هذا يعزز عنده السلوك الخاطئ. ويجعله يتصور أن الصراخ أسلوب تواصل.

 

الأساس الرابع:

الإنصات إليهم والاعتراف بأن لهم مشاعر الحب والكراهية. ولا يجب أن أملي فقط ما أريده أنا بحجة إنني الأكبر. وأعرف مصلحتهم أكثر منهم. فعندما يأتي لي ابني في يوم ويقول لا أريد الذهاب إلى هنا أو هنا أفسح له المجال ليبوح بما يشعر به. وأسأله: ما الذي يزعجك” “هل أنت متعب” وهكذا أفهم مشاعره. وأحاول بطريقة ذكية أن أحللها. لكن للأسف الأسلوب الشائع هو أسلوب الأمر. وعرض الخبرة الشخصية لطفل لا يفقه الكثير من هذه الدنيا. لا بل أحيانا يتم تذكيره بأنه يحيا حياة لا يحلم بها غيره. فتكون النتيجة أن تنحبس المشاعر. وتضيع الأسباب الحقيقية وراء أسباب غير حقيقية وتنقطع لغة الحوار. لذلك حاولي أن تفهموا منهم أولا. ثم قدموا لهم خبرتكم الشخصية بأسلوب لطيف.

الأساس الخامس:

اعتذر لأولادك عن أخطائك، فنحن بشر ومن الطبيعي أن نخطئ. واعلموا جيدا أن الاعتذار يزيد من رصيدنا في بنك المحبة. لكن من المهم أن يكون الاعتذار بمجرد ما تستطيع. وثق أن ذلك يحفظ لك احترامك لدي أبنائك ويعطهم مثالا واضحا في التصرف عند الخطأ. فتتحول حياتكم معا إلي مكان للمحبة والصفح وتنتهي حلبات الصراع.

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سبق ذكره.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

نضج الشخصية الوظيفية.. هل فعلاً في الوقت المناسب؟

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

ليس كل من يحمل مُسمى وظيفيًا يملك مقومات القيادة؛ فالمناصب لا تُقاس بالألقاب؛ بل بقدرة أصحابها على النضج وتحمل المسؤولية، وفي بعض مؤسساتنا يتكرر مشهد المدير الجالس خلف مكتب مُثقل بالملفات، بينما ينتظر موظفوه قرارًا يضع حدًا لارتباكهم، لكنه يطيل الصمت أو يؤجل المسؤولية حتى تتراكم الأخطاء وتتلاشى الثقة. لم تكن مشكلته في المؤهل أو الدرجة، بل في شخصيته التي لم تبلغ بعد مستوى النضج المطلوب للقيادة.

في المُقابل، هناك من يبدأ مسيرته بخطوات متعثرة، لكنه يتعلم من أخطائه، ويحسن الإصغاء، ويتحلى بالصبر، حتى يتحول مع الوقت إلى مرجع يثق به زملاؤه ويلجؤون إليه في المواقف الصعبة. وهنا يبرز سؤال جوهري: هل تنضج الشخصية الوظيفية في الوقت المناسب، أم أن بعض الأشخاص لا يبلغون هذا النضج إلا بعد أن تكون المؤسسة قد دفعت الثمن؟

الشخصية الوظيفية ليست مجرد حضور يومي؛ بل مزيج من وعي وخبرة وقيم وانضباط يتجلى في تفاصيل السلوك. فالنضج الوظيفي يعني أن يعرف الموظف متى يتحدَّث ومتى يصمت، وكيف يواجه الضغوط من دون أن يفقد اتزانه، وكيف يوازن بين مصالحه الفردية ومصلحة المؤسسة. إنه انتقال من النظر إلى العمل بوصفه وظيفة إلى التعامل معه كرسالة ومسؤولية.

وقد عرّفت الأدبيات الإدارية النضج الوظيفي بأنَّه الوصول إلى مستوى عالٍ من الاحترافية، من خلال إتقان المهارات الفنية، والتواصل الفعّال، والقدرة على اتخاذ القرارات المدروسة، إلى جانب المرونة ووعي الذات وفهم سوق العمل. كما أشارت مقالات متخصصة نُشرت عام 2024 إلى أن النضج المهني يتجسد في الاتزان العاطفي، وتحمل تبعات القرارات، والقدرة على التكيف، والالتزام بالتعلم المستمر. غير أن هذه التعريفات تظل نظرية ما لم تتحول إلى ممارسات يومية يلمسها الموظف في سلوكه وأدائه.

ومن أبرز علامات النضج الوظيفي: القدرة على التغافل عن التفاصيل الصغيرة التي لا تستحق الجدل، والتحلي بالاتزان العاطفي أمام الضغوط، وحسن قراءة المواقف ببُعد نظر، إضافة إلى الاستماع الجيد الذي يفتح أبوابًا للحلول. كما يشمل امتلاك مهارات متكاملة تجمع بين الكفاءة الفنية، والتواصل، وحل المشكلات، والتفكير النقدي. والموظف الناضج لا يكتفي بما يعرفه، بل يواصل رحلة النمو الذاتي، مدركًا أنَّ العمل لم يعد مجرد وظيفة، بل مسارًا متجددًا من التعلم والتطور.

غياب النضج الوظيفي قد يظهر في التسرع والانفعال وتقديم المصلحة الشخصية على العامة، فتتحول بيئة العمل إلى ساحة صراعات. ويزداد الأمر سوءًا حين يقفز بعض المسؤولين بموظفين من مواقع متوسطة إلى مناصب عليا دون المرور بالتدرج الوظيفي الذي يمنح الخبرة الكافية. فالنضج الوظيفي لا يتشكل بالمسميات ولا بالدرجات، بل بالتجارب المتراكمة التي تصقل الشخصية وتبني القدرة على اتخاذ القرار. وحين يحدث ذلك، تتأثر فرق العمل وتضعف الثقة، ويصيب الإحباط الموظفين الآخرين الذين يرون العدالة غائبة.

والأخطر أن المؤسسات التي لا توفر فرصًا للتدريب والتطوير تسهم في تأخير نضج موظفيها، لتجد نفسها أمام كوادر غير مهيأة لتحمل المسؤولية. لذلك، يبقى تطوير النضج الوظيفي مسؤولية مشتركة؛ فالموظف يسعى لتحسين ذاته بطلب الملاحظات، والتعلم من الأخطاء، ووضع أهداف واضحة، بينما على المؤسسة أن تهيئ بيئة آمنة تشجع الحوار والتجربة وتصقل شخصيات موظفيها مبكرًا.

وجود شخصية وظيفية ناضجة يعني قرارات أكثر اتزانًا وأداءً مؤسسيًا أكثر استقرارًا. أما على مستوى المجتمع، فينعكس النضج في جودة الخدمات وسرعة إنجاز المعاملات وغياب التعقيدات غير المبررة، لتصبح المؤسسة مصدر راحة لا مصدر معاناة.

النضج الوظيفي إذن ليس رفاهية يُمكن تأجيلها؛ بل ضرورة تمليها مصلحة المؤسسات وحقوق المجتمع. فموظف لم ينضج في وقته قد يعرقل مسارًا كاملًا، بينما الموظف الناضج يحوّل العقبات إلى فرص. ولأن الأوطان تُبنى بوعي أبنائها، فإنَّ الاستثمار في تنمية الشخصية الوظيفية الناضجة هو استثمار في مستقبل الوطن كله. ويبقى السؤال: هل نمنح أنفسنا ومؤسساتنا فرصة النضج في الوقت المناسب، أم نكتشف أهميته بعد فوات الأوان؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وضع حجر أساس تجديد كنيسة القديس مارمرقس بجزيرة طما | صور
  • جلسة ناجحة لقائمة الخطيب مع رواد الأهلي.. صور
  • جلسة ناجحة لقائمة الخطيب مع رواد الأهلي
  • وزارة الحج تنشر صفة العمرة الصحيحة للقادمين من الداخل والخارج
  • نضج الشخصية الوظيفية.. هل فعلاً في الوقت المناسب؟
  • حسام حسن: محمد صلاح أخويا الصغير أو ابني الكبير هو فخر لمصر
  • البعريني: الصلح حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك
  • نصائح عملية لأولياء الأمور.. كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات ناجحة؟
  • وزير أوقاف كردستان: معهد الأزهر في أربيل الوحيد على مستوى العراق
  • وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية