¶ ثورة 21 سبتمبر تميزت بالفاعلية والأخلاق والقيم الراقية والحكمة والتسaامح والحرص على السلم والشراكة ¶ شعبنا لم يخنع واتجه أحراره إلى بناء القدرات العسكرية وتصنيع قوة الردع لضرب منشآت العدو ¶ مع الحصار الشديد كان التوجه نحو التصنيع لكل أنواع السلاح والمتطلبات العسكرية ¶ حجم الاختلالات في الوضع الرسمي يتطلب تغييرا جذريا يعيد للشعب الأمل والانتعاش ¶ التغيير الجذري في مؤسسات الدولة يؤسس لمرحلة جديدة تؤدي فيها دورها في خدمة الشعب ¶ الأسس والمتطلبات التي سنعتمد عليها في التغيير الجذري هي الهوية الإيمانية لشعبنا ¶ المرحلة الجديدة في مؤسسات الدولة تحول بلدنا إلى منتج وليس معتمداً على الاستيراد

كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن تغييرات جذرية في مؤسسات الدولة سيتم الإعلان عنها في ذكرى المولد النبوي الشريف.


واعتبر قائد الثورة في كلمته أمس بمناسبة العيد التاسع لثورة الـ 21 من سبتمبر، العمل على إصلاح وضع مؤسسات الدولة ضرورة وطنية ومطلبا شعبيا وأساسا مهما لصمود البلد في وجه الأعداء ومؤامراتهم وتحويل التحدي إلى فرصة.
وتوجه، بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني وفي المقدمة كل الذين أسهموا في تحقيق الإنجاز التاريخي في الحادي والعشرين من سبتمبر.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر من أهم الإنجازات التي وفق الله الشعب اليمني لتحقيقها، فهي ثورة حررت الشعب من الوصاية.. لافتا إلى أنه قبل 21 سبتمبر التقت رغبة الطامعين بالسيطرة على البلد مع التوجه الخاطئ لبعض الأشخاص والأحزاب للحصول على المناصب بالارتهان للخارج.
وأوضح أن الأمريكيين فرضوا قبل الثورة سياسات عدائية تتجه بالبلد نحو الانهيار التام في كل المجالات، فاستغلوا الخلافات السياسية لتحويل الحالة إلى تنافس في خدمتهم وتمكينهم.. مشيرا إلى أن البلد شهد قبل الثورة انهيارًا أمنيًا تامًا فتحولت صنعاء إلى مسرح مفتوح للمجرمين والاغتيالات والتفجيرات وتمكين التكفيريين من الانتشار في معظم المحافظات.
وفي مايلي نص الكلمة:
الثورة / سبأ

أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورَسُوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّدٍ وعلى آلِ مُحَمَّد، وبارِكْ على مُحَمَّدٍ وعلى آلِ مُحَمَّد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
بمناسبة الذكرى المباركة، يوم الانتصار التاريخي لشعبنا العزيز في ثورته التحررية، في الحادي والعشرين من سبتمبر، نتوجه:
أولًا: بالشكر لله تعالى، الذي وفَّق، وأعان، وأيَّد، وسدَّد، ويسَّر، وحقق لشعبنا ذلك الانتصار العظيم المذهل.
ثانيًا: نتوجه بالتهاني والتبريك إلى شعبنا العزيز، وفي المقدِّمة: لكل الذين أسهموا، وبذلوا الجهد، وقدَّموا التضحيات، ولكل الذين شاركوا وعملوا لتحقيق ذلك الإنجاز التاريخي العظيم.
إنَّ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي من أهمِّ نعم الله على شعبنا، ومن أهمِّ الإنجازات التي وفَّق الله شعبنا لتحقيقها، فهي ثورةٌ أنقذت وحررت شعبنا من الوصاية، التي كانت معلنة ومكشوفة، وآنذاك التقت رغبة الطامعين للسيطرة على هذا البلد، وبالدرجة الأولى: الأمريكيين، مع التوجه الخاطئ لبعض الأشخاص والأحزاب، الذين كان كل رهانهم في أن يحققوا آمالهم بالحصول على المناصب، وأن يحققوا المكاسب الشخصية، والفئوية، والحزبية، بالارتهان للخارج، والاحتماء به، والاعتماد عليه، حتى على حساب استقلال بلدهم، وحرية شعبهم، فاتجه الأمريكي- لاغتنام ما اعتبره فرصةً كبيرة- لإحكام سيطرته، عبر فرضه سياساتٍ عدائية، تتجه بالبلد نحو الانهيار التام في كل المجالات:
فعلى المستوى السياسي: استغل الأمريكي التباينات والخلافات لتوسيع الفجوة، وتعميق الانقسام، وتحويل الحالة في الوسط السياسي إلى حالة تنافس في خدمته، والتقرُّب إليه، وتمكينه من التَّدخل أكثر، فكان الوضع في كل المشاكل السياسية يتفاقم، ويسخن، ويتعقَّد، ومعه تظهر أطروحات غريبة، تزيد الأمور سوءًا، وتتجه بالبلد نحو التقسيم، وتحوِّل أداء مؤسسات الدولة إلى فاشلٍ تمامًا ومحبط.
وعلى المستوى الأمني: شهد البلد- آنذاك- انهيارًا أمنيًا تامًا، وتحوَّلت العاصمة صنعاء إلى مسرحٍ مفتوحٍ للمجرمين، وتمكينهم من تنفيذ الاغتيالات للكوادر الأكاديمية، والرموز الوطنية، والشخصيات البارزة، وحتى لمنتسبي الأجهزة الأمنية، وكذلك التفجيرات، بهدف القتل الجماعي، وانتشار الفوضى، وتمكين التكفيريين المجرمين من الانتشار في معظم المحافظات، وحتى في أمانة العاصمة.
وعلى المستوى الاقتصادي: كان الاقتصاد ينهار، والأزمة تشتد، والمعاناة تكبر، بدون حرب ولا حصار! وفي وقتٍ كانت الموارد السيادية من نفط وغاز في كل أرجاء الوطن تحت يد السلطة، وعائداتها متاحة تحت تصرفها، وكل الموانئ مفتوحة، والقروض والمنح متدفِّقة، ومع ذلك تشتد الأزمة الاقتصادية، وتفرض الجرع على شعبنا جرعةً بعد جرعة.
وعلى المستوى الاجتماعي: كانت الروابط تتفكك، والمشاكل والنزاعات تتفاقم، والولاءات السياسية تفرِّق الشمل، ليس فقط على مستوى القبيلة، بل وحتى على مستوى الأسرة الواحدة، وكانت القيم والأعراف تتلاشى، بل كان هناك حملةٌ إعلاميةٌ وتثقيفيةٌ تسيء إلى القبيلة اليمنية والمجتمع اليمني، وتنشر الكراهية والبغضاء، وتثير الأحقاد والنعرات العنصرية، والمناطقية، والمذهبية بشكلٍ مكثف؛ لتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفرِّق شمل أبناء اليمن.
وعلى مستوى التعليم والصحة: كان الانحدار فيهما يتجه بأبناء اليمن إلى اليأس، والإحباط، وانعدام الأمل، فمخرجات التعليم، ووضع المستشفيات، كان تحت الصفر.
وأمَّا على المستوى الاستراتيجي: فلم يكن هناك أي توجهٍ من أجل بناء البلد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والإنتاج المحلي، ودعم الزراعة.
وأمَّا الجيش: فقد تحوَّلت مهمَّته- آنذاك- إلى القتال الداخلي، مع تدمير قدراته العسكرية، التي لها علاقة بالدفاع والتصدي للعدوان الخارجي، كالدفاع الجوي، وكانت حفلات التدمير تتم بإشرافٍ أمريكيٍ مباشر.
وأمَّا القضاء: فقد تحوَّل واقعه- آنذاك- في روتينه الطويل جدًّا، وما دخله من خللٍ كبيرٍ في أنظمته، ومن اختراقٍ من قبل الطامعين والمرتشين إلى مقبرةٍ للعدالة.. وهكذا في كل المجالات كانت الوجهة هي الانهيار التام.
والمؤسف جدًّا: أنَّ الأمريكي كان يدفع بالقادة والمسؤولين والجهات المعنيّة لتنفِّذَ هي تلك السياسات التدميرية، ويريد لليمنيين أن يكونوا هم بأنفسهم من يخرِّبون وطنهم، ويهدمون بنيانهم، ويفسدون حياتهم، ويخسرون استقلالهم، وعزتهم، وكرامتهم، ومستقبلهم، بأيديهم وإملاءاته، في مهزلةٍ مخزيةٍ ومأساوية.
لكنَّ شعبنا العزيز بهويته الإيمانيَّة، وحريَّته المتجذِّرة، وكرامته الأصيلة، كان لهم بالمرصاد، فثار ثورته المباركة لوضع حدٍ لتلك الكارثة، وتميَّزَت ثورة الحادي والعشرين بالفاعلية، والأخلاق، والقيم الراقية، والحكمة، والتسامح، والحرص الكبير جدًّا على السِّلم والشراكة، لكنَّ قوى الشر استمرت في مؤامراتها على شعبنا العزيز، وعندما يئست من استمرار لعبها، ومن نجاح خططها في احتواء الثورة، والعودة إلى استحكام النفوذ والوصاية، اتجهت إلى خطةٍ أخرى، حيث قام الأمريكي والبريطاني- وبدفعٍ وتشجيعٍ وتحريضٍ إسرائيلي- بتوريط قوى إقليمية على رأسها النظام السعودي، والنظام الإماراتي، بشن عدوانٍ غادرٍ وظالم على شعبنا اليمني العزيز، في إطار تحالفٍ تشرف عليه أمريكا بشكلٍ مباشر، وتشارك فيه بريطانيا، عدوانٍ إجرامي، قَتَل فيه التحالف عشرات الآلاف من أبناء شعبنا العزيز، وارتكب جرائم الإبادة الجماعية، فقتل الأطفال والنساء، والكبار والصغار، واستهدف المساكن، والمدن، والقرى، والمساجد، والمدارس، والمستشفيات، والآثار، واستهداف الأسواق، والمتاجر، والمصانع، والثروة الحيوانية، ووسائل النقل، والطرق، والجسور، والموانئ، والمطارات، واستهدف المباني الحكومية، بما يكشف بكل وضوح عن طبيعة العدوان، والأهداف الحقيقية للتحالف، مع حصارٍ خانق، حوَّل الحصول على الغذاء والدواء إلى معضلة، وبتكاليف مرهقة، تفوق القدرة الشرائية لمعظم أبناء الشعب، وزاد من معاناة شعبنا العزيز.
ومع الحصار الخانق، والتدمير الشامل، قام التحالف باحتلال أجزاء واسعة من البلد، وواصل سياسته العدائية في تمزيق النسيج الوطني، وتجييش التكفيريين، والحاقدين، والمرتزقة، والخونة، ليشاركوا مع القوات الأجنبية ضد أبناء وطنهم، وضد شعبهم، وقبائلهم، ومجتمعهم، وليمكِّنوا المحتل من الاحتلال، ويتكفَّلوا بحراسته في المعسكرات والمنشآت، التي يجعل منها قواعد لتثبيت احتلاله، وَصَنَعَ منهم أدوات سياسية، بهدف أن يجعل منهم غطاءً يبرر احتلاله، وأبواقًا إعلامية ينفخ فيها دائمًا بالشتم والسب، والافتراء والبهتان ضد أبناء الوطن.
ومع الحرب العسكرية يشن حربًا ناعمةً إعلاميةً وتضليليةً واقتصاديةً وإفسادية؛ لتفكيك الجبهة الداخلية، وصرف الأنظار، وتحويل الاهتمام عن أفعاله الشنيعة، وعن الأولويات الإنسانية والأخلاقية والوطنية الكبرى في التصدي لحربه وحصاره واحتلاله ومؤامراته على بلدنا.
وبعد أن فشل في احتلال كل البلد، استمرت مؤامراته في الحصار، والحرب الدعائية، ومحاولة استهداف الجبهة الداخلية، وقد تصدَّى شعبنا العزيز للعدوان باستبسالٍ وصبرٍ ووعيٍ وثبات، مستعينًا بالله تعالى، ومتوكلًا عليه، وقدَّم التضحيات الكبرى، وتجلَّى في صموده العظيم مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، وجسَّد العزة الإيمانية، كما في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: من الآية8]، فلم يستسلم، ولم يخنع للأعداء.
واتَّجه أحرار هذا الوطن، من مجاهديه الأعزاء، وجيشه الوفي، إلى بناء القدرات العسكرية، وتصنيع قوَّة الردع، التي تضرب المنشآت الحسَّاسة في عمق المعتدين، كالقواعد الجويَّة، والمنشآت النفطية، والأهداف العسكرية، فامتلك بلدنا- بتوفيق الله تعالى ومعونته- التقنية الصاروخية، وصنعت القوة الصاروخية في تطوُّرٍ تصاعدي أنواع الصواريخ بالمديات المتنوعة: من قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى، وباليستية، ومجنَّحة، وبدقةٍ تامة، وكذلك قسم الطيران المسيَّر، الذي صنع أنواع الطائرات المسيَّرة بمديات ومسافات متنوعة، والقوات البحرية الباسلة التي صنعت أنواعًا مختلفة من سلاح البحرية، وكذلك في القوات الجوية، وسلاح الدفاع الجوي.
ومع الحصار الشديد كان التوجه نحو التصنيع لكل أنواع السلاح والمتطلبات العسكرية: من المدفعية وقذائفها، والقناصات… وغيرها، والخلاصة: من المسدس إلى الصاروخ، وهذا إنجازٌ عظيم، ونتيجةٌ معاكسة لأهداف تحالف العدوان، الذين كان من أول أهدافهم المعلنة: تدمير القدرات العسكرية لبلدنا.
كما تمَّ العمل لإعادة بناء الجيش في المناطق العسكرية والمحاور، وبناء قدراته، ورفع مستوى الأداء القتالي، وترسيخ العقيدة القتالية المنبثقة من انتمائه الإيماني، وقد ظهرت فاعلية وقدرة الجانب العسكري، في العمليات القتالية، والضربات المدمِّرة، والإصابات الدقيقة، وكذلك تم عرض نماذج منها في العروض العسكرية، وكان منها ما تم عرضه اليوم.
وفي الجانب الأمني: تكللت الجهود بالنجاح الباهر، في إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وبتوفيق الله تعالى نجحت في التصدي لمؤامرات الأعداء، حيث كانوا يحاولون فتح حربٍ تخريبيةٍ إجراميةٍ فظيعة: بالاغتيالات، والتفجيرات، على غرار ما فعلوه في العراق وأسوأ، ففشلوا في ذلك إلى حدٍّ كبير، واعتقلت الأجهزة الأمنية عشرات الخلايا الإجرامية.
وفي المجال الاقتصادي: كانت مؤامرات الأعداء دنيئةً جدًّا، وفي غاية الظلم والقسوة والتوحش، فلم يكتفوا بالحصار الشديد، وتدمير المتاجر، والمزارع، والمصانع، والسيطرة على النفط والغاز، وحرمان الشعب من عائداته كثروةٍ وطنيةٍ أساسية، وإصابة الوضع الاقتصادي بالشلل؛ من أجل تعطيل الأعمال، بل كانوا يستهدفون العملة الوطنية، ويحاولون أن يصلوا بها إلى الانهيار؛ لتوجيه ضربةٍ أخيرة تقضي على ما بقي من تماسكٍ اقتصادي، وكان لهم مؤامرات أخرى من هذا القبيل، بدأوها باستهدافهم البنك المركزي.
وقد بذل الإخوة المعنيون في الجهات الرسمية، واللجنة الاقتصادية، جهدًا كبيرًا في التصدي لمؤامرات الأعداء، ووفَّقهم الله في فشل العدوّ في الانهيار للعملة، حيث كانت خطط العدوّ تنجح فقط في المحافظات المحتلة، وتفشل في المحافظات الحرّة.
وأمَّا في الجانب الخدمي: فمع التدمير الممنهج من جهة تحالف العدوان للطرق، والجسور، والمنشآت الخدمية، فقد سعت الجهات الرسمية إلى مواصلة تقديم الخدمات، من واقع ظروفٍ صعبة، وإمكاناتٍ محدودة، في ترميم الطرقات، وإعادة بعض الجسور، وإعادة تشغيل الكهرباء في بعض المدن… ومشاريع أخرى.
شعبنا العزيز: لقد كان من الطبيعي أن تكون الأولوية الأولى والكبرى هي التصدي للعدوان؛ إذ هي أولويةٌ بكل الاعتبارات: الإنسانيَّة، والأخلاقية، والدينية، والوطنية، ولا تزال أولوية، حتى يتم إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، ولكننا لن نتجاهل الأولوية الأخرى، في تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة، كهدفٍ أساسيٍ من أهداف ثورتنا المباركة، ومطلبٍ شعبيٍ نعمل على تلبيته.
وبالرغم مما يبذله الأحرار الصابرون المخلصون من مسؤولي الدولة، من جهدٍ في كل المجالات، في ظل الظروف الصعبة جدًّا، والاستهداف العدائي من التحالف، فإنَّ كثيرًا من الإشكالات الموروثة من الماضي، في: الأنظمة، والسياسات، والقوانين، والإجراءات، مع وجود بعضٍ من المدسوسين في مرافق المؤسسات، الذين بقيت لهم ارتباطاتهم بالأعداء، ووجود البعض من المسؤولين المقصِّرين، والبعض من منعدمي الكفاءة؛ كل ذلك كان له تأثيره السلبي في أداء مؤسسات الدولة، سواءً في المجال الاقتصادي، وتنمية الموارد، وإنجاز المعاملات، وتهيئة بيئةٍ ملائمةٍ للاستثمار، وفي العلاقة مع القطاع الخاص، وتشغيل اليد العاملة، والحركة في الإنتاج الداخلي، وتحقيق النهضة الزراعية بالقدر المطلوب، وتعزيز التعاون مع الشعب بالقدر اللازم في التوجه نحو الإنتاج، فالمؤسسات الرسمية مع وجود مسؤولين مخلصين وجادّين، وصبر الآلاف من الموظفين على انعدام الراتب، ومحدوديَّة النفقات التشغيلية، تعاني أيضًا من تلك الاختلالات والأمراض المزمنة، من: وجود أسلوب الابتزاز المالي من بعض المسؤولين، والروتين الرسمي البطيء جدًّا في إنجاز المعاملات، كما كان لتلك الإشكالات تأثيرها السلبي على القضاء، بالرغم من الجهود المضنية للمخلصين الصادقين من كوادره الأوفياء، لكنَّ حجم الاختراق، والظواهر السلبية، والأنظمة الفاشلة الموروثة من الماضي، أثَّرت على أدائه تأثيرًا مؤسفًا.
وخلاصة الكلام: إنَّ حجم العدوان، والحصار، والمؤامرات العدائية، يأخذ حيزًا أكبر في الوضع المزري لبعض مؤسسات الدولة، ومحدودية الإمكانات، وهو السبب الرئيسي في توقف الراتب، الذي كان مصدره الأساسي هو عائدات النفط والغاز، وإضافةً إليه: موروث الماضي، في الاختلالات السلبية المعتادة في أداء بعض الموظفين، وفي الأنظمة والقوانين التي تحتاج إلى إصلاح، ومضافًا إليه: من لا يمتلكون الرؤية الصحيحة، أو الكفاءة بحجم المسؤولية، وبناءً على ذلك: فالعمل على إصلاح وضع مؤسسات الدولة هو ضرورةٌ وطنية، ومطلبٌ شعبي، وأساسٌ مهمٌ لصمود البلد في وجه الأعداء ومؤامراتهم، وتحويل التحدي إلى فرصة، والعمل وفق رؤيةٍ صحيحة، تؤدِّي فيها مؤسسات الدولة دورها في توفير البيئة، والظروف المناسبة لنهضة الشعب، وحركته الاقتصادية، وإدارة وتنمية الموارد؛ بحيث تكون السياسة الاقتصادية معتمدةً على تنمية الموارد؛ لتنمية الإيرادات، بدلًا عن الاعتماد كليًا على الجباية المالية المرهقة للمواطنين.
إنَّ حجم الاختلالات في الوضع الرسمي يتطلب تغييرًا جذريًّا، يُعيد للشعب الأمل والانتعاش، ويؤسس لمرحلةٍ جديدة، تؤدِّي فيها مؤسسات الدولة دورها في خدمة الشعب، بمسؤولية، وأخلاق، وقيم، ورقابةٍ صارمة، وبسياساتٍ صحيحةٍ وسليمةٍ ومثمرة، وتستفيد من التقنيات الحديثة، في اختصار الإجراءات، وسرعة إنجاز المعاملات، وتحديث الإدارة، وتنطلق من رؤيةٍ صحيحة في البناء الحضاري والاقتصادي، تحوِّل بلدنا إلى مُنْتِج، وليس معتمدًا كليًا على الاستيراد لكل شيء، حتى لأبسط متطلباته.
إنَّ الأسس والمنطلقات التي سوف نعتمد عليها في التغيير الجذري هي: الهُوية الإيمانية لشعبنا يمن الإيمان والحكمة، وبرؤيةٍ جامعة، في إطار القواسم المشتركة، وكذلك الشراكة الوطنية التي نسعى لتعزيزها وترسيخها، وتحقيق الاستقلال والحرية لبلدنا، واستعادة اللحمة الوطنية، والبناء الحضاري.
وإنَّ المرحلة الأولى للتغيير الجذري- والتي سوف توفِّر أرضيةً صلبةً، ورؤيةً صحيحة، ومنطلقًا ثابتًا وسليمًا – سنعلن عنها- إن شاء الله تعالى- في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وإنَّني في ختام هذه الكلمة أتوجه إلى شعبنا العزيز بالشكر والإشادة والتقدير، على تفاعله الكبير مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بما يعبِّر عن هويته الإيمانية، وأرجو أن يكون حضور جماهير الشعب في يوم المناسبة، حضورًا مليونيًا وعظيمًا وغير مسبوق.
نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية

الثورة نت /..

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية ليوم الخميس 16 ذو الحجة 1446هـ الموافق 12 يونيو 2025م.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

في تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي، الإجرامي، الوحشي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وما يرتكبه من إبادةٍ جماعية على مدى عشرين شهراً، في هذا الأسبوع كان هناك الكثير من الجرائم، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في هذا السياق، وكانت حصيلة جرائمه في هذا الأسبوع نفسه: أكثر من (ألفين وأربعمائة) من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، منذ بداية العدوان والى اليوم، واستمراره على مدى أكثر من ستمائة وخمسة عشر يوماً، إلى: أكثر من (مائة واثنين وتسعين ألفاً) ما بين شهيدٍ، ومفقودٍ، وجريحٍ، من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، وبذلك تصل نسبة الإبادة من السكان في قطاع غزَّة قُرابة 9%، وهي نسبة عالية جداً، ربما لا سابقة لها فيما قد جرى من الحروب، ولاسيَّما في هذا العصر الحديث، في هذا النطاق الجغرافي المحدود.

العـــدو الإسرائيـــلي، مع جرائمه بالغارات، والقنابل الأمريكية، والقصف المدفعي، وكل ما يستخدمه من أصناف وأنواع الجرائم، في القتل لأبناء الشعب الفلسطيني، والاستهداف الشامل لهم، هو أيضاً هنَّدس عملية الإبادة بالتجويع مع الإبادة بالقتل، من خلال مصائد الموت، ومراكز الإعدام، التي حاول- ومعه الأمريكي- أن يلتف من خلالها على مسألة توزيع المساعدات الإنسانية، على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وسعى لأن يجعل منها وسيلةً للإبادة، وأن يُهَنِّدس من خلالها عملية التجويع، في جريمةٍ كبيرةٍ جداً، تتنافى مع كل القيم والأخلاق، وفي تنكُّرٍ لكل القوانين، ولكل الأعراف الدولية، وفي تجاوزٍ لها، العدو الإسرائيلي حاول أن يجعل من مسألة توزيع المساعدات مصائد للموت، ومراكز للإعدام بكل ما تعنيه الكلمة، من خلال ما أنشأه من مراكز، ويتحكَّم هو بعملية التوزيع، ما إن يجتمع الجائعون من أبناء الشعب الفلسطيني، جائعون بأنفسهم، والذين يريدون الغذاء أيضاً لأهاليهم وأُسَرِهم بالآلاف للحصول على تلك المساعدات، حتى يقوم بإطلاق النار عليهم بشكلٍ جماعي، والمشاهد لعمليات إطلاق النار بشكلٍ عشوائيٍ وجماعي، والاستهداف الشامل لهم أثناء تجَّمعهم، مشاهد مأساوية جداً، تكشف عن فظاعة هذه الجريمة، وهذا الأسلوب الإجرامي، الذي يستخدمه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

العدو الإسرائيلي من خلال ذلك، هو يتعامل مع الشعب الفلسطيني، ليجعل أبناء الشعب الفلسطيني بين حالةٍ من حالتين:

– إمَّا الموت جوعاً.

– وإمَّا أن يذهب إلى مراكز ما يسميِّها هو بمراكز توزيع المساعدات؛ فيعمل على قتلهم وإبادتهم.

وقد تصاعدت عمليات الجرائم والاستهداف، للذين يتجمَّعون بهدف الحصول على تلك المساعدات، وهي من أبشع الجرائم، ومن أسوأ أشكال الاستغلال، الهادف إلى تحقيق هذا الهدف السيء جداً في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

العدو الإسرائيلي، منذ مائة يوم، أو أكثر من مائة يوم، وهو يمنع دخول المساعدات، وتوزيعها عبر الأمم المتَّحدة، والمنظمات الدولية، التي كانت تقوم بعملية التوزيع، وعبر (الأونروا)، وسعى إلى أن يجعل منها- كما ذكرنا- مصائد للإبادة والقتل، ومراكز للإعدام، والمشاهد التي نُشِرت تكشف هذه الحقيقة لكل الناس، وتُجَلِّي هذه الحقيقة.

فيمــا يتعلَّـق بالقــدس والمسجــد الأقصـى:

– يستمر الأعداء الصهاينة اليهود في الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى، وأداء طقوسهم التلمودية، ورقصاتهم الساخرة، وعباراتهم المعبِّرة عن عدائهم للإسلام والمسلمين، وعن توجُّهاتهم العدائية ضد المسجد الأقصى.

– أيضاً يوسِّعون من أعمالهم العدوانية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس:

o من إنشاء مغتصبات استيطانية في مناطق متفرقة من مدينة القدس.

o ومن توسيع أيضاً للمغتصبات السابقة بشكلٍ أكبر.

o وكذلك بالاستيلاء على أراضٍ فلسطينية في القدس.

o كذلك عمليات هدم وإخلاء تستهدف ممتلكات الشعب الفلسطيني ومنازله.

وهناك أحياء ومناطق عليها تركيز كبير في القدس، مثلما هو حي الشيخ جراح، وكذلك منطقة سلوان، وجبل المُكَبِّر، والعيسوية… وغيرها، وهي من أهم المناطق في مدينة القدس.

العدو الإسرائيلي أيضاً- في غير مدينة القدس- في الخليل، يكثِّف أعماله ومساعيه الهادفة إلى الاستيلاء التام على المسجد الإبراهيم، بقدسيته المهمة للمسلمين، هو يحاول أن يحوِّله إلى كنيسٍ يهودي، ما يُنَفِّذه من قيود كبيرة على المسلمين في دخولهم إلى المسجد الإبراهيمي، وما يفتحه من مجال لليهود، وغير ذلك من البرامج الهادفة إلى تحقيق هدفه ذلك.

فيمــا يتعلَّـق بالضِّفَّـــة الغربيـــة: العدو الإسرائيلي مستمرٌ في:

– كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات بشكلٍ يومي: من قتلٍ، واختطافٍ، وهدمٍ، وتجريفٍ، ومصادرة أراضٍ واغتصابها.

– والاعتداء من قبل قطعان المغتصبين المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني بكل أشكال الاعتداءات: الاعتداءات على منازلهم، على مواشيهم، على مزارعهم… كل أشكال الاعتداءات التي ينفِّذونها.

– كذلك عمليات التهجير من عِدَّة مخيمات في الضِّفَّة الغربية.

– المحاصرة أيضاً للمدن والبلدات في الضِّفَّة الغربية، إنشاء أعداد كبيرة جداً من الحواجز العسكرية التي تفصل فيما بينها.

– ووضع القيود الكثيرة على حركة أبناء الشعب الفلسطيني من تلك المدن والبلدات.

هم يعملون على تقطيع أوصال تلك المدن والبلدات، قرار العدو الإسرائيلي بإنشاء (اثنين وعشرين) مغتصبةً جديدة في الضِّفَّة، يعني: مصادرة مساحة كبيرة من الضِّفَّة الغربية، والمزيد أيضاً من الحصار والعزل للبعض من المدن والبلدات في الضِّفَّة الغربية، وهذا أيضاً على المستوى العملي، هو إنهاء فعلي لفكرة حل الدولتين، وفق الرؤية التي تتبناها الأمم المتَّحدة، وتتبناها بعض الدول الغربية، والأنظمة الرسمية العربية.

العدو الإسرائيلي هو واضحٌ في أنه أنهى هذه الفكرة تماماً؛ لأنه لم يكن يريدها من الأساس؛ إنما كان يستخدم تعاطيه مع هذا العنوان لفترة زمنيَّة معيَّنة كأسلوب مخادع للشعب الفلسطيني، ومخادع للأنظمة العربية، مخادع للمسلمين، ولكنه واضحٌ تماماً من خلال ما يقول، وما يفعل، وما يتَّخذه من قرارات وإجراءات، في أنه لا يريد ذلك بتاتاً، وأنه يسعى لإحكام سيطرته الكاملة على كل فلسطين، وأنه مُتَّجهٌ إلى ما وراء ذلك، في إطار مخططه الصهيوني العدواني المعروف؛ بل حتى التصنيفات التي كانت في (اتِّفاقيات أوسلو)، وفي (طابا)، في ما يتعلَّق بمناطق (أ)، و(ب)، و(ج) في الضِّفَّة الغربية، هذه انتهت عملياً منذ العام ألفين، وتجاوزها العدو الإسرائيلي بشكلٍ تام.

ولـذلك يظهر بشكلٍ واضح أنه لا مبرر للسلطة الفلسطينية، في سياساتها السلبية تجاه الإخوة المجاهدين في الضِّفَّة الغربية، وتجاه فصائل المقاومة بشكلٍ عام في فلسطين، ومن واجبها أن تُغَيّر سياستها السلبية؛ لأنها تتبنى اتِّجاهاً ليس له أي مؤشرات ولا دلائل على نجاحه، المدى الزمني الطويل لهذا المسار، وما نتج عنه في أرض الواقع، يثبت أنه مسارٌ فاشل، العدو الإسرائيلي لا يريد السلام، لا يريد أن يُسَلِّم الشعب الفلسطيني شيئاً من أرضه، هو يتَّجه عملياً إلى حسم المسألة بشكلٍ كامل؛ ولـذلك، الخيار الصحيح، الخيار الفعال، الخيار الوحيد، هو: خيار المقاومة، ما عداه ليس هناك إلى الاستسلام، والضياع، والخسارة لكل شيء. لابدَّ من الجهاد في سبيل الله، لابدَّ من المقاومة، لابدَّ من التحرك العملي لردع العدو الإسرائيلي، والسعي لإبطال آماله تلك وأهدافه تلك.

في مقابل كل الهجمة والوحشية والإجرام، الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة، ومن بين الدمار والحصار والجوع، يواصل الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة تصدِّيهم بكل بسالةٍ وفاعليةٍ للعدو الإسرائيلي، ويلحقون بعصاباته الإجرامية- التي يسميِّها بالجيش- الخسائر المباشرة، من قتلى وجرحى، وتدمير وإعطاب الآليات العسكرية:

– ونفَّذت كتائب القسام أكثر من (ستة عشرة) عملية متنوعة:

o من استهدافٍ لآليات.

o من قنصٍ لأولئك الجنود المجرمين.

o من عمليات استهداف بقذائف الهاون.

o بالاشتباك المباشر مع العدو في كمائن نوعية، وناجحة، ومحكمة.

وحصيلة خسائر العدو الإسرائيلي خلال هذا الاسبوع هي تشهد- فعلاً- على الفاعلية العالية لهذه العمليات، ومدى تأثيرها، الحصيلة هذا الأسبوع هي حصيلة مهمة في خسائر العدو، وهي تبيِّن تأثير هذه العمليات، والبسالة والتماسك، والجرأة والثبات العظيم للإخوة المجاهدين في كتائب القسام.

– وكذلك سرايا القدس، نفَّذت عدداً من العمليات البطولية والمهمة، ومن ضمنها: الاستهداف للعدو إلى (عسقلان) برشقة صاروخية.

– بقيَّة الفصائل كذلك لها دورها، ومشاركتها، وإسهامها، في التَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة.

العدو الإسرائيلي لفشله الواضح في عدوانه، على مستوى العمليات البرية على قطاع غزَّة، لجأ إلى الاستعانة بمجموعاتٍ إجرامية، من المجرمين الخونة، الذين خانوا الشعب الفلسطيني، وقاموا بالتعاون مع العدو الإسرائيلي؛ ولكنَّ هذا بمثل ما يدل على فشله، هو أيضاً خيارٌ فاشل، لن يُحَقِّق له أهدافه التي يُؤَمِّلُهَا.

فيمــا يتعلَّـق بلبنـــان:

صعَّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته، من خلال عدوانه الكبير على الضاحية الجنوبية ليلة عيد الأضحى، في أكبر تصعيد منذ اتِّفاق وقف إطلاق النار بين (الدولة اللبنانية، والجهات الدولية الضامنة، والعدو).

والعدو الإسرائيلي أيضاً يُصَعِّد ويواصل عدوانه على لبنان بكل أشكال الاعتداءات، من: جرائم القتل، والاختطاف، والتجريف، والهدم للمنازل، الاختطاف حتى للصيادين وللرعاة، وهي جرائم متنوعة، واعتداءات مستمرَّة، تكشف أنه لا يُعتمد عليه، ولا يُوثَق به، ولا حتى بالضامنين عليه في مسألة الاتِّفاقيات، وأن خيار المقاومة هو خيارٌ حتمي؛ ولـذلك يفترض بكل اللبنانيين أن يلتفوا أكثر وأكثر حول المقاومة في لبنان، وحول حزب الله في لبنان؛ باعتباره- فعلاً- الضمانة الحقيقية لدفع الخطر الإسرائيلي عن لبنان.

في ســوريـــا:

– نَفَّذ العدو الإسرائيلي غارات جوية.

– وكذلك استهدف بعض المناطق بالقصف المدفعي.

– نَفَّذ أيضاً عمليات توغُّل، وإنشاء حواجز.

– وعمليات دهم للمنازل، وتفتيش.

– عمليات تجريف لبعض الأماكن الزراعية، ولبعض الغابات والأحراش.

– وحتى مصادرة للمواشي، العدو الإسرائيلي صادر ونهب قطيعاً من الأغنام، يُقَدَّر بحوالي (مائتي رأس).

العدو الإسرائيلي، في هذه الجرائم الرهيبة والاعتداءات الكبيرة: بالإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، باعتداءاته على المسجد الأقصى، واستهدافه للمسجد الأقصى ومدينة القدس، وفي الضِّفَّة الغربية، بسائر اعتداءاته، بإصراره على مصادرة الحق الفلسطيني، ومساعيه الدائمة لتصفية القضية الفلسطينية بكلها، وبكل ما يتعلَّق بها، باعتداءاته المستمرَّة على لبنان وعلى سوريا، بهذا النهج العدواني والإجرامي، هو يكشف عن تَنَصُّلِهِ عن كل خياراتٍ أخرى للتسوية، أو لما يراهن عليه البعض في الأنظمة العربية من حلول، يقدِّم فيها العرب التنازلات؛ بهدف تحقيق السلام.

وهو يواصل مساره الإجرامي معتمداً بشكلٍ أساسيٍ على الدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية من جانب، هذا من أكبر ما يحفِّزه على ما هو فيه من تصعيد، واعتداءات، وتجاوز لكل شيء: تجاوز للقوانين والأنظمة والأعراف، وتنكُّر لكل الدعوات العالمية لوقف جرائمه، هو يعتمد بشكلٍ أساسي على الدعم الأمريكي والشراكة الأمريكية من جانب.

ومن جانبٍ آخر: من أكبر ما شجَّعه على مواصلة ما يقوم به من جرائم، واعتداءات، وعدوان، هو التخاذل العربي، ومن حوله الإسلامي في معظمه، معظم الأنظمة العربية وفي العالم الإسلامي بشكلٍ عام، هي متخاذلة بشكلٍ كبير جداً، هم لا يقدِّمون ولا أقل القليل للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأَعِزَّاء، ولا يتَّخذون أي مواقف عملية، في مقابل استمرار العدو في الإبادة الجماعية، استمراره في كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات، وفي أبشع الجرائم وأفظعها، وهذا يشجِّعه، مهما أقدم عليه من تصعيد، مهما ارتكبه من جرائم، مهما أقدم عليه من خطوات عدائية، حتى تجاه مقدَّس من أهم مقدَّسات المسلمين (المسجد الأقصى)، هو يجد أنَّ الموقف هو الموقف، أنَّ الحال هو الحال لمعظم الأنظمة العربية، ومن حولها أيضاً معظم الأنظمة الإسلامية، في أنها لم تتحرك عملياً بشكلٍ جاد ضد ما يقوم به العدو الإسرائيلي، وهذا هو تفريطٌ عظيم في مسؤولية إنسانية، ودينية، وأخلاقية، وتفريط في قضايا تهم هذه الأُمَّة، هناك ما يهدد هذه الأُمَّة في أمنها، في دينها، في دنياها، في مصالحها، ما يشكِّل خطورةً كبيرةً وحقيقيةً عليها، وتتعاظم هذه الخطورة نتيجةً لهذا التخاذل، وهذا التجاهل غير المبرر، غير المبرر إطلاقاً؛ لأن بوسع هذه الأُمَّة أن تفعل الشيء الكثير.

باتت حالة الأنظمة العربية، ومن حولها معظم الأنظمة الإسلامية، أنها وصلت إلى مستوى لا يرقى إلى موقف الكثير من البلدان والدول غير الإسلامية، التي اتَّخذت خطوات عملية في المقاطعة الاقتصادية للعدو الإسرائيلي، في المقاطعة الدبلوماسية للعدو الإسرائيلي، في مواقف سياسية متقدِّمة على الكثير من الأنظمة العربية، والكثير من الأنظمة الإسلامية، وهذا معيبٌ من جهة، وفي نفس الوقت تفريطٌ وإخلالٌ واضح بالالتزامات الإيمانية، والدينية، والإنسانية، والأخلاقية، ويشكِّل خطورة كبيرة على هذه الأُمَّة؛ لأنها حينما تصل إلى هذا المستوى من التخاذل، وعدم الالتفات ولا الاهتمام إطلاقاً بقضايا ذات أهمية كبيرة جداً، في وزنها الديني والإيماني والأخلاقي، ومستوى أهميتها الإنسانية، وكذلك مستوى أهميتها فيما يتعلَّق بأمن هذه الأُمَّة، فيما يتعلَّق أيضاً بدين ودنيا هذه الأُمَّة.

تفريط بهذا المستوى له عواقبه المحتومة، في وعيد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فيما توعَّد به في القرآن الكريم، وفي سُننه في عباده، وفي سننه في عباده؛ لأن هذه الحالة من التخاذل والتفريط العظيم، الذي وصل إلى هذا المستوى من التَّفرُّج، وكأنَّ هذه الأُمَّة غير معنية- أصلاً- بما يحصل على الشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ منها، وبلده جزءٌ من البلاد الإسلامية والعربية، والمسجد الأقصى من أهم مقدَّسات هذه الأُمَّة، ثم هم لا يفعلون ولا أقل القليل، ولا يقدِّمون ولا أقل القليل للشعب الفلسطيني، معظم الأنظمة العربية والإسلامية، ماذا تُقدِّم للإخوة المجاهدين في فلسطين، لحركات المقاومة في فلسطين؟! بل البعض من الأنظمة متواطئ مع العدو، ويصنِّف تلك الحركات المجاهدة في فلسطين بالإرهاب! وهذه الحالة خطيرة جداً.

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” حينما قال في القرآن الكريم، في وعيده للمتربصين المتخاذلين، الذين اتَّجهت كل اهتماماتهم نحو حسابات المصالح بالمفهوم الخاطئ، الذي- في نهاية المطاف- سيخسرون حتى تلك المصالح التي آثروها، ومن أجلها تنصَّلوا عن مهامهم ومسؤولياتهم المقدَّسة:

– {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:24].

– {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة:39].

– حينما يقول: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب:16]، {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب:16].

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في وعيده الحق، وهو على كل شيء قدير، يأتي بالمتغيرات، والتي تتضمن تنفيذ وعيده، هو على كل شيء قدير، هو لا يعجز ولا يعيا في تدبيره وفي قدرته عن تنفيذ ما توعَّد به؛ ولـذلك فالمسألة مسألة وقت، إذا لم يعي أبناء هذه الأُمَّة، ولم يتَّجهوا بِجِدِّيَّة إلى النهوض بمسؤولياتهم وواجباتهم، التي عليهم القيام بها تجاه ما يحدث على الشعب الفلسطيني، ما يحدث ليس بالشيء الهين ولا البسيط، شاهدوا التلفاز، شاهدوا المشاهد المأساوية، والمؤلمة، والمحزنة جداً لمظلومية الشعب الفلسطيني، حتى في أيام عيد الأضحى، شاهدوا كيف كان العيد في قطاع غزَّة، كيف كانت حالة النازحين، الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية الحارقة والمدمِّرة إلى خيامهم؛ فيشويهم بها، ويشوي بها الأطفال والنساء، شاهدوا حالة الجوع، والبؤس، والحرمان، والمعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

هذه الأُمَّة بوسعها- على مستوى أنظمتها وبلدانها- أن تقدِّم الشيء الكثير للشعب الفلسطيني، بدلاً من تقديم تريليونات الدولارات للأمريكي، الذي يقدِّم كل الدعم الكامل من قنابل وكل أنواع السلاح للعدو الإسرائيلي، ويقدِّم له أيضاً المال، المبالغ المالية التي قدَّمها للعدو الإسرائيلي خلال عام تُقَدَّر بـ(عشرين مليار دولار)، خلال عامٍ واحد! فما بالك بما يقدِّمه له بشكلٍ مستمر!

المسألة خطيرة جداً، فالله آتٍ بأمره، والله منجزٌ ما توعَّد به، والمسألة خطيرة جداً في حالة التخاذل، والتفريط في المسؤوليات الكبيرة والعظيمة؛ لأن هذا التفريط له دوره الكبير في تشجيع العدو الإسرائيلي، كلما رأى الأُمَّة متخاذلةً أكثر؛ كلما تجرَّأ على أن يستمر ويواصل أكثر وأكثر في إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، في تجويعه للشعب الفلسطيني، في التعطيش… في كل أنواع الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

ثم هذا المستوى من التخاذل، هو مما يكشف الحالة المؤسفة جداً لمعظم الأنظمة، وهي حالة أيضاً متفشِّية في أوساط الشعوب، حالة الإفلاس الإنساني والأخلاقي، وهي حالة خطيرة جداً في واقع أُمَّتنا.

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” جعل شعائره وفرائضه الدينية، وحتى المناسبات الدينية، مما له أهميته في أثره التربوي، وفي الارتقاء الإيماني والأخلاقي لأبناء هذه الأُمَّة؛ لأن أبناء هذه الأُمَّة هم بحاجة ماسَّة إلى هذه التربية، التي ترتقي بهم على المستوى النفسي والأخلاقي والإيماني، وفي تعزيز الثقة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مما له أهميته في ميدان العمل، ولكن حينما لا يكون هناك التفات جاد للاستفادة من هذه المناسبات الدينية؛ فهذا يجعل الأُمَّة ضائعة، مهما كان هناك من مناسبات، من شعائر، من فرائض، هي تؤدِّيها بشكلٍ منفصلٍ تماماً عن أهدافها التربوية، وعن أثرها العظيم على المستوى النفسي، ثم على المستوى العملي.

أتى موسم الحج، والحجاج يُتِمُّون فريضة الحج، فريضة الحج هي من أعظم الفرائض الدينية، فريضة الحج هي من أهم الشعائر الإسلامية، ولها أهدافها التربوية، ولها أيضاً أهداف واسعة ومهمة في دين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

في أول حجٍ إسلاميٍ ما بعد فتح مكة، أعلن الرسول “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” البراءة من المشركين، وأرسل علياً “عَلَيْهِ السَّلَامُ” لتبليغ البراءة في الحج، في أول حجٍ إسلامي، وأصبح للحج الإسلامي ميزته وفق تعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ووفق شرعه:

– فيما له من أثرٍ تربويٍ في التربية على تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفي الارتقاء الإيماني.

– وفيما له أيضاً من أهمية في ترسيخ الوحدة بين المسلمين، الوحدة القائمة على الاعتصام بحبل الله جميعاً، الوحدة القائمة على النهوض بمسؤولياتهم الجماعية، والاهتمام بقضاياهم وتوجُّهاتهم في إطار تعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

ولـذلك كان للحج أهميته وفاعليته في حيوية الأُمَّة، في قوتها، في عزتها، في توحدها، في تعاونها.

الآن تؤدَّى هذه الفريضة بكل برودة، بشكلٍ منفصل عن غاياتها، عن أهدافها، عن آثارها، وبشكل مجمَّد، يفقدها الكثير، ويفرِّغها من مضمونها المهم؛ فتبقى أشبه ما يكون بطقوس مُعَيَّنة لها أثر محدود في مستوى معيَّن، في الوقت الذي نرى الأُمَّة في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة من هذه الفريضة، ليكون لها أثرها في الواقع التربوي للأُمَّة، وفي إحياء هذه الأُمَّة من جديد، أن تحيا من جديد، كما أحياها الله بالإسلام في صدر الإسلام.

كذلك فيما يتعلَّق بعيد الأضحى، وهو مناسبة دينية عظيمة، ويقدِّم لنا الدروس المهمة في التسليم لأمر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فوق كل شيء، وهذا ما تحتاج إليه الأُمَّة، هناك فجوة كبيرة جداً في مسألة الالتزام بتعليمات الله وتوجيهات الله في واقع الأُمَّة، وهذه الفجوة لها أثرها السلبي جداً على الأُمَّة في واقعها، وفي حياتها؛ لأن أوامر الله وتوجيهات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” كلها حكيمة، فيها الخير لنا، فيها العِزَّة لنا، فيها الحُرِّيَّة والكرامة، فيها كل الخير في الدنيا والآخرة، فكل إخلال بهذه التوجيهات والتعليمات، التي أمرنا الله بها ووجَّهنا إليها، له نتائجه، له آثاره السيئة في واقع الحياة، وهذه المشكلة خطيرة علينا كأمةٍ مسلمة، نحتاج إلى الالتفاتة الجادّة والواعية، وإصلاح العلاقة بهدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وبتعليماته، وإصلاح النظرة إليها، حتى تكون نظرةً صحيحة، وهذا ما يمكن أن يرتقي بنا.

هذه المناسبات التي تُرَبِّينا على تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والله قال عن الحج نفسه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:197]، من أهم آثارها التربوية والإيمانية: أنَّها ترفع- في من يتأثر بها، ويستفيد منها، وينتفع بها- مستوى الشعور بالمسؤولية، يشعر بمسؤوليته أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويدرك خطورة التفريط في هذه المسؤولية، ونحن أُمَّة عليها مسؤوليات كبيرة، ومسؤوليات مهمة، ومسؤوليات مقدَّسة: مسؤولية الجهاد في سبيل الله تعالى، مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… هذه مسؤوليات عظيمة ومهمة جداً، والأُمَّة في إخلالها بها تركت فراغاً في الساحة العالمية لصالح قوى الشر والإجرام والظلم، ثم تحوَّلت الأُمَّة إلى ضحية بنفسها، فلم يبق لها دورها على المستوى العالمي، لتكون هي الأُمَّة التي تنشر الخير في العالم، وتواجه الشر، وتتصدَّى للشر، لتكون هي الأُمَّة التي تنشر النور في العالم، وتتصدَّى لظلمات الطاغوت، لتكون هي الأُمَّة التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؛ فأصبحت ساحتها- هي- ساحة للظلم، وللمنكرات، ولحركة قوى الظلام والضلال والباطل، من أعداء هذه الأُمَّة وأعداء الإنسانية.

ولـذلك هذه الحالة هي مؤسفة جداً، وينبغي لكل من يتحركون في إطار النشاط التوعوي والتبليغي في أوساط الأُمَّة، أن يعيدوا هذه الأُمَّة، ومن خلال القرآن الكريم، إلى الاهتداء بهدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وإلى التعامل مع هذه المناسبات الدينية لتكون محطات تتزود منها الأُمَّة تربوياً وأخلاقياً، وترتقي إيمانياً، وتعالج هذه الحالة التي تنعكس على واقعها بكله، ثم يكون لها أضرارها الكبيرة في واقع الأُمَّة.

عندما يكون أهل الباطل، أهل الشر، أهل الإجرام، أهل الطغيان والعدوان؛ أكثر اهتماماً، أكثر جداً، أكثر حرصاً، أكثر مثابرةً، وأكثر اهتماماً من هذه الأُمَّة في قضاياها العادلة، في مظلوميتها، في مسؤولياتها المقدَّسة… وغير ذلك، هذه المفارقات مؤسفة جداً، ولا تليق أبداً، وتدل على مدى الخلل الكبير في واقع الأُمَّة، والذي يشكِّل خطراً عليها ليس فقط في الدنيا؛ وإنما في الآخرة أيضاً.

كذلك فيما يتعلَّق بالاستفادة من التاريخ، والأحداث التاريخية، واقتباس الدروس منها، في الأيام الماضية مرَّت بنا ذكرى ما يسمَّى بـ[النكسة]، (ذكرى النكسة) هزيمة حزيران 1967م، حينما تمكَّن العدو الإسرائيلي- آنذاك- من إلحاق الهزيمة بثلاثة جيوش عربية، مسنودة عربياً، واحتل- آنذاك- بقية فلسطين، وأجزاء من دول عربية أخرى خلال ستة أيام فقط، خلال معركة ستة أيام فقط، الجيوش العربية- آنذاك- لم تكن تنقصها العُدَّة، ولا العتاد، كانت متمكِّنة، وكانت تمتلك بأكثر مما يمتلكه العدو الإسرائيلي، فيما يتعلَّق بالعدَّة والعتاد.

تلك الهزيمة كان لها تأثيرها السيء جداً على المستوى النفسي والمعنوي، وبشكل غير مبرر، على الأنظمة العربية، بل وحتى فيما يتعلَّق بالجانب السياسي، والخيارات السياسية والمواقف، بالرغم من أنَّ العرب اجتمعوا فيما بعد ذلك- بعد تلك النكسة والهزيمة- في السودان، وأعلنوا لاءاتهم الثلاث: [لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف]، إلَّا أنهم عملياً اتَّجهوا عكس ذلك تماماً، لم يعالجوا وضعهم، ولم يشخِّصوا بِدِقَّة الأسباب التي كانت وراء هزيمتهم، ولم يعملوا على معالجة تلك المشكلة، بل اتَّجه أكثرهم الاتِّجاهات الخاطئة التي تخدم العدو الإسرائيلي.

لو أنهم اتَّجهوا فقط لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بشكلٍ جاد، وتسليحه، وتدريبه، وتأهيله، ودعمه اقتصادياً، وعسكرياً، وسياسياً، بالشكل المطلوب؛ كان هذا الخيار لوحده فعَّال، ومؤثِّر، ومهم جداً، لكان خياراً فعَّالاً ومؤثراً ومفيداً، لكنهم- حتى مع الوقت، حتى مع المتغيرات التي حدثت فيما بعد- لم يستفيدوا من نموذج المقاومة الناجح، المقاومة الفلسطينية للإخوة المجاهدين في الحركات الجهادية الفلسطينية، ولا المقاومة اللبنانية، التي حققت أيضاً في ما بعد نجاحات وانتصارات كبيرة وعظيمة ومهمة، في الوقت الذي ثبت نجاح ذلك النموذج، وألحق الهزائم تلو الهزائم بالعدو الإسرائيلي، لم يبادروا إلى احتضانه، إلى دعمه، إلى مساندته، إلى الاهتمام به؛ بل على العكس من ذلك: معظم الأنظمة العربية كانت مواقفها سلبية تجاه حركات المقاومة والجهاد في فلسطين وفي لبنان، ونظرتها سلبية، وتعاملها سلبي إلى حدٍ كبير، البعض صنَّفها- في نهاية المطاف- بالإرهاب، صنَّفوا الحركات المجاهدة في فلسطين بالإرهاب، وصنَّفوا حزب الله في لبنان بالإرهاب.

الــدرس الآن ماثـــلٌ أمــام الجميـع، وواضــحٌ بشكــلٍ جـلي:

– هناك في ذلك النموذج للجيوش العربية، الذي انهزم خلال ستة أيام فقط هزيمةً مدوية، مع أنَّه كان في وضع مريح، ليس محاصراً، ليست وضعية حصار مطبق، كالحالة التي هي قائمة الآن في قطاع غزَّة، كذلك على مستوى العدة والعتاد، وإمكانات التسليح، إمكانات التلافي للوضع، إمكانات الترميم، والبناء، والتأهيل، كل شيءٍ متاح بالنسبة للأنظمة العربية في تلك المرحلة.

– والحالة القائمة الآن، بالنسبة للنموذج القائم في قطاع غزَّة لإخوتنا المجاهدين في حركات المقاومة، الذي صمد بكل بسالةٍ وثبات في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا يزال يصمد، ولأكثر من ستمائة يوم، ولأكثر من ستمائة يوم، مع المفارقات الواضحة فيما يتعلق بوضع إخوتنا المجاهدين في فلسطين في قطاع غزَّة، بإمكاناتهم العسكرية المحدودة جداً، فيما يتعلق بالتسليح، فيما يتعلق بالإمكانات المادية، وكذلك فيما يتعلق بالفارق الكبير بين وضع العدو الإسرائيلي آنذاك، في نوعية إمكاناته وقدراته العسكرية، وما بحوزته الآن من إمكانات وقدرات، وما يقدِّمه له الأمريكي في هذه المرحلة من إمكانات وقدرات عسكرية متطوِّرة، وذات قوة كبيرة في التدمير… وغير ذلك، إمكانات الرصد، والاستهداف، الإمكانات المعلوماتية والعملياتية، الفارق كبير جداً.

العدو الإسرائيلي، وهو أضعف مما عليه الآن بكثير، تمكَّن آنذاك من هزيمة ثلاثة جيوش عربية- وذلك في وضعية ممتازة من حيث الإمكانات والعتاد والعُدَّة- خلال ستة أيام؛ وفشل في القضاء على المقاومة والإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، وعلى مدى أكثر من ستمائة يوم، وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة لعدوانه، من مسألة استعادة أسراه من دون صفقة تبادل، من مسألة القضاء على الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة.

هذه المفارقات الواضحة، بالرغم من الفوارق في الإمكانات:

– سواءً بالنسبة للإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، ووضعهم المختلف تماماً عمَّا كان عليه حال الجيوش العربية.

– أو بالنسبة للعدو، في المفارقة الكبيرة بين حجم إمكاناته وقدراته- آنذاك- يوم هزم الجيوش العربية، وفي هذه المرحلة، مع ما يحظى به من دعمٍ مفتوح من الجانب الأمريكي، ومتقدِّم، ومتطوِّر، وبإمكانات وقدرات كبيرة.

لماذا لا يأخذ العرب العبرة من هذا الدرس؛ ليقدِّموا الدعم الصادق والكبير والمتاح، الذي بإمكانهم أن يقدِّموه للإخوة المجاهدين في فلسطين، وللشعب الفلسطيني؟!

هناك تخاذل كبير جداً، هناك تجاهل وعمى، وعدم استفادة لا من دروس التاريخ، ولا من الحقائق والوقائع الواضحة، وإلَّا فهذا درسٌ كبيرٌ جداً، درسٌ يوضِّح- فعلاً- أنَّ هناك نموذج ناجح، هناك أسباب لنجاحه، وهو جديرٌ بتقديم كل أشكال الدعم له، وتقديم الدعم الكامل له كفيلٌ بأن يكون له أثره الكبير في ميدان الصراع مع العدو الإسرائيلي.

فيمــا يتعلَّـق بالأنشطـــة المتضامنـــة مـع فلسطـــين:

– كان هناك أيضاً من مجريات الأسبوع السفينة (مادلين)، وهي خطوة رمزية لكسر الحصار، نفذها اثنا عشر شخصاً من بلدان متعددة، مع مساعدات رمزية غذائية وطِبِّيَّة، سطا عليها العدو الإسرائيلي في المياه الدولية، وأخذها، واختطف الناشطين الإنسانيين.

– فيمــا يتعلَّـق بالمظاهــرات:

o خرجت مظاهرات في المغرب، والأردن، وتونس.

o كذلك خرجت مظاهرات كبيرة في فرنسا، قرابة مائتي مظاهرة، ومظاهرات كبيرة، شارك فيها مئات الآلاف، منها: مظاهرة في باريس، بعشرات الآلاف في باريس خرجت.

o كذلك مظاهرات في أمريكا، بالرغم من القمع والاعتقالات.

o ومظاهرات في: إسبانيا، وكندا، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، وبلجيكا.

– هناك أيضاً إجراءات أعلنت عنها بعض الدول الأوروبية، ضد البعض من المجرمين الصهاينة، هي إجراءات محدودة ورمزية.

ولكن الإجراء الصحيح- إذا كان لدى تلك الدول حرص على سمعتها الإنسانية، وعلى قيمها الليبرالية؛ لأنها تفتضح، ما يحدث في فلسطين، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فيه فضيحة كبيرة جداً للغرب، أنه لا يلتزم بأي قيم، لا إنسانية، ولا ليبرالية… ولا غير ذلك، هو يعكس حالة التوحش والإجرام، والغرب شريك للعدو الإسرائيلي فيما يرتكبه من جرائم، والبعض من الأنظمة الغربية محرج، محرج تجاه هذا المستوى من الانكشاف، من الفضيحة والوضوح؛ فيحاولون أن يُغَطُّوا على وضعهم وعلى سمعتهم ببعض من الإجراءات المحدودة، كما هو حال بريطانيا، بريطانيا التي لها الدور الأول، والوزر الأكبر في كل ما جرى ويجري على الشعب الفلسطيني، منذ أن قامت هي باحتلال فلسطين، ثم قامت هي باحتضان العصابات الصهيونية الإجرامية، وتمكينها من الاحتلال لفلسطين بعدها، تقوم ببعض الإجراءات الشكلية والمحدودة- الإجراءات الحقيقية، التي يمكن أن تكون معبِّرة عن توجُّه جاد، ضد ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية وإجرام في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني، هي واضحة، من مثل:

– الإيقاف لأي تعاون عسكري مع العدو الإسرائيلي، بما في ذلك بيع السلاح، أو هبة السلاح للعدو الإسرائيلي.

– خطوات عملية في المقاطعة الاقتصادية، في المقاطعة السياسية، في إجراءات عملية واضحة وحقيقية.

فيمــا يتعلَّـق بجبهــة الإسنــاد من يمـن الإيمـان والجهــاد، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس):

تستمر العمليات العسكرية بالقصف الصاروخي وبالمسيَّرات إلى عمق فلسطين المحتلة، ضد العدو الإسرائيلي، وإسناداً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأَعِزَّاء.

في هذا الأسبوع نُفِّذت العمليات بـ(أحد عشر صاروخاً بالِسْتِّياً، وفرط صوتي، وطائرة مسيَّرة)، استهدفت أهدافاً تابعة للعدو الإسرائيلي في (حيفا، ويافا، وأسدود) في فلسطين المحتلة، منها: خمسة صواريخ كانت باتجاه (مطار اللد)، الذي يسمِّيه العدو الإسرائيلي باسم المجرم [بن غوريون] في يافا المحتلة.

وكان من أبرز هذه العمليات في هذا الأسبوع: عملية مساء الثلاثاء، كانت عملية قوية، ومؤثِّرة، وناجحة بفضل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وكان مـن نتائجهــا:

– إحداث إرباك وتخبُّط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي، حيث أطلقوا العديد من الصواريخ الاعتراضية، بعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من (مطار اللد).

– كذلك شوهدت أعمدة الدخان من محيط المطار، متصاعدة من محيط المطار، مما يعني وصول الصاروخ إلى هدفه.

– وكذلك أيضاً أجبرت هذه العمليات الملايين من المغتصبين الصهاينة اليهود على الهروب إلى الملاجئ، وتفعيل صافرات الإنذار في المئات من المدن والبلدات المغتصبة في فلسطين.

تأتي هذه العمليات في إطار العمل المستمر، الهادف لفرض حصارٍ جوي على العدو الإسرائيلي، وهذا ما تسعى إليه قواتنا لتحقيق هذا الهدف المهم؛ رداً على تصعيد العدو الإسرائيلي، وارتكابه جرائم الإبادة.

فيمــا يتعلَّــق بالحصــار البحــري، في (البحر الأحمر، وخليج عدن، وباب المندب): هو مستمر، الملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي، وهو متوقِّف عن الملاحة في مسرح العمليات، ولكن- كما قلنا- هناك أنظمة عربية وأنظمة إسلامية، وعبر البحر الأبيض المتوسط، توصل إليه من خلال السفن البضائع، وتنقل كذلك البضائع لصالح العدو الإسرائيلي، وهذا شيء مؤسف جداً!

فيمــا يتعلَّـق بالأنشطــة الشعبيــة: كان هناك مئات الوقفات في عيد الأضحى في معظم مصليات العيد، والأنشطة بكلها- بإذن الله وتوفيقه- سيواصلها شعبنا العزيز، من: وقفات، وفعاليات، وندوات… ومختلف الأنشطة، وكذلك أنشطة التعبئة العامة، وكذلك المسيرات والخروج المليوني؛ لأن هذا جهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأعمال متاحة، وفي إطار المسؤولية الإيمانية والأخلاقية والدينية، الاستمرار فيها هو جهاد، هو أداء لفريضة مقدَّسة، الاستمرار فيها أيضاً هو من الوفاء، من القيم الإنسانية والإيمانية والأخلاقية، من الشهامة والمعروف، وشعبنا شعب الإيمان، يمن الإيمان والحكمة، يمن الوفاء، والقيم، والأخلاق؛ ولـذلك سيواصل- بإذن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- كل هذه الأنشطة، ويستمر في موقفه المتكامل (رسمياً، وشعبياً)، وعلى كل المستويات، وفي كل المجالات، متقرِّباً إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بذلك، مؤدِّياً واجبه الإيماني والأخلاقي والإنساني، مدركاً أهمية ذلك، سواءً في القربة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وما يترتب على ذلك من نتائج في تدبير الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ما يكتبه من الخير لمن استجاب له، وهو القائل عن الجهاد في سبيله: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الصف:11]، وفعلاً من هذا الخير: العِزَّة الإيمانية، والسَّلامة من الخزي؛ لأن حالة الاستسلام، والخضوع، والخنوع لأعداء الله، وأعداء الإنسانية، هي تزيد من يتَّجهون ذلك الاتِّجاه ذُلّاً، وهواناً، وانحطاطاً، ويطبع الله على قلوبهم، ويزدادون رعباً، وخوفاً، وهلعاً، وجزعاً، وخنوعاً، واستسلاماً، وعواقب ذلك خطيرة عليهم في الدنيا والآخرة.

من نعمة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومن توفيقه، ومن فضله العظيم، وهو القائل عن الجهاد في سبيله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة:54]، من نعمة الله، من فضله، من توفيقه: أن يتحرك شعبنا في إطار هذا الموقف العظيم والمتكامل، ومن الشكر لهذه النعمة: هو الاستمرار، هو الاستقامة، هو الثبات، هو الجد في الاستمرارية بدون كلل، ولا ملل، ولا فتور، ولا تهاون، هو الوعي الدائم بعظمة وأهمية أن نقف هذا الموقف، الذي يرضي الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي فيه الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، الذي له نتائجه المهمة على المستوى التربوي والنفسي والعملي، وفي بناء واقعنا كشعبٍ وبلدٍ قوي، يسعى للارتقاء على المستوى المعنوي، وعلى المستوى العملي، وعلى مستوى تطوير قدراته وإمكاناته، وهذا ما لاحظنا أهميته وآثاره خلال كل هذه المُدَّة الزمنية، على مدى عشرين شهراً، كل النتائج والآثار هي مباركة، ولصالح شعبنا العزيز، قدَّمنا التضحيات. صحيح، تضحيات في سبيل الله تعالى، فيما يستحق منَّا أن نُقدِّم فيه التضحيات، وتضحيات مثمرة، لها نتيجتها وأهميتها.

أدعو شعبنا العزيز بدعوة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، بدعوة المسجد الأقصى، بدعوة القرآن الكريم، إلى الخروج المليوني يوم الغد إن شاء الله تعالى، في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات والمديريات والساحات، وحسب الترتيبات والإجراءات المعتادة.

نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاء، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَلِمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

نأمل- إن شاء الله- أن يكون الخروج يوم الغد خروجاً واسعاً، هذا من الوفاء لله، وللشعب الفلسطيني، وللإسلام، وللقرآن، الشعب الفلسطيني في مرحلة صعبة جداً، لابدَّ أن تكون كل الأنشطة مستمرَّة، أن يكون الصوت عالياً، أن يكون الحضور كبيراً.

الاستمرار والثبات هو خيارنا؛ لأن هذا أساسٌ في مسؤولياتنا الإيمانية والدينية.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

مقالات مشابهة

  • الخرباوي: ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة أنقذت الدولة المصرية
  • مستقبل وطن: 30 يونيو أنقذت مصر من حكم الظلام وجماعة الإخوان لن تعود مهما تآمرت
  • نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • شاهد| كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • السيد القائد يدعو أبناء الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • باحثة: المتحف المصري أحد أهم المشروعات الثقافية بالقرن الحادي والعشرين
  • برلماني: 30 يونيو أنقذت الوطن.. ومخططات الإخوان لن تنجح بفضل وعي المصريين
  • قيادي مقرب من عبدالملك الحوثي يعمل جاسوسا رفيعا لإسرائيل ويقدم خدماته الجاسوسية لتل أبيب من جنوب لبنان
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا